مدير الشركة لـ«المال»: «أرض الخير» تدرس فتح منافذ تنافسية بالتعاون مع«العثيم» و «مترو»

الشركة أعلنت عن تحقيق حجم أعمال تجاوز 9 مليارات جنيه خلال السنوات العشر الماضية

حسن عز الدين
Ad

كشفت شركة “أرض الخير” التابعة لمؤسسة “مصر الخير”، عن تحقيق حجم أعمال تجاوز 9 مليارات جنيه خلال السنوات العشر الماضية، فى إطار توسعها فى نشاط الإنتاج الحيوانى وتوريد اللحوم للأسواق المحلية، مؤكدة سعيها لتكثيف الاستيراد من الأسواق الأفريقية وأمريكا الجنوبية.

وأكد حسن عز الدين، مدير عام الشركة - فى حواره لـ “المال” - أن “أرض الخير” تحولت خلال السنوات الماضية إلى أحد اللاعبين الرئيسيين فى سوق الماشية المصري، حتى أصبحت بمثابة “بورصة للماشية”، تتحكم فعليًا فى أسعار اللحوم، وتسهم فى الحد من ارتفاعها من خلال مشروع تمليك العجول، الذى لا يقتصر دوره على التمكين الاقتصادى للأسر الفقيرة، بل يمتد تأثيره إلى ضبط السوق ومواجهة ممارسات بعض التجار.

وتُعَد “أرض الخير للتجارة والتوزيع” الذراع الاقتصادية لمؤسسة مصر الخير، وتُسهم فى تنفيذ مشروعات تنموية زراعية ومجتمعية ترتبط مباشرة بالمستفيدين، وتدعم استدامة منظومة الأضاحى وغيرها من البرامج التنموية.

وأوضح أن الشركة تمتلك حاليًا 7 مزارع موزعة على محافظات الغربية والبحيرة والوادى الجديد وسيناء، بطاقة إنتاجية تصل إلى نحو 50 ألف رأس سنويًا، مما يمنحها تأثيرًا حقيقيًا على السوق، ويجعل إعلانها لسعر كيلو اللحوم مرجعًا يُرغم التجار الآخرين على الالتزام به، إذ لا يمكنهم رفع السعر دون فقدان القدرة على البيع.

وأشار إلى أن الشركة تحقق مبيعات شهرية تُقدَّر بنحو 200 مليون جنيه، حيث تورد المنتجات إلى سلاسل تجارية مثل “كارفور” و”خير زمان” و”العثيم”، مستفيدة من شبكة توزيع واسعة وموثوقة، كما اتجهت مؤخرًا إلى التوسع بنظام التعاقدات الزراعية بدلاً من امتلاك الأراضي، حيث سبق أن امتلكت 2000 فدان فى الواحات، بينما تعمل حاليًا على التعاقد لزراعة 2500 فدان جديدة.

وأضاف أن “مصر الخير” تمكنت من الحفاظ على أسعار اللحوم عند مستويات مقبولة رغم التحديات الاقتصادية وارتفاع تكاليف الأعلاف، عبر حلول مبتكرة تضمنت استبدال %30 من مكونات الأعلاف بزراعات عضوية داخلية، واستيراد عجول من السودان بأسعار أقل، إلى جانب شراكات قوية مع البنوك المصرية لتوفير قروض ميسرة للمستفيدين بفوائد منخفضة، وهو ما ساعد فى تقليل تكاليف دورة الإنتاج.

وكشف عز الدين أن مشروع “تمليك العجول” يعتمد على نموذج متكامل يجمع بين التدريب والتمويل والتمليك، حيث يحصل المستفيد على تدريب معتمد مجانى فى مجال التغذية والرعاية البيطرية، ثم يتم تمويله بقروض من البنك الزراعى أو الأهلى تصل إلى مليار جنيه سنويًا، قبل أن يتسلم العجول ويربيها ويبيعها ويحتفظ بكامل الأرباح، فيما تسترد المؤسسة فقط قيمة القرض.

وأشار إلى أن المشروع حقق أثرًا اجتماعيًا كبيرًا، إذ استفاد منه نحو 8000 مواطن حتى نهاية 2024، بإجمالى 200 ألف رأس ماشية، وبتكلفة تمويلية بلغت 4 مليارات جنيه، فيما تشكل السيدات نحو %70 من المستفيدين، أغلبهن من المعيلات والمطلقات، مؤكدًا عدم تسجيل أى حالات فشل بسبب إلزام المستفيدين بدورات تدريبية وإجراءات تقييم صارمة قبل منح القروض.

وشدد “عز الدين” على أن اختيار المستفيدين يتم وفق معايير دقيقة، فى مقدمتها أن يكون المتقدم غير مؤمن عليه، وعاطلاً عن العمل، وقادرًا على التفرغ التام للمشروع، مما ساعد المؤسسة على تحقيق نسب نجاح مرتفعة دون خسائر تذكر.

وفيما يخص التحديات، أوضح أن المؤسسة تواجه ضغوطًا من ارتفاع الأسعار والتضخم، لكنها تعتمد على تخطيط محكم، وشراكات مع الدولة والجهات التمويلية، إلى جانب تقنيات إنتاج مرنة تقلل من الاعتماد على الأعلاف المستوردة، مؤكدًا أن هدف المؤسسة ليس الربح، بل التمكين الاقتصادى والاجتماعى للفئات الأولى بالرعاية.

وأوضح أن الشركة بصدد إنشاء محاجر بيطرية فى بعض الدول الأفريقية مثل السودان وتشاد وجيبوتي، بهدف استيراد عجول صغيرة تُغذى داخل مصر لمدة 3 أشهر، مما يمنحها صفة “اللحوم البلدية” بعد حصولها على الختم الأحمر، وهو ما يُسهم فى تعزيز الاكتفاء المحلى وتقليل الاعتماد على اللحوم المجمدة المستوردة.

وفى ختام تصريحاته، أشار إلى دراسة قائمة مع مؤسسة “مستقبل مصر” لافتتاح فروع توزيع جديدة تحت إشراف مؤسسة “مصر الخير”، بهدف تعظيم الانتشار والوصول إلى أكبر عدد من المستفيدين والمستهلكين.

صيغ متعددة للتبرع تناسب مختلف الشرائح

تواصل مؤسسة “مصر الخير” جهودها فى واحدة من أبرز حملاتها الموسمية، حيث أعلنت عن استهدافها توزيع 34 ألف صك أضحية خلال العام الجاري، بما يعادل نحو 5000 رأس ماشية، وتأتى هذه الخطوة ضمن مساعى المؤسسة المستمرة لتوسيع نطاق عملها الإغاثى فى مختلف محافظات الجمهورية.

وأوضح محمود كمال المصري، مدير حملة صك الأضحية بالمؤسسة، أن الحملة هذا العام تشمل عدة منتجات تناسب احتياجات المتبرعين المختلفة، وعلى رأسها “صك الأضحية البلدي” بقيمة 10 آلاف جنيه، والذى يتيح للمتبرع استلام 9 كيلوجرامات من اللحوم تصل حتى باب المنزل أو تُسلَّم من أقرب فرع للمؤسسة.

وأضاف:  “توفر المؤسسة “صك المجازر الحدودية” بتكلفة 8500 جنيه، والذى يُذبح فى مجازر مصرية حدودية معتمدة، ويوجَّه كامل لحومه إلى الأسر المستحقة دون استلام مباشر من المتبرع”.

واستعرض منتج مخصص للشركات وبرامج المسئولية المجتمعية تحت اسم “رأس فى قرية”، والذى يتيح التبرع برأس ماشية كاملة تُذبح وتُوجَّه لحومها إلى قرية بعينها يحددها المتبرع، وذلك بالتنسيق مع قطاع التنفيذ داخل المؤسسة، مشيرًا إلى أنه يبلغ سعر هذا المنتج 70 ألف جنيه، ويتم توثيق عملية الذبح والتوزيع بالفيديو والتقارير التى تُقدَّم للجهة المتبرعة.

وأشار “المصري” إلى أن “مصر الخير”  تتيح خيار التبرع بلحوم الصدقة للراغبين فى الإسهام ولو بجزء بسيط، حيث يمكن المشاركة بمبلغ يبدأ من 100 جنيه، ويُسعَّر الكيلوجرام الواحد بـ400 جنيه. 

ويُعَدّ هذا الخيار مناسبًا للأفراد غير القادرين على دفع قيمة الصك بالكامل، كما أنه لا يُحتسب شرعًا كصك أضحية، لكنه يتيح تقديم لحوم طازجة للفئات الأكثر احتياجًا.

شبكة توزيع واسعة تغطى 27 محافظة

وفيما يخص آليات التوزيع، أوضح مدير حملة صك الأضحية بالمؤسسة أن “مصر الخير” تعمل من خلال شبكة قوية تضم أكثر من 2700 جمعية قاعدية محلية منتشرة فى قرى ونجوع الجمهورية، لضمان وصول اللحوم إلى المستحقين الحقيقيين فى المناطق الأكثر احتياجًا، لا سيما تلك التى لا يتمكن المتبرعون من الوصول إليها، وأضاف أن عمليات الذبح تتم فى 65 مجزرًا حكوميًا معتمدًا، لضمان أعلى درجات الجودة والسلامة الغذائية.

وأشار “المصري” إلى أن حملة صك الأضحية تنفذها المؤسسة للعام الحادى عشر على التوالي، مع تسجيل نسب نمو متزايدة سنويًا فى حجم التبرعات وعدد المستفيدين، مما يعكس الثقة التى يوليها المتبرعون فى المؤسسة وجودة تنفيذها.