سجلت أسعار النفط ارتفاعًا حادًا بنسبة تقارب 4% اليوم الاثنين، عقب قرار تحالف "أوبك+" الإبقاء على وتيرة الزيادة الشهرية في الإنتاج دون تغيير خلال شهر يوليو، لتواصل المنظمة وحلفاؤها تنفيذ استراتيجيتهم التدريجية لاستعادة الحصص السوقية.
وصعد خام برنت القياسي بمقدار 2.28 دولار، أو ما يعادل 3.6%، ليبلغ 65.06 دولارًا للبرميل بحلول الساعة 13:35 بتوقيت جرينتش.
كما ارتفع خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي بواقع 2.99 دولار، أي بنسبة 4.9%، ليصل إلى 63.78 دولارًا للبرميل. ويأتي هذا الانتعاش بعد خسائر تجاوزت 1% سجلها الخامان في الأسبوع السابق.
استمرار الزيادة التدريجية
كان تحالف "أوبك+"، الذي يضم منظمة الدول المصدّرة للبترول وحلفاءها بقيادة روسيا، قد قرر خلال اجتماعه يوم السبت الماضي رفع الإنتاج بمقدار 411 ألف برميل يوميًا في يوليو، وهي الزيادة الشهرية الثالثة على التوالي بهذا الحجم، ضمن خطة تهدف إلى استعادة الحصة السوقية ومحاسبة الأعضاء الذين تجاوزوا حصصهم الإنتاجية.
ووفقًا لمصادر مطلعة على محادثات التحالف، فقد تم بالفعل تسعير هذه الزيادة مسبقًا في أسواق العقود الآجلة لكل من برنت وغرب تكساس، ما خفّف من أثر القرار على الأسواق.
وكتب المحلل هاري تشيلينغيريان من "أونيكس كابيتال" عبر منصة "لينكدإن": "لو أن (أوبك+) فاجأت السوق بزيادة أكبر من المتوقعة، لكانت أسعار النفط فتحت تداولات الاثنين بانخفاض حاد".
في سياق متصل، ذكرت وكالة "إنترفكس" الروسية نقلًا عن نائب وزير الطاقة الكازاخي أن كازاخستان أبلغت "أوبك" بعدم نيتها خفض إنتاجها النفطي، في موقف يتعارض مع التوجه الجماعي داخل التحالف.
ويرى بيارني شيلدروب، كبير محللي السلع في بنك SEB، أن أسعار النفط يجب أن تنخفض إلى ما دون 58 دولارًا للبرميل حتى يصبح من غير المجدي اقتصاديًا لكازاخستان تجاوز حصتها الإنتاجية.
الطلب الموسمي المتزايد
من جانبها، تتوقع غولدمان ساكس أن يقوم التحالف بتنفيذ زيادة نهائية بمقدار 410 آلاف برميل يوميًا في أغسطس، مشيرة في مذكرة بحثية إلى أن "الأساسيات القوية في سوق النفط الفوري، وتحسن المؤشرات الاقتصادية العالمية، والدعم الموسمي في الصيف، تعني أن تباطؤ الطلب المتوقع قد لا يكون كافيًا لوقف زيادات الإنتاج".
أما محللو مورغان ستانلي، فقد توقعوا استمرار إضافة 411 ألف برميل يوميًا شهريًا حتى الوصول إلى إجمالي زيادة يبلغ 2.2 مليون برميل يوميًا بحلول أكتوبر، مؤكدين أنه "لا توجد مؤشرات حتى الآن على تباطؤ في وتيرة زيادات الحصص".
إلى جانب قرار "أوبك+"، تلقت أسعار النفط دعمًا إضافيًا من ارتفاع المخاطر الجيوسياسية، بعد ضربات بطائرات مسيّرة أوكرانية استهدفت روسيا خلال عطلة نهاية الأسبوع، بحسب ما أفاد به خورخي ليون، مدير شؤون الطاقة في "ريستاد إنرجي".
ويبدو أن التوترات السياسية والطلب الموسمي المتزايد خلال فصل الصيف سيستمران في توفير دعم قوي للأسعار، في ظل تمسك "أوبك+" بخطتها المدروسة لرفع الإنتاج تدريجيًا مع مراقبة دقيقة لتوازنات السوق.
