قال محمد الشريف، الشريك المؤسس والرئيس التنفيذى لـ«فونديرا»، إن الشركة بدأت نشاطها رسميًا فى السوق المصرية خلال العام الماضى، وتستهدف التركيز حاليا من خلال تطبيقها ومنصتها الإلكترونية على المشروعات الصغيرة والمتوسطة، إضافة إلى الكيانات الناشئة والتجار الذين يمتلكون عدة منافذ للبيع عبر توفير أدوات رقمية تساعدهم فى إدارة عملياتهم بشكل أكبر فعالية، وكذلك تسهيل إدارة فرق العمل المختلفة وتوزيع المهام بينهم.
وأوضح الشريف فى حواره مع “المال” أن شركته نجحت فى جذب ألف تاجر على الموقع والتطبيق خلال عامها الأول منهم 300 تاجر مشترك ونشط، كما تمكنت أيضا من إدارة 232 ألف عملية محققةً مبيعات بقيمة 150 مليون جنيه. تستهدف شركة فونديرا Vondera لحلول التجارة الإلكترونية، تسجيل مبيعات بقيمة 500 مليون جنيه بنهاية العام الجارى مقارنة مع 150 مليونا فى 2024.
وأشار إلى أن فونديرا طورت منظومةERPلتخطيط موارد المؤسسات، وتنظيم جميع العمليات والموارد داخل منافذ البيع المختلفة بشكل مركزى، بهدف تحسين عملية التنسيق بين مختلف الإدارات، مثل المحاسبة، والموارد البشرية، والمخزون، والمبيعات، والتوريد، والتصنيع، مما يساهم فى رفع كفاءة العمل، وتقليل التكاليف، ورفع جودة الخدمات، مع تقديم تقارير مفصلة عن أداء المصروفات والحسابات.
وأضاف أن هذه المنظومة شهدت تطورا مع مرور الوقت ليشمل إمكانية إنشاء مواقع إلكترونية فى غضون خمس دقائق فقط، مشيرًا إلى أن شركته بدأت بتقديم تطبيق رقمى لإدارة العمليات التجارية متاح على هواتف الآندرويد والآيفون ثم قامت فى مرحلة لاحقة بإطلاق منصة رقمية تعتمد على نموذج البرمجيات كخدمة(SaaS)لتسهيل عملية تتبع وإدارة حسابات العملاء ومصروفاتهم.
ولفت إلى أن شركته تستهدف نوعين من العملاء الأول يستخدم أدوات خاصة بإنشاء مواقع إلكترونية، بينما يعتمد الثانى على أدوات إدارة الأعمال، ويشمل هذا النوع من العملاء الشركات التى تمتلك شبكة واسعة من المنافذ التجارية، وتحتاج إلى منصة موحدة لإدارتها بشفافية وتتبع جميع العمليات بدقة.
كما توفر المنصة إحصائيات شاملة ومقارنات بين مبيعات الشهور على مدار العام، إلى جانب تقديم نماذج مالية متنوعة مع توقعات مدعومة بالذكاء الاصطناعى لتسهيل اتخاذ القرارات.
وتابع الشريك المؤسس والرئيس التنفيذى أن الشركة تقوم حاليًا بإعادة هيكلة شاملة للمنصة والتطبيق، مع إضافة مزيد من الإعدادات المتقدمة التى تمكّن “فونديرا” من التوسع إقليميا وعالميا، لافتا إلى أن هذه التحسينات تشمل إمكانية إنشاء واجهات مخصصة لعدة متاجر تتناسب مع متطلبات كل سوق محلية، بحيث يكون لكل متجر واجهته الخاصة التى تتماشى مع ثقافة ومتطلبات الدولة التى يتواجد بها فعلى سبيل المثال، سيكون متجر القاهرة بواجهة مختلفة عن الرياض، رغم كونهما مملوكين لنفس التاجر.
وتابع أن خاصية الواجهات المتعددة وتمكين التجار من إدارة عدة متاجر حسب كل دولة ستكون متاحة فى الربع الثانى من العام الحالى.
وأوضح أن هذه الخاصية الجديدة تخضع حاليًا لمرحلة الاختبار التجريبى، حيث يتم تقييم أدائها وقياس مدى فعاليتها فى تلبية احتياجات التجار، قبل إطلاقها بشكل كامل فى الأسواق، مشددا أن هذه الخطوة تهدف إلى تحسين تجربة المستخدمين وتوفير مزيد من التخصيص بما يتناسب مع الأسواق المختلفة، مما سيسهم فى تعزيز قدرة التجار على إدارة عملياتهم التجارية بكفاءة عالية عبر منصات متعددة.
بين الشريف أن أغلب عملاء المنصة ينتمون إلى قطاع تجارة الأزياء، يليه مستحضرات التجميل، ثم الإلكترونيات، ومن المقرر أن تبدأ فى تنفيذ حملات تسويقية بداية من الربع الثالث من 2025 بهدف جذب المزيد من العملاء وتعزيز وجودها فى السوق.
وأضاف أن إيرادات الشركة تأتى من أنظمة الاشتراكات الشهرية التى تبدأ من 300 جنيه للباقة الأساسية، ثم تتدرج لتصل إلى 500 جنيه، ترتفع إلى 700 جنيه حسب الخصائص والإعدادات المتاحة فى كل نسخة من البرنامج.
وألمح إلى أن شركته تحصل على عمولة عن كل عملية دفع أونلاين تتم عبر منصتها، تصل نسبتها إلى نصف فى المائة، ويتم تحصيلها من خلال 6 بوابات دفع مختلفة منها: “باى موب”، “كاشير”، “فوري”، “ماى فاتورة”، و”باى تابس”.
شراكة مع “سوبر باي”
وكشف عن شراكة استراتيجية مع شركة “سوبر باي”، التابعة لشركة إى آند مصر تشمل إدخال بعض خدمات الأخيرة مثل الرسائل النصية القصيرة(SMS)كما ستتضمن الشراكة دمج سوبر باى كبوابة دفع ضمن المنصة.
وتابع: تتضمن الشراكة أيضا المشاركة فى العديد من الحملات والفعاليات بالتعاون مع “إى آند مصر”.
ولفت إلى أن التجار على منصة فونديرا سيتمكنون بموجب تعاونها مع إى آند مصر من إطلاق حملاتSMSلعملائهم، بحيث يتلقون رسائل متابعة حول حالة الطلبات التى قاموا بإجرائها.
كما يعتزم الجانبان إطلاق برامج ولاء مشتركة بين فونديرا وإى آند مصر، حيث سيتمكن العملاء الذين يشترون من التجار المسجلين على المنصة باستخدام خدمة الدفع عبر سوبر باى من كسب نقاط يمكن استبدالها من شركة الاتصالات.
التوسع فى نشاط التمويل متناهى الصغر
وأشار إلى أن الشركة تعمل على توسيع خدماتها لتلبية احتياجات صغار التجار لذلك تعاونت مع“آجل” بحيث يتمكن عملاء فونديرا من الحصول على تمويلات متناهية الصغر، مما يعزز قدرتهم على التوسع والنمو فى أعمالهم.
وأوضح أن شركة “آجل”أضافت محفظة مالية ضمن منصة وتطبيق فونديرا ويتم تخصيص %15 من قيمة كل طلب يقوم التاجر بتسجيله على فونديرا إلى محفظة “آجل”.
وأشار إلى أنه يمكن للتجار استخدام حصيلة هذه الأموال لاحقًا عند الحاجة، مما يوفر لهم مرونة فى إدارة تدفقاتهم المالية.
كما أكد أن شركته تعتزم التوسع فى تقديم خدمات التمويل متناهى الصغر للتجار، منوها إلى إجراء مفاوضات مع إحدى الشركات التى تمتلك منصة رقمية مخصصة لدعم الشركات الصغيرة والمتوسطة المتخصصة فى مجال التجارة الإلكترونية، بهدف تحسين عمليات الشحن وتوفير السيولة النقدية.
وأوضح أن التعاون يهدف إلى تطبيق نموذج مشابه لنظام آجل، من خلال التكامل بين محفظة الشركة محل المفاوضات وفونديرامما يسهم فى تغطية الجزء المتعلق باللوجستيات وتحسين كفاءة العمليات التجارية.
متجر تطبيقات للتجار وأصحاب الأعمال
وكشف “الشريف” أن شركته تعمل حاليًا على تطوير “متجر تطبيقات خاص بها(Plug-in Store)، عبارة عن سوق رقمية على غرار جوجل بلاى، ولكن موجه خصيصًا للتجار وأصحاب الأعمال، ومن المقرر إطلاقها رسميا خلال يونيو المقبل.
وذكر الشريك المؤسس والرئيس التنفيذى للشركة أن المتجر سيتيح للتجار تحميل واستخدام تطبيقات وخدمات مخصصة لتحسين أعمالهم التجارية، وذلك من خلال تسهيل الوصول إلى مستندات تقنية تحتوى على الإرشادات والتعليمات التى يحتاجها مقدمو الخدمات لتطوير ودمج برامجهم مع تطبيق فونديرا.
وأضاف أنه يمكن لأى مطور أو مزود خدمة من خلال هذه الوثائق بناء تطبيقات مخصصة لهم، يمكن تشغيلها مباشرة داخل فونديرا، مما يمنحهم القدرة على تخصيص وتحسين تجربتهم التجارية وفقًا لاحتياجاتهم الخاصة.
وأوضح أن هذا المتجر سيعمل أيضا بنظام الاشتراكات الشهرية، وسيكون مفتوحًا لجميع مقدمى الخدمات الذين يخدمون منافذ تجارية، مثل شركات الشحن، وبوابات الدفع، وأى شركة تقدم خدمات تتكامل مع التجارة الإلكترونية.
ولفت إلى أن شركته ستتحصل على عمولة%30 على أى معاملة تتم داخل السوق الرقمية، كاشفا عن استهدافها أن يضم المتجر 100 علامة تجارية بنهاية العام الحالى.
منصة للتواصل الاجتماعي
وأوضح أن شركته تعتزم إطلاق منصة اجتماعية خاصة بمستخدمى فونديرا من التجار المسجلين على المنصة، والتى ستكون مشابهة فى طريقة عملها لشبكة فيسبوك بما يتيح للتجار إمكانية تحميل الصور، كتابة المنشورات، التعليق، والإعجاب بالمحتوى، مما يعزز التفاعل والتواصل بينهم.
وأكد أن إطلاق هذه المنصة الاجتماعية من شأنه خلق بيئة تعاونية بين التجار، مما يعزز التواصل تبادل المعرفة والخبرات بينهم،كما سيسهم أيضا فى بناء ولاء قوى للعلامة التجارية لشركته، ويعزز العلاقة بين فونديرا وأفراد المجتمع التجارى على المنصة.
الرؤية الاستراتيجية
أكد أن خطة الشركة ترتكز على بناء نظام بيئى متكامل يدعم التجارة الرقمية، ويوفر حلول شاملة تشمل التمويل، وبناء المجتمع التجارى، ومواد تعليمية تهدف إلى تطوير مهارات التجار فى المجال الرقمى.
إضافة إلى دعم خطط التوسع المستقبلية للتجار، مما يمكنهم من النمو المستدام وتحقيق النجاح فى بيئة التجارة الإلكترونية المتطورة.
%70 انخفاضا فى المرتجعات
وأشار إلى أن استخدام فونديرا يسهم بشكل كبير فى تقليل نسبة المرتجعات لدى التجار بنسبة تصل إلى %70.
وأرجع السبب وراء ذلك إلى أن المرتجعات فى عمليات الشراء عبر الإنترنت تحدث لعدة أسباب، أبرزها أخطاء تسجيل البيانات على الفاتورة، فضلاً عن مشكلة متابعة الطلبات والتوصيل للعملاء، والتى غالبًا ما تكون عملية يدوية وغير دقيقة الا ان فونديرا تقوم بأتمتة جميع هذه العمليات بشكل كامل.
التحديات
كماتحدث عن أبرز التحديات التى واجهت الشركة وتتمثل فى تنوع الطلبات واحتياجات العملاء مما دفعها لإعادة ترتيب أولوياتها بما يتناسب مع متطلبات عملائها واستجابة لرغباتهم المتغيرة.
وأشار إلى أن أكبر مشكلة تواجه سوق خدمات التجارة الإلكترونية فى مصر بشكل عام هى نقص السيولة الدولارية، وهو ما يؤثر بشكل كبير على حجم المبيعات، سواء فى ما يتعلق بشراء النطاقات الإلكترونية (Domain)، أو تمويل الإعلانات المدفوعة والاشتراكات بالعملة الأجنبية.
وأشار إلى أن فونديرا شاركت في“Bootcamp”الخاص بشركة “Global 500”، مما أتاح لها فرصة للوصول إلى شبكة واسعة من المستثمرين وإعادة تقييم كل نموذج العمل الخاص بها، مضيفًا أن هذه المشاركة ساعدت الشركة فى بدء التفاوض على جولة تمويلية أولى بقيمة 500 ألف دولار مع ثلاثة صناديق رأس مال مخاطر، تشمل صندوقًا أوروبيًا وصندوقين من السعودية، معربًا عن ترحيبه أيضًا بالتفاوض مع مستثمرين ملائكيين للمشاركة فى الجولة الاستثمارية.
ولفت إلى أنه من المقرر توظيف الاستثمارات المرتقبة فى تطوير المنصة والتطبيق، إضافة إلى تحسين المنتجات المعروضة عليهما.
سوق يربط التجار بالمصنعين
واختتم حديثه قائلاً إنه بحلول نهاية العام الحالى، ستتمكن شركته من خلق أربعة مصادر إيرادات مختلفة، بخلاف أنظمة الاشتراكات ورسوم بوابات الدفع، سيتم إضافة رسوم أخرى يتم تحصيلها من متجر التطبيقات(App Store)ومن سوق الموردين، الذى يهدف إلى ربط التجار بالمصنعين، خاصة فى مجالات مثل الملابس ومستحضرات التجميل.
وتابع أنه سيتم تحصيل %5 عمولة على كل معاملة تتم داخل المنصة، موضحًا أن الهدف من سوق الموردين هو تسهيل التفاعل بين التجار والمصنعين، مما يسهم فى تبسيط عمليات التجارة الإلكترونية وتحسين تدفق الأعمال بين الأطراف المختلفة فى هذه الصناعات.
