Ad

تجرى وزارتا الصحة والسكان والمالية، دراسة تفصيليةلإعداد تشريع جديد يهدف إلى فرض «رسوم صحية» على المنتجات الغذائية والمشروبات التى تحتوى على نسب مرتفعة من السكريات، وفقا لمصادر مطلعة.

وأضافت المصادر التى اشترطت عدم الكشف عن هويتها، أن تحصيل هذه الرسوم سيتم من خلال مصلحة الضرائب، فور الانتهاء من الصيغة التشريعية اللازمة، التى سيتم تقديمها إلى مجلس النواب لاعتمادها.

وأشارت لـ«المال» إلى أن حصيلة الرسوم المقترحة سيتم توجيهها لدعم علاج مرضى السكرى والسمنة، فى ظل الارتفاع الملحوظ فى معدلات الإصابة بالأمراض غير المعدية فى مصر، وخاصة المرتبطة منها بالنظام الغذائى غير الصحى.

وأكدت المصادر أن المقترح مستوحى من تجارب دولية معمول بها فى أكثر من 80 دولة، من بينها أعضاء فى الاتحاد الأوروبى، والتى تطبق ما يعرف بالرسوم الصحية على المنتجات ذات المحتوى العالى من السكريات، بهدف تقليل استهلاكها وتحفيز الشركات على تعديل تركيبتها.

وأضافت، أن التشريع سيأخذ فى الاعتبار فروق نسب السكر بين المنتجات، بحيث لا تفرض الرسوم على المنتجات التى تحتوى على معدلات منخفضة، مما سيؤدى إلى تباين الأسعار فيما بينها وفقا لمكوناتها، فى خطوة لتحفيز المستهلكين على اختيار البدائل الصحية.

فى السياق ذاته، كشفت المصادر أن هناك اتجاها لمزيد من الإجراءات التنظيمية التى تستهدف الحد من عوامل الخطر المرتبطة بالنظام الغذائى، ومن بينها حظر استخدام الزيوت المهدرجة فى الصناعات الغذائية، وهو إجراء معمول به فى العديد من الأسواق الخارجية، حيث تفرض على الشركات قيود ومعايير صحية صارمة.

وأكدت أن وزارة الصحة تدرس كذلك اعتماد ملصقات تحذيرية واضحة على عبوات الأطعمة والمشروبات غير الصحية، بحيث توضع على الجهة الأمامية للواحدة، كأداة لتوعية المستهلكين بمخاطر مكوناتها الغذائية.

وأوضحت أن هذه السياسات تأتى فى إطار تبنى الدولة نهجا استباقيا وشاملا لمعالجة العوامل القابلة للوقاية من الأمراض غير المعدية، وذلك بما يتماشى مع التزاماتها الدولية المتعلقة بضمان الحق فى الصحة.

وشددت على أن ضرورة أن تلعب شركات الأغذية والمشروبات دورا فعالا فى الحد من التأثيرات السلبية لنشاطها على الصحة العامة، من خلال تعديل مكوناتها الغذائية وتجنب الترويج المفرط للمنتجات غير الصحية، خاصة تلك الموجهة للأطفال والمراهقين.

ولفتت المصادر إلى أن تناول المنتجات الغذائية التى تحتوى على نسب مفرطة من السكريات، والصوديوم، والدهون الكلية، والمتحولة، والمشبعة، يعد من أبرز عوامل الخطر المؤدية للإصابة بالسمنة والأمراض غير المعدية مثل السكرى وأمراض القلب.

وأضافت أن أغلب هذه المنتجات تنتمى إلى فئة الأغذية المصنعة وفائقة المعالجة، والتى غالبا ما تكون غنية بالطاقة، و فقيرة بالعناصرالغذائية الأساسية، وهو ما يسهم فى اتباع أنظمة غذائية غير متوازنة تفتقرإلى الفيتامينات والمعادن الضرورية.

وترجع زيادة استهلاك هذه المنتجات، بحسب المصادر، إلى عوامل متعددة، من بينها انتشارها الواسع فى الأسواق، وانخفاض أسعارها، وسهولة الوصول إليها، فضلا عن طعمها المفضل لدى الكثير، إلى جانب الحملات الدعائية المكثفة التى تستخدمها كبرى الشركات العالمية فى تسويقها.