استقبل الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء، برئاسة اللواء خيرت بركات، وفدًا من المركز الوطني الفرنسي للبحث العلمي (CNRS)، برئاسة الدكتور أنطوان بيتي، وذلك بمقر الجهاز، في إطار تعزيز العلاقات الثنائية بين مصر وفرنسا.
وذكر الجهاز في بيان له، أن الزيارة تأتي في وقت تشهد فيه العلاقات المصرية الفرنسية تطورًا ملحوظًا، يعكس عمق الروابط التاريخية بين البلدين، وذلك في أعقاب الزيارة الرسمية للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى مصر في أبريل الماضي، والتي أسفرت عن رفع مستوى العلاقات إلى شراكة استراتيجية شاملة، وتوقيع عدد من الاتفاقيات في مختلف المجالات.
وتمثل الزيارة تتويجًا لمسار طويل من التعاون العلمي المثمر بين الجهاز والمركز الفرنسي، والذي بدأ منذ عام 1993، وتواصل حتى توقيع الاتفاقية الجديدة بين الطرفين في 30 سبتمبر الماضي بمقر المركز في فرنسا.
وتمثل هذه الاتفاقية نقلة نوعية في مجالات التعاون البحثي، لا سيما في ميادين العلوم الإنسانية الرقمية، والتحليل الجغرافي، والبحوث متعددة التخصصات.
كما حضر اللقاء فريدريك لاجرونج، مدير مركز الدراسات والوثائق الاقتصادية والقانونية والاجتماعية (CEDEJ)، والدكتورة هالة بيومي، رئيس قسم العلوم الإنسانية الرقمية، والمسئول العلمي عن اتفاقية التعاون، إلى جانب السفير محمد المهدي ممثل وزارة الخارجية، الذي ثمّن رئيس الجهاز حضوره ودور الوزارة الفاعل في دعم هذا التعاون.
وأكد اللواء بركات في كلمته أن التحديات العالمية الراهنة تفرض الحاجة إلى تعزيز التعاون العلمي وتبادل الخبرات، مشددًا على أهمية الالتزام ببنود الاتفاقية الموقعة بين المؤسستين كركيزة أساسية لضمان نجاح المشاريع وتحقيق الأهداف المشتركة بروح من المسؤولية والجدية.
من جانبه، أعرب الدكتور أنطوان بيتي عن سعادته بهذه الشراكة التي وصفها بأنها ليست زيارة بروتوكولية فحسب، بل تجسيد فعلي لشراكة علمية طموحة تهدف إلى إنتاج المعرفة وتوظيف البيانات الإحصائية التي راكمها الجهاز على مدى العقود.
محاور الاتفاقية
وتنص الاتفاقية على التعاون في ثلاث محاور رئيسية: إعداد الأطلس الاجتماعي والاقتصادي لمصر، وتعزيز تبادل المعارف العلمية، وتطوير استخدام البيانات الإحصائية الوطنية.
ومن أبرز المشاريع المشتركة: "الأطلس الإلكتروني التفاعلي لمصر"، وهو مشروع استراتيجي يهدف إلى تطوير منصة رقمية حديثة لعرض وتحليل البيانات الجغرافية والديموغرافية والاجتماعية والاقتصادية، بما يدعم متخذي القرار، ويُيسّر الوصول إلى المعلومات للباحثين والجمهور العام.
وتؤكد هذه الشراكة العلمية بين الجهاز والمركز الفرنسي مواكبتها للتطورات التكنولوجية، وسعيها المستمر نحو الابتكار، من خلال دمج الإحصاءات الرسمية مع العلوم الاجتماعية، والجغرافيا الرقمية، وتقنيات الذكاء الاصطناعي، التي باتت أداة رئيسية في تعزيز التحليل واتخاذ القرار، مما يفتح آفاقًا واسعة نحو معرفة أكثر دقة وعمقًا وفائدة.
