تستهدف هيئة موانئ البحر الأحمر التابعة لوزارة النقل، بدء تنفيذ توصيل أعمال الترفيق والبنية التحتية للمنطقة اللوجستية المقرر تشييدها خلف ميناء سفاجا على مساحة 100 فدان، باستثمارات تقترب من نصف مليار جنيه، بداية من النصف الثانى من العام الجارى، وفقا لمصادر مطلعة.
وتشرف الهيئة التى تم تأسيسها عام سنة 1978 على عدة مواقع بحرية تجارية وسياحية، الأولى تضم: «السويس (بورتوفيق)، وسفاجا، ونويبع، وحوض البترول (الزيتيات)، والثانية «الغردقة، و شرم الشيخ».
وأضافت المصادر لـ»المال»، أن الوزارة من خلال التنسيق مع جميع جهات الدولة، استطاعت خلال الشهور الماضية إنهاء كل الإجراءات الإدارية الخاصة بنقل ملكية الأراضى، وقريبا سيتم إصدار قرار بتخصصها بشكل رسمى، على أن تقوم «الهيئة» بعمل التراخيص اللازمة وتكليف إحدى شركات المقاولات ببدء توصيل المرافق الأساسية للمنطقة والتى سيتم تنفيذها على 3 مراحل، وجزء من تكلفتها سيتم تخصيصه فى موازنة الهيئة الاستثمارية عن عام 2025 - 2026.
وتتلخص فكرة المناطق اللوجستية، فى توفير مساحات بديلة بالقرب من الموانئ البحرية ما يسهم فى سرعة التفريغ والتحرك دون انتظار أو تحمل تكاليف غرامات إضافية، والقضاء على زمن الانتظار، مما ينعكس على انخفاض أسعار السلع النهائية، كما يعمل أيضا على خلق ميزة تنافسية للمنتج المصرى بين المستوردين والمصدرين بالداخل أو بالخارج، خاصة أنها تعتبر منطقة وصول وتحرك، فعند استيراد البضائع يتم الكشف عليها بواسطة جميع جهات العرض والإفراج الجمركى.
ويتم بعدها إنهاء جميع الإجراءات داخل الميناء الجاف، ما يسهم فى تخفيف العديد من الغرامات التى تقدر بملايين الدولارات على المستورد، والتى تضاف فى نهاية المطاف على عاتق المستهلك، وفى حالة التصدير يتم إنهاء جميع الإجراءات داخل المنطقة، ثم التوجه إلى الميناء البحرى لتحميل البضائع على السفن وتغادر دون أى إجراءات أخرى.
وأوضحت المصادر أن المشروع يعد أحد الاستثمارات الاستراتيجية للهيئة المستهدف تنفيذها خلال العامين الماليين المقبلين، والمنطقة ستكون منفذ التوزيع والتجميع الرسمى للبضائع والحاويات التى سينقلها الخط الأول من شبكة القطارات السريعة.
وأعلنت وزارة النقل، فى أكثر من مناسبة، أن شبكة القطارات السريعة التى تم العمل بها 2021، ستلعب حلقة الوصل فى نقل البضائع والركاب بين موانئ البحرين الأحمر والمتوسط، ومن المقرر أن يتم تشغيل الخط الأول من الشبكة من العين السخنة وحتى مدينة العلمين الجديدة، ثم محافظة مرسى مطروح بطول 675 مليون متر قبل نهاية النصف الأول من 2026، وسيتم تشغيل 34 قطارا تعمل بسرعة 160 كيلومترا / ساعة، لخدمة المحطات الإقليمية، و15 قطارا فائق السرعة تتوقف فقط فى المحطات الرئيسية، إلى جانب 14 قاطرة لنقل البضائع.
وأوضحت المصادر أنه بالتوازى مع بدء توصيل المرافق ستعمل الهيئة على ترويج المشروع على مستثمرى القطاع الخاص المحلى والأجنبى لتولى مهمة إدارة وتشغيل المشروع بنظام حق الانتفاع كمرحلة لاحقة على غرار ما نفذ فى وقت سابق بمشروعات ممثلة بقطاع الموانئ الجافة والمناطق اللوجستية.
ونجحت الوزارة فى خلال السنوات الماضية فى إبرام عقود مشروعين لمدة انتفاع لـ30 عاما الأول: الميناء الجاف فى أكتوبر على مساحة 100 فدان، بطاقة تداول 720 حاوية / يوم وسعة تخزينية 260 ألف حاوية، بتكلفة استثمارية تقدر بحوالى 176 مليون دولار، مع تحالف شركات السويدى إليكتريك، وSLP للممتلكات اللوجيستية، وشينكر مصر، والمشروع الثانى فى مدينة العاشر من رمضان على 250 فدانا، مع شركة «ميدلوج إس إيه» العالمية المتخصصة فى إدارة الموانئ.
يشار إلى أن الحكومة المصرية طرحت استثمارات لتنفيذ خطة شاملة لتطوير وتحديث الموانئ البحرية، ومشروعات الموانئ البرية والجافة والمناطق اللوجستية، النقل النهرى، ومنظومة النقل من وسائل وشبكات الطرق والكبارى، والسكك الحديدية، ومترو الأنفاق والجر الكهربائى، خلال الفترة من (2014 - 2024) بقيمة 2 تريليون جنيه، وفقا لتصريحات سابقة على لسان أعلن وزير النقل، الفريق كامل الوزير.
