أعرب خبراء التحليل الفنيعن آمالهم فى التماسك والتعافى السريع لمؤشرات البورصة المصرية فى أعقاب جلسة عاصفة أمس أدت إلى تراجع حاد بسبب الحرب الإسرائيلية الإيرانية.
وأنهت البورصة جلسة أمس على تراجع جماعى لمؤشراتها إذ هبط الرئيسى «EGX30» بنسبة %4.60 مسجلًا 31016 نقطة، و«EGX70» للأسهم الصغيرة والمتوسطة بواقع %5.19 إلى 9107 نقاط، و«EGX100» الأوسع نطاقابـ5.10% عند 12403.
وسجلت القيمة السوقية فى نهاية التعاملات 2.2 تريليون جنيه، وبلغ إجمالى قيم التداول 4.08 مليار، لعدد 120.3 ألف عملية، وصعد 6 أسهم، وتراجع 184 ولم يتغير 23.
واتجهت تعاملات المستثمرين المصريين والعرب للشراء بصافى 55.6 و84.6 مليون جنيه، والأجانب للبيع بإجمالى 140.3 مليون.
وقال عمرو البدري، مدير قطاع التطوير بشركة ميراج لتداول الأوراق المالية، إن المميز فى جلسة أمس هو قدرة المؤشرات على تعويض التراجعات الحادة التى تكبدتها السوق فى بداية التعاملات، حيث نجح «EGX30» فى تقليص نحو ألف نقطة من خسائره الصباحية، والتى جاءت متأثرة بالمواجهة العسكرية بين إسرائيل وإيران.
وأوضح أن التأثير الأكبر كان من نصيب المستثمر قصير الأجل والمضارب، نتيجة كسر السوق لعدة مستويات دعم هامة، أبرزها 31317 نقطة، متوقعًا أن تشهد ارتدادًا جديدًا بشرط توافر استقرار نسبى فى الأوضاع الجيوسياسية.
وأشار إلى أن اختراق مستوى 31214 نقطة – وهو الحد الأدنى الذى بدأ عنده تداول جلسة أمس – من شأنه أن يُمهّد الطريق لإعادة اختبار 32400 نقطة.
وفيما يتعلق بمؤشر «EGX70»، قال «البدرى» إنه أغلق قرابة 9100 نقطة، وهى منطقة محورية للمستثمر متوسط الأجل، حيث يُعد الحفاظ عليها أمرًا ضروريًا للإبقاء على النظرة الإيجابية، لكنه شدد على أهمية اختراق 9250 نقطة مجددًا.
وقال رامى حجازي، خبير أسواق المال، إن السوق المصرية شهدت أمس حركة تصحيحية عنيفة نتيجة التوترات الجيوسياسية المتصاعدة فى المنطقة، بالإضافة إلى موجة الصعود السابقة التى دفعت المؤشر الرئيسى إلى مستويات مرتفعة استدعت هذا التصحيح الطبيعي.
وأوضح أن هذا التراجع العنيف لا يعنى انتهاء الاتجاه الصاعد، بل يُمكن اعتباره بمثابة إعادة تموضع وتجميع للقوى الشرائية، بهدف استعادة الزخم الإيجابى خلال الجلسات المقبلة.
وتوقع أن تشهد السوق بداية من جلسة اليوم ارتدادًا جديدًا، قد يستهدف خلاله «EGX30» مستويات بين 31600 و31700 نقطة، والتى تُعد منطقة مقاومة هامة على الأجل القصير، مع تحسن للسيولة.
وذكر أن المستثمرين استغلوا انخفاض البورصة لإعادة بناء مراكزهم، وهو ما انعكس فعليًا على أداء السوق فى نهاية الجلسة.
وقال رئيس إحدى شركات السمسرة إن السوق كانت على موعد مع حركة تصحيح هابطة منذ فترة ولكنها تزامنت مع اشتعال منطقة الشرق الأوسط، مما زاد حدة الهبوط تأثرا بالمبيعات القوية من المستثمرين الأجانب، بخلاف تزايد وتيرة إغلاق مراكز التسليف للعملاء بشركات السمسرة «الشراء بالهامش».
ورأى أن قرار وقف توريد الغاز الطبيعى للمصانع وما سيعقب ذلك من قرارات احتياطية أثر بشكل نفسى على سلوكيات المتعاملين بالبورصة، مما خلق حالة من الخوف والذعر أدت إلى تفضيل تسييل المحافظ والأسهم فى المرحلة الراهنة.
