هانى جنينة رئيس قطاع البحوث فى «الأهلى فاروس»: «دايس» و«ليسيكو» تتوسعان فى التصدير للاستفادة من التحول فى خريطة التجارة العالمية

Ad

تستعد شركتا دايس للملابس الجاهزة وليسيكو للسيراميك للتوسع وزيادة حجم الصادرات خاصة إلى الأسواق الأوروبية، باعتبارهما من الكيانات المقيدة بالبورصة باستفادة أكبر من التحولات الجارية فى سلاسل التوريد العالمية، بحسب ما كشف عنه هانى جنينة عضو هيئة التدريس بالجامعة الأمريكية، ورئيس قطاع البحوث فى شركة «الأهلى فاروس» لتداول الأوراق المالية.

وقال «جنينة» خلال حواره مع برنامج CEO Level Podcast، على قناة ALMAL TV بموقع يوتيوب، ومنصات البودكاست المختلفة، إن شركة دايس تستعد لتنفيذ توسعات ضخمة لتلبية الطلب المتزايد من كبرى العلامات التجارية الأوروبية، على رأسها «زارا»، و«مانجو»، و«H&M»، و«ماسيـمو دوتي»، لتصنيع منتجاتها فى مصر بعدما زادت تنافسيتها بشدة بسبب حرب الرسوم الجمركية.

وأوضح «جنينة» أن «دايس» اشترت مؤخرًا قطعة أرض فى حلوان مخصصة بالكامل لتوسيع خطوط الإنتاج وزيادة القدرات التصديرية، بهدف خدمة الماركات العالمية، مضيفا أن هذا الاستثمار يأتى فى ظل طفرة فى الطلب الأوروبى على الإنتاج المصري، كبديل عن المنتجات الصينية ،والتى باتت تواجه رسومًا جمركية مرتفعة.

وأضاف أن تحولات التجارة العالمية دفعت العديد من الشركات الأوروبية إلى تغيير وجهتها من الصين وبعض دول آسيا، نحو السوق المصرية، حيث تضاعفت بعض خطوط الإنتاج المحلية مرتين إلى ثلاث مرات خلال الشهور الماضية، مشيرًا إلى وجود توسعات داخلية ضخمة، واستحواذات جديدة من مستثمرين أتراك وصينيين، إلى جانب استثمارات جديدة من شركات مصرية.

وأوضح أن مصر قد تتحول من مقر مؤقت إلى مركز دائم لإنتاج الملابس الجاهزة، حتى مع عودة الاستقرار التجارى بين الصين والولايات المتحدة وأوروبا بفضل تطور الجودة والكفاءة المحلية.

وفى سياق متصل، قال إن قطاع السيراميك المصرى يشهد حاليًا طلبًا متزايدًا من الأسواق الأوروبية، مدفوعًا بارتفاع تكلفة الإنتاج فى تركيا، ونتيجة مباشرة للتحولات الحادة فى خريطة التجارة العالمية.

وأوضح أن معدلات التضخم فى تركيا التى وصلت فى بعض القطاعات إلى ما بين 30 و%50 تسببت فى تراجع تنافسية مصانعها، ما دفع عددًا من الشركات الأوروبية والتركية إلى التوجه لمصادر إنتاج بديلة – وعلى رأسها مصر – المعروفة بتكلفة عمالة منخفضة وموقع جغرافى مميز واتفاقيات تصديرية ميسّرة.

ولفت «جنينة» إلى أن شركة ليسيكو للسيراميك تمثل نموذجًا واضحًا لهذا التحول، إذ تقوم حاليًا بتصنيع منتجات لصالح علامات تركية بنظام «العلامة البيضاء» (White Label)، أى إنتاج بلاطات بمواصفات خاصة تحمل اسم العميل التركي، لكنها تُصنّع بالكامل فى مصر.

وأشار إلى أن نحو %50 من إنتاج ليسكو مخصصًا للتصدير، ما يعكس زخم الطلب الأوروبى على منتجاتها.

وأضاف أن عددًا من المستثمرين السعوديين والصينيين بدأوا بالفعل فى بحث فرص إقامة مصانع سيراميك جديدة فى مصر، لتكون قاعدة تصديرية إلى أوروبا، موضحًا أن ميزة القرب الجغرافى واتفاقية الشراكة المصرية الأوروبية (التى تتيح تصديرًا معفيًا من الجمارك) تمنح المنتج المحلى أفضلية واضحة.

وأوضح أن هذه الديناميكية الثلاثية – التضخم التركي، التوترات التجارية بين الصين وأمريكا، والشراكة مع أوروبا – تضع مصر فى موقع متميز للاستفادة من إعادة تشكيل سلاسل التوريد العالمية فى قطاع السيراميك والصناعات المشابهة.

طفرة فى «المنسوجات» و«السيراميك» بفضل حرب الرسوم الجمركية والتضخم فى تركيا