ارتفاع الأسعار يخفض مبيعات تجار الثغر من ياميش رمضان %40

Ad

تراجعت معدلات الطلب على منتجات ياميش رمضان، الذى يعد أحد ضيوف مائدة الإفطار الأكثر انتشارًا بين المصريين خلال شهر رمضان الكريم، بنسبة تصل إلى %40 نتيجة ارتفاع الأسعار بشكل كبير خلال العام الحالى مقارنة بالسنوات الماضية، حسبما كشف عدد من أعضاء شعبة الحبوب والغلال بالغرفة التجارية بالإسكندرية.

أشار أعضاء الغرف التجارية لـ”المال”، إلى أن أحد الأسباب الرئيسية لانخفاض المبيعات هو ارتفاع الأسعار، فضلًا عن أجواء الطقس التى تشهد انخفاضًا فى درجة الحرارة ومن ثم قلة استهلاك المشروبات بشكل عام.

فى البداية، قال عبده مرسى البحيرى، عضو شعبة الحبوب والغلال بالغرفة التجارية بالإسكندرية، إن هناك تراجعًا كبيرًا هذا العام فى الإقبال على منتجات ياميش رمضان، بنسبة تصل إلى %40 مقارنة بأعوام ماضية، مرجعًا هذا التراجع فى مبيعاتبعض هذه المنتجات إلى أسباب متعددة، والتى منها درجات الحرارة، إذ لها انعكاس على نسب بيع بعض المنتجات.

وأكد أنبعض المنتجات من المرطبات مثل المشروبات تراجع الطلب عليها،وذلك نتيجة استمرار حالة الجو التى تشهد انخفاض درجات الحرارة، وهو عكس الحال خلال الصيف، إذ إن استهلاك هذه المرطبات يكون متزايد.

وأشار البحيريإلى أن التجار هذا العام كانت مستعدة بنفس الكميات بالنسبة لمنتجات الياميش التى يتم توفيرها كل عام، إلا أن الإقبال عليها لم يكن بنفس المعدل خلال العام الماضى.

وبلغ حجم واردات السوق المحلية من “ياميش رمضان” بنحو 140 مليون دولار بنهاية عام 2024، دون أى زيادة عن واردات عام 2023، وفقًا لتقديرات سابقة لنائب رئيس شعبة العطارة بغرفة القاهرة التجارية، شادى الكومى، موضحًا أن الواردات استقرت عند نفس المستوى من خلال القيمة، لكنها انخفضت بنحو %20 من خلال الكميات، نظرًا لارتفاع الأسعار العالمية لمكونات “الياميش”.

وأوضح “ البحيري” أن هناك اختلافًا فى الأسعار هذا العام مقارنة بالعام الماضى بالنسبة لمنتجات الياميش بنسبة %30، إذ إن هناك منتجات كانت تباع العام الماضى بنحو 100 جنيه، وأصبحت هذا العام بنحو 130 جنيهًا.

ولفت إلى أن الظروف الاقتصاديةلها انعكاسات على المبيعات، إذ تسببت فى تخفيض استهلاك بعض المواطنين من الياميش كونه يعد من السلع الكمالية.

وتضم سلة منتجات الياميش، البلح والمشمشية، والزبيب، وقمر الدين، وجوز الهند، والتين المجفف، إضافة إلى بعض المكسرات، منها “الكاجو، واللوز، والبندق”.

ومن جهته، قال ياسر مرسى عبدالعال، عضو مجلس شعبة الحبوب والغلال بالغرفة التجارية بالإسكندرية، إن هناك حركة إقبال ضعيفة على مبيعات ياميش رمضان هذا العام، مرجعًا أسباب هذا التراجع الكبير إلى الارتفاع الذى تشهده أسعار بعض تلك المنتجات والتى قد تفوقالغالبية من محدودى الدخل.

وأوضح عبدالعال أن أسعار المشمشية هذا العام تتراوح من 250 جنيهًا إلى 350 جنيهًا، لافتاً إلى أن سعر الكيلو من القراصييباع بنحو 240جنيهًا، وهناك مقياس آخر يباع بنحو 260 جنيهًا للكيلو جرام الواحد، ومن ثم توجه الكثير من المواطنين للتركيز على السلع الأساسية، وتخلت الأسر عن الكماليات.

وأوضح أن نسبة التراجع فى مبيعات التجار منذ بداية موسم بيع هذه المنتجات خلال شهرى “شعبان، ورمضان” تتراوح بين 40 و%60” وهى نسبة كبيرة ستنعكس فى نهاية المطاف على جملة الإيرادات وصافى الأرباح نهاية العام.

وأوضح أن سعر كيلو التين المجفف يبلغ نحو 300 جنيه، كما أن سعر لفة قمر الدين الأحلام تبلغ نحو 100 جنيه، بينما يبلغ سعر لفة قمر الدين المنال 90 جنيهًا.

وأعلنت الحكومة فى الأسبوع الأخير من فبراير الماضى، حزمة اجتماعية جديدة، لدعم الفئات المتضررة من ارتفاع الأسعار، بقيمة 200 مليار جنيه، خلال شهر رمضان والعام المالى الجديد، بحسب مصطفى مدبولى رئيس الوزراء.

وتتضمن الحزمة الجديدة رفع الحد الأدنى لأجور موظفى الدولة إلى 7 آلاف جنيه شهريًا، بالإضافة إلى زيادة المعاشات، والدعم النقدى للمستفيدين من برنامج تكافل وكرامة بنسبة %25، ودعم المزارعين والفئات الأكثر احتياجًا.

وتأتى هذه الحزمة بعدما تعهد رئيس الوزراء مصطفى مدبولى بإطلاقها قبل بداية شهر رمضان، مشيرًا إلى أن الحكومة ستقوم بإجراءات استثنائية خلال فترة الشهر الكريم والعيد.

وأشار”عبدالعال”إلى أن سعر جوز الهند كامل الدسم يبلغ نحو 220 جنيهًا للكيلو بالنسبة للجملة، بينما خالى الدسم يبلغ نحو 120 جنيهًا للكيلو.

وعلى الجانب الآخر، أشار عبدالعال إلى أن هناك تراجعًا فى أسعار التمور والبلح هذا العام، إذ إن البلح الكرتون المعبأ وزن 700 جرام، كان يباع العام الماضى بنحو 45 جنيهًا أما هذا العام فأصبح يباع بنحو 35 جنيهًا، بينما البلح السيوى كان يباع بنحو 35 جنيهًا للكيلو جرام، وأصبح هذا العام يباع بنحو 28 جنيهًا.

يشار إلى أن أسعار ياميش رمضان ترتبط بعدة عوامل أبرزها تقلبات أسعار صرف العملات وتأثيرها على استيراد المكسرات، بالإضافة إلى تكاليف النقل والتوزيع، وبحسب مجدى توفيق، عضو شعبة العطارة اتحاد عام الغرف التجارية، فإن الإقبال على شراء ياميش رمضان كالبلح رغم ارتفاع سعره حين وصل لـ 120 جنيهًا.

تباطأت معدلات التضخم خلال يناير الماضى على نحو طفيف بعد ارتفاع أسعار الغذاء، بحسب بيانات الجهاز المركزى للتعبئة العامة والإحصاء الصادرة يوم 10 فبراير الماضى.

بلغ معدل التضخم %24 على أساس سنوى الشهر الماضى مقابل %24.1 فى ديسمبر. وسجلت أسعار الغذاء والمشروبات، وهى أكبر مؤثر على مستوى التضخم، ارتفاعًا بنسبة %20.8 على أساس سنوى الشهر الماضى، مقارنةً بـ%20.3 فى ديسمبر.

يعد هذا التباطؤ الثالث خلال الأشهر الستة الأخيرة، منذ أن بدأ معدل التضخم فى الارتفاع مجددًا فى أغسطس الماضى، متأثرًا بزيادة أسعار الوقود وتذاكر وسائل النقل العام (القطارات ومترو الأنفاق)، بما فى ذلك القطارات ومترو الأنفاق، كما سبقت ذلك زيادة سعر رغيف الخبز المدعم بنسبة %300 فى مايو الماضى، وهى أول زيادة من نوعها منذ أكثر من ثلاثة عقود، فيما ارتفع التضخم بالمدن على أساس شهرى إلى %1.5 خلال يناير مقابل %0.2 فى ديسمبر الماضى.