مؤسس الشبكة القانونية الإماراتية يرسم خريطة تأسيس الشركات وضوابط دخول المستثمرين للسوق الإماراتية

Ad

استضافت حلقة الأحد الماضى من CEO Level Podcast، الذى يقدمه حازم شريف، رئيس تحرير جريدة «المال»، أحمد النجار، الرئيس التنفيذى لشركة النجار آند بارتنرز، ومؤسس الشبكة القانونية الإماراتية، ومنصة الفقيه القانونى.

قدم «النجار»، فى الحلقة المتاحة حالياً على موقع «يوتيوب»، وجميع منصات «البودكاست» والتواصل الاجتماعى، شرحًا ودليلًا للمستثمر سواء المصرى أو العربى أو غيره لتأسيس شركته فى السوق الإماراتية، إلى جانب الآليات المتبعة فى اتخاذ القرار المناسب طبقاً للتشريعات، والمزايا التى تقدمها الدولة وطبيعة مهنة المحاماة هناك.

وتحدث عن تأثير صناعة المحتوى فى التوعية وتسويق الخدمات القانونية، وأهم النصائح التى يقدمها لروّاد الأعمال، وكيف يستفيد المحامى من تقنيات الذكاء الصناعى، كما حكى عن رحلته من القاهرة لتأسيس مكتبه فى دبى، وتجربته لتأسيس الشبكة الإماراتية القانونية.

وتطرق «النجار» إلى تشريعات تأسيس شركات «الأوفشور»، وما التغيرات التى طرأت عليها بعد فضيحة «أوراق بنما» الشهيرة، وتأثير القوانين عموماً على الأنماط المعمارية والاقتصادية.

وحدد مؤسس الشبكة القانونية الإماراتية أهم العوائق التى تحول بين الحكومة فى مصر والمستثمر الأجنبى، وكذلك أهم الاحتياجات المكملة التى يحتاجها المشرع لجذب الاستثمارات خلال الفترة المقبلة.

وإلى نص الحوار المتاح على قناة «ALMAL TV» بموقع «يوتيوب»،

وجميع منصات «البودكاست» والتواصل الاجتماعى.

● حازم شريف: أنا أزعم أننا فى هذه الحلقة، وتروق لى كلمة «أزعم»، على موعد مع هدية ستساعد الكثير منكم على تأسيس شركته أو الاستثمار خارج مصر فى أحد أهم الأسواق الخليجية، ولا أعتقد أن هناك أنسب من ضيف اليوم؛ ليعطينا دليلاً شاملاً لكل من يدرس إجراء توسعات إقليمية، سواء كان من أصحاب الشركات الصغيرة أو الكبيرة، أو كان بمفرده أو معه شركاء آخرون.

وحتى لا أطيل عليكم، ضيف اليوم هو الأستاذ «أحمد النجار»، الرئيس التنفيذى لشركة النجار اند بارتنرز.

وقد تعرفت شخصياً عليه عن طريق السوشيال ميديا وأعجبنى ما يقدمه لأنه صانع محتوى أيضاً، ومحامى شركات، يعيش فى الإمارات منذ فترة طويلة، ممثلاً لنموذج أصحاب «الياقات البيضاء» من الشباب والذى استطاع فى ظرف سنوات، أن يحتل مكانةً بداخل السوق الإماراتية فى مجال الاستشارات القانونية، ويقدم محتوى قانونياً، ويُعرّفنا بنفسه عن نفسه، وتجربته فى الإمارات. أرحب بك.

أحمد النجار: شكراَ جداً على هذه المقدمة الجميلة.

● حازم شريف: من هو أحمد النجار؟ فى أى الجامعات تخرج؟ متى؟ وكيف بدأ رحلته؟

أحمد النجار: أحمد محامد السعيد سليمان النجار، اسمى بالكامل، واسم والدى أعتبره من الأسامى المميزة جداً.. «محامد السعيد»، ولا يتكرر، ولا أعتقد أننى قابلت أحداً فى حياتى كلها يحمل الاسم نفسه.

● حازم شريف: وبالتأكيد واجهت بأثره مشكلة فى المدرسة من البداية.

أحمد النجار: كان يقال الاسم بكل الطرق التى تتخيلها.

● حازم شريف: وفى أى الجامعات تخرجت؟ وكيف بدأت حياتك العملية؟

أحمد النجار: درست فى جامعة القاهرة، كلية الحقوق باللغة العربية، وتخرجت فى سنة 2006، ثم قضيت خدمتى العسكرية 2007، وبالنسبة لى بدأت حياتى العملية فى مكتب والدي؛ لأنه محامٍ أيضاً، ولكن بعد انتهاء الجيش بأسبوع قررت السفر إلى دبى.

● حازم شريف: لماذا قررت السفر بعد الجيش مباشرةً؟

أحمد النجار: الزحام، لم أتحمل الزحام فى مصر بكل بساطة.

● حازم شريف: ألم يكن هناك مشكلة مع الوالد لأنه محامٍ وكنت معه فى مكتبه؟

أحمد النجار: لأننا كنا متفاهمين، ولم يستهونى اتجاهه، فكان يعمل فى الاستشارات القانونية، ومتخصصا فى قضايا المحكمة والترافع، وتركيزه على القانون المدنى جعل أولويته فى التقاضى، وهو ما لم يرُق لى.

● حازم شريف: تقصد الاتجاه الجنائى والمحكمة؟

أحمد النجار: بالظبط، ودخلت المحكمة أكثر من مرة وقت التدريب، وفى يوم من الأيام تحدثت مع والدى، وسألنى «ليه مش عاجبك الشغل؟»، ورددت بأننى لا أحب المحكمة، وأود أن أتعامل مع الأعمال القانونية الأخرى، والخدمات القانونية التى لها علاقة بالعقود والشركات والتجارة الخارجية وما له صلة بذلك، وكان متفهماً جداً.

● حازم شريف: وكيف كان مستواك فى الجامعة؟ وبأى تقدير تخرجت؟

أحمد النجار: تقدير سيئ جداً، وقضيت خمسة أو ستة أعوام حتى تخرجت.

● حازم شريف: إذن بداية غير موفقة، وأتخيل إحباط الوالد فى المحامى الصغير الذى يفترض أن يعمل معه فى المكتب، عندما قررت السفر إلى دبى.. وهنا أتفهم أنك تركت مصر بسبب الزحام، فلماذا اخترت دبي؟

أحمد النجار: دبى مكان جميل، بالإضافة إلى أن أصدقائى كانوا هناك وأختى، وكان قرار السفر فى البداية كزيارة سياحية، وفى الوقت نفسه قد أجرب حظى هناك، وأعتقد أن الحياة العملية مختلفة عن الحياة الأكاديمية؛ لأنه بغض النظر عن مستواى الدراسى فى الجامعة، لكننى تعرفت على نفسى مجدداً بعد هذا القرار.

ووقتها كان النشاط العقارى فى أفضل حالاته، وكل الناس نصحتنى بترك المحاماة، والعمل فى العقارات، وبالفعل عرض على البعض العمل، ولكننى لم أقبله.

● حازم شريف: ومتى وصلت دبي؟

أحمد النجار: وصلت فى 8 أبريل 2008.

● حازم شريف: أى قبل الأزمة المالية العالمية بعدة أشهر، ومن الواضح أنك أصبت فى رفض عمل العقارات، ولكن كيف تصرفت بعدها؟

أحمد النجار: عملت مستشاراً قانونياً فى شركة سويسرية..

● حازم شريف: أعتذر عن المقاطعة، ولكن مستشاراً قانونياً؟ لقد تخرجت للتو من الجامعة، لم أفهم هذه القفزة؟

أحمد النجار: التوصيف الخاص بالمهنة فى الإمارات، إما باحث أو مستشار قانونى وإما محامٍ، والمحامى هو من له حق الترافع أمام المحاكم.

وهذه الشركة السويسرية كانت فى مجال البحث القانونى ويحتاجون لمن يعطيهم «المشورة»، وكنت صغيراً فى السن، وبالنسبة إليهم كنت الشخص الوحيد المتحدث بالعربية، وهو الدور الذى أقوم به، أى شخص درس القانون، ويستطيع قراءة قوانين البلد باللغة العربية.

ونتحدث عن وقت مازال فيه كل شيء فى الكتب أكثر منه على الإنترنت، فكنت أقوم بالبحث القانونى، وأفهم الموضوع وأدلى بالاستشارة، فكان توصيفى مستشاراً قانونياً حتى إن كنت مازلت أبدأ رحلتى.

● حازم شريف: كم من الوقت قضيت معهم فى هذه الشركة؟ وما مجالها؟

أحمد النجار: 6 سنوات، وكنا نعمل فى تأسيس الشركات وهيكلتها، والاستشارات القانونية، وكتابة العقود.

● حازم شريف: يعنى مستشاراً قانونياً بشركة خدمات قانونية.

أحمد النجار: بالضبط، شركة تقدم خدمات الاستشارات القانونية، ولديهم عملاء من العالم كله، ومهمتهم تقديم الاستشارات والأعمال والخدمات القانونية للأجانب؛ لأنها كانت شركة سويسرية، وتقدم خدماتها فى كل البلاد المحيطة بها، وكانت هذه مساحة العملاء.

● حازم شريف: بداية موفقة ليس لها علاقة بما سبقها، وكل ما قلته هو مجموعة من التجارب غير اللطيفة، لا أريد أن أسميها إخفاقات، ولكن فجأة وصلت إلى دبى، ومن اللحظة الأولى أصبت الاختيار فى المكان الصح.

أحمد النجار: أبداً، لم أنظر لهذه التجارب على أنها إخفاقات؛ لأننى استفدت من الجيش، على الرغم من الصعوبة، ولكنها خبرات، وكذلك السنوات التى قضيتها فى مكتب والدى، وتعلمت فيها الكثير، بالإضافة إلى مشاركتى فى شركة غير هادفة للربح تابعة للغرفة التجارية الأمريكية، كنا نقدم فيها خدمات لروّاد الأعمال؛ ونشرح لهم ماهية المشروعات الخاصة والبورصة.

● حازم شريف: وكان لديك هذه الخبرات ثم عملت مستشاراً قانونياً، فيما قضيت 6 سنوات فى الشركة؟

أحمد النجار: أول 3 سنوات كنت مستشاراً قانونياً، ثم أصبحت مسؤولاً عن فريق الاستشارات القانونية بالكامل، وفى خامس سنة كنت شريكاً فى المكتب، وتعريف كلمة شريك فى المكاتب الدولية، لا يستوجب الحصول على أسهم فى الشركة.

● حازم شريف: بمعنى شريك فى الربحية.

أحمد النجار: نعم، شريك فى الربحية لخامس وسادس سنة، ثم استقلت وأسست مكتبى الخاص.

● حازم شريف: وهل حققت أموالًا فى هذه الرحلة أم لا؟

أحمد النجار: نعم.

● حازم شريف: وكم كان عمرك حينها؟

أحمد النجار: حوالى 29 أو 30 سنة

● حازم شريف: سأوجه إليك سؤالا إضافيا على أى أساس قررت خوض المخاطرة؟ لأنه لمن لا يعلم من الناس فإن دبى تحديداً فى الإمارات، هى موطن لكل بنوك الاستثمار، والبنوك، وبيوت الخبرة، وشركات المحاسبة القانونية، وكبريات شركات المحاماة فى العالم، ومع ذلك فإنك فى عمر الـ 30 سنة قررت تأسيس شركة فى ذلك المجال، لماذا أقبلت على هذه الخطوة؟

أحمد النجار: مخاطرة كبيرة.. بالإضافة الى أنه لم يكن هناك مساحة أخرى لأتطور أكثر مما أصبحت عليه، يعنى كما سألتنى فى البداية أين بدأت وإلى أين وصلت، فأنا فى خلال 6 سنوات أصبحت شريكاً فى المكتب، والوحيد الذى حقق هذا فى عمرى، حتى من بين زملائى الأجانب.

● حازم شريف: وكم موظفًا كنتم فى المكتب تقريباً؟

أحمد النجار: فى دبى تقريباً كنا 20، ولدينا مكاتب أخرى فى قطر ومكتب فى الصين.

● حازم شريف: وكم من الشركاء؟

أحمد النجار: كنا أربعة، وأنا أحدهم.

● حازم شريف: حسناً، سأتوقف هنا قبل أن تكمل رحلتك وأسألك سؤالاً. بما أننا نتحدث عن الرواد والمهنيين وما شابه، بماذا تنصح أى شخص؟ لقد خرجت، وقمت برحلة غريبة شكلتها أنت بنفسك، بدون أى خبرة أو أى شيء. أدركت ذلك وقفزت فى الطائرة وذهبت للعمل. بماذا تنصح الأشخاص الذين يمتلكون تركيبتك المهنية نفسها، سواء كان محاسباً يرى نفسه محاسباً قانونياً جيداً، أو موهوباً فى عمله، أو محامياً، ما المهارات التى يحتاجها ليذهب إلى هناك؟ وماذا يفعل فور وصوله؟ وأقصد هنا كمهنى، لا كصاحب مشروع.

أحمد النجار: سأخبرك أمراً من الأمور التى أدهشتنى شخصياً فى مسيرتى، وهو أننى بعد حوالى سنة أو سنتين من العمل بجدية، فوجئت بأننى «شاطر»، لم تكن لدى هذه الثقة، ولم أتخيل أننى بهذه «الشطارة»، وإحساسى بذلك كان يدفعنى للعمل بجدية كبيرة ومضاعفة وقت العمل كنت أنافس أشخاصاً درسوا فى 3 جامعات ويتحدثون 4 لغات، وجميعهم سويسريون وألمان وفرنسيون وغيرهم.

وكنت أتصور دائماً أن معلوماتى أقل أو ذكائى أقل قليلاً، لذا كان علىّ أن أعوض ذلك بحجم العمل، وبعد سنتين تقريباً، أو عندما وصلت إلى ما وصلت إليه، انبهرت بنفسى، وشعرت أننى بخير، بل رائع.

فلماذا لا أثق بنفسي؟ أضف إلى هذه المهارة بعض الثقة وتحرك، ولكننى أعتقد أنه لو كانت هذه الثقة موجودة منذ البداية، أو لو لم يكن يهمنى إن كنت سأنجح أم لا، لكنت أسرع مما فعلت.

فإذا سألتنى عن النصيحة، أعتقد أنه لا يوجد أفضل من أن تبدأ وحسب.. ليس عليك أن تكون الأذكى فى العالم.. المهم أن تبدأ وتعمل بجدية حتى ترى نفسك تنجح.

● حازم شريف: حسناً، باختصار، أن تضع نفسك على المسار، وترى إلى أين ستصل؛ لأنه ليس كل الناس ماهرين أيضاً، لكى نكون منصفين.

وأنا بالطبع فى موضوع النصائح أكون مزعجاً قليلاً؛ لأن النصائح دائماً ما تكون مبتورة.. بمعنى، قد ينفعك أن تذهب للعمل وتكتشف أنك ماهر، وقد يذهب شخص آخر للعمل، ويكتشف أنه لا يستطيع المنافسة، فيبدأ فى اختلاق مبررات أخرى، كأنه لم يعد ينافس بسبب أن علاقاته ليست كعلاقات المنافسين، أو أنه لا يستطيع المنافسة لأنه يُستغل، أو أنه لا يستطيع المنافسة بسبب وجود عنصرية.. وهكذا.

دعنا من خلال تجربتك نسأل: هل واجهت مضايقات؟ وكيف كنت تتعامل معها؟

أحمد النجار: طبعاً، هذا وارد جداً، ووارد أن تواجه مشاكل، ومن المستحيل أن أكون أنا العربى الوحيد الذى يتحدث العربية فى شركة بها الكثير من الأجانب، فى مركز دبى المالى العالمى، وهو الأكبر، ويضم نخبة المحامين والمحاسبين الموجودين فى كل مكان فى العالم. نعم، واجهت عنصرية، وواجهت سخافات، وواجهت أشخاصاً ينظرون إليك دون اهتمام بالشهادة التى حصلت عليها، ولكن الأمر يعود إليك، إذا أردت أن تؤثر عليك هذه الأمور، فسوف تؤثر، وإذا أردت أن تبقى فى منطقة آمنة لا مشاكل فيها ولا قلق، فلن يحدث شيء.

سأخبرك شيئاً جميلاً جداً حدث معى.. فى مكتب مركز دبى المالى العالمى، كنا خمسة وكانت لدينا سكرتيرة واحدة نحن الخمسة، فكنت أعد القهوة لنفسى، وأصور الأوراق لنفسى، وأقوم بكل أعمالى بنفسى، وعندما يأتينى عميل، أنا من يفتح الباب ويدخله ويجلسه ويعد له القهوة أيضاً.

وهذه السكرتيرة كانت من أذكى الموظفين الإداريين.. كانت رائعة، ومهاراتها ممتازة جداً، ولكنها كانت كسولة جداً جداً.. لم تكن تحب أن تساعد أحداً ولا تحب أن تفعل أى شيء، وأنا فقط أتخيل أن شخصاً بهذا الذكاء والإمكانيات، لو كان لديه الدافع من نفسه للعمل، لكان قد أنجز شيئاً. ولهذا السبب، أصبح كل الأشخاص الأقل ذكاءً ومهارة منها أفضل منها.

وظلت هى سكرتيرة لمدة 10 سنوات تجلس فى الاستقبال لا تفعل شيئاً سوى ذلك، ليس تقليلاً من أى شخص يعمل فى الاستقبال، ولكن قصدى أنها بعد عشر سنوات لم تتحرك.. كان بإمكانها أن تذهب إلى مكان آخر، لكنها لم تتحرك، مع أن مهاراتها موجودة.

● حازم شريف: حسناً، تركت المكان.. ولكنك أشرت عدة مرات إلى أنك تتحدث العربية، ولكنك تتحدث الإنجليزية جيداً. لقد شاهدت البودكاست الخاص بك، وأنت تتحدث الإنجليزية بصورة جيدة جداً.. هل هذا بسبب مدرسة القومية للغات التى لا أعتقد أنها السبب، أم بسبب ماذا بالضبط؟

أحمد النجار: بالطبع هى مسألة تجميعة، تتعلم الأساسيات.. وأهم شيء أن تتعلم فى مكان جيد، فتستطيع أن تأخذ الأساسيات، بعد ذلك تنميها، ولكن فى الوقت نفسه، كونك تتحدث العربية فى الإمارات، هذه مهارة ليست منتشرة كثيراً.. وإذا كنت تتحدث العربية والإنجليزية أو أى لغة أخرى، فهذه ميزة.

● حازم شريف: فقط لكى يفهم الناس، أن تتحدث العربية والإنجليزية فهذا هو سبب النجاح؟

أحمد النجار: طبعاً كانت ميزة، ولكنها لم تكن الوحيدة.

● حازم شريف: بالضبط هكذا.. حسناً، تركت الشركة، وقررت أن تفتح شركة.. أين فتحت؟ وماذا كان رأسمالك؟

أحمد النجار: فتحت برأسمال قليل جداً، وكان المكتب عبارة عن 40 متراً تقريباً، وكنت أنا وشريكى الذى كان أحد عملائى قبلها.

● حازم شريف: هل كان محامياً أم مستثمراً معك؟

أحمد النجار: لا، كان مستثمراً.. هو كان فى مستوى عالٍ فى الاستشارات المالية، ولقد ساعدته على الانتقال من سويسرا إلى الإمارات، وفهمته كيف يعمل، وكيف يدير محفظته المالية، وكيف يستثمر فى العقارات، وهكذا.. وعندما وجدنى غير سعيد فى المكان الذى أنا فيه، سألني: «ما الذى يضايقك؟ هل تريد الذهاب للعمل فى مكتب محاماة آخر؟ ولماذا؟ ولماذا لا تفتح مكتباً بمفردك؟» فقلت له: «لا، هناك مخاطر كثيرة إذا كان لدى موظفون وأفتح بمفردى وهكذا، الموضوع ليس سهلاً». فقال لي: «حسناً، فلنقسم المخاطرة على اثنين وأشاركك»، ووافقت.

● حازم شريف: ولكنكما أسستما شركة، وأنتما الاثنان مساهمان معاً.. فكم موظفاً كان فيها غيرك؟

أحمد النجار: كنا نحن الاثنان وسكرتيرة.

● حازم شريف: ولكنه متخصص فى الاستشارات المالية.

أحمد النجار: كان دوره الرئيسى جلب العملاء من أوروبا، وكان شريكاً فى الشركة وحسب.

● حازم شريف: وأنت من كان يدير، صحيح؟

أحمد النجار: نعم.. وبدأنا بهذه الطريقة، وكنت أقدم لهم الخدمات القانونية والاستشارات.

● حازم شريف: هو كان يجلب العملاء من أوروبا لكى تفعل لهم ماذا بالضبط؟ يعنى أى مستثمر أو شركة قادمة من أوروبا وترغب فى الافتتاح فى الإمارات، كنت تتولى أمرها وتستلمها، فما الذى كنت تقدمه؟

أحمد النجار: كل شيء.. يعنى لو كان مستثمراً فرداً، يريد أن يفتح مطعماً مثلاً.. أو كان شخصاً يريد أن يؤسس مصنعاً لإنتاج شيء معين، أو شركة تجارية تتاجر فى سلعة ما أياً كانت.. يأتى من البداية لنقدم بضعة أشياء، وهى التعريف بالأنشطة القانونية، والتعريف المناسب بالإمارات، وبالمناطق الحرة التى سيعمل معها فى نشاطه، والتى توافق على المنتج الذى يتاجر فيه.. وكل شيء له علاقة بالعقود مع العمال، وكذلك العقارات التى يؤجرها أو يشتريها.

أى شيء له علاقة بالنشاط التجارى لأى شركة يجب أن يتخلله استشارة قانونية.. ويجب أن يكون فيه سؤال لتعرف إجابته، وهل يناسبك هذا الاختيار أم لا؟ هذا كان الأهم.

● حازم شريف: فى أى سنة افتتحت بالضبط؟

أحمد النجار: 2013.

● حازم شريف: كيف تطور المكتب؟

أحمد النجار: خلال ستة أشهر اضطررنا مع حسن سير العمل إلى مغادرة المكان الذى كنا فيه.

● حازم شريف: الـ 40 متراً.

أحمد النجار: الـ 40 متراً نعم.. والحمد لله كانت الأمور تسير على نحو أفضل، فقررنا أن نشترى مكتباً لكى نستقر؛ لأننا كان لدينا عملاء كثيرون فى وقت قصير، والثقة بيننا كانت تزداد، والعملاء كانوا يعطوننا المزيد من العمل، ويتحدثون مع معارفهم وأصدقائهم.. وكان هناك طفرة فى الوقت نفسه فى الإمارات، حيث كان المناخ جاذباً جداً للاستثمارات.

● حازم شريف: اشتريت مكتباً.. كم كانت مساحته؟

أحمد النجار: 200 متر، وكان مناسباً جداً بالنسبة لنا حتى اليوم.

● حازم شريف: كم موظفاً لديك الآن فى المكتب؟

أحمد النجار: 18، وهم أيضاً على القوة، وليس جميعهم يأتون إلى المكتب.

● حازم شريف: 18 شخصاً، ليس كلهم يأتون إلى المكتب، وجميعهم محامون ما عدا سكرتيرة مثلاً أو أكثر.

أحمد النجار: لا.. نصفهم محامون ونصفهم يقومون بأعمال إدارية ومحاسبية.

● حازم شريف: حسناً، فهذا هو الوضع الذى أنت فيه الآن، لماذا تعد مكتبك «بوتيك»؟

أنا أفهم أننا عادة ما نستخدم كلمة «بوتيك» عندما يترك اثنان وظيفة، ويذهبان لتأسيس شركة استشارات مالية، يسمونها بوتيك؛ لأنهم يعملون على إعادة الهيكلة وما إلى ذلك.. ولكن فى النهاية لا يقومون بطروحات، أو صفقات كبيرة.. فلماذا أنت بالنسبة لك كمحامٍ للشركات، لماذا تسمى مكتبك «بوتيك» وليس شيئاً أكبر من ذلك؟

أحمد النجار: تعريف مكاتب المحاماة بشكل عام يكون بحجم وعدد المحامين، فأى مكتب بوتيك يكون من محامٍ واحد حتى 20 مثلاً.. وحتى فى بلاد مثل إيطاليا يطلقون عليه «ستوديو»، وعندما يكبر، يصبح شركة كبيرة، وتكون هناك مكاتب بها 100 شريك أو 100 محامٍ.

ولكن كلمة «بوتيك» هذه تعطى إشارة إلى الخدمة الشخصية أكثر.. فمهنة المحاماة أو الاستشارة القانونية تتطلب الكثير من الثقة والكثير من التعامل مع العميل، وأريد أن أعرف أسراره لكى أستطيع أن أقدم له النصيحة.. فالكلمة تقرب المسافة بينى وبين العميل لكى يعرف أن الخدمة التى نقدمها ليست كما هى مكتوبة فى الكتاب.

● حازم شريف: أى خدمة أكثر وداً وتفاهماً.. ولكن من 2013 حتى 2025 فى المقر الجديد، وتقريباً هو الحجم نفسه بالضبط.. هل هذا شيء جيد أم سيئ؟

أحمد النجار: هذا هو ما أريده.. بمعنى أنه كان بإمكانى أن أضغط فى العمل قليلاً لأكبر، أو إضافة واحد أو اثنين من الشركاء الآخرين.. ولكن الحجم الذى أنا فيه الآن هو الذى يتناسب مع رغبتى فى تقديم الخدمات، بمعنى يمكن أن أحضر مستثمراً، كى نكبر ويصبح لدينا محامون كثيرون، وأقدم خدمات بطريقة مختلفة، ولكنى أعتقد أن الأحجام الصغيرة للمكاتب ترفع الجودة، وتجعل العلاقة بين العميل والمحامى أو المستشار الخاص به ممتدة لفترة أطول بكثير.

● حازم شريف: هل يمكننى أن أسألك قليلاً عن نموذج العمل؟ على الرغم من الحجم الصغير، هل تستطيع زيادة أرباحك بهذا الحجم لأنك تختار عملاءك بشكل أفضل، وترفع أتعابك أو خدماتك بشكل أكبر؛ لأنك تكتسب ثقة العملاء وما إلى ذلك؟ هل فهمى صحيح أم لا؟

أحمد النجار: هذا ما أعنيه.. أعتقد أن مكاتب المحاماة والخدمات القانونية التى تحقق أرباحاً هى مكاتب البوتيك وكبريات الشركات، أما الكيانات التى تقع فى المنتصف فإنها تعانى كثيراً لأن مصاريفهم تكون عالية جداً.

ولكن فى الوقت نفسه، ليس لديه ما لدى البوتيك، وعددد الموظفين من 1 إلى 20 موظفاً، يعتبر مناسباً بالنسبة لى فى الوقت الذى أنا فيه.. ولكى أصل إلى مرحلة الشركة الكبيرة، أولاً يجب أن يكون اختيارى أننى أريد ذلك. ويجب أن أقصر المسافة والمنتصف بين البوتيك والشركة الكبيرة، لأن هذه هى المسافة التى يتم فيها انفاق معظم الأموال.

● حازم شريف: حسناً، هل ضمن عملائك شركات كبيرة أم جميعهم عملاء بوتيكات أيضاً؟ بمعنى أنه يمكن أن يكون مستثمرا سويسريا، ولكنه مثلاً يستثمر مليون دولار فى الإمارات وهو ليس مبلغاً.. هل لديك عملاء كبار بلغة الأعمال؟

أحمد النجار: لدى حكومات.

● حازم شريف: هذا يعنى أن الحكومات تقدم لها استشارات، حسناً.. هل هذا يجعلك عرضة لعمليات استحواذ من شركات محاماة كبيرة؟

أحمد النجار: يحدث طبعاً، نتلقى عروضا كثيرة.

● حازم شريف: ما هو آخر عرض؟ وكيف كان؟

أحمد النجار: آخر عرض رفضته أم آخر عرض ما زلت أفكر فيه؟

● حازم شريف: آخر عرض رفضته.. أو العرض الذى تدرسه الآن.

أحمد النجار: العروض التى أرفضها هى أى عرض يتضمن استحواذاً بنسبة %100.. ببساطة لأننى ما زلت صغيراً وليس لدى أى نية للخروج من المجال.

● حازم شريف: يعنى أنت تخرجت منذ عشرين عاماً، يعنى الآن فى بداية الأربعينيات، صحيح؟

أحمد النجار: نعم، عمرى 42 عاماً، وما زلت أرى نفسى شاباً، لا أشعر أننى أريد الخروج من المجال.

● حازم شريف: إذن، كيف ترى هذه العروض؟ ماذا تدرس الآن؟ هل تبحث مشاركة حصة إستراتيجية «%25-20» مثلاً؟

أحمد النجار: نعم، لدى استعداد كبير جداً لأى شخص يأتى، ولديه رؤية أن يفعل شيئاً فريداً، أن نغير فى طريقة تقديم الخدمات القانونية، فيستثمر فى هذا الجانب معى.

● حازم شريف: والآن أنت تبحث عن مستثمر قانونى أم مالي؟

أحمد النجار: أولاً، مستثمر مالى.

● حازم شريف: بمعنى أنك لست فى مرحلة شركات المحاماة الكبرى، وتبحث عن مستثمر مالى يضع أموالاً معك؛ لتكبر وتصبح شركة كبيرة.. فتتجاوز مرحلة الشركات المتوسطة هذه دفعة واحدة.. إلى أن تصبح شركة كبيرة.

أحمد النجار: مثلاً، أو نقدم شيئاً مميزاً غير موجود فى السوق.. وفى مثل مجال الخدمات القانونية، ليس سهلاً أن تفعله.

● حازم شريف: صحح لى بسرعة؛ لأنك عندما قلت «شيئاً غير موجود»، جاء إلى بالى غسيل الأموال.

أحمد النجار: هذا موجود ولكننى لا ما أعنيه، مثلا.. أن تجعل تقديم الخدمات أسهل قليلاً، وتصل إلى عدد أكبر من الناس، فالشيء الذى يجعل الخدمات القانونية صعبة الوصول إليها هو أنها غالية، أو أنها صعبة المنال.. ولكن لو وصلت الخدمات القانونية هذه لأى شخص عبر الإنترنت، بأن أبسطها وأسهلها، وأن أجعل سعرها متاحاً لطبقة أكبر من الطبقة التى لديها القدرة أو الملاءة المالية للوصول إليها الآن.. هذه هى الأشياء التى أرغب فى تحقيقها.. وأنا أرغب فى ذلك.

● حازم شريف: هكذا ستغير نوع عملائك، إذا جاز التعبير.. فإذا كنت تتعامل مع الشركات الكبيرة والحكومات، فستتعامل الآن مع شخص يرغب فى إنشاء «كشك» فى الإمارات.

أحمد النجار: ولكن فى هذه الحالة، سيكون معى مستثمر، وسأتمكن من إدارة عملى بطريقة مختلفة. يعنى مثلاً، إذا أردت أن تكتب عقداً لأصل عقارى صغير، ستدخل عبر الإنترنت وتكتب العقد بنفسك، لأنه لا يستدعى الذهاب إلى محامٍ ليرسل لك فاتورة باهظة.. ولكن إذا كانت لديك طريقة للحصول على عقد أو شيء ذى جودة عالية وقيمته ليست باهظة جداً، فستستخدمها.

● حازم شريف: سأسألك سؤالاً هنا، لأننا كنا نناقش هذا الموضوع فى عدة حلقات مع أشخاص آخرين فى أمور أخرى. هل «شات جى بى تى» والذكاء الاصطناعى لا يضعفان فرص ما تتحدث عنه؟ يعنى الأدوات المتطورة للذكاء الاصطناعى التى يمكنك من خلالها الحصول على العقود التى تريدها.

أحمد النجار: نحن نفعل ذلك الآن، وهذا لا يضعف بالعكس.. ودعنى أسأل بعد أن تعد العقد، هل تعرضه على المحامى ليراجعه أم لا؟

● حازم شريف: الآن الناس تعرضه، ولكن مع الوقت، أنا لست خبيراً فى الذكاء الاصطناعى أو ما شابه. ولكننى أتخيل أن ابنى وابنى الأصغر منه سيفعلان ذلك بمنتهى السهولة غالباً، وأنا لا أقلل من شأنك ولا من المحاماة عندما أقول لك ذلك.. أنا أتحدث عن مخاطر أن تقوم بتقديم خدمة باللغة العربية، أى شيء من هذا القبيل، فى ظل منافسة صعبة.

أحمد النجار: ما سيحدث هو أننى سأكون محامياً ومستشاراً قانونياً.. لدى الخبرة والمعلومة القانونية، وأنا أعرف كيف أكتب العقد، ولكن بدلاً من أن أكتب عقداً أو عقدين فى اليوم، الآن أستطيع أن أكتب 20 عقداً، وبدلاً من أن أقضى فى الاستشارة القانونية التى سأقدمها لك فى الدراسة والقراءة والتحليل واستخراج القوانين، وتستغرق منى 4 أو 5 ساعات لأعطيك إجابة على سؤال، ستستغرق منى ربع ساعة.. فهذا هو ما سيتغير.

● حازم شريف: حسناً، دعنى أسألك السؤال بشكل آخر.. أليس من الممكن أن تستخدمه لمصلحتك كمحامٍ، وهذا شيء جيد. هل تدرس هذا الآن؟

أحمد النجار: طبعاً.. نحن نفعل ذلك الآن.. ليس دراسة.. المحامى الذى لا يعمل بأدوات الذكاء الاصطناعى لا نحتاج إليه، وغير مفيد بالمرة.. كأنك مثلاً ذهبت فى عام 2010 وجاءك شخص يقول لك أنا لا أعرف استخدام الهاتف الذكى ولا أعرف الدخول على الإنترنت.

● حازم شريف: حسناً، أعطنى مثالاً.. فلو أنا الآن محامٍ يعمل معك فى المكتب، وتريد أن تختبرنى فى معرفة استخدام الذكاء الاصطناعى فى عملنا القانونى.. ما التمارين؟ ماذا ستسألنى بالضبط؟

أحمد النجار: توجد الآن أدوات مثل برامج البحث القانونى، والبرامج الأخرى التى نستخدمها فى عملنا العادى، مثل الأوت لوك والوورد وما شابه.. إذا أخذت عقداً لمراجعته بالطريقة التقليدية، وهذا العقد 100 صفحة، سأقضى فيه أسبوعاً، ولكن إذا استخدمت أدوات الذكاء الاصطناعى، سأنهيه فى يوم.

باختصار.. المحامى الذى سينهيه فى يوم يمكننى العمل معه.. والمحامى الذى سيقضى فيه أسبوعاً لن يناسبنى.

● حازم شريف: دعنا نبتعد عن هذه القصة، وننتقل إلى فكرة أنك شديد النشاط.. يعنى أنك تقوم بشيئين.. أولاً، تقوم بعمل، إذا جاز التعبير، عمل له علاقة بجماعات المصالح، من خلال إنشاء رابطة المحامين فى الإمارات،.. ما هى الرابطة؟ وكيف أنشأتها فى الإمارات، وأنت لست مواطناً وتذهب لتقوم بهذا؟ احكِ لنا هذه القصة.

أحمد النجار: اسم هذه الرابطة هو الشبكة القانونية الإماراتية.

● حازم شريف: وماذا كان هدفها؟

أحمد النجار: كان هدفها أن نجمع المحامين لكى يشكلوا ما يشبه النادى المهنى.

● حازم شريف: كل المحامين، أم محامو الأعمال فقط؟ الشركات والأعمال؟

أحمد النجار: لا، هى مفتوحة لكل المحامين.

● حازم شريف: هل تضم حتى من يترافع فى قضايا القتل وكل شيء؟

أحمد النجار: قضايا جنائية، هذا هو ما بدأ، ونحن بعد ذلك وسعنا المجال لأننا جميعاً نريد أن نتعلم من بعضنا البعض، وجميعنا نريد أن نسأل بعضنا البعض أسئلة؛ لأن الهدف من هذه المجموعة، هو أن نستفيد جميعاً.

حتى فى البداية، كنت أرفض دخول أشخاص غير قانونيين معنا، لأن الأسئلة والإجابات التى نتبادلها هى عبارة عن استشارة قانونية من المفترض أن يدفع عليها المال. فلا أريد أحداً أن يدخل المجال أو يستفيد منا مجاناً أو يسيء استخدام تواجده، فكنا نستبعد كل الأشخاص غير القانونيين، وبعد ذلك اكتشفنا أننا نريد أن نكبر، ولأنه انضم إلينا 100 شخص فى الأسبوع الأول.

● حازم شريف: 100 محامٍ فى الأسبوع الأول من تاريخ التأسيس؟

أحمد النجار: نعم أى على الفور انضم الكثير من الناس.

● حازم شريف: كيف أنشأت هذه الشبكة؟ هل أنشأتها كمنصة؟

أحمد النجار: أنشأتها كمجموعة على «واتساب»، وبعد ذلك أصبحنا نلتقى شهرياً، نشرب القهوة معاً ونناقش، ومن كان متفرغاً يأتى.. طبعاً لم يأتِ 100 شخص أبداً، ولكن أحياناً كان يأتى 50 أو 60 شخصاً مثلاً.

● حازم شريف: هل تتقابلون وتحجزون مكاناً فى فندق مثلاً؟

أحمد النجار: نحجز مكاناً فى فندق، أو أحياناً نذهب إلى أى مقهى؛ لأننا بحسب العدد الذى نتقابل به، نجلس ونتحدث.. وفى النهاية تجد أن هناك صداقات نشأت، وتجد أن هناك إعجاباً واحتراماً بين المهنيين.. فأبدأ فى الحكم بأن هذا الرجل يفهم جيداً فى عمله، وأريد أن أسأله هذا السؤال.. حسناً، لدى عميل وأنا أعمل على هذا الموضوع، لماذا لا أسأل زميلى هذا؟ فيبدأ التبادل.

● حازم شريف: حسناً، كم أصبح عدد أعضاء هذه الرابطة الآن؟

أحمد النجار: أكثر من 600 شخص، وليس لدى العدد الفعلى الآن، ولكننا ضممنا مهنيين آخرين، ولقد أدخلنا أى شخص له علاقة بالنشاط القانونى حولنا، ونحن الآن لدينا مستشارو الأعمال الذين أسسوا الشركات مثلاً، هؤلاء أدخلناهم.. المستشار القانونى الذى يعمل فى مجال الاستشارات القانونية للشركات فقط لا غير، أدخلناهم.. الأشخاص الذين يعملون فى التحكيم، أدخلناهم.. ويوجد ما يسمى بالتوفيق والمصالحة، أدخلناهم أيضاً.

● حازم شريف: ولكنهم محامون فى نهاية الأمر.. أليسوا كذلك؟

أحمد النجار: ليس كلهم، منهم مهندسون، بمعنى.. هناك من يعمل فى التحكيم أو التوفيق والمصالحة وهو محاسب، ومنهم من يكون مهندساً، وهناك من يعمل فى خدمات تأسيس الشركات وما شابه، ولا يعمل فى غيرها، ولا يكون محامياً، وهناك من يعمل فى أمور الحوكمة، وهى الأمور الخاصة بالشركات، ويريد أن يكون كل شيء مضبوطاً مع الإدارات الحكومية وما إلى ذلك.. فكل الأشخاص الذين يعملون فى المنظومة القانونية أو حولها، أدخلناهم معاً.

● حازم شريف: وهل يوجد مقر الآن؟

أحمد النجار: نعم، لدينا مقر فى أبو ظبى.

● حازم شريف: وهل تحصلون على اشتراكات من الأعضاء؟

أحمد النجار: مبلغ رمزى حوالى 200 دولار فقط، فى السنة؛ لاستمرار المنظومة، وإثبات جدية الأعضاء، ونعقد مؤتمرات وندوات عبر الإنترنت.

● حازم شريف: ولكن كل هذه الأنشطة لا تستهدف الربح.

أحمد النجار: نعم، كلها غير هادفة للربح، وجميع إيرادات الاشتراكات تعود مرة أخرى لإدارة المؤسسة نفسها.

● حازم شريف: يعنى أنكم لو حققتم ربحاً فى أى نشاط، يدخل هذا الربح ضمن المؤسسة لتمويل أنشطتها، حسناً.. هل أنت رئيس الرابطة الآن أم ماذا؟ يعنى هل توليتها مدى الحياة أم ماذا فعلت؟

أحمد النجار: نحن نجرى انتخابات كل عام، أنا حالياً رئيسها، ولكننى لست الوحيد، معى سبعة آخرون.

● حازم شريف: تشكلون مجلس إدارة؟!

أحمد النجار: لقد شكلنا مجلس إدارة بالفعل، وشكلنا عقد تأسيس لهذه الرابطة فى هيئة جمعية، وقد أسسناها ولديها مجلس إدارة، وهم من يديرونها ويتخذون جميع القرارات.

● حازم شريف: عظيم.. بالنسبة للجنسيات الموجودة، هل يوجد إماراتيون طبعاً؟

أحمد النجار: طبعاً، يوجد إماراتيون فى الرابطة نفسها كأعضاء، سيدات ورجال يعملون فى التحكيم وفى المحاكم.. ويوجد أشخاص من الهند ومن سويسرا ومن إيطاليا.

● حازم شريف: يعنى تضم جميع الناس بغض النظر عن جنسياتهم، كأنكم الإمارات نفسها؟

أحمد النجار: صحيح، هى بالضبط تماثل التركيبة السكانية للبلد نفسه.

● حازم شريف: حسناً، لننتقل إلى قصة المحتوى، أنت لديك قناة.. ما اسمها؟

أحمد النجار: THE JURIST أو الفقيه.

● حازم شريف: الفقيه القانونى.. وتقوم بعمل بودكاست كل أسبوع، كل يوم اثنين تقوم بعمل بودكاست تقدمه أنت شخصياً، بالعربية والإنجليزية، حسب ضيفك، وهذا شيء لطيف.. لماذا فعلت هذا؟ ومتى فعلته؟

أحمد النجار: هذه المنصة نفسها أنشأتها فقط لأننى تذكرت فى وقت ما، أننى بدأت حياتى العملية، وكانت لدى صعوبة كبيرة جداً فى العثور على مقالات قانونية متاحة.. وتتحدث فى مواضيع قانونية فى الإمارات، بخلاف المنصات الباهظة جداً التى يجب أن تدفع فيها أموالاً، فأنشأت هذه المنصة عام 2017، ودعوت جميع أصدقائى المحامين: «تعالوا جميعاً نكتب وسأضع صورتك وسأكتب اسمك».

● حازم شريف: هل المنصة نفسها تابعة للرابطة؟

أحمد النجار: هذه لا علاقة لها بالرابطة، بل هى قبلها أيضاً.. الرابطة بدأت فى 2021.. هذه المنصة بدأت فى 2017، أى قبل الرابطة بكثير.. كانت موقعاً إلكترونياً، أضع فيه مقالاتى ومقالات زملائى الذين يعملون معى فى المكتب، ومقالات زملائى الأكبر سناً من المحامين الذين أعرفهم. وكانت لطيفة جداً، وكنا نضع مقالاتنا القانونية من خلال الخبرة العملية التى نكتسبها.

● حازم شريف: من كان يدير هذه المنصة؟

أحمد النجار: كنت أنا وحدى.

● حازم شريف: لا بد أن يكون معك أحد. يعنى بالتأكيد أنشأت موقعاً إلكترونياً؟

أحمد النجار: كان هناك مطور طبعاً.. لكنه أنشأ لى لوحة تحكم أستطيع من خلالها نشر المقالات.. كل المقالات التى كانت تأتى من الزملاء، كانت تصلنى عبر البريد الإلكترونى، أقرأها، وإذا أعجبتنى أنشرها وحسب. فكنت أنا من ينشر.

● حازم شريف: إذن، أصبحت رئيس تحرير كزميل لنا؟

أحمد النجار: شيء من هذا القبيل، كنت أذهب لأبحث وأقرأ قليلاً لأتأكد ما إذا كان هذا الرجل يكتب كلاماً صحيحاً أم لا.. وبعد ذلك أنشرها، فكانت لطيفة.

وبعد ذلك بدأت ردود الفعل من المحامين أصدقائى بأنهم سعداء جداً، وأن هناك من ينشر مقالاتهم، وفى الوقت نفسه، بعضهم حصل على عمل، وهناك من حصل على وظيفة أخرى، ومن حصل على عميل قال له: «دخلت على الإنترنت وكنت أبحث عن هذا الموضوع وقرأت أنك كتبت مقالاً وقرأت مقالك».

● حازم شريف: أنت تضع يدك على قصة مهمة كل الناس الذين يعملون فى صناعة المحتوى الآن، يهمهم بالأساس التسويق ثم البيع، وقلت لى شيئاً مهماً، أن عدداً كبيراً من الناس الذين كانوا يكتبون، أو كل الناس الذين يكتبون، كانوا يحصلون على فرص عمل مستحقة؛ لأنهم فى النهاية يقدمون محتوى.. الناس تعرفهم من خلال محتوى لطيف، وليس من خلال ضجيج، فهذه أول نقطة، أنك وجدت أن صناعة المحتوى هذه تمنح فرصاً للأعمال فى الوقت نفسه.

أحمد النجار: وهذا أفادنى أنا شخصياً وأفاد زملائى.. ولهذا السبب، بفضل كونه شيئاً لطيفاً وجميلاً، أصبحت معروفاً بها، فأصبح لدى أصدقاء كثيرون، ولهذا السبب عندما أنشأت شبكة القانونيين الإماراتيين، رحب الكثيرون وقالوا: «نعم، نحن نعرف أحمد»، وانضموا معى وهكذا.

● حازم شريف: كم عدد المحامين المسجلين فى الإمارات؟

أحمد النجار: هناك طبيعة خاصة لموضوع «كم محاميًا؟».. نحن لدينا «المترافعون» أمام المحاكم، هؤلاء هم الإماراتيون فقط لا غير، أى من يحمل الجنسية الإماراتية، أما «المستشارون القانونيون»، هؤلاء الذين يعملون فى التقاضى، فليسوا أقل من 14000 شخص مثلاً.. ويوجد عدد لا يحصى من «المستشارين القانونيين» الذين يعملون فى الشركات، ويوجد عدد لا يحصى من «المحامين» الذين يعملون برخص مختلفة، كالمحامى الذى يعمل برخصة استشارات إدارية، والمحامى الذى يعمل برخصة تأسيس شركات، يوجد محامون كثر، الإمارات من أكثر الدول التى رأيت فيها محامين.

● حازم شريف: بعدما وصلت لـ600 عضو بالرابطة، يتضح لى أن هؤلاء هم دائرة الأعمال أكثر من الباقين، أم أنا أفهم خطأ؟

أحمد النجار: ستجد أن هؤلاء هم صناع القرار فى الشركات الكبيرة، فلدينا المستشارين القانونيين للهيئات الحكومية، أو المستشارين القانونيين لشركات عالمية، أو الشركاء الذين هم المديرون التنفيذيون للمكاتب، وستجد الرئيس التنفيذى للشركة، والمدير العام، ورئيس الشؤون القانونية، وهكذا.

● حازم شريف: حسناً، نعود مرة أخرى إلى موضوعنا.. لقد أنشأت الموقع، وبدأ الموضوع يظهر علامات، إن جاز التعبير، لك وللزملاء الذين بدأوا يكتبون فيه.. كيف تطور الأمر بعد ذلك؟

أحمد النجار: بعد ذلك تطور الأمر إلى أننى كنت أفكر كثيراً فى موضوع الفيديو «البودكاست» لفترة طويلة جداً، وتشجعت فى عام 2024 أن أقوم به، وبدأت فى شهر يناير، فاستضفت مديرى القديم فى المكتب السويسرى الذى كنت أعمل به، واثنين من أصدقائى، أحدهما محامٍ هندى، والآخر مصرى.

وكانت التجربة الأولى، أى ثلاث حلقات كانت من أفضل الأشياء التى قمت بها حتى الآن، واستمتعت جداً، ربما من الناحية التقنية لم تكن الأفضل من حيث الإضاءة والصوت.. ولكنهم أرشدونى إلى أننى أقدم محتوى لطيفاً، مستمتعاً وأتعلم من هؤلاء، وأسألهم بينما هم يخرجون سعداء جداً، واستفادة الذى يشاهد الحلقة من أكثر الأشياء التى أهتم بها، بالأخص لزملائى المحامين.

● حازم شريف: هل هذه القناة تخاطب بها المحامين فقط؟

هل فكرت أن تنتج حلقات تتجاوز المعرفة القانونية عموماً لتذهب إلى أناس آخرين؟ بمعنى شخص يريد أن يفتح متجراً، أو شخص يريد أن يؤسس أياً كان، بعيداً عن البوتيك؛ لأنه هناك بعض الأشخاص الذين يريدون أن تكون لديهم معرفة قانونية أخرى و«لن يستطيعوا دفع أتعابك يا أحمد».

أحمد النجار: لقد قمنا تقريباً بعمل 58 حلقة فى السنة الماضية.

● حازم شريف: وهذا لأن هناك حلقة كل أسبوع تقريباً؟ بمواعيد منتظمة وفريق عمل؟

أحمد النجار: حلقة كل أسبوع بالضبط، بعدد منتظم وفريق عمل ممتاز، ولدينا استوديو جميل، ففى حلقات مثلاً استضفنا فيها اثنين من المحامين، يعملون فى القانون الرياضى، وأعتقد من شاهدها لو كان لاعباً أو مدرباً أو والد لاعب أو إدارياً فى أى نادٍ، سيستفيد جداً.

هناك حلقات، كنت أخاطب جيل الألفية، وأقول له «افعل ولا تفعل وانتبه وركز وهكذا».. وفى حلقات كنت أخاطب المحامين فقط، يعنى أحضرت مرة دكتورة نفسية لتتحدث عن السعادة فى حياة المحامى، والحلقة الماضية كانت عن الحرية المالية للمحامى، وكيف يبنى ملفه الشخصى. وهناك حلقات كنت أتحدث فيها عن القوانين العقارية والإيجار، والقانون يخدم جميع الناس فى المجتمع. أياً كان عملك، أياً كان سنك.

● حازم شريف: حسناً، فلناتِ الآن إلى الشيء المهم بالنسبة لنا فى حلقتنا بالبودكاست اليوم، وما يهمنى أننى أريد أن أعطى للناس ما تعرفه، مصر الآن فيها نزعة لرجال أعمال ورواد أعمال كثيرين يريدون التوسع أو بدء أعمال فى أسواق خليجية، وتحديداً فى الإمارات والسعودية.

وبما أنك فى الإمارات ودرست سوقها، فدعنا نركز على الإمارات دعنى أطلب منك أن تشرح لنا ما نسبة دليل المستثمر للعمل أو لتأسيس الشركة داخل الإمارات؟

أنا الآن لو مستثمر أريد أن أنشئ شركة فى الإمارات.. هل هناك نصيحة عامة تقولها لى أم أنك ستتعامل معى بالتدريج.

أحمد النجار: ربما من أهم الأشياء التى أقولها لجميع الناس الذين يأتون للاستثمار، خصوصاً من مصر إلى الخليج، وأول شيء يجب أن يعرفه جيداً جداً أنه لا يمكنه تطبيق أى شيء مما يفعله فى مصر فى الخليج إطلاقاً.

● حازم شريف: أعطنى مثالاً.

أحمد النجار: مثلاً فى مصر الشركة من الممكن أن تسجل على أى عنوان، هذا غير متاح فى الإمارات.

● حازم شريف: إذن لا بد من امتلاك مقر حقيقى.

أحمد النجار: من الضرورى مقر حقيقى، ويجب أن تعرف هذا المقر، ستسجله مع أى سلطة، نحن لدينا هنا فى مصر سلطة أو اثنتان هما اللتان تسجلان الشركات، ولكن هناك فى الإمارات يوجد 47 خياراً.. هناك 47 سلطة تقوم بتسجيل الشركات واختيارك لأى منها، ينبغى أن تكون على أساس النشاط الذى ستقدمه.. وعلى عملائك، من هم؟ وبناءً على ما إذا كان لديك مكتب أم لا، وإذا كنت تريد مكتباً أم لا، وإذا كنت ستعين موظفين، ما جنسيتهم؟ هل ستضطر إلى استخراج إقامات لهم أم لا؟ كم ميزانيتك؟ هل نشاطك له قوانين معينة؟ وهل ستتعامل مع الحكومات أم لا؟

● حازم شريف: حسناً، هل تأسيس الشركات مكلف هناك فى الإمارات؟

أحمد النجار: مرتفعة جداً جداً مقارنة بمصر.

● حازم شريف: على عكس ما نعتقد أن الموضوع أرخص، بأن تؤسس شركة فى الإمارات.

أحمد النجار: على حسب نوع الشركة. وهناك أنواع كثيرة من الشركات تخدع، بمعنى أن هناك من يأتون ليفتحوا شركة قابضة ولا يكون لها نشاط، هذه عبارة عن هيكل قانونى يؤسس ليتملك العقارات أو يتملك أصولا.

وهذه تكون تكلفتها أقل بكثير جداً مما لو كانت شركة لديها نشاط، ولها مقر وتعين موظفين، ولها الحق فى استقدام موظفين أجانب، ومنحهم الإقامة الخاصة بهم، وهكذا.

هذه وتلك تكلفتهما ليست واحدة، وإذا لم تكن تعرف جيداً الفرق بينهما، ستذهب إلى الأرخص. وهذه قد لا تكون مناسبة للنشاط الذى تريده.

● حازم شريف: فى سوق «الأوفشور»، فى وقت سابق كانت الناس تذهب إلى إنجلترا أو جزر «البهامس» أو «كايمان»، وغيرها؛ لتؤسس شركات برأسمال 1000 دولار بأقصى تقدير، وتحتاج وقتها مقراً مع المحامى هناك، هل هذا موجود فى الإمارات؟

أحمد النجار: موجود، وكان موجوداً من عشرين سنة ومازال مستمراً حتى الآن، ولكن طبيعة «الأوفشور» تغيرت فى العالم كله، وتغيرت من سنين طويلة، وبالأخص من بعد فضيحة «أوراق بنما» فتغيرت القوانين فى العالم كله، وزادت الإفصاحات، وأصبح استخدام شركات «الأوفشور» مختلفة وتأسيسها كذلك.

● حازم شريف: وما الفرق ما قبل فضيحة أوراق بنما وحاليًا؟ لأنى أنا كنت موجودًا فى السوق، وأعرف أن جزءً كبيراً من هذه القصة ليس له علاقة بفكرة التهرب فقط، وإنما طبيعة الأعمال نفسها لتكون أكثر يسراً، إذن.. كيف كان يتم استخدامها قبل هذه الأزمة وحالياً؟

أحمد النجار: سأقول لك كيف كان يتم إساءة استخدامها، وذلك بأن تعمل الشركة فى أى شيء غير قانونى، أو فى أى شيء لإخفاء مصدر الأموال، أو لها علاقة بإخفاء من هو صاحب الأموال هذه أو ما شابه.

نعم كان لها طابعاً قانونياً وجيداً، مثل السرية، وهذا من المفترض أن نحترمه، ولكن كانت تستخدم بطريقة سيئة أو غير قانونية، بأنها تخفى مجرمين، وتخفى أموالاً قادمة من أعمال إجرامية، أو من تهرب ضريبى، أو من ابتزاز، أو من سرقة أو أشياء من هذا القبيل.

الاختلاف هو أن حكومات العالم كله بدأت تتفق على طرق لتأسيس هذه الشركات، لكى يتمكنوا من السيطرة على مثل هذه الجرائم والحد منها، ويراقبوا بعضهم البعض، ويضعوا قائمة، ولا تزال هناك قائمة سوداء للدول التى تعمل بشكل أقل انضباطاً.

فكل الدول التى تعمل وفقاً لمعايير مرتفعة تبقى فى القائمة البيضاء، وبالتالى يمكن إجراء المعاملات المالية والتجارية فيها بسهولة. فما حدث هو أن الإمارات، ضمن العديد من دول العالم المحترمة، التى لا تشجع على التهرب الضريبى أو غسيل الأموال، ومن بين أبرز المعايير لتحقيق ذلك ضرورة رفع مستوى إفصاحات الشركات.

ولذلك حتى تؤسس شركة «أوفشور» حاليا، فإن هذا يعد نشاطاً أو هيكلاً قانونياً عالى الخطورة. ومن ثم يجب أن أعرف من أنت؟ وما تاريخك؟ وما هو مصدر أموالك؟ وماذا تعمل؟ وهدف الشركة؟ وما علاقتها بالإمارات؟ وما علاقتها بالأعمال التى تقوم بها؟

ومع كثرة الإفصاحات هذه يظهر إذا كنت ستستخدم الشركة بطريقة قانونية سليمة أم لا.. وتوجد فى أبو ظبى، ودبى، ورأس الخيمة، وعجمان؛ سلطات لتأسس شركات الأوفشور.

● حازم شريف: إذن، بدون أسماء حتى لا تخالف شرف المهنة، اذكر لى نموذجاً لإحدى حالات تأسيس شركة أوفشور قمت برفضها؟

أحمد النجار: كثير جداً.

● حازم شريف: وما الحالة التى أبهرتك؟

أحمد النجار: هذه كانت فى البداية قبل أن يكون لموضوع الإفصاحات ضرورة قصوى؛ حيث جاءت عميلة للمكتب، وطلبت أن تؤسس شركة، ولم يرُق لى الاجتماع.

كان معى شريكى وهو إيطالى، وهى إيطالية، ثم أخبرته سراً بما يساورك من قلق وعدم شعورى بصدق ما يحدث، فقال لي: «فلنقُم بالبحث الخاص بنا».

وقمت ببحثى عنها باللغة الإنجليزية ولم أجد شيئاً، فتكلمت معه مرة أخرى، وقلت له: «أنا لست مطمئنا وأشعر أن هناك شيئا».

● حازم شريف: وماذا كانت تريد أن تفعل بالضبط؟

أحمد النجار: كانت تريد أن تفتح شركة «أوفشور»، وتفتح حساباً فى البنك، وتشترى عقارات فى الإمارات بمبلغ كبير جداً.

● حازم شريف: وهل ستحول من الخارج؟

أحمد النجار: نعم، وأنا لم يعجبنى شكلها هى شخصياً.

● حازم شريف: هل شعرت أنه غسيل أموال؟

أحمد النجار: بالضبط، شعرت أنه غسيل أموال، ومن تصرفها، يعنى طريقة عرض الأوراق، وضجرها من طرحنا للأسئلة، وعدم ارتياحها لرواية قصتها.

وبالبحث مرة أخرى باللغة الإيطالية تبين أنها تقوم بأعمال منافية للآداب فى بلدها، وكان الموضوع بالنسبة لها قانونيا فيما تفعله، وفى بلدها قانونى.

● حازم شريف: ولكنك قلت نقطة مهمة، أنها فى النهاية لا تريد أن تغسل أموالاً ولا شيء.. ولو سألها أحد فى إيطاليا: «من أين تحصلين على هذه الأموال؟» فستقول له: «أنا أحصل عليها من الأعمال الفلانية».. ومن الممكن أن تشترى هذه البيوت فى إيطاليا لو أرادت.

أحمد النجار: بالضبط. وبالفعل تستطيع أن تشتريها فى إيطاليا.. ولكن ما الذى سيجعلها تأتى وتشترى هذه البيوت فى الإمارات بأرقام كبيرة؟

● حازم شريف: ماذا تبين؟

أحمد النجار: لا شيء.. ما حدث أننى رفضت العميلة، وقلت لها: «أنا آسف جداً، ولكن لدينا حدود لتقدير مخاطر، ولدينا مبدأ معين لا نستطيع أن نخرج عنه».

● حازم شريف: أعتقد أنك رفضته بسبب الأعمال المنافية للآداب، وليس بسبب أنها قد يكون معها شركاء حقيقيون يكسبون أموالاً.. وفى حالتها للأسف ليست غسيلاً.. اتفقنا على النشاط أو اختلفنا عليه، فهى قانوناً ليست غسيلاً.

أحمد النجار: لا. إخفاء معلومات عن مصدر كسب الأموال فى حد ذاته جريمة، كذلك فإنه بالنسبة لى وبالنسبة للدولة التى تعمل بها هى تفعل شيئاً خاطئاً، حتى لو كان قانونيا فى بلدها.. هناك أناس فى هولندا يتاجرون فى الحشيش، فمصدر هذه الأموال بالنسبة لى أنا مصدر مجرم، فإذا كان سيأتى ليعمل هنا فى مصر أو سيأتى ليعمل فى الإمارات، فإن مصدر الأموال من تجارة مجرمة.

● حازم شريف: حسناً، لدى سؤال مهم فعلاً، هل فى هذه الحالة لو هى جاءت، وهنا أنا أتحدث عن القوانين وليس عن الحالة، وجاءت وقالت لك إن هذه الأموال كسبتها من الدعارة. هل قانوناً فى الإمارات طالما أفصحت يمكن أن تنشئ لها شركة؟

أحمد النجار: لا.. قانوناً يتعارض مع النظام العام للدولة.

● حازم شريف: حتى لو أنه قانونى فى دولتها.

أحمد النجار: وحتى لو قانونى فى دولتها؛ لأن النظام العام فى الدولة التى أعمل فيها يقول بأن هذا شيء غير قانونى.

● حازم شريف: حسناً، هذه نقطة مهمة.. النقطة الثانية، لقد قلت إن زبائنك حكومات.. هل استعانت بك حكومة من الحكومات فى حالات من هذا النوع فى الاستشارات؟

أحمد النجار: يأخذون آراء قانونية ولكن لا يأخذونها منى أنا فقط.

● حازم شريف: حسناً، دعنى أعد إلى السؤال الرئيسى الخاص بالمستثمر الذى يريد أن يذهب إلى الإمارات.. قلت يجب أن يعرف بالضبط ماذا يريد.. هو يجب أن يذهب إلى محامٍ ليعرف هذا أولاً؛ لأن الموضوع شبكة معقدة جداً، فيما قلته هناك 47 جهة وهيئة من ممكن أن تؤسس شركات وفقاً للإمارات.

أحمد النجار: ورغم ذلك من أكثر الدول التى يعتبر تأسيس الشركات فيها سهلًا وسريعًا جداً، ولكن القرار نفسه هو الصعب.

● حازم شريف: «تؤسس أين» هذا أصعب شيء. ولكن لو اتخذت القرار الصحيح ستجد ما يسرك.

أحمد النجار: بالتأكيد.

● حازم شريف: دعنا نتحدث.. أنا الآن مستثمر، ودعنا نأخذ مثالاً بالمستثمر الصغير، وأنا رجل أعمال أريد أن أنشئ شركة فى الإمارات «ماذا سوف يسرني؟».. وما يهمنى الخطوط العامة التى تسرنى.. وكيف سأستفيد كرائد أعمال؟ وبعد ذلك نأخذ مستثمراً كبيراً يريد أن يؤسس شركة فى الإمارات.

أحمد النجار: السرعة.. الشركات تؤسس بسرعة جداً. والملاءمة والسهولة فى أنك تؤسس الشركة وأنت غير موجود داخل الدولة.. فأنت إذا قررت اليوم أن تؤسس الشركة فى الإمارات فى إمارة دبى.. أنا من الممكن أن أنفذ ذلك قبل أن تصل إلى الإمارات أصلاً، وقبل أن تكون موجوداً، وإقامتك يتم التقديم عليها، وتدخل فى إجراءات التقديم على الإقامة، وتصريح العمل فى دولة الإمارات، وأنت غير موجود.. وبعد ذلك تأتى لعمل الفحص الطبى والبصمة؛ لكى تصبح مقيماً فى خلال أيام.. فالسرعة والملاءمة هذه غير موجودة فى أى مكان فى العالم.

● حازم شريف: كم يوماً تقريباً؟

أحمد النجار: هذه الدائرة كلها تستغرق أسبوعين تقريباً.. ومن الممكن أن تكون كلها من أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع؛ وتكون قد انتهيت من كل هذا، ويكون لديك حساب فى البنك شخصى، وحساب للشركة.. ولديك القدرة على أن تمضى عقوداً مع عملاء وتستقبلهم، ويكون لديك القدرة على أن تعين موظفاً من دولة أجنبية أو حتى من مصر، وتعين موظفين فى أى مكان فى العالم على قوة الشركة التى ستستطيع أن تفتحها.

● حازم شريف: هذا إن كنت رائد أعمال، وأريد أن أقيم شركة ناشئة فى الإمارات.

حسناً، لو أنا مستثمر أكبر قليلاً، وأعرف أن النشاط سيختلف، وتيقنت أخيراً أننى سأعمل فى الخدمات المالية أم سأعمل فى الحديد والصلب.. ما معدل «ما يسرنى هذا؟»، وكم من الوقت يستغرق؟ هل الإجراءات أصعب قليلاً؟

أحمد النجار: لا.. الإجراءات ليست أصعب، هى من الممكن أن تكون أسهل أيضاً وأسرع، ولكنها بحسب العميل الذى يعرف ماذا يريد كما تفضلت حضرتك.. والشيء الثانى «هل أنت قادم لتؤسس الشركة بهيكل ملكية معقد؟».. ستقول لى «إن شركة الإمارات تتملكها شركة فى البهاماس والأخيرة فيها ستة شركات، منها 3 فى هولندا، واثنتان...».

شيء معقد كهذا. ليس لدى مشكلة معه، ولكننى سأسير معك حتى النهاية، حتى أعرف المستفيد الحقيقى من كل شركة فى هذه الشركات، سأسألك عن جميع الأوراق؛ لكى أعرف هذه السلسلة كلها لأننى يجب أن أعرفهم كلهم، يجب أن أعرفهم كلهم بالترتيب قبل أن أقبلك كعميل لكى أقدم لك الخدمات.

● حازم شريف: المشكلة إذن تبدأ من عندك أنت قبل الحكومة.

أحمد النجار: تبدأ من عندى فعلاً، قبل أن أذهب إلى الحكومة أصلاً قبل أن أقدم الملف؛ لأننى لدى التزام مهنى أمام الحكومة أننى لا أقدم ملفاً، وأنا غير واثق منه؛ لأنهم يسموننا نحن بـ «حراس البوابات»، فنحن أول خطوة يأتى إليها أى شخص يريد أن يدخل البلد، فيجب أن نصد عنهم هذه الأمواج.

● حازم شريف: إذن فى النهاية، الموضوع له علاقة بالتفاصيل، كما قلت من قبل الحجم ونوع النشاط.. ولكن أيضاً له علاقة بالهيكل الخاص بالملكية.. وهل ستعمل شركة بها تركيبة معقدة من عدمه.

أحمد النجار: أنا عملت كثيراً فى شركات تركيبتها معقدة جداً جداً.. بالأخص الشركات الكبيرة الأوروبية ولديهم تعقيدات.. يعنى يكون هناك فى شجرة الشركة 12 و13 و14 شركة أخرى، ويجب أن تكون هذه الشركة تتبع المالك لها.

● حازم شريف: وتتبعهم حتى تصل إلى من وراء المالك أو تتيقن من المالك نفسه.

أحمد النجار: وليس لديهم مشكلة، أو أحيانا تصل إلى شركة مسجلة فى البورصة فلا مشكلة.. المهم ماذا؟ المهم أن هذا يظهر، ويوجد شركات يكون لديها مشكلة تريد أن تفعل هذا بهذا الشكل؛ لأن هذا هو البروتوكول الخاص بها.

● حازم شريف: كم شخص فى الإمارات يشبهك فى العمل؟ لأننى لم أرَ مثلك كثيراً.. عدا فى قطاع الخدمات المالية، تجد أناسا مهنيين مصريين، ويستطيعون أن يشقوا طريقهم فى بنوك ومؤسسات وبنوك استثمار كبيرة.. ولكن فى مجال المحاماة أو محامى الشركات.. وأن يبدأ أحدهم من الصفر، هذه لم أرها من قبل. هل تجد زملاء لك مثلك؟

أحمد النجار: لا أزعم أن هناك أناسا كثيرين.. ولكن أزعم أن الإمارات فيها عدد محترم جداً من المحامين فى قمة الكفاءة وقمة النشاط والحيوية.

● حازم شريف: حسناً، هل هناك أى نصائح تقدمها للمشرع فى مصر، إن جاز التعبير، وأقصد هنا القائمين على الاستثمار، وقوانين الشركات الخاصة به؟

أحمد النجار: أعتقد أن القائمين على التشريعات يفعلون أشياء جميلة جداً فى مصر ويسهلون، ولكن إلى حد ما مصر موقفها معقد قليلاً، ولكى تفعل لها شيئاً يناسب جميع السيناريوهات، فتجد جميع المشاهد صعبة.

● حازم شريف: ماذا تعنى بجميع المشاهد.. ماذا تريد أن تقول؟

أحمد النجار: يجب أن يتم النظر إلى الاستثمار المباشر، والاستثمارات الأجنبية.. أنا أعرف أن المشرع يهتم بالأغلبية، والأغلبية المستثمر المصرى.. ولكن الاقتصاد لن يتغير، ولن ينمو، ولن يكبر إلا بالاستثمار المباشر الأجنبى.

● حازم شريف: دعنى فقط أقاطعك وهو أن الخطاب المعلن الحكومى الرسمى عكس ما تقوله.

أحمد النجار: بالتأكيد الحكومة المصرية تستهدف المعلن وتستهدف جذب استثمارات أجنبية مباشرة عظيمة جداً.. وطبعاً كما يقولون «إذا كان المستثمر المصرى. تمام فالأجنبى تمام».

ما أتصوره أننا جميعاً نريد أن نذهب إلى الجنة، وليس جميع الناس يصلون.. يعنى أنتم تعرفون أننا نريد أن نحضر مستثمراً أجنبياً ولكن ماذا نفعل لأجله؟

● حازم شريف: ماذا نفعل للمستثمر الأجنبى، أو ما هى صلاته إن جاز التعبير؟

أحمد النجار: سهولة المعلومات والوصول إليها.. لتقديم الخدمات الحكومية بصورة سهلة أون لاين وأن يتم إنجازها فى الوقت المحدد لها.

ويجب أن تتمتع بالمرونة؛ لأنه لا أحد لديه الصيغة الكاملة لكى ينجح من أول مرة، وما رأيته فى 17 سنة أو 18 سنة التى عشتها فى الإمارات، أن القوانين كانت تصدر ويثبت نجاحها فيطورونها.. فكان ممكن أن تصدر قوانين وإجراءات يثبت عدم ملاءمتها فتزول وتتغير.

الموظف الحكومى يأتى ويعمل ويواظب.. لا يعمل فيطرد.. يعمل جيداً فيترقى. أعتقد أنه شيء سهل ولكن إذا نُفذ فقط.. المستثمر الأجنبى يأتي؛ لأنه يريد أن يسأل سؤالاً ويأخذ الإجابة عليه.

● حازم شريف: توجد تجربة أنت مهتم بها، وهى الخاصة بحل النزاعات داخل المناطق المختلفة فى الإمارات.. ما هذه القصة؟ وكيف تتم؟

أحمد النجار: جزء من الأشياء التى فعلتها الإمارات، ونجحت فيها جداً، منذ أكثر من سنة أنهم أقاموا المناطق الحرة فى منطقة مثلا كمركز دبى المالى العالمى.. هذه المنطقة لديها إجراءات تشريعية خاصة بها، بالقانون الإنجليزى، فالمحاكم الخاصة بها تنظر نوعية معينة من القضايا. فلا تنظر مثلاً إلى الأحوال الشخصية، بل تنظر فقط بما لديها من قانون عمل خاص بها، ولديها قانون عقارى خاص بها، ولديها قانون شركات خاص بها.

● حازم شريف: والدوائر الخاصة بفض المنازعات تكون داخل المنطقة نفسها؟

أحمد النجار: داخل المنطقة نفسها، وتحدث باللغة الإنجليزية، وحسب القوانين الإنجليزية. فلو أنه محامٍ إنجليزى أو أمريكى يستطيع أن يسجل نفسه فى هذه المحاكم، ويستطيع أن يترافع أمام القضاة الذين يتحدثون نفس اللغة ولهم نظامهم نفسه، الذى يتناسب مع نظام المحاكم الإنجليزية.

● حازم شريف: ألا يشكل ذلك تعارضاً مع أى توافق بين تشريعات البلد نفسه، ممكن أن يحدث بسببه مشاكل؛ لأنك قلت أنه يتم تطبيق القانون الإنجليزى.. أنت تعرف فى مصر لو أنت أنشأت منطقة وجعلتها بالقانون الإنجليزى أو الهولندى، سيعتبرها كثيرون نوعاً من «الخيانة».. أنا لست معها ولا ضدها. أنا أشرح لك فرقاً فى السياق فقط.

أحمد النجار: القانون الإنجليزى، مثل القانون المدنى فى فرنسا، وفى ألمانيا، وفى مصر، وهذا القانون المدنى الذى تتعامل به المحاكم المدنية داخل الدولة فى الإمارات وفى كل مكان.. بينما القانون الإنجليزى متعارف عليه فى إنجلترا وويلز وأيرلندا وفى بعض الأماكن فى الإمارات.

● حازم شريف: وحتى هذا من الممكن تطويره، وفكرة أن تكون هذه المناطق لها محاكمها ودوائر. كدوائر حل المنازعات، وموجودة داخل هذه المحاكم داخل هذه المناطق الحرة الاقتصادية الحرة، إن جاز التعبير.. وهذا يسهل أشياء كثيرة بدلاً من أن يذهبوا ليتقاضوا فى القضاء العادى.. وهذا يعنى أن يستغرق وقتاً طويلاً أو حتى يتقاضوا فى مراكز منازعات من الممكن أيضاً أن تكون غير مجدية.

أحمد النجار: هذا أيضاً يطور المحاكم الخاصة بالدولة نفسها، يعنى المحاكم المدنية الطبيعية هذه هى أيضاً تريد أن تنافس، وهى لا تريد أن تخرج من الدائرة.. وإلا سيتفق جميع الناس على أن نذهب إلى مركز دبى المالى العالمى أو مركز أبو ظبى للمحاكم الخاصة بهم.

● حازم شريف: ستجد المحاكم العادية تنافس فى إجراءات.

أحمد النجار: نعم، ستصبح منافساً؛ ليطوروا بالتكنولوجيا، وبإجراءات سريعة، مع رقمنة كل شيء، ويوجد كيو آر كود.. القاضى يستطيع أن يستخدم تطبيق الموبايل؛ ليرد على القرارات، وهو فى أى مكان فى العالم.. ولأجل هذا أصبحت المحاكم والتقاضى نفسه متطور جداً جداً، لدرجه عدم وجود فرق كبير بين الاستفادة من التقاضى فى محكمة دبى ولا محاكم أبو ظبى.

أى أن المحاكم رفعت مستوى الجهاز القضائى، وكله فى منافسه، وأيضاً كمثال لجنة فض المنازعات الإيجارية.. وأى شيء له علاقة بين المنازعات الإيجارية، يُشكل لها لجنة خاصة تقدر على بحث القضايا الخاصة بالإيجارات للعقارات فى دبى.. فأصبحت تتحكم فى سرعة فض المنازعات، وسرعة اتخاذ الاحكام فيها، وأيضاً سرعة تنفيذها، وأى شخص لديه مشكلة لم يعد يذهب إلى المحكمة ليثقلها بصراعات.

وللأمانة لقد شهدت تطوراً كبيراً فى الفترة الأخيرة فى المحاكم المصرية، وسمعت عن تطورات كثيرة، ولأننى لا أمارس المهنة فى مصر، فلا أعرف التفصيلات بحذافيرها، ولكن التطور الذى شهدته فى الإمارات فى السنوات الماضية يعتبر ملهماً ونصيحتى «مش لازم نعيد اكتشاف العجلة، إحنا ممكن نطور بإننا نشوف أهم التجارب الدولية التى حدثت، ونستطيع الاستفادة منها كما فعلنا فى الضرائب».

● حازم شريف: أنا سعدت بهذه الحلقة، وكما توقعت كانت بالنسبة لى مثيرة، حتى فى المصطلحات والأحداث كما سيرى الجمهور.. أحمد يقدم بودكاست بشكل أسبوعى، أنصحكم بمتابعته.. وأهم شيء قاله لى هو قصة الدخول للإمارات، وهى سهلة ومعقدة كما تبين لى فى الوقت نفسه.

أحمد النجار: أشكرك على استضافتى اليوم، وسعدت بالأسئلة الجميلة.

● حازم شريف: ألف شكر لك أحمد. كما أشكركم أعزائى المشاهدين والمتابعين والمستمعين على جميع منصات السوشيال ميديا والبودكاست المختلفة.

◗❙ وصلت دبى بعد انتهاء خدمتى العسكرية بأسبوع وقبل الأزمة العالمية ببضعه أشهر

◗❙ صناعة التشريعات تؤثر على الأنماط الجغرافية المعمارية والاقتصادية

◗❙

بعد معاناتى فى الوصول للمعرفة وفرتها على منصة «الفقيه القانونى»

◗❙

أسست «الشبكة الإماراتية» وانضم إليها 100 محامٍ فى أول أسبوع

◗❙

طوّرنا الخدمات بأدوات الذكاء الاصطناعى بلا نسبة خطأ تقريباً

◗❙

بعض عملائى «حكومات» وأرفض عروض الاستحواذ الكاملة

◗❙

لم أندم على شراء مقر و«البوتيك» هو رؤيتى فى تقديم خدمات المحاماة

◗❙

أسست مكتبى بداخل 40 متراً واستعنت بموظفة واحدة

◗❙

◗❙ أصبحت بعد 5 سنوات من الشركاء فى الشركة السويسرية التى عملت بها

◗❙

التيقّن من المعلومات والمرونة تنقص السوق المصري لتطوير منظومة تأسيس الشركات

◗❙

كنت أفتح لعملائى الباب وأعد لهم القهوة وإحساسى بعدم الثقة دفعنى لمضاعفة أعمالي

◗❙

فضيحة «أوراق بنما» أثرت على تشريعات تأسيس «الأوفشور»

◗❙