«كابجيميني» لخدمات التعهيد تسعى لتحويل مصر لمركز إقليمي لخدمة أفريقيا والدول المجاورة

Ad

تخطط شركة “كابجيميني” الفرنسية لخدمات التعهيد، لتحويل مصر إلى مركز إقليمى لخدمة أفريقيا والدول المجاورة، من خلال الاستثمار فى تنمية ورفع كفاءات الكوادر المحلية، وتوسيع نطاق خدماتها.

قال حسام سيف الدين، الرئيس التنفيذى للشركة فى مصر، فى تصريحات لـ”المال”: إن كابجيمينى تراهن على الموقع الاستراتيجى لمصر فى جذب استثمارات، وإتاحة الوصول السهل إلى الأسواق الأفريقية والبلدان المجاورة، من خلال تقديم خدمات مبتكرة فى مجالات التحول الرقمى والتكنولوجيا، والتى تحظى بالإقبال الكبير.

وأضاف، أن الشركة تعمل على تنفيذ هذه الخطة من خلال الدخول فى شراكات مع شركات تكنولوجيا عالمية، منها (مايكروسوفت وساب وسيسكو) مما يعكس قدرتها على تقديم حلول تكنولوجية متطورة تلبى متطلبات الشركات العالمية فى مختلف الأسواق، مما يسهم فى تعزيز قدرة كابجيمينى على خدمة عملائها فى الأسواق العالمية، من خلال الابتكار والاعتماد على التكنولوجيا المتقدمة.

وأكد أن كابجيمينى ترى فرص نمو واعدة فى العديد من القطاعات الاقتصادية التى تشهد تطورًا مستمرًا فى السوقين المحلية والعالمية، ومنها صناعة التحول الرقمى فى مجالات متعددة مثل السيارات والملاحة الجوية والاتصالات والمنتجات الاستهلكية والضيافة.

واعتبر أن هذه القطاعات تعتبر محورية فى دعم الابتكار والنمو المستدام فى الأسواق العالمية ، كما أن تزايد الاعتماد على التكنولوجيا فى هذا الصناعات يخلق فرصًا كبيرة لكابجيمينى لتوسيع خدماتها من خلال التكنولوجيا المتقدمة وحلول التحول الرقمي.

ولفت إلى أن مركز خدمات الشركة العالمى فى مصر يلعب دورا محوريًا فى توسيع مجموعة خدمات كابجيمينى ودعم عملائها عالميًا عبر الحدود، معتبرا أن صناعة خدمات التعهيد فى مصر من الأنشطة التى تمتلك مقومات هامة يمكن أن تساعدها فى العودة بقوة إلى الخريطة العالمية، إلا أن ذلك يتطلب توافر مجموعة من العناصر وضرورة التركيز على الابتكار وتقديم خدمات متطورة ذات قيمة مضافة.

وقال إن كابجيمينى على سبيل المثال تسعى لاستثمار قدراتها فى مجالات حديثة مثل الذكاء الاصطناعى والأمن السيبراني، مما يتيح لها تقديم حلول فنية متقدمة تدعم عملائها فى الأسواق العالمية، ويعزز مكانتها، إضافة إلى قدرتها على التميز وتوسيع حصتها فى السوق عبر تلبية احتياجات متنوعة للعملاء فى مختلف القطاعات.

كما شدد أيضا على ضرورة التركيز على تطوير الموارد البشرية لنجاح هذه الصناعة، من خلال بناء شراكات قوية مع الجامعات المصرية تمكن الشركات مثل كابجيمينى من جذب الكوادر الشابة المتخصصة فى مجالات تكنولوجيا المعلومات والهندسة، مبينا أن هذه الشراكات تضمن تزويد الشركات بمصادر دائمة للموارد البشرية المؤهلة، مما يتيح لها الحفاظ على مستويات عالية من الجودة والإبداع فى تقديم خدماتها.

ورأى أن التعاون بين الشركات والجامعات يعزز من تطوير مهارات الشباب، وبالتالى من قدرتها على الاستمرار فى المنافسة على المستوى العالمي.

وتابع: يقدم مركز الخدمات العالمى لكابجيمينى فى مصر مجموعة واسعة من الاستشارات والخدمات التقنية، ودعم التحول الرقمى لعملائه على مدار الساعة طوال أيام الأسبوع بلغات متعددة منها (التركية، الألمانية، العربية، الإنجليزية، والفرنسية)، مما يعزز من قدرة الشركة على تلبية احتياجات المؤسسات الكبيرة فى أسواق أمريكا الشمالية، وأوروبا، والشرق الأوسط.

على صعيد آخر، كشف أن شركته تتحوط من الارتفاعات المستمرة فى تكاليف التشغيل من خلال استغلال مزايا صناعة التكنولوجيا والتعهيد “الأوت سورسينج”، التى تعد من أكثر الصناعات استقرارًا ومرونة فى مصر فى الوقت الحالى بعكس الصناعات التى تحتاج إلى مكونات مستوردة.

وأكد أن هذا المركز يعد مثالًا حيًا على جاذبية مصر فى مجال التعهيد، حيث أصبحت وجهة عالمية للاستثمار فى هذا القطاع، ويساهم هذا المركز فى الاستفادة من المزايا التنافسية التى توفرها مصر، مثل وجود قاعدة قوية من المتخصصين فى تكنولوجيا المعلومات، والبالغ عددهم 100 ألف سنويا، كما يوجد أكثر من %80 من المتخصصين الشباب فى مصر يتقنون لغات متعددة، مما يعزز قدرة كابجيمينى على تقديم خدمات عالية الجودة لعملائها العالميين.

وأشار إلى أن كابجيمينى مصر تسعى إلى تحقيق نمو مستدام فى حجم أعمالها خلال السنوات القادمة، عبر مضاعفة عدد موظفيها عالميًا ليصل إلى نحو 1200 متخصص موهوب فى مجالات التحول الرقمى والابتكار بحلول نهاية عام 2025، مما يمثل خطوة كبيرة فى تعزيز قدرة الشركة على تقديم حلول تكنولوجية مبتكرة وداعمة لعملائها فى مختلف الأسواق.

وحول تفاصيل مبادرةdigitelles التى أطلقتها الشركة مؤخرا وشروط الالتحاق بها، ذكر سيف الدين أنه تم إطلاقها بالتعاون مع كلية إدارة الأعمال بالجامعة الأمريكية بالقاهرة، برنامج “Digitelles Misr” بهدف تمكين الجيل القادم من الشابات ودمجهن بفعالية فى سوق العمل الرقميDigital Freelancing سريع النمو.

وتابع: يهدف هذا البرنامج إلى تزويد المشارِكات بالمهارات الرقمية الأساسية التى تؤهلهن لمواكبة التحول الرقمى العالمى والانخراط فيه بكفاءة، مشيرا إلى أن كابجيمينى تسعى إلى سد الفجوة فى المهارات الرقمية بين السيدات، وتجاوز التحديات الاجتماعية واللوجستية عبر توفير التدريب العملى والدعم اللازم لاكتساب المهارات التقنية المطلوبة، مما يمكنهن من المنافسة فى أسواق العمل الحر العالمية، والمساهمة بفاعلية فى الاقتصاد الرقمي، فضلا عن تحقيق التوازن بين حياتهن الشخصية والمهنية وتعزيز استقلالهن المالي.

ولفت إلى أن digitelles تركز أيضا على السيدات اللاتى لديهن الاستعداد لخوض مجال العمل الحر الرقمى Digital Freelancing، سواء كنّ خريجات جدد أو سيدات يبحثن عن فرص عمل مرنة تتماشى مع ظروفهن الاجتماعية والاقتصادية.

وقال: إن عملية الاختيار لا تقتصر على تخصصات تقنية فقط، بل تنفتح على الطاقات الواعدة فى مجالات متعددة، مع إتاحة الفرصة لاكتساب المهارات الرقمية التى تمكّن المشارِكات من دخول سوق العمل العالمي، وخلال المرحلة الأولى للبرنامج تستفيد 100 سيدة من القاهرة الكبرى والمناطق المجاورة من مجموعة متنوعة من الخلفيات التعليمية والمهنية.

ولفت إلى أن الفئة المستهدفة فى المرحلة الأولى هى المشاركات اللاتى تتراوح أعمارهن بين 21 عامًا وأكثر، وذلك لتلبية متطلبات العمر القانونى للعمل على منصات العمل الحر، ويجب أن تكون المتقدمة حاصلة على شهادة بكالوريوس فى أى مجال دراسي، ولا يتطلب أن تكون لديها خلفية فى التسويق الرقمي، وأن تكون متقنة للغة العربية والإنجليزية للتمكن من متابعة المواد التدريبية والمشاركة بفعالية، بالإضافة إلى ذلك، يجب أن تكون لديها إمكانية الوصول إلى جهاز كمبيوتر وإنترنت مستقر، وذلك لتسهيل التعلم عن بُعد وأداء التدريبات العملية.

واختتم: تم اختيار المهارات بناءً على الاحتياجات المتزايدة لسوق العمل الرقمي، مع التركيز على الذكاء الاصطناعى والتسويق الرقمي، لكونهما من المجالات ذات النمو السريع فى مصر والعالم، وما يتماشى مع بيان الدكتور خالد عبدالغفار نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الصحة والسكان، بأن ما يقدر بنحو مليار شخص من القوى العاملة فى العالم سيحتاجون إلى أنماط مختلفة من تنمية المهارات بحلول عام 2030، نتيجة للذكاء الاصطناعى.