أعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، اليوم الأحد، أن بلاده ستشارك في الاجتماع المزمع عقده في مدينة إسطنبول غدا الإثنين، والذي تم اقتراحه من قبل الجانب الروسي ضمن جهود إحياء مفاوضات السلام.
وقال زيلينسكي، عبر قناته الرسمية على “تليجرام”، عقب اجتماع مع عدد من المسؤولين الأوكرانيين: “لقد حدّدنا مواقفنا قبيل الاجتماع في إسطنبول”، مشيرًا إلى أن وزير الدفاع رستم أوميروف سيترأس الوفد الأوكراني مجددًا في هذه الجولة، وفقا لتقرير وكالة رويترز.
وتأتي هذه التصريحات في وقت تشهد فيه المناطق الروسية المحاذية لأوكرانيا تصعيدًا خطيرًا، حيث أسفرت تفجيرات استهدفت جسرين عن مقتل ما لا يقل عن سبعة أشخاص وإصابة 69 آخرين، بحسب السلطات الروسية.
وأكدت لجنة التحقيقات الروسية، أن انفجارًا وقع في الساعة 10:50 مساء السبت (بتوقيت موسكو) استهدف جسرًا يمر فوق سكة حديد في منطقة بريانسك، بالتزامن مع مرور قطار ركاب يقل 388 شخصًا في طريقه إلى موسكو. وبعد ساعات قليلة، تم تفجير جسر آخر في منطقة كورسك المجاورة، ما أدى إلى تساقط أجزاء من قطار شحن فوق طريق سريع.
وأظهرت صور ومقاطع مصوّرة على وسائل التواصل الاجتماعي ركابًا يحاولون الخروج من عربات القطار المحطمة في ظلام الليل، بينما بدت أجزاء من القطار مدفونة تحت حطام الجسر المنهار.
وقال حاكم منطقة بريانسك، ألكسندر بوغوماز، في تصريحات للتلفزيون الروسي: “تم تفجير الجسر أثناء عبور قطار كليموفو-موسكو وكان على متنه 388 راكبًا”.
وتشهد المناطق الروسية القريبة من الحدود الأوكرانية هجمات متكررة منذ بدء الحرب في فبراير 2022، حيث يتبادل الطرفان الاتهامات باستهداف المدنيين، مع نفي كل منهما لتلك المزاعم.
ولم تصدر أوكرانيا تعليقًا رسميًا على هذه الهجمات حتى الآن، والتي تأتي قبل يوم واحد من الموعد المقترح لعقد محادثات مباشرة في إسطنبول، بدفع من الولايات المتحدة، بهدف التوصل إلى حل سياسي للنزاع الذي أدى، بحسب التقديرات الأميركية، إلى مقتل وإصابة ما لا يقل عن 1.2 مليون شخص.
وفي سياق متصل، أعلنت الاستخبارات العسكرية الأوكرانية عن وقوع انفجار أدى إلى خروج قطار شحن عسكري روسي، محمّل بصهاريج وقود، عن مساره قرب بلدة ياكيميفكا في منطقة زاباروجيا الخاضعة لسيطرة القوات الروسية. ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن الحادث، غير أن كييف كانت قد تبنّت في السابق هجمات مماثلة في عمق الأراضي الروسية.
من جانبها، اتهمت شخصيات سياسية روسية أوكرانيا بالوقوف وراء هذه التفجيرات، معتبرين أنها “محاولة تخريب” تهدف إلى تقويض المفاوضات المرتقبة. وقال أندريه كارتابولوف، رئيس لجنة الدفاع في مجلس الدوما، لقناة “شوت” على تليغرام: “هذا بالتأكيد من تدبير أجهزة الاستخبارات الأوكرانية… الهدف هو تصعيد الموقف الروسي وإثارة الرأي العام قبل المحادثات”.
وذكر الكرملين أن الرئيس فلاديمير بوتين تلقى تقارير مستمرة من جهاز الأمن الفيدرالي ووزارة الطوارئ بشأن التفجيرات، كما أجرى اتصالًا مع حاكم بريانسك لمتابعة التطورات.
وفيما تتجه الأنظار إلى إسطنبول، يزداد الوضع الميداني تعقيدًا، حيث يستمر تبادل الهجمات بالطائرات المسيّرة بين الطرفين، وتواصل القوات الروسية تقدمها في جبهات شرق أوكرانيا.
ورغم إعلان زيلينسكي عن نية بلاده حضور المحادثات، إلا أن كييف لم تؤكد التزامها النهائي، مشيرة إلى أنها تنتظر الاطلاع على تفاصيل المقترحات الروسية. من جهة أخرى، حذّر سيناتور أميركي بارز موسكو من “عقوبات قاسية” في حال فشل المسار الدبلوماسي.
