Ad

تخطط شركة راية لتكنولوجيا المعلومات لإطلاق قسم متخصص فى حلول الذكاء الاصطناعى خلال النصف الثانى من العام الجارى.

وقال هشام عبد الرسول، الرئيس التنفيذى للشركة إن القسم المرتقب إطلاقه يستهدف التركيز على دعم الأعمال بحلول تقنية متقدمة وبالأخص فى القطاع المالى، موضحا أن الذكاء الاصطناعى أصبح يمثل أحد أعمدة الأمن السيبرانى فى السنوات الأخيرة .

وأضاف “عبد الرسول” لـ “المال” أن تكنولوجيا الذكاء الاصطناعى تتيح حاليا تحليل كميات ضخمة من البيانات فى الوقت الفعلى مما يساعد فى اكتشاف الأنماط غير الطبيعية والمؤشرات المبكرة للتهديدات قبل تحولها إلى هجمات فعلية.

ولفت إلى أن تكلفة الجرائم السيبرانية عالميا تجاوزت حاجز الـ 8 تريليونات دولار فى عام 2023، ومن المتوقع وصولها 10.5 تريليون بنهاية 2025 ، مشيرا إلى أن زيادة التهديدات الرقمية يضع المؤسسات أمام تحدٍ كبير يستدعى تطوير إستراتيجيات دفاعية متقدمة لحماية البيانات والبنية التحتية الحيوية.

وألمح “عبد الرسول” إلى أن الهجمات الإلكترونية على مصر شهدت قفزة كبيرة حيث ارتفعت بنسبة %192 خلال العام الماضى مستهدفة بذلك قطاعات حساسة مثل الحكومة، والبنوك، والطاقة.

وتابع: تصنف الدراسات مصر ضمن أكثر 20 دولة تعرضًا للهجمات السيبرانية فى منطقة الشرق الأوسط بسبب مجموعة عوامل من بينها النمو السريع للخدمات الرقمية الذى لم يرافقه مستوى الحماية المطلوب، والاعتماد على أنظمة تشغيل وتقنيات قديمة، إضافة إلى ضعف الوعى الأمنى لدى المستخدمين.

ورأى أن التوسع فى عملية التحول الرقمى جعل المؤسسات أكثر عرضة للهجمات، خاصة فى القطاعات المصرفية والحكومية، حيث تتعامل هذه الجهات مع بيانات حساسة وقيمة ، منوها بأن الكثير من الشركات مازال يعتمد على حلول أمنية تقليدية، مما يترك ثغرات يستغلها المهاجمون.

وألمح “عبد الرسول” إلى أن سد هذه الفجوة يتطلب مزيدا من الاستثمار والابتكار فى مجالات الأمن السيبرانى لدعم منظومات رقمية آمنة ومتكاملة، إلى جانب إطلاق برامج تدريبية مكثفة تهدف إلى تأهيل الكوادر الوطنية لمواجهة التهديدات المتزايدة، فضلاً عن تعزيز الأطر التشريعية لردع التهديدات الأمنية السيبرانية قانونيا.

وذكر أن حجم سوق حلول الأمن السيبرانى فى مصر سيصل إلى 395 مليون دولار بحلول عام 2029، بينما بلغ حجمه فى الشرق الأوسط 10.81 مليار دولار فى 2024، مع توقعات بزيادة 15.96 مليار دولار بحلول 2029.

ولفت إلى أن راية لتكنولوجيا المعلومات تعمل على تعزيز استثماراتها فى قطاع الأمن السيبرانى لتلبية الاحتياجات المتزايدة للشركات، خاصة فى ظل ارتفاع معدل الهجمات الرقمية

وقال “عبد الرسول” إنه رغم إدراك الشركات المصرية لأهمية الأمن السيبرانى، إلا أنها تواجه عدة تحديات، أبرزها التكلفة المرتفعة لحلول الحماية المتقدمة، ونقص أعداد الكفاءات المتخصصة، إضافة إلى غياب التكامل بين الأنظمة الأمنية المستخدمة، معتبرا أن بند أمن المعلومات ينظر إليه باعتباره تكلفة إضافية وليس استثمارا ضروريا.

وأوضح أن شركته تقدم حلولًا مرنة قابلة للتوسع، تتيح للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة تعزيز دفاعاتها دون الحاجة إلى ميزانيات ضخمة، كما تعمل أيضا على توفير برامج تدريب احترافية لتطوير الكوادر المؤهلة.

فى سياق متصل، ألمح “عبد الرسول” إلى أن الإطار القانونى يمثل حجر الأساس فى مواجهة الجرائم الإلكترونية، حيث تسهم التشريعات فى ردع القراصنة وفرض معايير أمنية إلزامية على المؤسسات لحماية بياناتها، مشددا على ضرورة مواكبة التشريعات للتطورات التقنية باستمرار .

ورأى أن قانون مكافحة جرائم تقنية المعلومات الذى أقره البرلمان المصرى خلال عام 2018 يعتبر خطوة جيدة، لكنه بحاجة إلى تحديث مستمر، فى ظل أساليب الهجوم المتغيرة وضعف الوعى الرقمى لدى المستخدمين، ونقص التدريب المتخصص للأجهزة القضائية والأمنية، تتطلب إصلاحات تشريعية أكثر شمولًا.

وشدد على أهمية التعاون بين القطاعين العام والخاص فى صياغة التشريعات المستقبلية سيكون لبناء بيئة رقمية آمنة فى مصر خاصة مع تزايد أهمية الامتثال للمعايير الدولية مثل “ISO 27001” و”NIST “و”GDPR”.

وحول إستراتيجية راية لمواجهة التصعيد الرقمى ، أكد “عبد الرسول” أن شركته تبنت نهجًا شاملًا يعتمد على الذكاء الاصطناعى وتقنيات الحماية المتقدمة مثل” XDR” و”SIEM & SOAR” التى تتيح الكشف السريع عن التهديدات الإلكترونية والاستجابة لها بفعالية، بالإضافة إلى تطوير أنظمة قادرة على تحليل سلوك الهجمات والتصدى لها قبل وقوعها، مما يتيح للشركات تقليل مخاطر الاختراقات السيبرانية .

وأكد أن التدريب المتخصص هو المفتاح لتقليص الفجوة فى الكفاءات السيبرانية، لذلك تركز الشركة على برامج مثل “Raya Tech University “ لتأهيل كوادر قادرة على التعامل مع التهديدات المتطورة، بالإضافة إلى شراكات مع كبرى الشركات العالمية مثل “سيسكو” لضمان مواكبة أحدث الابتكارات فى المجال.

وتابع “عبد الرسول” قائلا : يساعد أيضا الذكاء الاصطناعى فى الأتمتة الأمنية، حيث يمكنه رصد التهديدات والاستجابة لها تلقائيًا دون تدخل بشرى مباشر، مما يقلل وقت الاستجابة ويحد من الأضرار المحتملة.

وألمح إلى أن هذه التقنية تستخدم فى تحليل سجل النشاطات عبر الشبكات، مما يسمح بتحديد الأجهزة والمستخدمين المشبوهين، وتقليل الأخطاء البشرية، وتعزيز دقة التحليل الأمنى إلا أنه يتم استغلاله من قبل القراصنة السيبرانيين لتنفيذ هجمات أكثر تعقيدًا، مثل” Spear Phishing”، حيث تستخدم الخوارزميات الذكية لإنشاء حملات احتيالية يصعب اكتشافها، كما يسهم الذكاء الاصطناعى فى تطوير محتوى مزيف يصعب التمييز بينه وبين المحتوى الحقيقى، مما يشكل تهديدًا خطيرًا للهوية الرقمية ويزيد من فرص التضليل الإعلامى.

عبد الرسول: %192 زيادة فى الهجمات الإلكترونية على مصر 2024