شركات الأسمنت المقيدة تحاول التعافى بالتصدير وسط أوجاع من تفاقم التكاليف

Ad

تباينت مؤشرات الأرباح والإيرادات لشركات الأسمنت المقيدة بالبورصة المصرية خلال عام 2024 مقارنة مع 2023، ومن خلال تحليل أجرته «المال»، ظهرت مؤشرات الشركات متأرجة بين الخسائر والربحية، حيث تبين أن هناك شركتين تعرضتا للخسائر رغم ارتفاع مبيعاتها إلا أن التكاليف التى تحملتها عصفت بصافى الربح.

الخسائر لم تتوقف عند شركتى «أسمنت بورتلاند، جنوب الوادى للأسمنت»، ولكن طالت أيضا «أسمنت سيناء، مصر للأسمنت- قنا»، ولكنهما سرعان ما تعافيا وعاد مؤشرهما نحو الربحية بشكل سنوي، بسبب صعود مؤشر قيمة المبيعات المصدرة وحجم الإنتاج، وفى السياق ذاته حافظت العربية للأسمنت على وجهتها نحو قمة الأرباح السنوية لتلوح فى الأفق، متفردة بطفرة مالية.

وحققت الشركة العربية للأسمنت، صافى أرباح 1.160 مليارجنيه خلال العام الماضي، مقابل 0.697 مليار خلال 2023، بنسبة نمو %66.4 كما بلغت قيمة المبيعات 8.729 مليار فى 2024، بتكلفة 6.642 مليار.

أما شركة الإسكندرية لأسمنت بورتلاند، تكبدت خسائر مالية 135.6 مليون جنيه خلال العام الماضي، مقابل 205.6 مليون فى 2023، وبالتالى نلاحظ تراجع خسائرها.

واستفادت الإسكندرية من تحقيق مبيعات بـ 3.2 مليار جنيه فى 2024، مقابل 2.2 مليار فى 2023، ورغم ذلك فالتكلفة المالية حملتها أعباء بلغت 2.7 مليار العام الماضى مقابل 1.8 مليار فى 2023.

وأظهرت خسائر الشركة انخفاض إنتاج «الكلينكر» فى العام الماضى إلى 1173 ألف طن مقابل 1249 فى 2023، بينما صعد إنتاج الأسمنت ليصل إلى 1431 ألف طن فى 2024 مقابل 1257 ألف طن فى 2023، وجاء إجمالى كمية تسليمات الأسمنت المصدر 271 ألف طن العام الماضي، مقابل 69 ألف فى 2023.

جنوب الوادي

أما شركة جنوب الوادى للأسمنت، فوصلت خسائرها إلى 382.4 ملون جنيه، العام الماضي، مقابل 194.6 مليون فى 2023، محققة زيادة فى الخسائر بنسبة %96.5 .

وحققت الشركة مبيعات 1.678 مليار جنيه العام الماضى مقابل 0.879 مليار فى 2023، ونلاحظ أنها تحملت تكلفة مالية أعلى بكثير من نسبة المبيعات حيث سجلت 1.688 مليار فى 2024 مقابل 0.815 مليار فى 2023.

وأشارت الشركة إلى أنها تأثرت سلبا بتدهور سوق الأسمنت بسبب ارتفاع العرض عن الطلب وانخفاض الاستهلاك المحلي، بالإضافة إلى الارتفاع المتزايد لتكاليف ومستلزمات الإنتاج بسبب قطع الغاز، وعمل العمرات اللازمة وتصليح معدات المصنع، مما أثر على السيولة اللازمة لتوفير قطع الغيار وهو ما انعكس على نتائج الأعمال للشركة بشكل سلبي.

وأكدت الشركة أنها تعمل على تلافى هذه المشكلات والعمل على توفير السيولة وسداد القروض الشركة والتزامتها المختلفة، وجاء حرمان الشركة من محجر الحجر الجيرى من 2021، الذى يمد المصنع بالمواد الخام رغم سريان عقد التعدين مع إدارة المحاجر بمحافظة بنى سويف، بالإضافة إلى قطع الغاز عن المصنع من عام 2021 رغم أنه مصدر الطاقة الوحيد، أهم المعوقات والتحديات التى تواجه الشركة.

أسمنت سيناء

كما كشفت القوائم المالية المجمعة لشركة «أسمنت سيناء»، عن العام الماضي، تحولها من الخسائر إلى الربحية على أساس سنوي، حيث حققت صافى ربح بلغ 3.07 مليار جنيه خلال 2024، مقابل خسائر بقيمة 121.42 مليون فى 2023.

وارتفعت مبيعات الشركة خلال العام الماضى إلى 6.42 مليار جنيه، مقابل 4.28 مليار فى 2023، بنسبة نمو %50 ونلاحظ ارتفاع كمية مبيعات الأسمنت المصدرة للشركة، حيث سجلت 1.1 مليون طن فى 2024 مقابل 0.105 مليون طن بنسبة نمو %1029.61 بقيمة 1.9 مليار جنيه.

مصر للأسمنت قنا

وفيما يخص شركة مصر للأسمنت – قنا، تبين أنها حققت نموا بنسبة %135.3 فى صافى الأرباح المجمعة، ليصل إلى 271.383 مليون جنيه، خلال السنة المالية المنتهية فى ديسمبر الماضي، مقابل 115.352 مليون فى 2023، مع الأخذ فى الاعتبار حقوق الأقلية.

وارتفعت تكلفة المبيعات إلى 5.001 مليار جنيه، خلال 2024، مقابل 3.409 مليار بعام 2023، كما صعد صافى أرباح النشاط إلى 540.998 مليون، خلال الفترة نفسها، مقابل 365.045 مليون بالفترة المماثلة لعام 2023.

وقال مصطفى شفيع، رئيس قسم البحوث بالشركة العربية أون لاين لتداول الأوراق المالية، إن قطاع الأسمنت كان من أكثر القطاعات التى لديها تحديات عنيفة، أبرزها عدم توازن عملية العرض والطلب.

وأضاف «شفيع» - فى تصريحات خاصة لـ«المال» - أن صادرات الأسمنت قبل عام 2024 كانت منخفضة للغاية، ولا تتخطى مليون طن خلال عامى 2022 و2021، بجانب ارتفاع تكاليف الإنتاج، حيث اعتمدت المصانع والشركات حينها على الفحم والغاز الطبيعي، العامل الذى حمّل الشركات فى عمليات الإنتاج أعباء ثقيلة فى التكلفة.

وتابع، أن الحكومة ممثلة فى جهاز حماية المنافسة، اتخذت عدة إجراءات لمواجهة هذه التحديات وقامت بفرض سقف فى الإنتاج حسب طاقة كل شركة ومصنع، وبالفعل نجحت فى خلق عملية التوازن بين العرض والطلب فى السوق، حتى بدأت الشركة تطالب بزيادة سقف الإنتاج %10 لسد احتياجات السوق بقطاع الأسمنت.

وأوضح أن سوق الأسمنت تشهد انتعاشة فى الطلب، تزامنا مع الأحداث الإقليمية التى نشهدها التى تستوجب إعادة إعمار المدن المدمرة نتيجة للصراعات والأحداث التى مرت بها، على رأسها السودان، ليبيا، لبنان، سوريا، غزة، مما عمل على تعزيز إيرادات الشركات وصعود مؤشر الربحية وتحسين معدلات نمو القوائم المالية لها.

وأشار إلى أن عمليات التصدير كانت أبرز عواملة انتعاشة السوق وزيادة الربحية، ودلل على ذلك بعدم توافر سيارات النقل فى السوق المحلية وتوجها للأسواق المجاورة بالخارج، لافتا إلى أن أبرز الشركات التى حققت أرباحا نتيجة لتصدير منتجاتها، «العربية للأسمنت»، موضحا أن عودة البناء والتراخيص فى المدن عززت أيضا قوة الطلب فى السوق.

من جانبه، قال مدحت أسطفانوس رئيس شعبة الأسمنت بغرفة مواد البناء، سابقا، فى تصريحات لـ«المال»، إن الصورة فى سوق الأسمنت «ضبابية»، وكل التوقعات التفاؤلية والتشاؤمية – على حد قوله- متاحة، مؤكدا أن نتائج الأعمال التى تباينت فى السوق بين الربحية والخسارة، تعود لمدخلات ومخرجات كل شركة حسب التكلفة والأعباء التى تحملتها.

«العربية » تتصدر قائمة العوائد بـ 1.16 مليار

خسائر «جنوب الوادى» و«الإسكندرية» عرض مستمر رغم قفزة المبيعات

«أسطفانوس»: الصورة «ضبابية» وكل التوقعات التفاؤلية والتشاؤمية «متاحة»

«سيناء» تستعيد الربحية بفضل النفاذ إلى الأسواق الخارجية

أداء مستقر ومتزن فى مصنع «مصر قنا»

«شفيع»: ارتفاع العرض عن الطلب أبرز الأضرار