كشفت سامية سامى، مساعد وزير السياحة والآثار لشئون شركات السياحة، ورئيس مكتب شئون الحج السياحى المصرى، ورئيس اللجنة العليا للحج والعمرة، عن تفاصيل خطة التطوير الشاملة لمنظومة الحج السياحى، مشيرة إلى أنها ترتكز على 3 محاور رئيسية.
وقالت مساعد الوزير فى حوار لـ”المال”: إن الوزارة لا تتعامل مع موسم الحج كحدث سنوى فقط، بل كجزء من منظومة استراتيجية أكبر تسعى من خلالها لتحسين تجربة الحج السياحى على جميع المستويات، لافتة إلى أنه تم وضع رؤية تطويرية شاملة جار العمل على تنفيذها تدريجيًا تمثل أساس المرحلة المقبلة من تطوير المنظومة.
وأضافت أن المحور الأول يتمثل فى التحول الرقمى الكامل لإدارة منظومة الحج السياحى، عن طريق رقمنة كافة مراحل رحلة الحاج بدءًا من التسجيل وحتى التقييم النهائى بعد العودة.
وتابعت: المحور الثانى يتضمن السعى لرفع كفاءة جميع العاملين فى تنظيم برامج الحج السياحى، من خلال برامج تدريبية متخصصة بالتعاون مع غرفة شركات السياحة، وذلك بالتوازى مع تطبيق نظام تصنيف دقيق يحدد أداء كل شركة بناءً على التزامها بالمعايير وجودة الخدمات المقدمة.
ونوهت بأن المحور الثالث يتمثل فى تطوير أدوات الرقابة سواء الميدانية أو الرقمية، وذلك لضمان رصد الأداء فى الوقت الفعلى، والقدرة على التدخل المبكر لحل أى مشكلة، لافتة إلى أن الوزارة لديها فرق تفتيش مزوّدة بأنظمة إلكترونية تساعدها على المتابعة اللحظية لما يتم تنفيذه على أرض الواقع، بما يتماشى مع البرنامج المعتمد من الوزارة.
وأشارت إلى أن كل هذه المحاور تصب فى هدف واحد وهو أن تصبح تجربة الحج السياحى متميزة وراقية ومتكاملة لتليق بالحاج المصرى، وتوفر له الراحة والكرامة والاطمئنان فى أداء الشعائر، بما يتماشى مع توجيهات الدولة وحرصها على رعاية مواطنيها فى جميع المحافل، خاصة فى الشعائر الدينية.
تصعيد الحجاج إلى عرفات ومنى
وعن عملية تصعيد الحجاج إلى المشاعر المقدسة، قالت إنه تم التنسيق مع غرفة الشركات السياحية لإنهاء كافة الترتيبات اللازمة لتصعيد الحجاج فى توقيتات منظمة.
وأضافت أنه تم تخصيص حافلات مكيفة ومجهزة بمعايير السلامة، كما تم وضع خطة تحرك زمنية دقيقة لتفادى التكدس، بالإضافة إلى وجود مشرفين لمرافقة كل فوج، مشيرة إلى أنه جار العمل بالتنسيق الكامل مع الجهات السعودية لضمان سلاسة وانتظام عملية التصعيد.
وأشارت إلى أنها تقوم برفع تقرير على مدار الساعة إلى شريف فتحى وزير السياحة والآثار، حول أوضاع الحجاج والذى وجه تعليماته للبعثة بضرورة بذل أقصى جهد، حرصا على راحة وسلامة الحجاج.
كما لفتت إلى أن هناك طفرة ملحوظة هذا العام فى مستوى الخدمات المقدمة داخل مخيمات حجاج السياحة بجميع فئاتها، وهو ما يأتى فى إطار حرص الوزارة على تعزيز جودة الخدمات المقدمة لهؤلاء الحجاج، وتحقيق أعلى معايير الرعاية والاهتمام لضمان تقديم تجربة متميزة تليق بهم.
الاستعداد المبكر والتحديات
وأوضحت أن موسم الحج لهذا العام مميز من عدة جوانب إذ شهد زيادة فى عدد التأشيرات المخصصة للحج السياحى، والتى وصلت إلى 40 ألفا و672 حاجًا، بالإضافة إلى أنه تم توفير برامج متنوعة تغطى كافة الشرائح المجتمعية والمنقسمة إلى 3 مستويات رئيسية، هى (الخمس نجوم – الاقتصادى – البري) و8 مستويات فرعية، مع تحسين جودة الخدمات المقدمة فى كافة المستويات.
وأشارت إلى أن برامج الحج السياحى تنقسم إلى «5 نجوم بواقع 6500 حاج، والاقتصادى 17 ألفا، والبرى 7500»، بالإضافة إلى تنظيم شركات السياحة برنامج الحج للهيئات بواقع 4672 حاجا.
وقالت: إنه تم الاستعداد والبدء لموسم الحج الحالى مبكرًا، وذلك منذ شهر سبتمبر الماضى، مما منحنا وقتًا كافيًا لدراسة وضبط كافة التفاصيل، مشيرة إلى أن تلك العوامل ستؤدى إلى تجربة أكثر سلاسة وراحة للحجاج.
وحول أبرز التحديات التى واجهت الوزارة خلال الموسم الحالى، قالت مساعد الوزير: إنه فى ضوء الخبرات المتراكمة لدى الوزارة فى تنظيم ملف الحج، يتم سنويا إجراء دراسة للسلبيات التى تحدث خلال الموسم مع العمل على بحث سبل معالجتها مع كافة الجهات المعنية.
وأوضحت أن الوزارة بدأت العمل على ملف الحج لهذا الموسم بالتنسيق مع جهات الاختصاص، مع وضع سيناريوهات استباقية حال وجود أى معوقات أو تحديات تطرأ بشكل مفاجئ، مطمئنة الجميع بأن البعثة ستبذل قصارى جهدها حتى يتمكن الحجاج من أداء الفريضة بكل سهولة ويسر.
وتوقعت أن يكون موسم الحج لهذا العام مبشرا للغاية فى ظل الإجراءات التى اتخذتها الوزارة بالتنسيق مع الجهاز التنفيذى للحج، برئاسة اللواء أشرف عبد المعطى مساعد وزير الداخلية للشئون الإدارية، بالتعاون مع غرفة شركات ووكالات السفر والسياحة، لتنظيم الأعداد للموسم وما تم رصده ميدانيا بتواجد اللجان فى كافة نقاط تواجد الحجاج والتزام الشركات بالبرامج المعتمدة.
وأشادت رئيس اللجنة العليا للحج والعمرة، بالإجراءات المميزة التى تتخذها المملكة العربية السعودية، متوقعة تميز موسم حج لهذا العام.
التزام شركات السياحة
وبسؤالها عن مدى التزام الشركات السياحية بالضوابط، قالت: إنه بشكل عام وحتى الآن أداء جميع الشركات السياحية جيد للغاية، كما أن الالتزام بالبرامج والضوابط شهد تحسنًا ملحوظًا، مؤكدة أنه فى المقابل لم نتغاضَ عن أى تقصير.
وأكدت أنه تم تكليف اللجنة المختصة بالبعثة بتلقى الشكاوى والاستفسارات، وكذلك جميع اللجان الميدانية المنتشرة بمكة المكرمة والمدينة بالحل الفورى لجميع المشاكل، مع التشديد على الاحتفاظ بحق الحاج بالحصول على أفضل خدمة ممكنة فى ضوء التعاقدات المبرمة بين الشركة السياحية والحاج، منوهة باتخاذ الإجراءات القانونية ضد أى شركة يثبت تقصيرها فى تنفيذ البرامج المتعاقد عليها.
وأشارت إلى طبيعة التعاون بين الوزارة وغرفة شركات السياحة، والتى تتمثل فى أن الإدارة المركزية لشركات السياحية تنسق بصورة مستمرة مع الغرفة بصفتها المسئولة عن التعاقد على كافة الخدمات المقدمة للحجاج بالمشاعر المقدسة، والترتيب معها فى كافة الموضوعات المتعلقة بالخدمات داخل المشاعر بمنى وعرفات.
وذكرت أنه تم التأكيد مع الغرفة على اتخاذ كافة السبل لوأد أى سلبيات قد تحدث، كما تم تشكيل فريق عمل بالإدارة المركزية لشركات السياحة وممثلى الغرفة، للعمل بشأن التجهيزات النهائية للمخيمات، مؤكدة أن عمليات المتابعة تتم بشكل مستمر لحين تصعيد كافة الحجاج إلى مشعر عرفات.
وأوضحت أن البعثة المرسلة للحج من قبل وزارة السياحة والآثار، مكونة من 21 لجنة متخصصة، منها (فنية، ميدانية، الحالات المرضية والمستشفيات، التائهين والمفقودات، مطار جدة، مطار مكة، مطار المدينة، التحقيقات والشكاوى، مفقودات الحجاج).
وذكرت أن اللجنة الفنية تختص بإدارة البعثة وربط مهام كل اللجان مع بعضها البعض، بينما تختص الميدانية بمنطقة أجياد بمكة المكرمة وهى أكثر مناطق تسكين حجاج السياحة، كما توجد منطقة أخرى خاصة بجبل عمر، ولجنة لمنطقة العزيزية مهامها التأكد من سكن شركات السياحة.
وأِشارت إلى أن بعثة الوزارة تتابع أداء شركات السياحة ومدى تنفيذها للبرامج المُتفق عليها مع الحجاج، والتعامل الفورى مع أى شكاوى أو مستجدات خاصة بالموسم.
الحالات الطارئة
ولفتت إلى أنه تم رصد بعض الحالات الصحية لحجاج السياحة، إذ تم التعامل معها فورًا من خلال التنسيق مع البعثة الطبية لوزارة الصحة المصرية والسلطات السعودية.
وأضافت أنه تم تشكيل لجنة بالبعثة متخصصة فى متابعة الحالات المرضية بمستشفيات مكة المكرمة والمدينة المنورة، ويتم رفع تقارير يومية للبعثة الرسمية للحج برئاسة اللواء مساعد وزير الداخلية لقطاع الشئون الإدارية بالحالات المرضية، وآخر التطورات الخاصة بها.
وأكدت أن حماية الحجاج من مخاطر الحرارة المرتفعة وتوعيتهم بأساليب الوقاية من الإجهاد الحرارى، تأتى على رأس أولويات البعثة لهذا الموسم، ضمن الخطة المتكاملة وتوجيهات وزير السياحة لتقديم موسم حج سياحى آمن، وتوفير أعلى مستويات الراحة والرعاية الصحية لضيوف الرحمن من الحجاج المصريين.
وفيما يتعلق بخطط الوزارة فى ملف التحول الرقمى، قالت سامية سامى: إنه تم الانتهاء من ميكنة معظم الخدمات المقدمة للشركات السياحية، إذ تم ميكنة نحو %90 من الخدمات المقدمة للشركات السياحية والمرشدين السياحيين.
وتابعت: يمكن للعميل إنهاء كافة معاملاته دون التوجه لمقر الوزارة بالعاصمة الإدارية الجديدة، بالإضافة إلى البوابة المصرية للعمرة، وهى منصة إلكترونية تهدف إلى تنظيم وضبط رحلات العمرة للمواطنين، كما تهدف إلى حماية حقوق المعتمرين من خلال ضمان التعامل فقط مع الشركات السياحية المعتمدة وتوثيق العقود الخاصة بالرحلات.
وأضافت أن البوابة تعمل على تقديم مستوى عالٍ من الشفافية والرقابة على الخدمات المقدمة للمعتمرين، ومتابعة تنفيذ البرامج، منوهة بأن هناك العديد من طرق التواصل مع الإدارة سواء عن طريق الخط الساخن أو الإيميل الرسمى للإدارة المركزية لشركات السياحة وبوابتها، بجانب بوابة الشكاوى الحكومية التابعة لرئاسة مجلس الوزراء.
وتنقل شركة مصر للطيران هذا العام نحو 66 ألفا و500 حاج عبر 654 رحلة جوية، بواقع 324 رحلة فى مرحلة الذهاب و330 رحلة للعودة، بما يشمل حجاج القرعة والجمعيات الأهلية والحج السياحى والرحلات الخاصة، إلى جانب حجاج الترانزيت من عدة دول.
جدير بالذكر أن العدد الأكبر من تأشيرات الحج السياحى تم تخصيصه للمستويين الاقتصادى والبرى، مراعاة لجميع الشرائح المجتمعية للمواطنين وزيادة فرصة حصولهم على تأشيرات الحج السياحى، إذ تم تخصيص 7500 تأشيرة لحجاج الحج السياحى البرى، بالإضافة إلى 278 مُشرفا تابعا للشركات السياحة المنفذة لبرامج الحج البرى، بما يعادل %18 من إجمالى الحصة المقررة للحج السياحى المصرى والتى تبلغ 40673 تأشيرة.
