بعد تطوير الأرصفة وتعميقها.. ميناء الإسكندرية يستعد لاستقبال السفن العملاقة

Ad

تستهدف هيئة ميناء الإسكندرية، خلال الفترة المقبلة، بدء استقبال السفن العملاقة، عقب الانتهاء من أعمال تطوير الأرصفة البحرية وتعميقها، فى محاولة منها لتكون مركزًا لوجستيًا على ساحل البحر المتوسط.

وأشار اللواء على الحايس نائب رئيس هيئة ميناء الإسكندرية الأسبق، إلى أن كثيرًا من الموانئ تقوم بالإهتمام بحسابات أدائها سنويًا بعدد السفن، فى حين أن الأفضل على حجم تلك السفن، خاصة بعد اعتماد العديد من الخطوط الملاحية على السفن العملاقة توفيرًا للنفقات وتحقيق ما يعرف بـ”إقتصاديات التشغيل”.

وأضاف أن الهدف أيضًا من استقبال السفن لابد أن ينصب حول عدد الحاويات وحجم الأطنان المتداولة بالميناء، خاصة العائد من الموانئ وما تقوم بتحصيله من الرسوم على البضاعة فى المقام الأول، مشيرًا إلى أنه فى بعض الأحيان هناك سفن متوسطة الحجم وتقوم بتفريغ ألفى حاوية، بالإضافة إلى شحن 3000 حاوية.

وذكر نائب رئيس هيئة ميناء الإسكندرية الأسبق، أن أهم ما يعمل على جذب مثل هذه السفن هو أعمال التعميق الخاصة بالممر الملاحى للميناء، بالإضافة إلى زيادة الغاطس أمام الأرصفة، خاصة رصيف 55 بميناء الاسكندرية، ورصيف 96 بميناء الدخيلة، وهى مواقع متخصصة لاستقبال سفن الحاويات.

واستقبلت الهيئة العامة لميناء الإسكندرية خلال أبريل الماضي، سفينة الحاويات العملاقة MSC LORENZA والتى رست لأول مرة على رصيف 96 المخصص لشركة الإسكندرية لتداول الحاويات بميناء الدخيلة.

و MSC LORENZAهى أكبر سفينة حاويات تصل إلى الهيئة العامة لميناء الإسكندرية فى تاريخها، بطول 366 مترًا وغاطس يصل إلى حوالى 13.9 متر، وحمولة كلية 155084 ألف طن.

أهم المواقع

من ناحية أخرى أوضح اللواء إيهاب البنان، رئيس توكيل كلاركسون مصر، أن ميناء الإسكندرية يعد من أهم المواقع البحرية التى تستقبل التجارة الخارجية لمصر “ صادرات وواردات” وذلك بنسبة 65%، وبالتالى فإن هناك أهمية لجاهزيتها لاستقبال السفن العملاقة، خاصة بعد إعتماد العديد من التحالفات العالمية عليها لما يعرف باقتصاديات الحجم.

وأضاف أن استقبال الميناء مراكب ضخمة من الحاويات خلال الشهر الماضي، يعد وضعًا طبيعيًا بعد أعمال التكريك التى قامت بها الهيئة، كما أن هناك اتجاه لزيادة عدد تلك النوعية من السفن، خاصة بعد دخول مشغلين عالميين جدد لميناء الإسكندرية.

وتابع “تم تشغيل محطة تحيا مصر من خلال خط CMA CGM والتى بدأت فى استقبال مثل هذه النوعية من السفن، بالإضافة إلى تشغيل محطة الحاويات الجديدة بميناء الدخيلة “رصيف 100” متوقعًا زيادة عدد السفن العملاقة خلال المرحلة المقبلة، خاصة لافتًا إلى أن الرصيف الجديد “100” يقع فى البحر المفتوح ويتمتع بعمق يزيد عن 18 مترًا وهو نفس العمق بميناء شرق بورسعيد.

خطوة استراتيجية

بدوره أشار حازم أبو النيل، مدير التسويق والبحوث بشركة الإسكندرية لتداول الحاويات والبضائع العامة، إلى أن هناك عددًا من الإجراءات عملت على إمكانية جذب ميناء الإسكندرية للسفن العملاقة، أهمها أعمال التكريك للممر الملاحى وذلك بالتزامن مع تشغيل محطة تحيا مصر والتى تم افتتاحها خلال العامين الماضيين، كما تم الإنتهاء خلال رمضان الماضى من أعمال تكريك رصيف شركة الإسكندرية لتداول الحاويات بميناء الإسكندرية.

وذكر أن مشروع تعميق الشركة يهدف إلى زيادة عمق الرصيف إلى 12 مترًا، وذلك فى خطوة استراتيجية نحو تطوير البنية التحتية وتعزيز القدرة التشغيلية.

وأكد مسئول شركة الإسكندرية لتداول الحاويات والبضائع العامة، أنه بالرغم من البدء فى أعمال التكريك من خلال إحدى شركات المقاولات، فإن الشركة وضعت خطة لمواصلة استقبال السفن بشكل طبيعى أثناء فترة التنفيذ.

وأوضح أن أعمال التطوير تأتى فى إطار حرص الشركة على تقديم أفضل الخدمات لعملائها من الخطوط الملاحية المتعاملة مع الشركة، وذلك عبر تحسين كفاءة التشغيل وتعزيز قدرتها على تلبية متطلبات حركة التجارة البحرية.

وذكر أن هيئة الميناء اتخذت قرارًا مؤخرًا بمنح سفن الترانزيت تخفيضًا يصل إلى قرابة الـ%40 فى حالة زيادة حجم أعمالها فى تداول الحاويات الترانزيت، واصفًا القرار بأنه سيكون له دورًا كبيرًا فى تحفيز تجارة الترانزيت بميناء الاسكندرية، وذلك بعد أن كانت لا تمثل نسبة تتخطى %1 فقط، بينما الباقى صادرات وواردات.

وأوضح “أبو النيل” أن أهم أسباب يضعها الخط الملاحى لسفن تجارة الترانزيت تتمثل فى معدلات دوران السفينة بالميناء، بالإضافة إلى أزمنة انتظار السفن على المخطاف لحين دخولها الرصيف، إلى جانب خدمات إمداد السفن المختلفة بالميناء، وهو ما يمكن التوسع فيه بميناء الإسكندرية حتى تكون أكثر جاذبية لتلك النوعية من السفن.

الدور الأكبر

من جهته أكد مصدر مسئول بمحطة تحيا مصر، والتى تديرها شركةCMA CGM، أن المحطة سيكون لها الدور الأكبر خلال الفترة الراهنة فى استقبال السفن العملاقة، وذلك بسبب دخول شركة CMA CGM كمشغل لأول مرة بالموانئ المصرية بوجه عام وميناء الإسكندرية بوجه خاص لتشغيل محطة حاويات، وبالتالى نقلت الشركة عددًا من الخدمات عبر ميناء الإسكندرية.

وذكر أن تصميم محطة تحيا مصر، من خلال أعماق الممر الملاحى للميناء أمامها، بالإضافة إلى أرصفتها بأعماق مقبولة لتلك السفن، علاوة على اعتمادها على اوناش حديثة كهربائية، يمكنها من التعامل مع تلك السفن ويؤهلها للصدارة فى استقبال ناقلات تزيد عن 120 ألف طن.

وأوضح أن المحطة على سبيل المثال استقبلت خلال أبريل الماضى سفينة الحاويات الصديقة للبيئة CMA CGM SALAMANQUE والتى بدأ تشغيلها مؤخرًا فى عام 2024 وتعمل بالغاز الطبيعى المسال.

دائرة المنافسة

قال أحمد شوقى رئيس لجنة الشحن والتفريغ بغرفة ملاحة الإسكندرية، إن هيئة ميناء الإسكندرية أنفقت خلال العامين الماضيين ملايين الجنيهات لتعميق أرصفة الميناء وحوض الدوران والممر الملاحي، وذلك بهدف جذب النوعيات الكبيرة من السفن حتى لا تخرج من دائرة المنافسة مع موانئ منطقة البحر المتوسط والتى تتمتع بأعماق كبيرة منها ميناء أبو قير ودمياط وشرق بورسعيد، بالإضافة إلى موانئ منافسة أجنبية كجنوة وميناء حيفا بإسرائيل، وبيريوس باليونان.

ولفت إلى أن العديد من الموانئ قد تخرج من المنافسة بسبب عدم المحافظة على الأعماق التصميمية الخاصة بالأرصفة، وهو ما قامت به هيئة ميناء الإسكندرية خلال العامين الماضيين من خلال شركة الجرافات الاماراتية، والتى كانت قد فازت بمشروع تكريك الممر الملاحى بميناء الإسكندرية للوصول إلى غاطس 19 مترًا والتى لا تتخطى 14 مترًا تقريبًا.

وبين أن ميناء الدخيلة بسبب أعمال التكريك استقبل السفينة سبايك بحمولة 100 الف طن قمح روسى وذلك على رصيف 92 مشددًا على ضرورة الحفاظ على تلك الأعماق، خاصة فى ظل التوسع فى الطاقات الاستيعابية للصوامع بالسوق المحلية.

خطة تسويقية

يؤكد حسن سماره، نائب رئيس شركة سماره للشحن والتفريغ، على ضرورة توافر أرصفة ذات أعماق مناسبة لكافة أنواع السفن وليست الحاويات فقط، بالإضافة إلى ضرورة تخفيف القيود الخاصة بشحن وتفريغ الحبوب، والتى من أهمها ضرورة تحقيق معدلات سنوية مرتفعة، وهو ما يتسبب فى خروج العديد من الشركات من السوق، وبالتالى ضعف فرصة الميناء فى النمو من حيث البضائع المتداولة.

وأضاف أن هناك العديد من الأرصفة لم يتم تطويرها منذ فترة طويلة، وهو ما يحافظ على الميناء ويزيد من جاهزيته لاستقبال كافة أنواع السفن من حيث الحجم ويسمح بسرعة دوران السفن وتقليل الزمن المستغرق لعمليات الشحن والتفريغ.

وأشار “سماره” إلى أن هناك اتجاهًا لتوسيع ميناء الإسكندرية ليكون مركزًا للترانزيت سواء فى الحاويات أو الحبوب، وهو ما لا يمكن تحقيقه بدون خطة تسويقية لإمكانيات الميناء وموقعه، بالإضافة إلى سرعة تنفيذ المخطط من المشروعات والتى من أهمها محطة الصب الجاف غير نظيف، والتى من المقرر أن تجمع كافة أنواع البضائع فى محطة واحدة من انتشارها بكل المواقع البحرية.