شهد سهم شركة إنفيديا تراجعًا طفيفًا خلال تعاملات يوم الجمعة، متأثرًا بموجة بيع شملت الأسواق المالية الأوسع نتيجة تصاعد التوترات الجيوسياسية في الشرق الأوسط. إلا أن المؤشرات الفنية والأساسية تُظهر أن الزخم الصاعد لا يزال حاضرًا بقوة في أسهم شركات الذكاء الاصطناعي، وفي مقدمتها إنفيديا.
تراجع السهم بنسبة 1.4% في التعاملات الصباحية ليوم الجمعة إلى 143.04 دولارًا، متماشيًا مع الانخفاض الذي شهده مؤشر ناسداك المركّب بنسبة 0.7% وأيضا مؤشر ستاندرد آند بورز 500 بنسبة 0.6%، وذلك عقب تقارير أفادت بشن إسرائيل لهجوم واسع على أهداف داخل إيران مساء الخميس، ما دفع المستثمرين إلى تخفيض مراكزهم عالية المخاطر واللجوء إلى الأصول الآمنة.
ورغم هذا التراجع اليومي، فإن سهم إنفيديا لا يزال يحافظ على مكاسبه منذ بداية العام وحتى اليوم، ويتداول حاليًا على سعر أقل بنسبة 5% من أعلى مستوى له على الإطلاق، البالغ 149.43 دولارًا، والذي بلغه في السادس من يناير، بحسب بيانات S&P Dow Jones Indices.
وجاء هذا الأداء المتماسك مدفوعًا بتفاؤل المستثمرين حول توسعات الشركة العالمية، إذ أعلن جنسن هوانغ، الرئيس التنفيذي لإنفيديا، خلال جولته الأوروبية هذا الأسبوع، عن إطلاق مراكز جديدة لتقنيات الذكاء الاصطناعي في عدد من الدول الأوروبية، من بينها ألمانيا، السويد، المملكة المتحدة، إيطاليا، إسبانيا وفنلندا، ما يعزز الحضور العالمي للشركة في قطاع تتسابق فيه الحكومات على استقطاب الاستثمارات.
في المقابل، أعلنت شركة Advanced Micro Devices (AMD)، يوم الخميس، عن إطلاق شريحة ذكاء اصطناعي جديدة موجهة لمنافسة Nvidia في سوق وحدات معالجة الرسوميات (GPUs) المتخصصة في الذكاء الاصطناعي. ومع ذلك، لم تُظهر السوق أي رد فعل يُذكر، حيث يرى محلل Citi، كريستوفر دانلي، أن إنفيديا لا تزال تهيمن على نحو 90% من سوق الذكاء الاصطناعي عالي الأداء، وهو ما يُضعف من فرص أي تهديدات تنافسية جادة على المدى القريب.
فيما تراجع سهم AMD بنسبة 2.4% خلال تعاملات الخميس، في ظل توجّه المستثمرين لتقليص المخاطر عبر القطاع ككل.
ورغم التراجع الحالي، فإن سهم إنفيديا قد حقق انتعاشًا ملحوظًا منذ أوائل أبريل، عندما بلغ أدنى مستوى له خلال 52 أسبوعًا عند 94.31 دولارًا، مدفوعًا آنذاك بالمخاوف من تأثير السياسات التجارية في عهد الرئيس السابق دونالد ترامب، والتي تم تعليق معظمها لاحقًا.
تبدو التراجعات الحالية في أسهم إنفيديا وأشباه الموصلات عمومًا مرتبطة بعوامل جيوسياسية ومؤقتة، في حين أن الاتجاه الاستثماري طويل الأجل في قطاع الذكاء الاصطناعي لا يزال قائمًا بقوة. وبينما تُظهر AMD محاولات جادة للحاق بالركب، فإن Nvidia تواصل ترسيخ ريادتها عبر التوسع الجغرافي والتقني، وهو ما يدفع العديد من المحللين لتثبيت تصنيفات الشراء على السهم.
