أكدت مصادر رفيعة المستوى بقطاع التعدين، وجود مساع حكومية لطرح أحدث مزايدة عالمية للبحث والتنقيب عن الذهب بمصر فى يوليو المقبل، ضمن فعاليات منتدى مصر للتعدين، المرتقب عقده خلال تلك الفترة.
وأوضحت المصادر فى تصريحات لـ«المال» أنه تم الانتهاء من الموافقات والتصاريح الخاصة بالمزايدة الجديدة، وأنها حاليا فى انتظار إشارة وزارة البترول والثروة المعدنية بتوقيت الطرح.
ولفتت إلى أن المنتدى فرصة جيدة للإعلان عن المزايدة الجديدة، وسط حضور قوى متوقع من كبرى كيانات الذهب والتعدين العالمية.
وأشارت إلى أنه سيتم العمل بنماذج اتفاقيات متطورة ومحفزة للاستثمار، على غرار ما تم تطبيقه مع الشركات العالمية «أنجلو أشانتى» و«باريك جولد» ضمن المزايدة العالمية لعام 2020، التى طرحتها الحكومة للبحث والتنقيب عن الذهب فى الصحراء الشرقية.
يشار إلى أن اتفاقيات الذهب السابقة كان يتم العمل فيها بمبدأ استرداد نفقات الإنتاج، فضلا عن المشاركة فى الأرباح بين الحكومة والشركة المستثمرة بنسبة %50 لكل طرف، على أن تُحصل الدولة «إتاوة» بنسبة %3.
فيما شهدت بنود النماذج الجديدة من الاتفاقيات تعديلات، أبرزها رفع نسبة «الإتاوة» إلى %5 فضلا عن تخصيص نسب كبيرة ومحددة من الإنتاج لصالح بنود الضرائب والأرباح والخدمة المجتمعية.
ووفقا لآراء عدد من الشركات الأجنبية المستثمرة بمشروعات الذهب فى مصر، فإن تلك البنود تتسق أكثر مع النظم العالمية، وتضع الدولة بمكانة المنظم والمشرف على الصناعة وليس المشارك فى الربح أو الإنتاج.
على صعيد متصل، كشف مسئول بالشعبة العامة للذهب باتحاد الغرف التجارية، أن طرح مصر لمزايدات عالمية جديدة للتنقيب عن المعدن الاصفر سيكون له مردود وعوائد على الاقتصاد وحجم الاستثمار الأجنبى بشكل عام، وخاصة فى قطاع الذهب.
وأضاف لـ«المال» أن مصر ستستفيد من تلك المزايدات عبر زيادة حصتها المحلية، أو توريد جزء من الإنتاج إلى البنك المركزي، ما سيعزز احتياطى الدولة من الذهب.
وعلى صعيد أسعار الذهب، أشار إلى أنها تشهد ارتفاعات تاريخية على المستوى العالمى للأوقية بعد استقرارها قرب 3300 دولار.
وقال إن زيادة إنتاج الذهب ترفع الاحتياطى النقدى للبنك المركزى وتدعم الناتج المحلي، وتعزز مستهدفات مصر فى أن تصبح ضمن أكبر 10 مصدرين للمعدن النفيس عالميا فى السنوات المقبلة.
من جانبه، قال سعيد إمبابي، المدير التنفيذى لمنصة «آى صاغة» لتداول الذهب، إن طرح مزايدة عالمية جديدة للتنقيب عن المعدن الأصفر فى مصر يعنى جذب استثمارات اجنبية جديدة وعملاقة لتنفيذ عمليات البحث والاستكشاف، مما يخلق كميات ومعروضا أكبر من الخام محلياً، وبالتالى يدعم صناعة المشغولات .
وأوضح إمبابى لـ«المال» أن طرح المزايدات العالمية يعنى تحقيق اكتشافات تجارية واعدة، مما سيسهم فى زيادة صادرات مصر من الذهب، وهو ما حدث مؤخراً مع مشروع منجم «السكرى»، مما يحسن ميزان المدفوعات ويزيد حصيلة الدولة من العملات الأجنبية.
كان المهندس كريم بدوى، وزير البترول والثروة المعدنية، أكد مؤخرا أن تطوير نظم الاتفاقيات التعدينية لتتواكب مع النظم العالمية من أبرز محاور إستراتيجية عمل الوزارة لمنح الشركات الكبرى ثقة لضخ استثمارات جديدة فى القطاع فى مصر، مما يسهم فى زيادة فى الناتج القومى الإجمالي، ويعزز استغلال التكنولوجيا الحديثة فى عمليات البحث والتنقيب.
