من المتوقع أن تُرسل شركة CMA CGM سفينة حاويات كبيرة عبر قناة السويس الشهر المقبل، مما يُشير إلى تنامي الثقة في هذا المجرى الملاحي للقناة، بعد فترة من إعادة توجيه المسارات بسبب المخاطر الأمنية في البحر الأحمر.
ووفقًا لبيانات منصة "eeSea" لمعلومات خطوط النقل البحري، من المقرر أن تعبر سفينة CMA CGM "جول فيرن"، التي تبلغ سعتها 16,000 حاوية نمطية، قناة السويس باتجاه الجنوب في 21 يونيو المقبل، في إطار سعي الشركة إلى الحد من التأخيرات المتراكمة في رحلتها بين أوروبا وآسيا.
وتُستخدم سفينة "جول فيرن" حاليًا ضمن خدمة MED2 التابعة لتحالف المحيطات بين آسيا والبحر الأبيض المتوسط. بعد عبور رأس الرجاء الصالح في رحلتها غربًا، تتجه السفينة الآن شمالًا، بمواعيد محددة في فالنسيا وبرشلونة ومرسيليا قبل الوصول إلى مركز إعادة الشحن الرئيسي لشركة" CMA CGM" في مارساشلوك، مالطا، في 17 يونيو. ومن المقرر أن تتوقف السفينة في ميناء جدة السعودي في 24 يونيو قبل أن تستأنف رحلتها شرقًا إلى ميناء كلانج.
وأشار جون كينجوري، مدير العمليات في "eeSea"، إلى أنه من المتوقع وصول السفينة إلى مارساشلوك بتأخير 15 يومًا. ومع ذلك، من خلال عبور قناة السويس بدلًا من الدوران حول أفريقيا مجددًا، يمكن تقليل هذا التأخير إلى حوالي ستة أيام عند الوصول إلى ميناء كلانج. وهذا يشير إلى أن "CMA CGM" تستخدم القناة بشكل إستراتيجي لاستعادة جداول رحلات العودة إلى آسيا، حيث تكون مرونة التوقيت أكبر من خدمات العودة.
وكانت عبرت سفينة جول فيرن قناة السويس عدة مرات منذ أوائل عام 2024، غالبًا في ظل إجراءات أمنية مشددة، تشمل مرافقة السفن البحرية الفرنسية وتعطيل أجهزة إرسال واستقبال نظام تحديد الهوية التلقائي (AIS)، وهي ممارسة شائعة بين السفن التي تبحر في مناطق عالية الخطورة.
كما تعمل خدمة آسيا والبحر الأبيض المتوسط MED5 التابعة لشركة CMA CGM، والمعروفة داخليًا باسم BEX2، عبر البحر الأحمر، مما يؤكد اعتماد الشركة المتجدد على هذا الممر. جميع السفن الـ 12 في الخدمة تابعة لشركة CMA CGM ، ويُقال إن معظمها "يتعطل" أثناء العبور، وهو إجراء أمني اتُخذ للحد من التعرض للخطر في المياه المعرضة للخطر.
وأكد "كينغوري" أن "CMA CGM" لا تزال واحدة من شركات النقل الكبرى القليلة التي تُظهر باستمرار ثقة تشغيلية في مسار السويس. وبينما تواصل العديد من خطوط الشحن تفضيل رأس الرجاء الصالح، لا سيما على مسارات النقل الرئيسية عالية القيمة المتجهة غربًا، يبدو أن "CMA CGM" تعيد بشكل انتقائي رحلات عبور قناة السويس لرحلات العودة المتجهة شرقًا.
وتأتي عودة شركات النقل البحري إلى قناة السويس عقب قرار الهيئة المصرية بمنح خصم بنسبة 15% على رسوم عبور سفن الحاويات، وهي خطوة تهدف إلى استعادة حجم حركة الملاحة وترسيخ دور القناة كشريان حيوي للتجارة العالمية. وفي الوقت الذي تُعيد فيه شركات النقل البحري العالمية تقييم المخاطر والتكاليف عبر نقاط الاختناق البحري الرئيسية، قد تُمثل عودة شركة CMA CGM الحذرة إلى قناة السويس نقطة تحول في إستراتيجيات تحديد المسارات الإقليمية.