أصبحت أدوات مثل "شات جي بي تي" و "جيميناي" وغيرها من نماذج اللغات الكبيرة (LLMs) تكنولوجيات مساعدة تساهم بقوة في تسريع المهام اليومية، سواءً كان الأمر يتعلق بتلخيص أفكار معقدة، أو تصميم بطاقة عيد ميلاد، حيث يمكن الحصول على نتائج مبهرة بمجرد توجيه بسيط. ولكن على الرغم من فائدة أدوات الذكاء الاصطناعي هذه، إلا أن سهولة استخدامها تنطوي على مخاطر خفية، خاصةً فيما يتعلق بخصوصيتك الشخصية.
وعلى الرغم من أن نماذج "LLMs" مفيدة للغاية، ولكنها تفتح الباب أيضًا أمام مخاطر كثيرة، فبدلًا من الأسئلة غير الضارة، يمكن لشخص ما أن يطلب ملفًا شخصيًا مفصلاً عن شخص ما، وقد يُنتج النموذج تقريرًا شاملًا بشكل مدهش. على الرغم من أن هذه الأدوات تتمتع بضمانات، وغالبًا ما ترفض طلبات معينة، إلا أن الصياغة الذكية قد تتجاوز هذه الحدود أحيانًا، وبالتالي يمكن تسريب بيانات ومعلومات مهمة عن الأشخاص المتعاملين مع هذه الأدوات.
ولا يتطلب استخدام "ChatGPT" لجمع معلومات شخصية جهدًا كبيرًا. ولكن خلال السطور التالية نرصد لك طرق حماية بياناتك من هذا النوع من التطفل الرقمي.
لا تستخرج أدوات الذكاء الاصطناعي هذه المعلومات من العدم فحسب، بل تحتاج إلى الوصول إلى مصادر حقيقية على الإنترنت لتعمل. بمعنى آخر، البيانات موجودة بالفعل على الإنترنت؛ أما أدوات الذكاء الاصطناعي فتُسهّل العثور عليها. وبنظرة سريعة على المصادر، فستجد أن معظم المعلومات التي لا يرغب الفرد في مشاركتها على الإنترنت، مثل العنوان والأقارب وما إلى ذلك، متاحة للعامة عبر مواقع البحث عن الأشخاص. تشمل المصادر الأخرى وسائل التواصل الاجتماعي، مثل LinkedIn وFacebook، بالإضافة إلى قواعد البيانات العامة.
لحماية معلوماتك الشخصية بفعالية من الانكشاف أو إساءة الاستخدام، من المهم اتباع هذه الخطوات واتخاذ الاحتياطات الأساسية.
أولا: إلغاء الاشتراك في مواقع البحث عن الأشخاص واحدًا تلو الآخر.
استخدم أدوات الذكاء الاصطناعي واطلب منها إجراء بحث مُعمّق عن نفسك. وبالتالي ستتمكن من تجميع قائمة جيدة بمواقع البحث عن الأشخاص التي قد تحتوي على ملفك الشخصي، ثم قم بإرسال طلبات إلغاء الاشتراك.
الآن، عليك تصفح كل موقع من مواقع البحث عن الأشخاص هذه وإرسال طلبات إلغاء الاشتراك. عادةً ما تكون هذه الطلبات سهلة، ولكنها تستغرق وقتًا طويلاً بالتأكيد. توجد نماذج إلغاء الاشتراك عادةً في أسفل كل موقع، في تذييل الصفحة. قد تختلف التسمية من "عدم بيع معلوماتي" إلى "إلغاء الاشتراك" أو ما شابه.
ثانيا: كن حذرًا فيما تشاركه مع أدوات الذكاء الاصطناعي
وهي الخطوة الأولى لحماية بيانات الشخصية والحساسة من التسرب للمتطفلين، لا تُشارك أي تفاصيل شخصية، مثل اسمك الكامل، أو عنوان منزلك، أو معلوماتك المالية، أو كلمات مرورك، أو أي بيانات شخصية أخرى يُمكن استخدامها لتحديد هويتك أو إيذاء الآخرين.
ثالثا: أمّن حساباتك على الذكاء الاصطناعي
تُساعد حماية حساباتك على تطبيقات ومنصات الذكاء الاصطناعي من الوصول غير المُصرّح وبالتالي الحفاظ على أمان تفاعلاتك وبياناتك. استخدم دائمًا كلمات مرور قوية وفريدة، وفكّر في استخدام مدير كلمات مرور لإنشاء هذه الكلمات المُعقّدة وتخزينها.
قم أيضاء بتفعيل المصادقة متعددة العوامل كلما أمكن لإضافة طبقة أمان إضافية. راجع أذونات حسابك بانتظام، واحذف الوصول لأي أجهزة أو تطبيقات لم تعد تستخدمها.
رابعا: مراجعة وتشديد خصوصية مواقع التواصل الاجتماعي
يُمكن لضبط إعدادات خصوصية مواقع التواصل الاجتماعي أن يُقلل بشكل كبير من كمية المعلومات الشخصية المتاحة لوسطاء البيانات، اجعل ملفاتك الشخصية خاصة، وحدد من يمكنه رؤية منشوراتك، وانتقي قبول طلبات الصداقة أو المتابعين. راجع إعدادات خصوصيتك بشكل دوري، وأزل أي اتصالات غير ضرورية بتطبيقات خارجية لتقليل تعرضك للخطر بشكل أكبر.
خامسا: استخدام برنامج مكافحة فيروسات قوي
يضيف برنامج مكافحة فيروسات قوي طبقة أمان أساسية ضد التهديدات الرقمية. تُدافع برامج مكافحة الفيروسات ضد البرامج الضارة والتصيد الاحتيالي وسرقة الهوية. احرص على اختيار برنامج موثوق وتحديثه بانتظام للحفاظ على هويتك الرقمية.
سادسا: استخدم عناوين بريد إلكتروني بديل ومخصص لإلغاء الاشتراك والنماذج الإلكترونية
يساعد استخدام عنوان بريد إلكتروني مخصص للتسجيل في هذه الأدوات من تقليل الرسائل غير المرغوب فيها وحماية بريدك الإلكتروني الرئيسي.
كما يُسهّل هذا الإجراء تتبع المواقع والخدمات التي تحتوي على معلومات الاتصال الخاصة بك. في حال اختراق بريدك الإلكتروني البديل، يمكنك تغييره بسرعة دون تعطيل حساباتك الرئيسية.
