Ad

تصنف القارة الأفريقية على أنها واحدة من أسرع الأسواق نموا في مجال ريادة الأعمال والشركات الناشئة على مستوى العالم، ومع ذلك شهد الربع الأول من العام الحالي إغلاق أربع شركات ناشئة بارزة، حظيت في وقت سابق باهتمام واسع بسبب أفكارها الجديدة وخوضها جولات تمويل بأرقام كبيرة، وعلى الرغم من الانطلاقة الواعدة، لم تتمكن هذه الشركات من الصمود أمام التحديات التشغيلية والاقتصادية، التي تُظهر أن بيئة الأعمال الناشئة ما زالت محفوفة بالمخاطر في العديد من أسواق القارة السمراء.

تشير هذه الإغلاقات إلى مفارقة متزايدة في مشهد ريادة الأعمال الأفريقي: فبينما تجذب الشركات الناشئة استثمارات ضخمة وتحقق معدلات نمو عالية في المراحل المبكرة، فإنها كثيرًا ما تصطدم بواقع صعب يتمثل في ضعف البنية التحتية، وعدم نضج السوق، وتحديات التمويل المستمر.

وفي السطور التالية نستعرض هذه الشركات بالتفصيل:

1. جوفلين (Jovelyn) – نيجيريا

تأسست “جوفلين” في عام 2020 على يد كينغسلي نووس، ويوسف أولاليري، ولاكي مارك، كمنصة تكنولوجيا مالية (فينتك) تستهدف تمكين الموردين وتجار التجزئة الصغار من إدارة عملياتهم التجارية رقمياً. قدمت الشركة حلولًا مرنة لإنشاء المتاجر الإلكترونية وتتبع المبيعات عبر تطبيق موحّد، واستطاعت بحلول 2022 الوصول إلى أكثر من 2000 بائع نشط و6000 منتج مُدرج.

رغم حصولها على تمويل أولي بقيمة 100 ألف دولار من MEST Africa، لم تتمكن “جوفلين” من تحقيق انتشار أوسع في السوق أو الوصول إلى نموذج إيرادات مستدام. وبعد فشلها في جذب تمويل جديد، أعلنت الشركة عن إغلاق عملياتها في يناير 2025.

2. إدوكويا (Edkoya) – نيجيريا

أُطلقت “إدوكويا” عام 2021 على يد هاني أوجونديي بهدف رقمنة قطاع التعليم في القارة، من خلال منصة تعليمية تُقدّم دروسًا مباشرة ومحتوى أكاديميًا عالي الجودة لطلاب المراحل الدراسية المختلفة. لاقت الشركة اهتمامًا دوليًا واسعًا بعد أن جمعت 3.5 مليون دولار في جولة تمويل ما قبل التأسيس، وهو رقم قياسي في قطاع تكنولوجيا التعليم بأفريقيا حينها.

وبالرغم من وصول المنصة إلى أكثر من 80 ألف طالب و15 مليون سؤال تمت الإجابة عليه، اصطدمت “إدوكويا” بمعوّقات هيكلية، من بينها ضعف البنية التحتية الرقمية، وانخفاض انتشار الأجهزة الذكية، ومحدودية القدرة الشرائية للشرائح المستهدفة. ومع عدم قدرتها على تجاوز هذه العقبات أو بناء شراكات استراتيجية فعّالة، أعلنت الشركة إغلاقها في فبراير 2025، مع إعادة رأس المال للمستثمرين.

3. بينتو أفريقيا (Bento Africa) – نيجيريا

بدأت “بينتو أفريقيا” عام 2019 كمحاولة لتبسيط خدمات إدارة الرواتب والموارد البشرية عبر القارة. غير أن الشركة وجدت نفسها في قلب أزمة مالية وقانونية حادة بحلول فبراير 2025، بعد اتهامات باختلاس مستحقات التقاعد والضرائب.

تفاقمت الأزمة مع استقالة الرئيس التنفيذي إيبون أوكوبانجو، على خلفية مشاكل تتعلق برواتب الموظفين وعدم الاستقرار الإداري، مما دفع مجلس الإدارة إلى الإعلان عن إغلاق مؤقت للشركة إلى حين تسوية التزاماتها. حتى الآن، لم يتم تحديد موعد واضح لإعادة إطلاق العمليات.

4. ليبا لاتر (Lipa Later) – كينيا

تُعد “ليبا لاتر” من أبرز شركات التكنولوجيا المالية في شرق أفريقيا، حيث تأسست في 2018 لتقديم خدمات “اشترِ الآن، وادفع لاحقًا” (BNPL). نجحت الشركة في جمع أكثر من 15 مليون دولار، من ضمنها جولة تمويل أسهم بـ12 مليون دولار عام 2022، وأخرى للديون بـ3.4 مليون دولار في 2023.

لكن قرارها بالاستحواذ على منصة “سكاي جاردن” المتعثرة مقابل 1.9 مليون دولار في نهاية 2023، وضع ضغطًا شديدًا على مواردها المالية. وبفشل محاولاتها لجمع رأس مال إضافي في 2024، انهارت الشركة ماليًا ودخلت تحت الإدارة في مارس 2025.