تتفاوض شركة «ميتا إيجيبت» مع خمسة مطورين عقاريين لتوفير أجهزة لاب توب لذوى الإعاقة الحركية تمكّنهم من العمل من المنزل فى مجال التسويق العقارى عبر شبكة الإنترنت.
قال أحمد صبحى، رئيس الشركة، إنه بموجب هذه المبادرة، من المقرر أن تتولى كل شركة مسئولية دعم 100 شخص من ذوى الإعاقة بما يشمل متابعة وإتمام وتوثيق عمليات التسويق العقارى.
وأوضح صبحى، فى حواره مع «المال»، أن «ميتا إيجيبت» تقدم للقطاع العقارى من مطورين ومسوقين ومستثمرين ومستهلكين نهائيين وسيلة تواصل متكاملة تستهدف عرض وتسويق المشروعات للمشترين باستخدام تقنيات الواقع الافتراضى عبر تطبيقات الميتافيرس.
وأضاف أن هذه التقنيات تتيح للبائع والمشترى التجول فى الوحدات السكنية تحت الإنشاء فى بيئة افتراضية تعكس الشكل المتوقع لها بعد الانتهاء من أعمال التنفيذ، كما تمنح أيضًا الوسطاء (المسوقين) قدرة فائقة على البحث التلقائى باستخدام خوارزميات الذكاء الاصطناعى، مما يسهم فى الوصول إلى نتائج دقيقة للاختيار والعرض، فضلًا عن الوصول للعملاء فى أى مكان بالعالم.
وأكد أن الحل الذى تقدمه شركته يعزز سرعة اتخاذ القرارات ويوفر ما يصل إلى %70 من الوقت والجهد المعتاد لإتمام الصفقات البيعية، موضحًا أن منصة «ميتا إيجيبت» تتضمن قرابة 32 ألف وحدة سكنية وتجارية متنوعة.
وقال إن شركته تستهدف التركيز على أسواق مصر والسعودية والإمارات خلال 2025، وتخطط للتوسع فى تركيا بحلول 2026، مع إجراء دراسات مستفيضة للانتشار أفريقيًّا فى مرحلة لاحقة.
وألمح إلى أن مصر يوجد بها حاليًّا 470 مشروعًا عقاريًّاتحت الإنشاء، لذا من الصعب على أى مسوق عقارى الإلمام بكل تفاصيلها وتحديد الأنسب لكل عميل، منوهًا بأن خدمات المنصة متوافرة بنظام اشتراك شهرى لا يتجاوز 3000 جنيه، مما يتيح للمسوقين العقاريين إمكانية اختيار المناسب للعملاء من بين أكثر من 210 مشروعات مُدرجة عليها.
ورأى صبحى أن عملية اختيار الوحدة السكنية أصبحت أكثر سهولة وفعالية بفضل استخدام الذكاء الاصطناعى التحليلى، الذى يقوم بتحليل البيانات الخاصة بكل مشروع، ومقارنتها مع احتياجات كل عميل بشكل دقيق؛ ليتمكن من إجراء عملية «تشبيك» بين الوحدات المناسبة وطلبات العملاء بشكل آلى.
وذكر أن شركته تستهدف، بنهاية العام الحالى، إدراج جميع المشاريع العقارية تحت الإنشاء فى كل أنحاء مصر على المنصة.
ولفت إلى أن مِن أبرز التحديات التى واجهت عمل الشركات ضخ استثمارات كبيرة فى تحسين جودة خدمات الإنترنت، بالإضافة إلى اعتياد العاملين بالقطاع العقارى استخدام الأساليب التقليدية فى التسويق والتواصل مع العملاء، الأمر الذى يتطلب وقتًا وجهدًا إضافيًّا.
وتابع قائلًا: «تسبَّب الخوف من التغيير، وعدم تنظيم السوق العقارية، فى دخول أعداد كبيرة من المسوقين غير المؤهلين الذين يفتقرون إلى مهارات بيعية وتسويقية»، مما دفع شركته إلى إنشاء نظام تعليمى متخصص لتدريب المسوقين العقاريين قبل انضمامهم للمنظومة، بالإضافة إلى تقديم أنظمة إلكترونية متكاملة تتضمن إدارة علاقات العملاء والشئون المالية لدعم العمليات التشغيلية.
وأكد أن المنصة تتضمن 70 ساعة من المحتوى التعليمى الذى يغطى جميع جوانب عملية البيع العقارى، بما فى ذلك مهارات التواصل الفعّال، ومقدمة فى فنون البيع العقارى، والإنصات التفاعلى، وأساسيات وأساليب البيع المختلفة، لافتًا إلى أن جميع هذه الدورات التدريبية تم تطويرها بواسطة خبراء ومتخصصين، من بينهم الدكتور مصطفى نوارج، الذى يُعد من أشهر العاملين فى مجال التسويق، وله مؤلفات متعددة تجاوزت 42 كتابًا فى هذا المجال.
كما توفر كذلك فرصة لذوى الإعاقة البدنية المؤهلين والمتعلمين للانخراط فى سوق التسويق العقارى، حيث يمكنهم الالتحاق بالمنصة والعمل مستقلين (فرى لانسر)، دون الحاجة للتنقل أو مغادرة منازلهم.
واستطرد: «تقدم المنصة أيضًا فرصًا للعديد من فئات المجتمع مثل النساء اللاتى يتحملن مسئوليات منزلية للانخراط فى المجال المهنى»، ويقدَّر إجمالى عدد العاملين المستقلين (فرى لانسرز) على المنصة حاليًّا بـ35 شخصًا، وتخطط لزيادته إلى 500 بنهاية العام الحالى لضم أكبر عدد من ذوى الإعاقة الحركية.
على صعيد آخر، لفت صبحى إلى أن منصة «ميتا إيجيبت» تلعب دورًا حيويًّا فى تسهيل عملية تصدير العقار المصرى، من خلال عرض الوحدات السكنية أونلاين باستخدام التقنيات ثلاثية الأبعاد ودمجها مع تكنولوجيا الميتافيرس، بما يتيح للمشترين المحتملين فرصة استكشاف العقارات المصرية بشكل واقعى ودقيق، ويعزز قدرتهم على اتخاذ قرارات شراء مستنيرة، دون الحاجة للتواجد الفعلى فى مصر.
ونوه بأن هذا النهج يسهم بقوة فى تصدير العقار المصرى، حيث يوسّع قاعدة العملاء المحتملين على المستوى العالمى ويعزز جاذبية السوق المحلية لدى المستثمرين الدوليين، مما يفتح أفقًا جديدًا للنمو الاقتصادى ويسهم فى جذب المزيد من الاستثمارات الأجنبية للقطاع العقارى.
وأوضح أن تكاليف تقنيات الرؤية ثلاثية الأبعاد تتطلب استثمارات ضخمة، حيث تدور تكلفة إنشاء وحدة سكنية رقميًّا حول 20 ألف جنيه، وقد تصل إلى 250 ألفًا لإنشاء الفيلا.
وألمح إلى أن تكاليف تحويل جميع الوحدات السكنية تحت الإنشاء فى مصر إلى نماذج رقمية قد تُلامس المليار جنيه، مضيفًا أن شركته قادرة على إنشاء وحدة سكنية رقميًّا فى غضون 5 أيام فقط.
وتابع أن شركته طوَّرت إستراتيجية جديدة تتمثل فى دمج إعلانات العلامات التجارية الأخرى ضمن الوحدات السكنية المعروضة للبيع باستخدام تقنية الأبعاد الثلاثية، مبينًا أنه، على سبيل المثال، يتم عرض نماذج مجسَّمة لقطع أثاث من إيكيا، أو أجهزة تليفزيون من سامسونج داخل غرف المعيشة الافتراضية.
وكشف عن نجاح «ميتا إيجيبت» فى عقد شراكات إستراتيجية مع 4 علامات تجارية كبرى حتى الآن، وتخطط لزيادتها إلى 15 فى مختلف القطاعات خلال المرحلة المقبلة.
وأفاد بأن شركته نجحت فى جذب 27 شركة تطوير وتسويق عقارى للاستفادة من منصتها، وتستهدف الوصول إلى 120 بنهاية العام الحالى، بواقع 10 شهريًّا فى إطار خطتها للاستحواذ على حصة سوقية تتراوح نسبتها بين 30 و%40 من سوق العقارات المصرية.
وقال إن «ميتا إيجيبت» بصدد إغلاق جولة تمويلية مع صندوق استثمار سعودى بقيمة 5 ملايين دولار، خلال النصف الأول من العام الحالى، وتعتزم توظيف حصيلتها فى افتتاح مكتبين بالعاصمة السعودية الرياض، ومدينة أبوظبى الإماراتية.
وأفاد بأن شركته تخطط أيضًا لتخصيص جزء من هذه التمويلات فى توسيع نطاق الوحدات العقارية المعروضة بتقنية الأبعاد الثلاثية، بالإضافة إلى دمج وكيل دردشة آلى متطور لتقديم تجربة مستخدم سهلة، حيث سيوفر للعملاء الدعم اللازم خلال رحلة البحث عن الوحدة السكنية التى تلبى احتياجاتهم، كما سيعزز أيضًا قدرات المسوقين العقاريين على اختيار الوحدات المناسبة للعملاء المستهدفين.
وذكر صبحى أن الشركة تُقدم لعملائها تطبيقًا رقميًّا مبتكرًا للتجارة الاجتماعية يهدف إلى إنشاء شبكة تفاعلية داخل المجتمعات السكنية المغلقة، مشيرًا إلى أن هذا التطبيق يلبى احتياجات السكان فى الوصول السلس إلى الخدمات المختلفة، وتعزيز التواصل والتفاعل مع الجيران وأفراد المجتمع.
واستطرد قائلًا إن التطبيق يوفر بيئة رقمية متكاملة تحاكى منصات التواصل الاجتماعى، حيث يمكن للمستخدمين مشاركة المنشورات والتفاعل معها، والحصول على مكافآت رقمية (كوينز) مقابل نشاطهم، ولا سيما أنه يمكن استبدال بهذه المكافآت خصومات حصرية لدى العلامات التجارية الشريكة لشركة «ميتا»، والتى تعرض منتجاتها فى الوحدات السكنية الرقمية.
بالإضافة إلى ذلك، يتيح التطبيق تنظيم وإدارة الفعاليات المختلفة داخل المجمعات السكنية، وإنشاء مجموعات تفاعلية متنوعة، مما يعزز روح المجتمع ويسهم فى خلق بيئة سكنية متكاملة.
المنصة تتضمن 32 ألف وحدة سكنية وتجارية
استهداف التوسع فى تركيا خلال 2026
اغلاق جولة بقيمة 5 ملايين دولار بالنصف الأول من 2025
470 مشروعاً تحت الإنشاء بمصر ..ونقدم 70 ساعة محتوى تعليمي
