أجمع عدد من المصنعين والخبراء على أن قرار الرئيس الأمريكى دونالد ترامب أمس الثلاثاء زيادة الرسوم الجمركية على الواردات الصينية من10 إلى%20 فرصة سانحة لزيادة الصادرات المصرية فى مختلف القطاعات إلى أسواق أوروبا والولايات المتحدة، بشرط تقديم الشركات منتجات بأسعار تنافسية للصين والهند.
أكد هانى برزي، رئيس شركة «إيديتا»، ورئيس المجلس التصديرى للصناعات الغذائية، أن الحرب التجارية بين أمريكا والصين وأوروبا فرصة لزيادة الصادرات المصرية لتلك الأسواق، خاصة أنها ستكون لها ميزة تنافسية، لاسيما فى ظل وجود اتفاقية «الكويز».
قال محمد فرج، رئيس «IFGجروب»، وكلاء سيارات «VGVموتورز، وكايي، وفيكتوري»، إن قرار ترامب بزيادة الرسوم الجمركية على الواردات الصينية لن يؤثر على تكلفة استيراد المركبات من البلدين للسوق المصرية.
ورجح أن تواجه الحكومة الصينية الرسوم الجمركية التى فرضتها الإدارة الأمريكية بزيادة قيمة الدعم الممنوح للشركات التابعة لها، لامتصاص ارتفاع التكلفة المرتقب، واستمرار توسيع أنشطتها من خلال زيادة الإنتاج والتصدير بكميات أكبر خلال الفترة المقبلة.
وأضاف أن الفترة الحالية تشهد أيضًا توجهًا كبيرًا من قبل شركات السيارات الصينية لفتح أسواقتصديرية جديدة فى منطقة الشرق الأوسط، ومنها مصر، بهدف تعويض تراجع حصتها السوقية من مبيعات الطرازات الكهربائية وتحديدًا فى السوقين الأوروبية والأمريكية.
وكشف عن إجراء الشركات الصينية مباحثات مع بعض حكومات دول منطقة الشرق الأوسط، ومنها مصر، لتأسيس مصانع لها، إلا أنها ترهن المضى قدما فى تنفيذ هذه الخطوة بالحصول على امتيازات كبيرة تؤهلها لطرحطرازاتها بأسعار مخفضة وتصديرها للأسواق المجاورة.
من جانبه، أكد رئيس شركة مصرية لتصنيع أجهزة الهواتف المحمولة، أن هذه الخطوة تمثل فرصة جيدة أمام الشركات المحلية للانتشار فى أسواق أوروبا وأمريكا، ولكن بشرط إطلاقها منتجات بأسعار تنافسية للصين والهند، فضلا عن سرعة إنهاء جميع إجراءات التخليص الجمركي، وزيادة أعداد الخطوط الملاحية، بهدف ضمان الإفراج عن الشحنة للتصدير ووصولها فى الوقت المناسب.
واستشهد بتجربتى منطقة «جبل علي» فى دبي، وميناء «طنجة» المغربى فى جذب أنظار الشركات العالمية للشحن، كونهما مترابطين بشبكة كبيرة من الخطوط الملاحية، مبينا أن زمن الإفراج الجمركى فى الأولى يصل إلى8ساعات فقط.
فيما استبعد أحمد قنديل، خبير فى سوق المحمول، زيادة أسعار أجهزة الهواتف الذكية وإكسسواراتها فى مصر بعد القرار الجديد، موضحا أن المتأثر الأكبر هو المواطن الأمريكي.
وأوضح قنديل أن السعر العالمى لمنتجات «أبل» الأمريكية هو المتعارف عليه فى جميع الأسواق، وقد لا يكون شاملا للرسوم الجمركية، وهى متروكة لكل دولة.
وتابع: «إذ افترضنا أن سعر هاتف «أوبو رينو6»يصل إلى 400 دولار عالميا، تقوم كل دولة بفرض رسوم ضريبية وجمركية عليه حسب وارداتها من الصين، فى حين تعفيه مصر إذا تم تجميعه محليا ليصلللمستهلك النهائى بثمنه المعلن».
ورجح أن تلجأ أمريكا للبحث عن أسواق بديلة للتصنيع، مثل دول جنوب شرق آسيا، ومنها تايوان والفلبين، خاصة أنها تتميز بانخفاض تكلفة القوى العاملة، بعكس كوريا، متوقعا وصول الولايات المتحدة والصين إلى تسوية ودية مهما طالت الخلافات الاقتصادية والتجارية بينهما.
فيما كشف مصدر مسئول بالمجلس التصديرى للصناعات الكيماوية، لـ«المال» أن هذه الحروب الجمركية والتجارية بين تلك البلدان قد تتسبب فى زيادة التضخم عالميًا، وارتفاع بعض المكونات والخامات، وقد يكون لها انعكاس إيجابى بجذب مزيد من الصناعات الغربية والصينية والتوسع فى التصدير لتلك البلدان، نظراً لأن المنتج المصرى سيكون الأقل سعرًا فى تلك الأسواق.
فيما علمت «المال» من مصادر فى الشعبة العامة للذهب بالاتحاد العام للغرف التجارية، أن سعر المعدن الأصفر فى مصر استفاد بقوة من تلك الرسوم الجمركية، فقفز الجرام بأكثر من 150 جنيهًا خلال فبراير، فيما تصل أرباحه خلال مارس الجارى لنحو 85 جنيهًا.
وأضافت المصادر أن سعر الأوقية عالميًا سجل قفزات تصل إلى %2.7 وحال استمرار الرسوم الجمركية، فمن المتوقع استمرار ارتفاعات فى سعر الذهب محليًا بشكل قوى لتأثر السوق المحلية بنظيرتها العالمية، فيما قفز الجرام فى مصر نحو %8.1 منذ مطلع فبراير وحتى الآن ليسجل عيار 21 نحو 4125 جنيهًا حتى منتصف تعاملات أمس.
رئيس «IFG جروب»: بكين قد تتجه لزيادة دعم شركاتها
مسئول بـ «الكيمياوية»: ربما تتسبب فى ارتفاع معدلات التضخم عالميا
برزي: اتفاقية «الكويز» تدعم تحقيقها
قنديل: «تايوان» و«الفلبين» الحليفان الأقرب للولايات المتحدة
