توقع خبراء ومراكز بحثية تأثيرًا إيجابياً لقرار البنك المركزى المصرى نهاية الأسبوع الماضى بخفض الفائدة، واستفادة حزمة من الشركات، وتضرر أخرى، مؤكدين أن ذلك يعد إيذانا ببدء دورة تيسير نقدى، وإن كان بوتيرة بطيئة.
ويرى المحللون أن نسبة الخفض التى قررها البنك المركزى تعد متحفظة فى ظل الضغوط الجيوسياسية، والحروب التجارية حول العالم، وسط توقعات بمزيد من التخفيض على مدار العام الحالى بنسبة إجمالية قد تصل إلى %6.
وأكدوا أن القرار سينعكس إيجابا على حزمة شركات بالسوق، وهى تلك المحملة بأعباء ديون، وسلبا على مجموعة أخرى تتمتع بمركز صافى نقدية.
وقررت لجنة السياسة النقدية بالبنك المركزى المصرى، فى اجتماعها الخميس الماضى خفض سعرى عائد الإيداع والإقراض لليلة واحدة وسعر العملية الرئيسية بواقع %2.25 إلى %25 و%26 و%25.5 على الترتيب. كما قررت خفض سعر الائتمانبواقع 225 نقطة أساس، ليصل إلى %25.5.
قال هيثم فهمى، رئيس قطاع البحوث فى برايم لتداول الأوراق المالية، إن تأثير خفض الفائدة على البورصة سيكون إيجابيا، نظرا لأنه تاريخيا هناك علاقة عكسية بين معدلات الفائدة وحركة البورصة.
وتوقع أن يستهدف مؤشر السوق الرئيس القمم السابقة التى تراجع عنها الفترة الماضية، مرجحا الوصول إلى 31350، ثم 32037 نقطة.
وحول تأثير القرار على الشركات المُدرجة، أشار فهمى إلى أنه سيخفض تكلفة التمويل على الشركات صاحبة المديونيات المرتفعة، وهو ما سيخفف التكاليف التمويلية على هذه الشركات ما سينعكس إيجابا على التكاليف، ومن ثم هوامش الربحية.
ولفت إلى أن جزءًا كبيرًا من الأموال التى تم توجيهها سابقا إلى الاستثمار فى أدوات الدين، وشهادات الادخار بالبنوك، سيتم توجيهها مجددا إلى الاستثمار فى البورصة مع خفض الفائدة، بشكل تدريجى، مع حلول آجال استحقاق هذه الأدوات، ما من شأنه زيادة معدلات السيولة وبالتالى ارتفاع مؤشرات السوق..
ويرى هيثم أن هذا الخفض سيكون إيذانا ببدء موجة جديدة من التيسير النقدى، وإن كان بوتيرة بطيئة، إلا أنه لفت فى الوقت نفسه إلى أن معدل الخفض بـ %2.25 يشير إلى تعامل “المركزي” بحرص شديد مع معدلات الخفض، فى ظل حالة عدم اليقين العالمية.
وقال محمد حسن، العضو المنتدب لشركة ألفا للاستثمارات المالية، إن القرار سيكون إيجابيا على البورصة، إذ ستبدأ السوق فى اتخاذ اتجاه صعودى عقب الحركة العرضية التى استمرت لفترة طويلة، متوقعا مزيدا من خفض الفائدة العام الحالى، ما يدعم السوق.
وأشار إلى أنه مازال أمام “المركزي” مساحة كبيرة للتخفيض فى ظل ارتفاع معدلات الفائدة الحقيقة، لافتا إلى أن قرار الخفض بمعدل %2.25 جاء متحفظا بضغط التوترات الجيوسياسية بالمنطقة، والحرب التجارية العالمية.
وقالت وحدة بحوث “مباشر لتداول الأوراق المالية” إن الخفض الذى تم توافق بشكل كبير مع توقعاتها التى تراوحت بين 1 إلى %3 خلال اجتماع الخميس الماضى، و%6 على مدار العام الحالى بالكامل، مشيرة إلى أن البنك المركزى يواجه حزمة من الضغوط ستؤثر بالفعل على قراره ببدء دورة تيسير نقدى جديدة.
ولفتت فى تقرير بحثى حديث حصلت عليه “المال” إلى أن الشركات صاحبة المراكز النقدية الصافية ستتأثر سلبا بخفض الفائدة، وفى المقابل ستستفيد نظيرتها صاحبة المراكز الصافية للديون، بدعم انخفاض أعباء ومصروفات الفوائد عليها، وبالتبعية احتمالية ارتفاع الأرباح.
وألقت “بحوث مباشر” الضوء على الشركات التى سيكون تأثير القرار عليها إيجابيا، وهي؛ “أسيك للتعدين”، و”القلعة للاستشارات المالية”، و”القاهرة للاستثمار والتنمية العقارية”، و”مستشفى كليوباترا”، و”البنك التجارى الدولى – مصر”، و”القناة للتوكيلات الملاحية”، و”الصناعات الغذائية العربية – دومتي”، و”دايس للملابس الجاهزة”.
وتشمل قائمة الشركات المتأثرة إيجابا أيضا “العز للسيراميك والبورسلين- الجوهرة”، و”المالية والصناعية المصرية”، و”إيديتا للصناعات الغذائية”، و”مصر للألومنيوم”، و”الصناعات الكيماوية المصرية – كيما”، و”القابضة المصرية الكويتية- دولار”، و”المصرية للاتصالات”، و”جى بى كورب”، و”مصر الجديدة للإسكان والتعمير”.
وعلى صعيد الشركات التى ستتأثر سلبا، جاء من بينها “أبو قير للأسمدة والصناعات الكيماوية”، و”الإسكندرية لتداول الحاويات والبضائع”، و”الإسكندرية للزيوت المعدنية”، و”العربية للأسمنت”، و”بى إنفستمنتس”، و”سى آى كابيتال القابضة للاستثمارات المالية”، و”الشرقية إيسترن كومباني”، و”إى فاينانس للاستثمارات المالية والرقمية”، و”إعمار مصر للتنمية”.
وتتأثر سلبا أيضا “المصرية لخدمات النقل”، و”فورى لتكنولوجيا البنوك والمدفوعات الإلكترونية”، و”الحديد والصلب للمناجم والمحاجر”، و”مصر لإنتاج الأسمدة”، و”مصر لصناعة الكيماويات”، و”أوراسكوم كونستراكشون”، و”القاهرة للدواجن”، و”سيدى كرير للبتروكيماويات”، و”الدلتا للسكر”، و”مجموعة طلعت مصطفى”.
«ألفا للاستثمارات» تتوقع بدء دورة تيسير نقدى
«مباشر» ترسم سيناريو للرابحين والمتضررين
