تراهن وزارة النقل، على منقول بضائع الترانزيت، فى توفير الجزء الأكبر من تكلفة بناء وتشغيل أول خط من شبكة القطارات السريعة " العلمين - السخنة"، فى أول 15 عاما، وتحقيق ربح كمرحلة تالية، ومن المقر أن يطلق الخط البالغ طوله 675 كيلو مترا أولى رحلاته خلال الربع الأول من العام المقبل، بمرحلته الأولى من " السخنة - إلى مدينة 6 أكتوبر، بطول 390 كيلو مترا، يتبعها تشغيل المرحلتين التاليتين من القاهرة إلى الإسكندرية قبل نهاية العام ذاته، وفقا لمسئولين حكوميين لـ"المال".
ويمتد الخط من العين السخنة وحتى العلمين الجديدة، ثم محافظة مرسى مطروح بطول 675 كيلومترا، ويعد أول مسار فى شبكة القطارات السريعة التى بدأت الحكومة المصرية تنفيذها عام 2021، من خلال تحالف مكوَّن من شركات "سيمنز للنقل" الألمانية، بالتعاون مع "المقاولون العرب" وأوراسكوم للإنشاء، وتحتوى على 3 خطوط متكاملة بأطوال تصل إلى 2000 كيلو متر.
وسينقل المشروع حوالى 40 مليون حاوية ترانزيت بحلول عام 2030، من وإلى موانئ السخنة، والداخلية، وميناء جرجوب البحرى،"، أكبر المواقع البحرية التى كثفت بها وزارة النقل أعمال التطوير والتوسعة خلال العقد الماضى، حسبما قال اللواء طارق جويلى رئيس الهيئة القومية للأنفاق، على هامش جولة شاركت فيها "المال"، فى مسار المشروع نهاية الأسبوع الماضى.
وتعد شبكة القطارات السريعة الجارى تشييدها حاليا، الأولى من نوعها منذ 40 عاما، وتعول الوزارة عليها فى ربط مناطق جديدة على مستوى الركاب والبضائع، فى المسافة بين البحرين الأحمر والمتوسط، وميناءى "السخنة" و"برج العرب"، والمناطق الأثرية فى الأقصر وأسوان والمناطق الساحلية فى البحر الأحمر، وفقا لـ"جويلي".
وأضاف - فى تصريحات صحفية - أن مشروع القطار السريع بالمسار الأول من الشبكة، سيكون وسيلة النقل الرئيسى فى ربط 4 موانئ جافة ومناطق لوجستية، وهى المنطقة اللوجستية بالعاصمة الإدارية الجديدة، وميناء شق الثعبان، والسادس من أكتوبر الجاف، وميناء السادات الجاف، وأخيرا ميناء برج العرب فى الإسكندرية.
وتابع: "من خلال قطارات المشروع سيتم نقل المواد الخام من المناطق الصناعية للموانئ البحرية مباشرة وإلى مراكز التصنيع" ومن ثم تقليل الانبعاث الكربونية، وحماية شبكة الطرق من التدهور بسبب الشاحنات".
وأجريت دراسات مستفيضة على المشروع من جانب خبراء دوليين ومحليين ، ويستهدف منه فى الأساس تقديم خدمة أفضل للمجتمعات فى المناطق الحضرية الجديدة، وتعزيز النمو الصناعى فى جميع محافظات الجمهورية، والارتقاء بالقطاع السياحى، كما يقول "جويلي".
ووفقا لبيانات اطلعت عليها "المال"، فإن الأسباب الرئيسة لتنفيذ شبكة القطارات السريعة بخطوطها الثلاثة، تتلخص فى 4 عوامل رئيسة: الأول منها، هى أن شبكة سكك حديد مصر الحالية والتى تبلغ أطوالها أكثر من 10 آلاف كيلومتر، ليس لديها القدرة لتلبية حجم الطلب المتوقع، نتيجة الزيادة السكانية الهائلة على مدار القرن الماضى.
والعامل الثانى: معاناة مرفق السكة الحديد من نقص الصيانة اليومية للعربات وتقادم البنية التحتية القائمة خلال السنوات الماضية، رغم الاهتمام الأخير الذى شهده المرفق إلا أنه غير كاف للخروج به من أزماته المتراكمة.
والسبب الثالث: يتمثل فى أن عوامل التشغيل بشكل عام غير فعالة والأعطال المتكررة سواء فى الأنظمة أو الوحدات المتحركة كانت أحد الأسباب الرئيسية فى تكرار الحوادث فى السنوات الماضية، والعامل الأخير : يكمن فى أن جميع العربات الحالية والتى يتم شراؤها تعمل بالديزل، وارتفاع أسعار الطاقة على مدار السنوات المقبلة سيخلق فجوة بين إيرادات ومصروفات التشغيل.
فى سياق متصل، لفت "جويلي" إلى أن شبكة القطارات السريعة والتى تضم 3 خطوط متكاملة مع بعضها البعض، تقوم فى الأساس على توفير آليات الربط الشامل بين الموانئ والمناطق الصناعية المصرية، مرورًا بمواقع التنمية والعاصمة الإدارية الجديدة.
وتابع: "على سبيل المثال سيوفر المسار الأول الذى سيطلق عليه عند التشغيل الخط (الأخضر) طريقا مباشر من ميناء العين السخنة على البحر الأحمر، مرورًا إلى مدينة العلمين الجديدة على شاطئ البحر المتوسط فى 3 ساعات، لافتا إلى أنه يتوقع أن تحدث هذه الشبكة تحولا كبيرا فى أنظمة النقل بشكل عام، ووسائل المواصلات الكهربائية بشكل خاص".
وأوضح أن القطار السريع تتماشى أهدافه ومهامه مع "رؤية مصر 2030" إذ تسعى الحكومة من خلاله إلى تعزيز البنية التحتية للنقل فى السوق المحلية، ولا سيما أن المسارات مصمصة على تشغيل 3 فئات من القطارات، لتراعى بذلك أكبر عدد من الركاب بمختلف فئاتهم الاجتماعية والاقتصادية.
وأوضح "جويلي" أن هيئة الأنفاق عملت على تقليل حجم الأراضى المتوقع الاستحواذ عليها لبناء الخط الأول ( العين السخنة - مرسى مطروح) كما عملت على تقليل التأثيرات المحتملة على البيئة والبشر الذين يعيشون بالقرب من مسار الخط.
وكان اللواء ناصر أمين رئيس المركز الوطنى لتخطيط استخدامات أراضى الدولة التابع لمجلس الوزراء، قال - فى حواره مع "المال" خلال فبراير 2024 - إن الجهاز ينفذ متطلبات وزارة النقل المحددة وفقا للدراسات الهندسية، بتحديد 150 مترا حرم مسار القطار الكهربائى السريع فى المناطق المفتوحة خارج كردون المدن، وبمساحة 50 مترا الفاصل بين مسار القطار والأراضى الزراعية والمناطق العمرانية، ومنع تواجد أى كيانات مستقلة داخل هذه الشريحة.
وأشار"جويلي" إلى أن إجمالى أطوال الشبكة ستصل بنهاية تنفيذها إلى 1985 كيلو مترا، وتربط بين القاهرة وصعيد مصر والبحرين الأحمر والمتوسط، وتتوزع بواقع 660 كيلو من الخط الأخضر من مرسى مطروح إلى العين السخنة، والثانى «الخط الأزرق» من القاهرة إلى أسوان بطول 1100 كيلو، والخط الأحمر من الأقصر إلى سفاجا بطول 225 كيلومترًا.
و يتضمن مسار الخط الأول البالغ طوله 660 كيلومترًا تشييد 15 جسرَا تعبر من فوق طرق برية وخطوط سكة حديد حاليا، إضافة إلى أنه سيمر على 220 طريقا بريا فى 465 موقعًا و124 مجرى مائيًّا بأبعاد متنوعة سيتم تحديدها وفقًا للدراسات الهيدرولوجية، وطرق التعامل مع كل مصرف على حدة.
وشاهدت "المال"، خلال الجولة، تنفيذ شركات المقاولات التشطيبات النهائية لمحطات "العاصمة الإدارية المتبادلة ومحمد نجيب"، وكوبرى حلوان أعلى النيل، وكوبرى خور 15 مايو الذى يعد أكبر الكبارى العلوية فى مصر.
وتمت عملية التشطيب للأرصفة، وصالات التذاكر، ومداخل الدخول والخروج، إضافة إلى الموقع المقرر استغلالها تجاريا بكل محطة.
ويجاور هذه الأعمال التى تتم تحت إشراف هيئة الأنفاق المالكة للمشروع، قيام الهيئة العامة للطرق والكبارى بتنفيذ أعمال الرصف والتطوير الطرق الداخلية للوصول للمحطات من خلال الطريق الدائرى الأوسطى ومحور محمد نجيب لتسهيل لتسهيل حركة الدخول والخروج إليها.
وقال اللواء طارق جويلى رئيس الهيئة القومية للأنفاق، فى لقاء على هامش الجولة، إن محطة القاهرة بمنطقة حلوان تعد من أكبر المحطات ويستهدف من خلالها خدمة مدينتى حلوان و15 مايو وكل مناطق جنوب القاهرة .
ولفت إلى أنه يجرى حاليا التشطيبات بالمحطة ونفس الأمر لمحطة الجيزة التى ستكون تبادلية مع خط سكة حديد القاهرة أسوان الحالى.
وأشار إلى أن القطار الكهربائى السريع ستكون به محطة تبادلية فى أكتوبر، ويمكن للركاب من خلالها استخدم مونوريل غرب النيل " 6 أكتوبر"، للوصول إلى قلب القاهرة، ومناطق شمال القاهرة.
وألمح " جويلي" إلى أن الفريق كامل الوزير وزير النقل ونائب رئيس الوزراء للتنمية الصناعية، وجه الهيئة بوضع خطة الاستغلال الإدارى والاستثمارى الأمثل لجميع المساحات بكل محطات القطار السريع، للاستفادة من تصميماتها المعمارية التى تمت وفقا لأحدث المواصفات العالمية.
كان الفريق كامل الوزير، وزير النقل، قال فى إحدى جلسات مؤتمر "حكاية وطن"، الذى عقد فى ديسمبر 2023، إن وزارة النقل صرفت استثمارات لتنفيذ خطة شاملة لتطوير وتحديث عناصر منظومة النقل من وسائل وشبكات الطرق والكبارى، والسكك الحديدية، ومترو الأنفاق والجر الكهربائى، والموانئ البحرية، إلى جانب مشروعات الموانئ البرية والجافة والمناطق اللوجستية،والنقل النهرى، خلال الفترة من (2014-2024) بقيمة 2 تريليون جنيه.
وذكر رئيس الهيئة القومية للأنفاق، أن الهيئة تستكمل حاليا عمال البناء للورشة الرئيسية الصيانة والعمرات للوحدات المتحركة والتى تعمل على الخطين الأول والثانى من الشبكة.
وتقام الورشة على 587 فدانا، وتضم 39 مبنى :" 21 مبنى يتم تنفيذها حاليا إلى جانب 18 مساحة احتياطية للتوسعات المستقبلية) ومنها مبنى وورشة العمرة الجسيمة وأيضا ورش الفحص والفرز وأيضا مناطق انتظار القطارات وغيرها .
وأشار رئيس الهيئة إلى أن الهيئة استلمت فعليا قطار "الديزيرو" الأول الذى تم تصنيعه فى مصانع سيمنز الألمانية منذ عدة أشهر وقد تم الانتهاء من تصنيع 14 قطارا إقليميا (ديزيرو) أخرى من إجمالي 34 قطارا إقليميا (ديزيرو) مخصصة للخط.
كما تم الانتهاء بشكل كامل من تصنيع 5 قطارات سريعة (فيلارو) من إجمالى 15 قطارا سريعا مخصصة للخط ومخطط وصول أول قطار "فيلارو" إلى مصر خلال شهر أغسطس المقبل، بالإضافة إلى الانتهاء من تصنيع الجرارات بالكامل بعدد 14 جرار بضائع .
وأشار إلى أن شبكة القطارات السريعة تربط كل محافظات الجمهورية بشكل عام، متابعا : "الخط الأول من الشبكة يربط مناطق البحر الأحمر بمناطق القاهرة وصولا إلى الإسكندرية على البحر المتوسط".
والخط الثانى:"الفيوم بنى سويف - الأقصر - أبوسمبل"، ويسمى بالمسار الأزرق، يبدأ من محطة العياط وحتى مدينة أبو سمبل بطول 1100 كيلومتر غرب طريق الصعيد الصحراوى الغربى، ومن ثم يربط محافظات الوجهين البحرى والقبلى بعضه البعض على غرار السكة الحديد الحالية، لكن فى شكل قطار مطور بدرجات مختلفة وسرعة عالية.
وتابع:"يتم إنشاء المحطات فى مناطق تقاطع محاور النيل، والسرعة التصميمية للمشروع 250 كم/ساعة السرعة التشغيلية القطارات الكهربائية السريعة 230 كم/".
ويشمل الخط على 36 محطة موزعة بواقع 10 سريعة إضافة إلى 26 إقليمية، وبتنفيذ هذا الخط يتم تحقيق مفهوم الشبكة حيث يتبادل الخدمة مع خط (العين السخنة - مطروح) بمحطة حدائق أكتوبر، كما يتبادل الخدمة مع خط (قنا - سفاجا - الغردقة) بمحطة قنا.
أما الخط الثالث قنا - سفاجا - الغردقة، فيمتد المسار من المحطة التبادلية فى محافظة قنا والتى سيتم تنفيذها مع الخط الثانى، ثم يمتد شرقا حتى الغردقة ثم إلى ميناء سفاجا بطول حوالى 175 كيلو مترا،ـ مشتملا على 3 محطات.
وذكر أن أسطول شبكةالقطارات السريعة يبلغ 41 قطارا سريعا و94 قطارا إقليميا و41 جرار بضائع، وسيوفر الخط فى أول فترة من تشغيله الخدمة لحوالى 500 - 600 راكب جالس فى كل قطار.
وأضاف:" الوزارة عملت على أن تكون القطارات مخصصة لنقل البضائع كافة ومن ثم سيتم توفير 15 قطارا للبضائع تعمل على مسار خط " العلمين - السخنة"، و20 قطارا على المسار الثانى من شبكة القطارات السريعة " 6 أكتوبر - الأقصر - أسوان - أبوسمبل"، و6 قطارات على الخط الثانى من الشبكة " قنا- سفاجا - الغردقة".
وانفردت «المال» خلال أغسطس 2023 بنشر قائمة 12 شركة مقاولات، فازت بتنفيذ الأعمال الإنشائية والتجهيزات اللازمة للمحطات الإقليمية والرئيسية فى الخط الأول من شبكة القطارات السريعة.
وجاء فى صدارة القائمة "المقاولون العرب" التى فازت بتنفيذ محطتى محمد نجيب الإقليمية، والقاهرة المركزية، بينما حصل تحالف «ريدكون» و«كونكريت بلس» على أعمال محطتى مرسى مطروح، ومحمد نجيب.
واقتنصت شركة «إيدكس» تنفيذ الأعمال الإنشائية لمحطتى حدائق أكتوبر، والعياط، ونالت «أبناء حسن علام» أعمال محطتى وادى النطرون، والعلمين، و«بتروجت» إنشاء «السادات» و«النوبارية» واكتفاء «أوراسكوم» بإقامة محطة برج العرب.
وفى رحلة الإنشاءات التى بدأت فى عام 2021، واجهت الهيئة القومية للأنفاق، عدة تحديات مرتبطة بمسار المشروع، تنوعت بين صخور، ومرتفعات، ومحاولة تنفيذ عملية ربط المسار بالمواقع الإنتاجية والصناعية والموانئ البحرية، كما يقول "جويلي".
واستعانت الهيئة القومية للأنفاق، بشقيقتها " هيئة الطرق والكباري"، لتولى عملية تنفيذ الجسر الترابى للقطار السريع، بالإضافة إلى الأعمال الصناعية وتشمل الكبارى والأنفاق، ومخرات السيول، من خلال شركات المقاولات المصرية.
وأسندت هيئة الطرق والكبارى الأعمال لشركات المقاولات المصرية مستعينة بأفضل المكاتب الاستشارية المحلية، بهدف منحها الفرصة الكاملة لاكتساب الخبرات، وتوسيع دائرة عملها فى السوقين المحلية والخارجية ، كما يقول اللواء طارق عبد الجواد رئيس الهيئة العامة للطرق.
وأضاف، من الأعمال الهندسية الكبرى التى تحسب للشركات المصرية، كوبرى خور مايو، وادى حجول، وكوبرى أعلى محور 30 يونيو، وكوبرى حلوان، وآخر على طريق الأوتوستراد، ومثله على طريق وادى النطرون العلمين.
وتابع: كوبرى "خور مايو" يعد من أعلى منشآت البنية الأساسية فى مصر بارتفاع 80 مترا فوق مستوى سطح البحر، بطول 550 كيلو مترا، وعرض 14 مترا، ليتناسب مع تضاريس المنطقة والتى تقع بين جيلين، لافتا إلى أنه خلال الشهر المقبل سيتم الانتهاء من الأعمال الإنشائية بالكامل يليها فرش القضبان وتركيب الأنظمة.
وتابع: من الأعمال الهندسية الصعبة التى تم تنفيذها بحرفية شديدة كوبرى النيل جنوب حلوان أيضا،واستكماله سيكون أول جسر للقطار السريع يعبر النيل ويربط بين ضفتى النهر، بطول 2.52 كيلو متر.
وأشار إلى أن كميات القطع للكتل الصخرية، والأراضى الصلبة فى مسار المشروع وصلت لـ 95 مليون متر3، وتم تنفيذ أعمال الردم لنحو 86 مليون متر3، وأعمال نسف الصخر والجبال لكمية 25 مليون متر3.
رئيس الطرق والكبارى:كميات القطع للكتل الصخرية والأراضى الصلبة فى المسار وصلت لـ 95 مليون متر مكعب
تشغيل المرحلة الأولى للمشروع خلال الربع الأول من 2026
رئيس هيئة الأنفاق: «الوزير» وجه بوضع خطة لاستغلال المحطات بشكل استثمارى
شركات المقاولات تنفذ حاليا التشطيبات النهائية ببعض المواقع.. وتوقيت فتح القطار أمام الركاب سيتم تحديده مع «سيمنز»
استكمال بناء الورشة الرئيسية للصيانة على مساحة 587 فدانا
طارق عبد الجواد: الانتهاء من تشييد أعلى كوبرى فى خور مايو الشهر المقبل
نفذنا أطول جسر على النيل فى حلوان.. والكيانات المصرية اكتسبت خبرات تؤهلها للمنافسة فى السوق العالمية
