اللواء محمد عوض رئيس مجلس إدارة مصنع الطائرت التابع لـ«العربية للتصنيع»: تنفيذ استراتيجية متكاملة لتعميق الإنتاج المحلى بعدة قطاعات

Ad

كشف ف اللواء مهندس محمد عوض رئيس مجلس إدارة مصنع الطائرات التابع للهيئة العربية للتصنيع، فى حواره مع «المال» عن أبرز الخطط خلال 2025، عبر مجالات التصنيع العسكرية والمدنية وتعزيز معدلات الإنتاج المحلى خلال الفترة المقبلة.

وتطرق الحوار إلى أبرز الخطط التوسعية فى مجال الصناعات المدنية، التى تشمل إنشاء أبراج اتصالات الهاتف المحمول، ومحطات معالجة مياه الصرف الصحى، ولوحات توزيع الكهرباء ذات الضغط المنخفض، والصناعات المغذية فى مجال التصنيع والمعدات، فى إطارة خطة توطين التكنولوجيا وزيادة نسب التصنيع المحلى وإنتاج ما يتم استيراده حاليًا تحت شعار “صنع فى مصر”.

وقال اللواء عوض، أن المصنع يمتلك تاريخًا طويلًا فى عملية التصنيع، إذ بدأ الإنتاج بالتعاون مع عدد من الشركات العالمية، مثل طائرة التدريب “القاهرة 200” و”القاهرة 300”، ثم إنتاج 45 طائرة “ألفا جيت” المتطورة فى أنظمة التدريب بنسبة مكون محلى بلغت %48، بالإضافة إلى عدد من الطائرات بدون طيار.

وتابع اللواء عوض: “ قمنا بالتعاون مع شركة “إمبراير” البرازيلية لإنتاج 140 طائرة، تم تصدير 80 منها إلى إحدى الدول العربية، مما يعكس النجاح فى هذا المجال”.

ولفت إلى أنه تم المشاركة فى تصنيع أجزاء هياكل الطائرات بالتعاون مع شركات كبرى مثل “لوكهيد مارتن” الأمريكية لتصنيع بعض مكونات طائرة “F16”، و”داسو” الفرنسية لتصنيع مشترك لبعض مكونات طائرة “ميراج”.

وأضاف أن مصنع الطائرات بدأ مرحلة جديدة من بالتعاون مع شركة “كاتك” الصينية، والتى أسفرت عن إنتاج 120 طائرة من طراز “كى 8 إي”، التى تُستخدم فى تدريب طلبة الكلية الجوية، بالإضافة إلى مشاركتها فى العروض الجوية والمناسبات القومية ، والتى أثبتت كفاءتها بشكل كبير فى العروض الجوية والمناسبات القومية.

وأشار اللواء محمد عوض إلى أن مصنع الطائرات بدأ فى أعمال تطوير وصيانة الطائرات التى أنتجها فى السابق لضمان استمرار كفاءتها، كما تم إعادة تأهيل 95 طائرة من إجمالى 120 ، مما يساهم فى تعزيز عمرها التشغيلى وكفاءتها التشغيلية، عبر ورش متطورة تمتلك كافة الأدوات لإجراء “عمره” شاملة للطائرات لأول مرة.

التوسع فى الصناعات المدنية

قال اللواء محمد عوض إن المصنع يمتلك أنشطة متنوعة فى مجالات أخرى بعيدًا عن قطاع الطائرات، أبرزها المشاركة فى مشروعات المبادرة الرئاسية “حياة كريمة”، إذ ساهم فى إنشاء 77 محطة معالجة وتدشين صوامع تخزين الغلال قبل إطلاق المبادرة.

وتابع :« نعمل حاليا مع الهيئة القومية لمياه الشرب والصرف الصحى على تصنيع 20 منتجًا يُستخدم كمكونات محلية لإنشاء محطات المعالجة ومحطات تنقية مياه الشرب المتطورة فائقة الترشح، مما يساهم فى دعم مشروعات البنية التحتية الحيوية فى السوق المحلية».

وأضاف أن المصنع يمتلك خطًا متطورًا للجلفنة لمعالجة الحديد، وورشة لتجميع مكونات محطات “Ultra Filtration”.

ولفت إلى أن المصنع لديه القدرة على إنتاج أى مكون صناعى أو معدة متطورة خاصة فى الصناعات المغذية لصالح الشركات الخاصة بدلاً من الاستيراد.

دعم قطاع الكهرباء والاتصالات

كشف اللواء محمد عوض عن تفاصيل مشروع إنتاج أبراج الكهرباء والاتصالات ضمن مخطط تعميق التصنيع المحلى، لافتًا إلى بدء تعاون مع وزارة الكهرباء والشركة المصرية لنقل الكهرباء لإنتاج أبراج الضغط العالى، بالإضافة إلى مشروع أبراج الاتصالات.

وأوضح أن الطاقة الإنتاجية حاليًا تبلغ 15 ألف طن سنويًا من هذه الأبراج، ونسعى إلى مضاعفتها إلى 30 ألفا كل عام بحلول 2026.

وأشار إلى أن السوق المحلية كانت تعتمد فى السابق على استيراد أبراج الضغط العالى، ولكن تم العمل على توطين هذه الصناعة محليًا لخفض فاتورة الاستيراد، ومن المتوقع أن يتم بدء توريد أول برج لصالح شركة نقل الكهرباء فى أبريل المقبل.

وفيما يتعلق بمشروعات قطاع الاتصالات، أكد اللواء محمد عوض أن المصنع نفذ حتى الآن 413 برجًا من أصل 500 برج مستهدف إنتاجها بالتعاون مع إحدى شركات الاتصالات الكبرى، بجانب توقيع عقود توريد جديدة لعدد 105 أبراج اتصالات جديدة لأحد الشركات العاملة بالسوق المحلية، مما يدعم البنية التحتية الرقمية فى مصر.

وذكر أن المصنع ينتج نوعين من الأبراج للاتصالات، هما “ Roof top” الذى يتم وضعه فوق المبانى، و”Green Tower”، وهى الأبراج الأكثر ارتفاعًا والتى قد يصل ارتفاعها إلى 120 مترًا، موضحًا أن التصميم يتم تنفيذه وفقا للمواصفات المطلوبة من الجهة المتعاقدة.

وأضاف أن شركات الاتصالات التى حصلت على الأبراج المنتجة لدينا فى الفترة الأخيرة أشادت بدقة المنتج وجودته، خاصة أنه يتم التصنيع بأعلى المعايير وبجودة ودقة.

وأكد أنه تم التعاقد مع إحدى شركات التسويق العالمية لتصدير الأبراج خارج مصر وفتح أسواق جديدة، خاصة إلى الدول الإفريقية والشرق الأوسط، متوقعًا توقيع عقود جديدة قبل منتصف العام الجارى.

وأوضح أن المصنع يستهدف التصدير للأسواق المجاورة كمرحلة أولى بسبب خفض تكلفة النقل وتوفير اللوجستيات المطلوبة.

توطين صناعة المعدات الزراعية

قال اللواء مهندس محمد عوض إنه تم تنفيذ عدة خطوات لتوطين صناعة المعدات الزراعية بنسبة مكون محلى مرتفعة لخفض فاتورة الاستيراد والمشاركة فى المشروعات القومية للاستصلاح الزراعى.

وأضاف: «لدينا مشروعًا هامًا فى هذا المجال، يقوم على تجميع 120 جرارًا زراعيًا بقدرات تتراوح بين 130 إلى 180 حصانًا، بالتعاون مع شركة إيطالية رائدة».

أشار إلى أن التحدى الأساسى كان خفض التكلفة وزيادة نسبة المكونات المحلية، وقد تم التغلب على هذه المشكلة، وارتفعت نسبة المكون المحلى إلى ما يتراوح بين 30 - %40،كما أنه يتم التركيز حاليًا على زيادتها بشكل أكبر خلال الفترة المقبلة، بهدف تقليل الاستيراد وتعزيز الصناعة الوطنية.

وأشار إلى أنه تم الاتفاق مع الشركة الإيطالية للمشاركة فى إنتاج الجرار بنسبة مكون محلى مرتفعة، وتم إرسال الرسومات الهندسية المطابقة للإمكانات الفنية المتاحة فى المصنع لبدء الإنتاج بهدف خفض أسعار المنتج النهائى على المستهلك، متوقعًا بدء المشروع قبل نهاية العام الجارى.

وأكد أن المصنع يمتلك القدرة الفنية والمعدات المتطورة لإنتاج كافة الصناعات المغذية المطلوبة لدعم القطاع المحلى، خاصة الصناعات المعدنية، موضحًا أن هذه الصناعات تعد بديلًا استراتيجيًا لتقليل الاعتماد على استيراد مستلزمات الإنتاج.

وأشار إلى أنه يتم العمل على تنفيذ تكليفات اللواء مختار عبد اللطيف رئيس الهيئة العربية للتصنيع، بهدف تنويع منتجات المصنع المدنية، خاصة الصناعات المغذية التى تشهد طفرة فى توفير المكونات والمواد الأولية والوسيطة التى تدخل فى عملية الإنتاج، مما يسهم فى خفض التكاليف.

إنشاء خط دهان متطور

كشف اللواء محمد عوض عن مخطط لإنشاء خط دهان “الكتروستاتيك”، وبعض المكونات الصناعية التى تساهم فى تصنيع لوحات الكهرباء والاتصالات، مما يحقق قيمة مضافة للمنتجات المصنعة لدينا، متوقعًا الانتهاء من تدشين الخط فى يوليو المقبل لبدء الإنتاج.

مبادرة «حياة كريمة»

قال اللواء محمد عوض، أن المصنع يعد جزءً من هذه المبادرة الوطنية «حياة كريمة»، إذ يشارك فى 124 مشروعًا، خاصة فى مجال إنشاء محطات الصرف الصحى، وتم إنجاز عددًا كبيرًا من المشروعات، ونعمل على تسليم الباقى منها قبل 30 يونيو 2025، التزامًا بالجدول الزمنى المتفق عليه.

ولفت الى أن المصنع يدرس كافة الفرص الاستثمارية للمشاركة فى المبادرات الرئاسية التى يتم إطلاقها واستغلال كافة الإمكانيات لاقتناص عقود جديدة فى تلك المشروعات.

مشروعات وزارة الشباب والرياضة

وذكر اللواء عوض، أنه تتم مشاركة مصانع الهيئة العربية للتصنيع فى تنفيذ مجموعة من المشروعات لصالح وزارة الشباب، متوقعًا إنهاء تلك الأعمال قبل نهاية العام الجارى.

وأشار إلى أن مصانع الهيئة العربية للتصنيع تنفذ عدد 2118 مشروعا لصالح وزارة الشباب والرياضة، تتضمن 1207 ملاعب لمختلف الرياضات، ورفع كفاءة عدد 78 مدينة شبابية ومراكز للشباب، و8 مجمعات حمام سباحة.

يذكر أن مصانع وشركات الهيئة العربية للتصنيع ،المنفذة لهذه المشروعات تتضمن قادر للصناعات المتطورة ،وصقر للصناعات المتطورة ومصنع الطائرات ومصنع الإلكترونيات، والشركة العربية البريطانية للصناعات الديناميكية ABD والشركة العربية للمشروعات العقارية والسياحية.

ملف التصدير.. فتح أسواق جديدة

أكد اللواء محمد عوض أن هناك استراتيجية واضحة لزيادة التصدير من المنتجات المدنية، خاصة فى مجال الجرارات الزراعية والأبراج المعدنية، لافتًا إلى أنه تم تصدير عدد من الجرارات الإيطالية التى تم تجميعها ، وبدء تصدير أبراج الاتصالات قبل يوليو المقبل.

وأشار إلى أن المصنع بدأ فى تصدير بعض الجرارات إلى دول إفريقية، كما تم التعاقد مع شركة متخصصة فى التسويق الخارجى تعمل فى أكثر من مجال لفتح أسواق جديدة فى القارة السمراء، مما يسهم فى تعزيز صادراتنا ودعم الاقتصاد الوطنى.

الخطط المستقبلية

أوضح اللواء عوض أن الخطة المستقبلية للمصنع تتضمن توسيع قاعدة الإنتاج فى القطاع المدنى والصناعات المغذية، مثل إنشاء خط طلاء “الإلكتروستاتيك”، الذى سيمكننا من تصنيع لوحات الكهرباء والاتصالات محليًا بدلًا من استيرادها.

وأضاف أنه يتم العمل على تحديث المعدات وزيادة الطاقة الإنتاجية بما يتماشى مع استراتيجية الدولة لتعميق التصنيع المحلى وتقليل الفجوة الاستيرادية.

أشار إلى أن المصنع يخطط للتوسع فى إنتاج مكونات إنشاء محطات معالجة المياه، وتعميق التصنيع المحلى لها، بجانب محطات الصرف الصحى مثل منتجات “ريش الراوتر، وكبارى المروقات، وخزانات معدنية، وإنشاءات معدنية للأوناش والحاويات، والمصفاة الميكانيكية والسير الناقل الملحق بها البوابات.

يذكر أن المصنع نفذ مجموعة من المشروعات فى مجال إعادة تدوير المخلفات، وتصنيع الكرفانات والعيادات المتنقلة وسيارات الإسعاف، ومعدات لتصنيع الأثاث الفندقى بالتعاون مع الشركات الإيطالية.

تأسيس مصنع الطائرات

وتأسس مصنع الطائرات التابع للهيئة العربية للتصنيع عام 1950 ، حيث تم إنتاج وتصميم العديد من أنواع الطائرات على مستوى العالم، فى عام 1975، وتم ضم المصنع إلى الهيئة، وتبلغ المساحة الكلية له مليون متر مربع.

وقام المصنع بإنتاج الطائرتين “القاهرة 200” و”القاهرة 300”، وكذلك طائرات من طراز “جمهورية”، والتى أصبحت أهم وحدات التدريب للطيارين المصريين.