بدأت بعض شركات تأمينات الحياة فى تطبيق مفهوم الاقتصاد السلوكى فى علاقاتها مع عملائها من قطاع الأفراد والمؤسسات.
والاقتصاد السلوكى هو مجال يدرس تأثير العوامل النفسية والاجتماعية والعاطفية على قرارات الأفراد والمؤسسات ، على عكس الاقتصاد التقليدى الذى يفترض أن الأفراد يتصرفون بعقلانية تامة لتعظيم منافعهم.
و الاقتصاد السلوكى يرى أن البشر عرضة للانحيازات والتأثيرات الخارجية التى تجعل قراراتهم أقل من مثالية.
وقال علاء الزهيرى، رئيس اتحاد شركات التأمين المصرى، إن ذلك الأمر ظهر جليا فى منتجات الشركات الخاصة بالتأمين البنكى.
ولفت إلى أن التأمين يعتبر منتجًا مصممًا خصيصًا لتقليل الخسائر المحتملة، مما يجعله جذاباً للأفراد الذين يعانون من نفور شديد من الخسارة.
وأشار إلى أن بعض الأفراد قد يرفض شراء تأمين ضد مخاطر يعتبرونها غير محتملة، رغم أن العواقب ربما تكون كارثية.
وأوضح أن شركات التأمين تستغل هذا السلوك عبر حملات تسويقية تركز على «الخسائر المحتملة» فى حال عدم شراء التأمين.
وكشف الزهيرى أن اتحاد شركات التأمين المصرية سيكون له دور كبير فى إظهار أهمية دراسة الاقتصاد السلوكى وكيفية تأثيره على تصميم وبيع وتسويق المنتجات التأمينية، لافتا إلى أنه بدأ ذلك عبر إصدار نشرة تعريفية عن هذا الاتجاه الجديد فى الصناعة.
وأوضح أن الاتحاد أوصى شركاته الأعضاء فى تلك النشرة بتنفيذ حملات توعية تستند إلى مبادئ الاقتصاد السلوكى، مثل استخدام الرسائل المبسطة، والتذكير الرقمى، والنماذج الإرشادية التى تساعد العملاء على فهم أهمية التأمين وتطوير منتجات مرنة تلبى احتياجات الفئات المختلفة من العملاء، مع تقديم خيارات بسيطة وواضحة تسهّل عملية اتخاذ القرار.
وطالب الاتحاد شركاته باستخدام الحوافز من خلال تقديم عروض وخصومات لتشجيع العملاء على شراء التغطيات التأمينية ، بجانب التواصل الفعّال مع الجمهور من خلال تبنّى أساليب تواصل تعتمد على الاقتصاد السلوكى، مثل الرسائل الشخصية وتوفير المعلومات فى الوقت المناسب، لتحفيزهم على اتخاذ قرارات الشراء.
وأشار إلى أهمية تعزيز الشفافية والثقة من خلال العمل على تبسيط الوثائق التأمينية وتوضيح المصطلحات الفنية بها، لتقليل الغموض وتحسين ثقة العملاء فى قطاع التأمين ، فضلاً عن تشجيع إجراء أبحاث ودراسات سلوكية دورية لفهم أنماط سلوك المستهلكين، وتحديث الاستراتيجيات التسويقية بناءً على نتائج هذه الدراسات.
كما أوصى الاتحاد بتعزيز استخدام التكنولوجيا الرقمية مثل تطبيقات الهواتف الذكية والمنصات الرقمية لتسهيل عمليات شراء وتجديد الوثائق التأمينية والتثقيف السلوكى للعملاء ، من خلال إعداد برامج تثقيفية تركز على كيفية اتخاذ قرارات مالية سليمة.
