كشفت مصادر حكومية مطلعة فى محافظة شمال سيناء، أن وزارة التموين والتجارة الداخلية ممثلة فى مديريتها التابعة فى المحافظة، بدأت فى تكثيف الحملات الرقابية على جميع الأسواق فى مدن المحافظة من خلال شن حملات صباحية ومسائية على مدن شمال سيناء “بئر العبد - العريش - الحسنة - نخل - الشيخ زويد - رفح”.
«العامة لتجارة الجملة»: ضخ كميات كبيرة من جميع الأصناف والاحتياطى يكفى 3 أشهر
وقالت المصادر - فى تصريحات خاصة لـ”المال” - إنه لن يتم التهاون مع أى تاجر يقوم بزيادة أسعار السلع الغذائية والاستهلاكية على المستهلكين فى محافظة شمال سيناء، خاصة مع توجيهات مجلس الوزراء، بضرورة تشديد الرقابة على السوق المحلية، والتى تعد من ضمن عمل مهام لجنة إدارة الأزمات نتيجة الحرب الإسرائيلية الإيرانية المستمرة حتى الآن.
وأضافت أن الشركة العامة لتجارة الجملة التابعة لوزارة التموين والتجارة الداخلية فى محافظة شمال سيناء يتبعها 15 فرع تجزئة “دلتا ماركت”، و4 فروع جملة، تقوم بطرح جميع السلع التموينية والغذائية والاستهلاكية لحاملى البطاقات المدعمة ولغير حامليها، بأسعار أقل من مثيلاتها فى السوق المحلية بنسبة تصل إلى %30.
وأكدت المصادر أن المخزون الإستراتيجى من السلع التموينية والسلع الحرة فى الشركة العامة لتجارة الجملة يكفى لمدة 3 أشهر، ويتم استعاضتها بشكل دوري، قائلا:” لا توجد أزمة فى توفير أى سلعة من أى صنف داخل محافظة شمال سيناء”.
فى سياق متصل، قال تيسير فايز عضو الغرفة التجارية فى شمال سيناء والمتحدث الرسمى لها - فى تصريح لـ”المال” - إن ما يقرب من 200 تاجر مواد غذائية وعطارة، يقومون حاليًا بتقديم تخفيضات فى الأسعار للمستهلكين بهدف تخفيف الأعباء عن كاهل المواطنين.
وأضاف “فايز” أنه يتم بالتنسيق مع مديرية التموين والتجارة الداخلية، توعية جميع التجار بعدم اللجوء إلى تسريب السلع الغذائية والاستهلاكية إلى السوق السوداء، الأمر الذى يؤدى إلى ارتفاع أسعارها فى السوق الرسمية.
وتابع أن محال الخضر والفاكهة فى شمال سيناء، بدأت تستعيد نشاطها فى حركة المبيعات، خاصة مع عودة الزراعة فى قرية الخروبة بمدينة الشيخ زويد، والتى كانت تعانى خلال الفترة الماضية من العمليات الإرهابية.
كان محمد سليم قويدر، نائب رئيس الغرفة التجارية بشمال سيناء، قال - فى تصريحات سابقة - إن قرية الخروبة التابعة لمركز الشيخ زويد استعادت نشاطها الزراعى تدريجيًا بفضل الدعم الذى تقدمه الدولة وتعاون الأهالى الذين أعادوا الحياة إلى أراضيهم بعد سنوات من التحديات الأمنية.
وأضاف “قويدر” أن الدولة عملت على توفير مستلزمات الزراعة الأساسية مثل الأسمدة والبذور، مما شجع المزارعين على العودة للعمل فى أراضيهم، وخاصة فى زراعة الكنتالوب والزيتون، وهما من المحاصيل التى تميز المنطقة.
وأشار إلى أن التعاون بين المزارعين والجمعيات الزراعية ساهم فى تنظيم العملية الإنتاجية، مؤكدًا أن الكنتالوب المزروع فى الخروبة يتمتع بجودة عالية ونسبة سكر مرتفعة، مما يجعله من أجود الأنواع على مستوى الجمهورية، ويمنحه فرصة تنافسية قوية فى الأسواق المحلية وربما مستقبلاً فى التصدير.
وشدد “قويدر” على أهمية استمرار الدعم الحكومى والمجتمعى لضمان استدامة هذا النشاط، مشيرًا إلى أن تنمية القطاع الزراعى فى شمال سيناء يمثل ركيزة أساسية فى إعادة إعمار المناطق المتضررة، وتحسين مستوى معيشة المواطنين، وخلق فرص عمل حقيقية للشباب.
وأوضح أن ما يحدث فى سيناء اليوم هو امتداد لخطة شاملة لاستعادة التنمية والاستقرار، مشيدًا بوعى المواطنين وتمسكهم بأرضهم وإصرارهم على تجاوز الصعاب بإرادة حقيقية.
