استضاف CEO LEVEL PODCAST، والذى يقدمه حازم شريف، رئيس تحرير جريدة المال، فى حلقته الجديدة شخصية تنتمى لأحد القطاعات المالية غير المصرفية المهمة والخاضعة لإشراف هيئة الرقابة المالية فى مصر، هو التأجير التمويلى.
محمد عفيفي، مؤسس ورئيس مجلس إدارة شركة «ترو فاينانس» للتأجير التمويلي.
استعرض محمد عفيفى مؤسس ورئيس مجلس إدارة شركة «ترو فاينانس» فى الحوار المتاح للجمهور الآن على قناة ALMAL TV بموقع يوتيوب، وجميع منصات البودكاست والتواصل الاجتماعي، مسيرته المهنية والتى بدأت من القطاع المصرفى مرورًا بشركات التمويل والاستثمار.
الحلقة الأحدث من البرنامج ناقشت مع «عفيفي» تطورات قطاع التأجير التمويلى والتخصيم فى السوق المصرية، وأهم الفرص والتحديات التى يواجهها، بالإضافة إلى رؤيته حول اتجاهات أسعار الفائدة، وتأثيرها على بيئة الأعمال والاستثمار فى مصر.
تطرق الحوار إلى إستراتيجيات «ترو فاينانس» فى التوسع والنمو، وأهمية التمويل غير المصرفى فى دعم الشركات والمشروعات المختلفة، ودوره فى توفير حلول مالية مرنة تسهم فى تعزيز النشاط الاقتصادي، فى ظل المتغيرات الحالية، وخطة الشركة للتحول إلى كيان متكامل يتضمن التمويل الاستهلاكى والتأمين وغيرها من الأنشطة بحلول عام 2026.
وإلى نص الحوار المتاح للجمهور:
● حازم شريف: ضيفى اليوم ينتمى إلى قطاع حديث العهد نسبيًا فى السوق المصرية، وهو قطاع الخدمات المالية أو التمويلية كما يفضل البعض تسميته، هذا القطاع بدأ يكتسب زخما منذ حوالى 20 عامًا فقط.
فى هذه الحلقة، سنتعرف على تفاصيل هذا القطاع، وطبيعة نشاطه، والتطورات التى شهدها، كما سنلقى الضوء على المسيرة المهنية لضيفي، الذى شق طريقه فى هذا المجال.
يسعدنى أن أرحب بالأستاذ محمد عفيفي، مؤسس ورئيس شركة «ترو فاينانس» للتأجير التمويلي، أهلًا وسهلًا بك، أستاذ محمد.
محمد عفيفي: أهلًا بك، أستاذ حازم، وأشكرك على هذه الدعوة الكريمة، وأنا سعيد جدًا بالمشاركة فى هذا الحوار.
● حازم شريف: لنبدأ.. من هو محمد عفيفي؟ أخبرنا عن دراستك وبداياتك المهنية.
محمد عفيفي: أنا خريج كلية التجارة، جامعة عين شمس، تخصص محاسبة، دفعة 1999، فى البداية، كنت أطمح للالتحاق بالكلية الجوية، خاصة أن والدى - رحمه الله - اللواء أركان حرب مصطفى عفيفي، كان مساعد وزير الدفاع لشؤون الدفاع الجوي، قدمت بالفعل، لكن لم أتمكن من اجتياز الاختبارات الطبية بسبب مشكلة فى الجيوب الأنفية، مما أثر على قدرتى فى تحمل ضغط الطيران لفترات طويلة.
لذلك، التحقت بكلية التجارة واخترت تخصص المحاسبة، خلال دراستي، كنت مهتمًا جدًا بمواد الاقتصاد، البنوك، والتأمين، وكنت أحقق فيها نتائج متميزة، هذا الشغف بالقطاع المالى كان دافعًا أساسيًا لى للعمل فى المجال المصرفى بعد التخرج.
● حازم شريف: إذن، تخرجت فى عام 1999، ماذا كان أول طريقك فى الحياة المهنية؟ وهل بدأت العمل فى التأجير التمويلى مباشرة بعد التخرج؟
محمد عفيفي: لا، لم أبدأ مباشرة فى هذا المجال، فى البداية، عملت فى بنك مصر - إيران، الذى أصبح لاحقًا «بنك ميد»، لكن قبل ذلك، كانت لى تجربة مختلفة تمامًا، كانت بدايتى المهنية مختلفة عن القطاع المالى تمامًا، عملت فى مجال التحكم فى التكاليف (Cost Control) فى قطاع الضيافة، وكان ذلك فى فندق «سونيستا القاهرة» بمدينة نصر، كنت أراجع جميع الشيكات والإيصالات الخاصة بالمطاعم والخدمات داخل الفندق، وكان هذا أول احتكاك عملى حقيقى لي، أدركت حينها الفرق الكبير بين الدراسة والتطبيق العملي، وأهمية التعرض لمواقف مهنية حقيقية مبكرًا.
● حازم شريف: هل كان هذا أثناء دراستك الجامعية؟
محمد عفيفي: نعم، وتنقلت بين مهام مختلفة مثل مراجعة الشيكات وإدارة الاستقبال، كانت تجربة مفيدة عززت إحساسى بالمسؤولية.
● حازم شريف: عملت فى فندق سونيستا كمتدرب ثم «بارت تايم» إلى أين انتقلت بعد ذلك؟
محمد عفيفي: بعد تخرجي، التحقت ببنك مصر – إيران (حاليًا بنك ميد) بعد اجتياز اختبارات الكفاءة والتقييم، تم تعيينى فى إدارة متابعة الائتمان، وكانت تقع فى برج النيل، شارع مراد، وهو موقع رائع يطل على النيل، البيئة هناك كانت غنية بالخبرات، وثقافة العمل كانت مميزة جدًا.
فى وظيفتي، كنت مسؤولًا عن تحليل الوضع المالى للعملاء، حيث كنت أراجع أصولهم، أتحقق من ملكيتها بالتنسيق مع الإدارة القانونية، وألتقى بالعملاء لمناقشة وضعهم المالي، وخلال عملي، اكتشفت أن هناك العديد من الأشخاص فى هذا التوقيت يحاولون الاحتيال على البنوك، سواء من خلال تقديم أوراق مالية مضللة أو إخفاء نواياهم الحقيقية.
● حازم شريف: كيف كنت تكتشف العملاء غير الموثوقين؟
محمد عفيفي: فى البداية، لم أكن أمتلك الخبرة الكافية للحكم على العملاء، ولكن مع مرور الوقت طورت حسًا مهنيًا لمعرفة من هو العميل الجاد ومن يسعى للحصول على تمويل دون نية السداد.
ورغم أننى درست التحليل الائتمانى والمخاطر المصرفية، إلا أننى تعلمت أن الورق لا يعكس دائمًا الحقيقة، الملف قد يبدو مثاليًا من الناحية الرسمية، لكن عندما تجلس مع العميل، وتتعرف على طريقته فى الحديث، أسلوبه، وكيف يوجه النقاش، قد تكتشف وجود شيء مريب، فى بعض الحالات، كنت أشعر أن هناك تفاصيل غير منطقية، وكنت أبحث وراءها حتى أصل إلى الحقيقة.
● حازم شريف: هل أخطأت فى تقييم أحد العملاء؟
محمد عفيفي: بفضل حدسى المهنى والتحليل الرقمي، تمكنت من تمييز العملاء المتعثرين وساهمت فى تطوير أنظمة التقييم فى بنك إيران.
فى بداياتي، كان دورى تسويقيًا، وفى إحدى الحالات جلبت شركة بدت مؤهلة للحصول على تمويل. قبل اجتماع لجنة الائتمان، زرت العميل وطلبت شيك ضمان، فرفض بحجة أن رأس المال فى شركة أخرى كبرى منفصلة، ما أثار شكوكي.
فى الاجتماع، أبديت تحفظى رغم عدم وجود دليل واضح، فقررت اللجنة إعادة دراسة الملف.
● حازم شريف: هل علمت ماذا حدث مع هذا الرجل لاحقًا؟
محمد عفيفي: ما عرفته أنه نجح واستمر، القرار الذى تم اتخاذه فى ذلك الوقت قد يحدث لأى شخص، لكنك كنت تشعر بالأمان لأنك أدركت أن عوامل نجاح العملية لم تكن مضمونة بالكامل، نعم، هو نجح وتجاوز العقبات، ولكن كان من الممكن أن يخسر أيضًا.
● حازم شريف: أنت عملت فى ميد بنك؟ وبعد ذلك هل انتقلت مباشرة إلى «كوربليس”؟ أم أن كان هناك محطة أخرى؟
محمد عفيفي: لا، فى الواقع، بقيت لفترة فى مصر- إيران كنت أتقاضى 600 جنيه شهريًا، وبصراحة، لم تكن كافية على الإطلاق.
● حازم شريف: فى أى سنة كان ذلك؟
محمد عفيفي: فى 1999، لم يكن الراتب كافيًا، ولم أجد نفسى فى مجال عملى بالبنك، خاصة مع احتمالية نقلى إلى العاشر من رمضان، وهو ما لم يكن مناسبًا لي.
تحدثت مع والدي، رحمه الله، وبدأنا البحث عن فرصة أفضل، فتواصل مع صديقه حسين أباظة، الذى وفر لى فرصة فى «CDC أباظة أوتوموتيف»، وكيل «بيجو» آنذاك.
رغم أنى دخلت بدعم من معارف والدي، كنت مصممًا على إثبات نفسى بجهدي، حتى بدأ اسمى يظهر فى الصفقات، ما أحببته فى العمل هو التعامل مع قطاع الشركات، حيث كان أكثر تأثيرًا، وبدأت أروج لمفاهيم جديدة مثل التمويل غير المصرفي، الذى كان حديثًا فى السوق المصرية.
● حازم شريف: فى أى عام كان هذا؟
محمد عفيفي: كان ذلك فى الفترة ما بين عامى 2000 و2002، عندما انتقلت للعمل مع وجيه أباظة، وكانت تجربة تعليمية عظيمة، كنت مسؤولًا عن استقطاب العملاء، سواء كانوا شركات مثل بتروتريد أو إيجاس، حيث كنت أتواصل مع الإدارات المعنية، مثل إدارة المشتريات أو الإدارة المالية، وأقنعهم بجدوى التمويلات التى نقدمها.
الحقيقة أننى كنت أجنى أرباحًا جيدة للشركة، وبجانب ذلك كنت مهتمًا بمجال التأمين، حيث كنا نقدم خدمات تأمينية عالية الجودة، وحققنا نجاحًا كبيرًا فى هذا القطاع أيضًا.
فى تلك الفترة، جاءتنى فرصة للعمل فى شركة كوربليس، وبدأت فى التفكير جديًا فى العرض، ما كان غريبًا أن الباقة المالية التى عُرضت عليّ كانت أقل مما كنت أتقاضاه مع وجيه أباظة.
● حازم شريف: بدأت فى «كوربليس»، منتقلاً من قطاع السيارات إلى مجال التأجير التمويلى إلى أى منصب انتقلت من هناك؟
محمد عفيفي: فى عملى الجديد، كنت مسؤولًا عن عمليات التمويل، سواء من خلال البنوك أو عبر الكيانات غير المصرفية، ونجحت فى تطوير هذا النشاط بشكل كبير، حيث استقطبنا العديد من العملاء واستطعنا بناء قاعدة قوية من الشركات التى تحتاج إلى حلول تمويلية مبتكرة.
قبل اتخاذ أى قرار نهائي، قررت أن أستكشف الأمر بنفسي، قمت بزيارة المكان، فهمت طبيعة العمل، واطلعت على التفاصيل، وكان الانطباع العام إيجابيًا للغاية، وجدت أن القطاع يتمتع بإمكانات واعدة، وبدأت رحلتى به من خلال إدارة متخصصة فى تمويل السيارات.
كانت هذه هى بدايتى الحقيقية فى عالم التمويل، حيث كنت أعمل على توفير احتياجات الشركات، ومع مرور الوقت، تطورت رؤيتى وأدركت أهمية التأجير التمويلي، خاصة مع دخولنا إلى هذا القطاع الذى يُعتبر ركيزة أساسية فى بناء المسار المهنى والاستثماري.
● حازم شريف: دعنا نتناول موضوع التأجير التمويلي، الذى سيكون مسارك المستقبلي، ما هو التأجير التمويلي؟ ومتى نلجأ إليه ومتى نتجنبه؟
محمد عفيفي: التأجير التمويلى هو أداة تمويلية تتيح للشركات الاستفادة من الأصول دون امتلاكها بالكامل، وتوفر إمكانية استخدامها مقابل دفعات دورية، مما يحافظ على سيولة الشركات.
يجدر اللجوء إليه عندما يكون من الضرورى استخدام الأصول دون التأثير على السيولة المالية، وتجنبه إذا كانت ملكية الأصل مطلوبة بشكل دائم أو إذا كانت تكاليف الدفعات أعلى من الفوائد المتحققة.
● حازم شريف: إذا كنتُ أمتلك شركة وأرغب فى شراء ماكينة حديثة، أمامى عدة خيارات تمويل: استخدام رأس المال، أو الحصول على قرض بنكي، أو إصدار سندات، أو التأجير التمويلي، ولماذا أفضل الأخير على القرض البنكي؟
محمد عفيفي: الفرق الجوهرى هو تسجيل الأصل كأصل مؤجر وليس كملكية مباشرة، مما يحسّن المؤشرات المالية للشركة.
● حازم شريف: هل هناك مزايا أخرى؟
محمد عفيفي: نعم، فإجراءات التأجير التمويلى أبسط وأقل تعقيدًا من القروض البنكية التى تتطلب ضمانات ورهونات. كما أنه يوفر هيكلة سداد مرنة تتمشى مع التدفقات النقدية للمشروع، بعكس البنوك التى تفرض جداول سداد صارمة.
● حازم شريف: معنى ذلك أن التأجيرالتمويلى أفضل لأنه يقوم بتحسين المؤشرات المالية بإخراج الأصل من قائمة الأصول المملوكة، إلى جانب تقليل التعقيدات الإجرائية مقارنة بالاقتراض البنكي، وأيضا توفير مرونة فى خطط السداد وفقًا لطبيعة المشروع، وكذلك تجنب المخاطر المرتبطة بتنفيذ الضمانات البنكية، ما هى المزايا الأخرى؟
محمد عفيفي: التأجير التمويلى يُحسن السيولة المالية، خاصة فى المشاريع الاستثمارية التى تتطلب رأس مال كبيرًا. فهو يمنحك تمويلًا طويل الأجل بأقساط متساوية، مما يساعد على تخفيف الضغط المالى وضمان تدفقات نقدية مستقرة. كما يتيح لك مرونة فى إدارة رأس المال العامل، حيث يمكنك توجيه السيولة نحو العمليات التشغيلية بدلًا من تجميدها فى شراء الأصول، مما يعزز كفاءة التشغيل ويتيح فرصًا أكبر للتوسع والاستثمار.
● حازم شريف: متى يكون التأجير التمويلى خيارًا غير مناسب؟
محمد عفيفي: يجب تجنبه فى بعض الحالات، مثل فترات ارتفاع تكاليف الاقتراض، حيث يمكن أن تصبح تكلفة التأجير التمويلى على المدى الطويل أعلى من القروض المصرفية القصيرة الأجل. كذلك، إذا كانت الشركة تعانى من أزمة سيولة حادة تجعلها بالكاد قادرة على تغطية التزاماتها المالية، فقد يكون الالتزام بتمويل إضافى خطرًا، خاصة إذا لم يكن العائد المتوقع على الاستثمار يغطى تكاليف التمويل.
فى مثل هذه الحالات، قد تجد الشركات نفسها فى حلقة مفرغة، حيث تستهلك الإيرادات بالكامل فى سداد الديون دون تحقيق أى نمو أو توسع حقيقي، لذا، قبل اتخاذ قرار التمويل، من الضرورى تقييم الوضع بعناية والتأكد من القدرة على تحقيق عوائد تفوق تكاليف التمويل.
● حازم شريف: من حيث التكلفة والفوائد، إذا كنت بحاجة إلى تمويل لشراء مصنع، أو معدات داخل المصنع، أو حتى تمويل شراء الأرض، فالسؤال هنا هو: متى تختار القرض؟ ومتى تختار التأجير التمويلي؟
محمد عفيفي: الحقيقة أن كلاهما يوفر الهدف نفسه، لكن الفرق يكمن فى الإجراءات وتكلفة التمويل، فى الماضي، كان القرض المصرفى أرخص من التأجير التمويلي، أما اليوم فالتكلفة أصبحت متقاربة جدًا بين الخيارين، ولم يعد هناك فرق سعرى واضح بينهما.
قرار التمويل لا يعتمد فقط على سعر الفائدة، بل على عوامل أخرى مثل مرونة السداد، وسرعة تنفيذ التمويل، والدعم الذى يقدمه البنك أو شركة التأجير التمويلى للعميل، فى بعض الأحيان، قد يكون البنك أغلى من كيان تمويلى آخر، لكن العميل يختاره لأنه يشعر بأمان أكثر فى التعامل معه أو لأنه يوفر له تسهيلات معينة تتناسب مع احتياجاته.
● حازم شريف: بالنسبة لتجربتك المهنية، عملت فى شركة «كوربليس»، وهى شركة تأجير تمويلى كانت مملوكة بنسبة كبيرة لبنك CIB، ثم انتقلت ملكيتها لاحقًا إلى بنك مصر، قضيت فى «كوربليس» حوالى خمس سنوات، من عام 2005 حتى 2010، إلى أين ذهبت بعد ذلك؟
محمد عفيفي: كنت أبحث دائمًا عن فرص جديدة، وقادنى التأجير التمويلى لاكتشاف قطاعات كبرى، أدركت معها أن حجم التمويلات المطلوبة كان أكبر بكثير مما كنت أتصور.
وعلى سبيل المثال، عندما عرضت فكرة التأجير التمويلى للحفارات على أسامة الإبياري، رئيس شركة الحفر المصرية، أبدى اهتمامه، لكن حجم التمويل المطلوب كان 150 مليون يورو، وهو ما يفوق إمكانيات شركتى آنذاك، رغم ذلك، فتحت هذه التجربة عينيّ على إمكانيات التأجير التمويلى فى الصفقات الكبرى.
فى كوربليس، تمت ترقيتى بعد نجاحى فى التعامل مع عملاء كبار، وبدأت أركز على بناء علاقات قوية بدلًا من انتظار العملاء.
واجهت تحديًا مع شركات مثل أوراسكوم تليكوم، التى لم تكن تعتمد على التمويل الخارجي، لكننى أقنعتهم بأهمية المرونة المالية حتى للشركات القوية.
كما واجهت تحدى الصورة الذهنية للتأجير التمويلي، حيث كانت بعض الشركات تخشى أن يُنظر إليها على أنها تبيع أصولها.
اقترحت على «أوراسكوم» حلولًا مثل تمويل بناء مبنى إدارى فى القرية الذكية بدلًا من دفع التكلفة مباشرة، مما جعل الأصول غير المستغلة تحقق عوائد إضافية دون التأثير على السيولة.
التأجير التمويلى ليس مجرد بديل للقروض، بل أداة مالية إستراتيجية تمنح الشركات توسعًا ماليًا دون الضغط على مواردها.
● حازم شريف: كم كان حجم صفقة أوراسكوم؟
محمد عفيفي: الصفقة كانت بقيمة 307 ملايين جنيه، وهو مبلغ كبير فى قطاع التأجير التمويلى آنذاك. عندما تخرج على النطاق التقليدي، تبدأ الأمور فى اتخاذ مسارات مختلفة.
فى إحدى الحالات، واجهت «موبينيل» منافسة شرسة من شركات اتصالات أخرى تقدم حوافز لموظفيها، فلجأت إلينا لتمويل 200 سيارة لموظفيها، رغم أن ذلك لم يكن مخططًا مسبقًا.
لاحقًا، ظهرت فرصة فى مشروع أبراج نايل تاور، مع «أوراسكوم» أيضاً حيث كان سعر المتر 6000 دولار، مع رفض بيع بعض الأبراج، استطعنا استغلال ذلك لتمويل المشروع بآلية التأجير التمويلي، مما فتح لنا مجالات جديدة فى السوق.
● حازم شريف: هل كان يباع المتر بسعر 6000 دولار، أم أنه لم يكن يباع أصلًا؟
محمد عفيفي: فى الحقيقة، كان هناك أمير قطرى قدّم عرضًا لشراء العقار بسعر 6000 دولار للمتر.
● حازم شريف: كم مدة التمويل؟
محمد عفيفي: كانت مدة التمويل تمتد إلى سبع سنوات، بعدما وجدت الأمور تسير بشكل جيد، بدأت فى توسيع نطاق العمل والتركيز على إدخال عملاء جدد، ممن لديهم إمكانيات للنمو والتوسع، كنت أبحث عن الشركات التى تمتلك فرصًا كبيرة ولكنها تحتاج إلى تمويل لدعم عملياتها.
● حازم شريف: تركت عملك فى شركة «كوربليس» عام 2010، لماذا تركتها؟
محمد عفيفي: اتخذت قرارًا إستراتيجيًا بترك منصبى رغم نجاحى الكبير، بحثًا عن دور قيادى أكبر، انتقلت إلى القطاع المصرفي، واستفدت من خبرتى فى التأجير التمويلى ودورة الائتمان بالجامعة الأمريكية.
انضممت لبنك «عوده» كرئيس ولكن بعد أسبوع من بدء عملي، اندلعت أحداث يناير 2011، فتوقفت الأنشطة الجديدة.
رغم الركود، لم أتوقف، تواصلت مع العملاء والشخصيات المؤثرة، وحافظت على وجودى فى السوق، لأننى كنت مؤمنًا بأن التحرك المستمر هو مفتاح النجاح، حتى فى أصعب الظروف.
عندما بدأت مسيرتى فى بنك عوده منتقلاً من التأجير التمويلى إلى التمويل المصرفى، ركزت على حلول تضمن قوة البنك بعيدًا عن الرهن التقليدي. أدركت أن الأزمات تخلق فرصًا، فعملت على استقطاب عملاء جدد ودخول قطاعات غير مستكشفة.
توسعت فى إدارة صناديق العاملين بالشركات الكبرى، مستثمرًا السيولة المتاحة بطرق مبتكرة، ومع إنشاء إدارة جديدة، قدمت حلولًا مثل وكيل الضمان، وطورت إدارة الشركات المتوسطة، لتصل إلى إجمالى عمليات 400 مليون جنيه فى عام واحد، وهى رقم كبير وقتها.
● حازم شريف: ما المدة التى ظللت تعمل فيها لدى بنك عوده، حتى ننتقل إلى الحديث عن «ترو فاينانس”؟
محمد عفيفي: استمر عملى فى البنك لمدة عشر سنوات، من 2010 إلى 2020، حيث شهدت هذه الفترة انطلاقتى الحقيقية، لم أمكث طويلًا فى القطاع التجاري، حيث استمرت تجربتى هناك لمدة عام ونصف فقط، قبل أن تحدث نقلة نوعية فى مسيرتى المهنية.
فى أحد الأيام، تلقيت عروضًا مغرية جدًا من عدة بنوك، حيث كانت تحاول استقطابى برواتب ومزايا مالية مرتفعة جدًا، أحد هذه العروض كان مغريًا للغاية.
تزامن هذا العرض مع سفرى إلى مكة، وهناك قمت بصلاة الاستخارة، بعد عودتي، شعرت بعدم ارتياح شديد تجاه العرض، فقررت الاعتذار عنه، بعدها، تواصلت معى إحدى القيادات المصرفية الكبيرة – رحمها الله – وكانت شخصية محترمة جدًا، لها ثقل كبير فى القطاع المصرفى، كانت حريصة على انضمامى إليهم، وقالت لي: «اختر ما تريده، وسننفذه لك».
● حازم شريف: ما اسم هذا البنك؟
محمد عفيفي: بنك أديب «مصرف أبو ظبى الإسلامي» كانت هذه السيدة الفاضلة هى نيفين لطفي، رحمها الله، وكانت تمتلك قدرة كبيرة على الإقناع، ومع مرور الوقت، وجدت نفسى أميل إلى قبول العرض، خاصة أن شعورى تجاهه أصبح إيجابيًا.
لكن قبل أن أكمل الإجراءات، تلقيت اتصالًا مباشرًا من مديري، يسألني: «أين أنت؟ نحن نبحث عنك!»، ثم دعانى فورًا لمقابلته، كنت حينها فى طريقى لإجراء الفحص الطبي، الذى يُعد بمثابة خطوة نهائية للانتقال إلى بنك آخر.
عندما قابلته، قال لى مباشرة: «سمعت أنك قررت الرحيل»، فأجبته: «لا، يا فندم، هذا غير صحيح تمامًا»، لكنه استمر فى الاستفسار، وسألنى إذا كنت غير مرتاح أو لدى أى مشكلات فى العمل، وعندما أخبرته بصراحة أننى لم أعد قادرًا على العمل بكامل طاقتى بسبب بعض القيود، قرر على الفور منحى مساحة أكبر من الصلاحيات.
بعد هذا الاجتماع، تم إجراء تغييرات كبيرة فى البنك، حيث تم إنشاء إدارة جديدة تحت اسم «تطوير قطاع ائتمان الشركات»، كان الهدف من هذه الإدارة هو تطوير نموذج الأعمال داخل البنك، حيث تحولنا من مفهوم «Corporate Banking» إلى «Corporate Business Banking».
من خلال هذه الإدارة، توسعنا فى تقديم الخدمات، وزادت محفظة الائتمان بشكل كبير، كما تم تحسين إدارة القروض، وإجراء توسع إستراتيجي، والعمل على تقديم عروض ائتمانية (Term Sheets) وإتمام العمليات ومتابعة العملاء بشكل أكثر كفاءة.
بفضل هذا التحول، تمكنت الإدارة الجديدة التى كنت مسؤولًا عنها من تحقيق نتائج مذهلة، كنت على تواصل مستمر مع العملاء، حيث تعاملت مع حوالى 116 عميلًا جديدًا فى السنة الواحدة.
وعندما تم تقديم تقرير الأداء إلى رئيس البنك، فوجئ الجميع بأن الإدارة الجديدة كانت مسؤولة عن %80 من إجمالى الائتمان المقدم من البنك، وليس %50 كما كان يُعتقد فى البداية.
كانت هذه النقلة واحدة من أكثر الإنجازات التى أفتخر بها، حيث نجحنا فى تغيير نموذج العمل المصرفى داخل البنك، وتحقيق نمو غير مسبوق فى محفظة الائتمان.
● حازم شريف: متى تركت العمل وقتها فى بنك عوده؟
محمد عفيفي: فى عام 2019 أو 2020، وجدتُ أن المناخ لم يكن مناسبًا، ورغم اكتسابى خبرة مصرفية جيدة، لم أتمكن من الاستفادة منها بشكل كامل، رغم تلقى العديد من العروض المصرفية المغرية سنويًا. مع مرور الوقت، شعرتُ بأننى لم أعد قادرًا على اتخاذ القرارات السليمة، وبدأت ألاحظ أن الأمور مغلقة أمامي، لاحقًا، أدركت أن البنك كان يُجهَّز للبيع دون علمي، مما دفعنى إلى تقديم استقالتي.
عندما استقلت، استدعانى السيد محمد بدير، وكان على رأس إدارة البنك حينها، وكان موقفه محترمًا وداعمًا، لكنه لم يغيّر قراري، بعد مغادرتي، اكتشفت أن إجراءات بيع البنك بدأت، مما أكد لى أن قرارى كان صائبًا، بعد ذلك، انضممتُ إلى شركة «إيجى ليس»، التابعة لبنك التنمية الصناعية، حيث وجدت فريقًا واعيًا ومحترفًا، وعلمتُ مسبقًا بالتحديات التى تنتظرني، خصوصًا مشاكل اختيار العملاء وإدارة المحفظة.
عملتُ على إصلاح الوضع، لكن جائحة كورونا جاءت فجأة، مما جعل العمل أكثر صعوبة، واضطررنا إلى التكيف سريعًا عبر المنصات الرقمية.
رغم التحديات، واصلتُ العمل بجد، واتخذت قرارات جريئة ساهمت فى تحقيق نجاح كبير، حيث كانت الثقة والكفاءة أساس كل خطوة.
● حازم شريف: قُل لنا مثالا على هذا؟
محمد عفيفي: على سبيل المثال، إحدى العمليات التى خضتها كانت فى قطاع البترول، فى عام 2020، كان القطاع يعانى من ركود شديد، وكان سعر برميل النفط متدنيًا للغاية، مما جعل البنوك تتردد فى منح التمويلات لهذا القطاع.
فى البداية، رفضتُ التعامل مع بعض الصفقات التى عُرضت عليّ، لكن بعد إعادة تقييم الأمور، قررتُ منح فرصة لأحد المشاريع، رغم أنه كان يطلب تمويلًا بالدولار، ولكن فى ذلك الوقت لم يكن سعر الدولار كما هو الآن.
وفى أحد الأيام، كنت فى اجتماع بالمعادي، وفجأة وجدت نفسى بالقرب من شخص أعرفه، فدعانى لتناول كوب من الشاى معه، بالنسبة لي، كانت معرفتى بالكثير من الأشخاص ميزة كبيرة، إذ أتاح لى ذلك فرصًا متعددة، جلست معه، وكان يتحدث عن مشروعه وكيف أن القطاع قد يتحسن فى المستقبل، كان رجلًا محترمًا وصادقًا فى حديثه، وكان يمتلك خبرة كبيرة فى مجال النفط، حيث عمل فى «أرامكو السعودية» لأكثر من 25 أو 30 عامًا، وكان خبيرًا فى هذا القطاع.
حينها، اتخذت قرارًا جريئًا بتمويل مشروعه، رغم أن الفكرة كانت تبدو مجنونة للبعض، خاصة فى عام 2020 عندما كان قطاع البترول يعانى من أزمة خانقة، لكننى قررت المخاطرة، والحمد لله، كان القرار صائبًا، وأصبح هؤلاء الأشخاص من أكبر عملائى فيما بعد.
بمرور الوقت، أصبحت العلاقة بيننا أقوى، وشعرت بأن هذه التجربة كانت مختلفة تمامًا عن أى شيء قمت به من قبل، بل وأدركت أننى لن أكررها مرة أخرى، لأنها كانت مغامرة خطيرة لكنها نجحت بفضل الله.
مثال آخر كان هناك شخص تعاملت معه كان محترفًا للغاية، ويمتلك شركة كبيرة تعمل فى مجال التطوير العقاري، كانت لديه رؤية واضحة، وعندما عرض عليّ فكرة مشروعه، قررت الاستماع إليه، خاصة بعد أن نفذنا سابقًا عملية صغيرة بقيمة 40 مليون جنيه، لكن هذه المرة، كان المشروع أكبر بكثير.
● حازم شريف: كم كان حجم الصفقة؟
محمد عفيفي: بقيمة 120 مليون جنيه فى عام 2020 نجح المشروع، وبعد ذلك قمت بزيادة حجم الاستثمار، وتحول هذا العميل إلى واحد من أكبر المطورين العقاريين فى السوق، وأصبح رأس ماله ضخمًا جدًا، الشركة التى كان يديرها تُدعى «تاج مصر العقارية»، وأصبحت من الأسماء البارزة فى القطاع.
● حازم شريف: بعد ذلك، قررت مغادرة «إيجى ليز»، إلى أين ذهبت؟
محمد عفيفي: رغم أنها كانت شركة محترمة جدًا ويعمل بها أشخاص رائعون. وجاءت فكرة تأسيس شركة جديدة من خلال دردشة بسيطة، تمامًا كما نتحدث الآن، كانت الفكرة فى البداية مجرد اقتراح، ثم تحولت إلى مشروع حقيقي، وقررنا تأسيس شركة جديدة فى يناير 2022 تحت اسم «تاج القابضة للاستثمارات المالية»، كان الهدف من هذه الشركة هو تنفيذ عمليات الاستحواذ أو الحصول على تراخيص جديدة، وكنا نفكر فى عدة خيارات: إما البدء من الصفر، وإما شراء شركة قائمة، أو الاستحواذ على شركات موجودة بالفعل، وبالفعل، وجدنا أن بنك «الإمارات دبى الوطني» كان يبيع إحدى شركاته، وهكذا بدأت رحلتنا الجديدة فى عالم الاستثمارات المالية.
● حازم شريف: حسنًا، لقد أنشأت الشركة القابضة الخاصة بـ«تاج»، فهل كنت تمتلك فيها حصة؟
محمد عفيفي: «تاج» لا أملك أى حصة فيها، ولكن «تاج» تمتلك %90 من شركة «ترو فاينانس» وأنا أمتلك %10 فى تأسيس الشركة القابضة، كان الهدف الأساسى منه هو البحث عن الشركات المناسبة للاستحواذ عليها، وعليه، بدأنا تنفيذ خطتنا، وظهرت أمامنا الفرصة المناسبة، فدخلنا فى عملية الاستحواذ، ونجحنا فى ذلك.
● حازم شريف: هل تذكر كم بلغ سعر الاستحواذ حينها؟
محمد عفيفي: رأس المال كان يقارب 118 مليون جنيه، وتقريباً حصلنا عليها بقيمة تتجاوز ذلك بنسبة ضئيلة.
● حازم شريف: أى أنكم دفعتم حوالى 120 إلى 125 مليون جنيه واستحوذتم على الشركة، صحيح؟
محمد عفيفي: نعم، ودخلت الشركة ضمن مجموعتنا.
● حازم شريف: لماذا كان السعر منخفضًا؟
محمد عفيفي: الحقيقة أن الشركة لم تكن تمتلك محفظة مالية قوية، بل كانت شبه فارغة، وكان علينا إعادة هيكلتها بالكامل، وبما أننى كنت على دراية جيدة بالعملاء وسجلاتهم، فقد قمت بمراجعة الأسماء واستبعاد بعض العملاء غير المناسبين للبنك، ونقلنا الحسابات المتبقية إلى محفظة الشركة.
● حازم شريف: متى قدمت استقالتك من «إيجى ريس»؟
محمد عفيفي: قدّمت استقالتى فى عام 2021، وبعد ذلك بدأنا إجراءات الاستحواذ الفعلى على الشركة.
● حازم شريف: ومتى تم الاستحواذ بشكل رسمي؟
محمد عفيفي: بدأنا العمل الفعلى فى أكتوبر أو نوفمبر، بينما تم تقديم استقالتى فى شهر سبتمبر، وخلال هذه الفترة، كنت أقوم بإدارة عملية نقل الأصول إلى أن بدأت الإجراءات الرسمية فى يناير 2022، أقمنا الاحتفالية الرسمية لتغيير الاسم فى شهر مارس، ومنذ ذلك الوقت، بدأت الشركة بالعمل تحت اسمها الجديد «ترو فاينانس».
● حازم شريف: إذن، بدأتم العمل من الصفر فى عام 2022، وقمتم بتغيير الاسم، أليس كذلك؟
محمد عفيفي: نعم، هذا صحيح، وقمنا بتغيير الاسم إلى «ترو فاينانس ليسينج آند فاكتوري».
● حازم شريف: وهل قمتم بزيادة رأس المال؟
محمد عفيفي: نعم، قمنا بزيادة رأس المال ليصل إلى حوالى 200 مليون جنيه، بعدما كان 118 مليونا.
● حازم شريف: كيف تطورت المحفظة المالية وأعمال الشركة بعد عملية الاستحواذ ودخول التخصيم؟
محمد عفيفي: البداية كانت صعبة للغاية، إذ إن إعادة تشغيل الشركة تحتاج إلى وقت وجهد كبيرين، ولكننا استطعنا تجاوز العقبات والانطلاق نحو تحقيق الأهداف المخططة.
الشركة تمر بمرحلة تحول كبيرة، خاصة بعد أن كانت تابعة لبنك الإمارات – دبي، فى الوقت الحالي، هى بحاجة إلى دعم من القطاع المصرفى لتتمكن من التوسع والنمو بشكل مستدام، بفضل الله، تمكنا من تحقيق تقدم ملحوظ، والآن نحن نتعامل مع تسعة بنوك، بإجمالى تسهيلات تصل إلى مليار جنيه، ما ساعدنا فى تحسين قدراتنا المالية بشكل كبير.
أما فيما يخص الإغلاق المالى لبعض الملفات، فنحن نسعى إلى اتخاذ القرارات المناسبة فى الوقت المناسب، لأن النجاح يتطلب رؤية واضحة وخططًا مدروسة، رغم التحديات التى واجهناها، فإننا نؤمن أن التوفيق من عند الله، ونواصل السعى لتخطى العقبات.
فى البداية، واجهنا بعض التحديات عند محاولة تقييم الأسواق والفرص الاستثمارية، خاصة فى ظل تغير أسعار الصرف، كنا بحاجة إلى اتخاذ قرارات سريعة ولكن مدروسة، لضمان تحقيق أفضل النتائج. بعد الاستحواذ الناجح فى 2022، شهدت أعمالنا استقرارًا ونموًا واضحًا، مما عزز من مكانتنا فى القطاع المصرفى.
اليوم، نحن فى وضع قوي، حيث نتمتع بمحفظة عملاء ذات تصنيفات ائتمانية جيدة، مما يمنحنا الثقة لمواصلة التوسع. نركز دائمًا على استهداف أفضل الفرص، وضمان تنفيذ عملياتنا بكفاءة ونجاح، لتحقيق أهدافنا على المدى الطويل.
التحديات زادت مع ارتفاع أسعار الفائدة، مما جعل الأمور أكثر تعقيدًا، ومع ذلك، تعودنا على التعامل مع هذه التغيرات، وأصبحنا أكثر قدرة على التكيف معها، المشكلة الأساسية التى نواجهها الآن هى صعوبة استقطاب عملاء جدد بسبب الظروف الاقتصادية، رغم أن بعض العملاء لديهم الاستعداد للتعاون، إلا أن الشروط المطروحة قد لا تكون مناسبة لنا، مما يضطرنا فى كثير من الأحيان إلى رفض بعض الفرص، ليس لوجود مشكلة مباشرة، ولكن لأن الظروف غير مواتية بالشكل الذى يضمن لنا استقرار العمليات وتحقيق الأهداف المرجوة.
● حازم شريف:هل تتوقع انخفاض أسعار الفائدة خلال الفترة القادمة؟
محمد عفيفي: أتوقع أن تشهد أسعار الفائدة انخفاضًا خلال الفترة القادمة، ومن المحتمل أن تصل نسبة الانخفاض إلى حوالى %3 على الأقل.
● حازم شريف: هل تعتقد أن الانخفاض لن يكون أكثر من ذلك؟
محمد عفيفي: الأمر يعتمد على الوضع التضخمى الحالي، والذى له تبعات عديدة يجب أخذها فى الاعتبار.
● حازم شريف: بالنسبة للوضع الحالي، هل يمكنك توضيح حجم محفظة شركتكم وأرباحها إن وجدت؟
محمد عفيفي: حجم محفظتنا الآن يبلغ حوالى مليار جنيه، ولقد كان بإمكاننا الوصول إلى أرقام أكبر، إلا أن تركيزنا كان منصبًا على بناء محفظة نظيفة تحتوى على عمليات استثمارية محترمة، تضمن لنا تحقيق نتائج إيجابية دون أى مشكلات.
● حازم شريف: ما نسبة الديون المتعثرة حاليًا؟
محمد عفيفي: الحمد لله، لا توجد حالات تعثر تذكر.
● حازم شريف: وماذا عن الأرباح خلال عام 2024؟
محمد عفيفي: لقد حققنا أرباحًا تقدر بخمسة أضعاف مقارنة بالفترة التى استحوذنا فيها على الشركة، كما أن محفظتنا الاستثمارية زادت سبعة أضعاف منذ الاستحواذ، بينما نمت الإيرادات بمعدل تسعة أضعاف.
● حازم شريف: هل يمكنك توضيح الإيرادات الحالية؟
محمد عفيفي: الإيرادات وصلت إلى 280 مليون جنيه حاليًا.
● حازم شريف: ما توجهكم المستقبلى للشركة؟ هل تخططون للتوسع فى السوق المحلية أم تسعون لدخول أسواق أخرى فى ظل التذبذبات التى شهدتها السوق خلال الفترة الماضية؟
محمد عفيفي: المرحلة القادمة ستشهد توسعًا فى أنشطة الشركة، حيث قمنا بإضافة نشاط التخصيم، وهو ما سيضاعف الأرباح مستقبلًا، وسيتم تفعيله رسميًا بدايةً من الأول من رمضان، ونتوقع أن يسهم بشكل كبير فى نمو الشركة وتحقيق أهدافها.
● حازم شريف: هل هناك نية لزيادة رأس المال مجددًا ليصل إلى أكثر من 200 مليون جنيه؟ أم أنكم قمتم برفعه مؤخرًا؟
محمد عفيفي: نعم، لقد قمنا برفع رأس المال مؤخرًا، ولكن الزيادة القادمة ستكون مصحوبة بإضافات مالية أخرى، والهدف الأساسى من إنشاء هذا الكيان هو أن يصبح كيانًا ماليًا متكاملًا، خلال عام 2026، هناك توجه واضح لتعزيز الموارد المالية للشركة، بحيث يتم التوسع بشكل تدريجى ومدروس.
● حازم شريف: بدأتم فى نشاط التأجير التمويلى، ثم توسعتم فى نشاط جديد هو التخصيم سيبدأ تفعيله خلال عام 2025. ماذا عن التمويل الاستهلاكي، وهل سيتم التعامل معه فى حالة الرغبة فى اقتحامه من خلال الشركة نفسها، أم أنكم ستقومون بتأسيس كيان جديد لهذا النشاط؟ وما هو الأفضل من وجهة نظرك: إضافة التراخيص الجديدة للشركة نفسها أم إنشاء شركات منفصلة؟
محمد عفيفي: وفقًا للقانون الخاص بالتأجير التمويلي، فإنه يمكن إضافة نشاط التخصيم إلى الشركة نفسها دون الحاجة إلى إنشاء كيان مستقل، والتعديلات الأخيرة على القانون أكدت ذلك، حيث أصبح بالإمكان دمج الأنشطة المالية المتنوعة تحت مظلة شركة واحدة، وهو ما نراه أكثر فاعلية من الناحية التشغيلية والمالية.
ولاحظ أن القطاع المصرفى قد شهد تطورات كبيرة مؤخرًا، وقد تمكّنا من إبرام اتفاقيات ضخمة مع البنوك، مما ساعد فى تحقيق نمو كبير فى حجم العمليات المالية لدينا، كما أن التعاون الوثيق مع القطاع المصرفى كان له دور أساسى فى توسيع نطاق أعمالنا وتقليل المخاطر
ونحن بصدد تأسيس شركة استشارات مالية فى دبي، وهدفها تقديم خدمات مالية متخصصة، وقد قمنا بمخاطبة الجهات الرقابية للحصول على الموافقات اللازمة قبل إطلاقها رسميًا.
عندما قررنا إنشاء شركة استشارات مالية فى دبي، كان علينا التعامل مع هيئة الرقابة المالية فى مصر.
● حازم شريف: قد يتساءل البعض عن العلاقة بين الهيئة فى مصر وإنشاء شركة فى دبي؟
محمد عفيفي: الحقيقة أن دور الهيئة لا يقتصر فقط على الرقابة، بل يشمل أيضًا الدعم والمساندة، فبجانب الامتثال للحوكمة، نحتاج إلى إخطارهم بطبيعة أنشطتنا لضمان الشفافية وتجنب أى تعارض قانوني، نظرًا لاختلاف القوانين بين مصر والإمارات، كان علينا التأكد من أننا نتبع الإطار القانونى الصحيح هناك، وبعد استيفاء الإجراءات والموافقات اللازمة، قمنا بتأسيس الشركة، والآن نحن على وشك بدء العمليات الفعلية.
● حازم شريف: ما طبيعة عمل الشركة؟
محمد عفيفي: نحن نركز على تمويل المشروعات الكبرى من خلال ربط المستثمرين بالفرص المناسبة، ونعمل على توفير حلول مالية للشركات، سواء من خلال تمويل مباشر أو عبر تسهيلات مصرفية.
السوق الإماراتية مليئة بفرص استثمارية واعدة، لكن النظام المالى هناك يختلف عن مصر، حيث تعتمد العمليات التمويلية بشكل أكبر على المصارف المحلية، البنوك هناك تقدم حلولًا تمويلية قوية، وقد تعاملت مع العديد منها بالفعل.
خلال عملي، قابلت العديد من العملاء الذين استفادوا تاريخياً من خدماتنا، بل إن بعضهم أنشأ شركات جديدة فى الإمارات، وحصل على أراضٍ من الجهات المختصة، ودخل فى شراكات إستراتيجية. فى مثل هذه الحالات، يمكننى تقديم الدعم المالى لهم من خلال القطاع المصرفى فى دبي، مما يمنحهم قوة مالية إضافية تعزز موقفهم الاستثماري.
● حازم شريف: هل هناك فكرة لإنشاء شركة تأمين، أم لم يتم حسمها بعد؟
محمد عفيفي: فيما يخص التأمين، تحدثت مع المساهمين حول هذا الموضوع، وكنت أرغب فى إدراجه ضمن الأنشطة، ولكن الهيئة الرقابية تمر بحالة من الهدوء النسبى فى هذا القطاع مؤخراً، مما أدى إلى تأجيل بعض الإجراءات.
قطاع التأمين يختلف عن التأجير التمويلى والتخصيم، حيث يعتمد على تقديم تغطية للعملاء بدلًا من منح التسهيلات المالية.
بمعنى آخر، لن يتم إدراج التأمين كنشاط مستقل ضمن أعمالك، ولكن سيتم تقديمه من خلال شراكة مع شركة متخصصة تقدم هذه الخدمة للعملاء من خلال أى تحالف، سيكون التأمين جزءًا من منظومة العمل لديك، حيث يتم تضمينه ضمن الخدمات المالية المقدمة، خاصة وذلك المرتبط بالائتمان.
● حازم شريف: حسنًا، إذن أنتم بصدد التحالف مع إحدى شركات التأمين، ما طبيعة المستندات التى قدمتموها؟
محمد عفيفي: لا، بل قدمنا طلبًا لشركة وساطة تأمين عادية.
● حازم شريف: برأيك، ما الخيار الأكثر واقعية فى ظل هذه الظروف؟ هل ترى أن الاستحواذ على شركة قائمة بالفعل هو الحل الأقرب للتنفيذ؟
محمد عفيفي: ما أفكر فيه هو أنه لضمان نجاح المشروع، من الأفضل أن أقوم ببناء محفظتى التأمينية بنفسي، حتى أتمكن من إدارتها بشكل كامل، صحيح أن هذا المسار قد يكون أكثر تعقيدًا، لكنه يضمن لى سيطرة أكبر على العملاء والإجراءات.
ومع ذلك، يمكننا التفكير فى الحل الذى تقترحه من زاوية أخرى، مثل تسهيل الإجراءات وتبسيط عمليات التشغيل، وهو ما قد يكون مفيدًا فى بعض الجوانب.
على سبيل المثال، يمكن تنفيذ عملية استحواذ مماثلة لما تم فى صفقة الاستحواذ على «شركة الإمارات دبى للتاجير التمويل» وتحويلها إلى «ترو فاينانس»، وهو نموذج ناجح يمكن البناء عليه.
● حازم شريف: أنتم تفكرون فى دخول مجالات مثل التمويل الاستهلاكى أو العقاري، وهو ما يمكن تحقيقه من خلال عمليات استحواذ بدلاً من تأسيس كيانات جديدة من الصفر، هل بدأتم بالفعل فى دراسة هذا التوجه؟
محمد عفيفي: فى الواقع، نعم، لقد بدأنا بالنظر فى عدة فرص، لكن كان هناك بعض العوائق الرقابية نظرًا للعدد الكبير من الطلبات المقدمة للهيئة، ومع ذلك، أنا على قناعة تامة بأن هذا القطاع يتمتع بإمكانات هائلة، وإذا تم العمل عليه بالشكل الصحيح، فسيكون له تأثير إيجابى كبير، خاصة فيما يتعلق بتسهيل المعاملات المالية للعملاء.
● حازم شريف: إذن، هل قمتم بدراسة الشركات المتاحة للاستحواذ فى مجال التمويل الاستهلاكي؟
محمد عفيفي: نعم، بدأت فى البحث عن الفرص المناسبة.
● حازم شريف: وفى حال توفرت فرصة ملائمة، سيتم تنفيذها خلال هذا العام أو العام المقبل، أليس كذلك؟
محمد عفيفي: بالضبط، هذا هو التوجه المخطط له.
● حازم شريف: أرى أن المنافسة فى مجالات الأعمال التى تعملون بها ستشتد قريبًا، خاصة مع دخول منافسين أقوياء يعتمدون بشكل كبير على التكنولوجيا الحديثة والأدوات الرقمية، لقد رأينا سابقًا كيف تمكنت بعض الشركات فى مجالات مثل الوساطة المالية من تحقيق نجاح هائل من خلال تطبيق رقمى فقط، حيث أصبحت فى غضون فترة قصيرة واحدة من الشركات الرائدة فى القطاع، فهل يمكن أن يحدث الأمر ذاته فى المجالات التى تعملون بها؟ هل يمكن أن يظهر منافس جديد يعتمد على التكنولوجيا ويُحدث تحولًا سريعًا فى السوق؟
محمد عفيفي: إذا نظرنا إلى قطاع التمويل المؤسسي، فإن عدد العملاء المحتملين ليس كبيرًا، فبحسب بيانات البنك المركزي، لا يتجاوز عدد العملاء فى هذا القطاع 5000 عميل، والبنوك الكبرى فى مصر، فقد يكون لديها قاعدة عملاء مؤسسية تصل إلى 500 عميل فقط، وهذا يعنى أن معظم المؤسسات المالية تتنافس على نفس الشريحة المحدودة من العملاء، وهو ما يضع تحديات كبيرة أمام فرص التوسع.
لكن فى المقابل، فإن استخدام التكنولوجيا يمكن أن يكون عاملًا حاسمًا فى المنافسة، خاصة عندما يتعلق الأمر بالأفراد، فهناك إمكانية كبيرة لتقديم حلول مالية جديدة تستهدف نطاقًا أوسع من العملاء، وهو ما قد يؤدى إلى تحولات فى القطاع المصرفي.
إذا نظرنا إلى تطور السوق المصرية، نجد أن خدمات الدفع الإلكترونى كانت متاحة منذ فترة طويلة، سواء من خلال بطاقات الائتمان أو أنظمة التقسيط، ومع ذلك، فإن ما يدفع الشركات إلى التوسع فى هذه المجالات هو الفرص القوية التى توفرها التكنولوجيا، والتى تتيح الوصول إلى قاعدة عملاء أوسع بكثير.
فالنجاح لن يعتمد فقط على العملاء الحاليين، بل على القدرة على استقطاب شريحة أكبر من السوق، وتقديم حلول مالية مبتكرة تلبى احتياجات هذه الفئات بشكل أكثر كفاءة.
● حازم شريف: هل هناك نية لطرح الشركة فى البورصة قريبًا؟
محمد عفيفي: فى الفترة الأخيرة، اجتمعنا مع بعض الجهات المهنية المتخصصة، وكان هناك نقاش حول إمكانية طرح الشركة فى البورصة، كما تواصل معنا بنك استثمار، وكان هناك اهتمام واضح، لكن لم نصل إلى قرار نهائى بعد.
أيضًا، تواصل معنا مستثمرون من ألمانيا، وكانوا مهتمين بالدخول كشركاء، لكن لم يتم الاتفاق على الشروط، وكان ذلك منذ فترة، بجانب ذلك، تلقينا عروضًا من صناديق استثمار أجنبية مهتمة بالاستحواذ على حصة من الشركة عبر استثمار مباشر، فى الواقع، كانت لدينا نية مبدئية للموافقة أنا والشركاء، لكن لم تكتمل الصفقة فى النهاية.
● حازم شريف: هل هناك نية لقبول عروض جديدة؟
محمد عفيفي: حتى الآن، لم نتلقَ عروضًا جديدة بشكل رسمي، ولم نقرر فتح الباب لمستثمرين جدد فى الوقت الحالي، أما بالنسبة للطرح فى البورصة، فهو موضوع منفصل تمامًا عن دخول مستثمر إستراتيجى أو عرض خاص.
وبالمناسبة قامت «ترو فاينانس» بتمويل عملية استحواذ أحد العملاء على شركة أجنبية مدرجة فى بورصة لندن تحت اسم «سى دراجون»، تمت العملية بنجاح، وكانت من الصفقات الكبيرة والمهمة، منذ بدايتها، واجهنا بعض التحديات، لكن الحمد لله، تمكنا من تجاوزها وبدأت تؤتى ثمارها.
واجهنا بعض التأجيلات، لكننى قمت بإدارة العملية بالكامل وأتممتها. كما دخل معى بنك لدعم العملية، حيث كان التمويل ضروريًا فى تلك المرحلة.
● حازم شريف: متى قمت بهذه العملية؟
محمد عفيفي: تمت فى عام 2023، لاحقًا، بدأنا فى توسيع نطاق العمليات المشتركة، وشهد عام 2024 ذروة هذه التوسعات، حيث نفذنا استثمارات متعددة أثرت بشكل كبير على المحفظة الاستثمارية، فى الواقع، قمت بإعادة هيكلة المحفظة بالكامل، حيث ركزت على التنويع بين القطاعات المختلفة بدلًا من الاعتماد على استثمارات تقليدية.
● حازم شريف: بخصوص التوسع الخارجي، هل هناك أى خطط أخرى.
محمد عفيفي: نعم، فى المملكة العربية السعودية، لقد أنشأت بالفعل شركة استشارات فى دبي، وتحديدًا فى منطقة جبل علي، كما حاولت التوسع فى السوق السعودية، لكننى وجدت أن الدخول إليه من خلال دبى ليس سهلاً، حيث أن بيئة العمل فى دبى سلسة ومرنة، بينما تتطلب السعودية إجراءات أكثر تعقيدًا، مما يفرض الحاجة إلى وجود فعلى داخل المملكة نفسها، لذلك، إذا وجدت فرصًا تشغيلية جيدة فى السعودية وكانت السوق واعدة، فقد أضطر إلى تأسيس كيان هناك لمواكبة المتطلبات.
● حازم شريف: فى ختام هذا اللقاء، أود أن أشكر ضيفى العزيز الأستاذ محمد عفيفي، رئيس مجلس إدارة شركة ترو فاينانس، على هذا الحديث الثرى والمفيد، كما أشكر كل المشاهدين والمستمعين على متابعتهم، وأتمنى أن يكون النقاش قد أفادكم جميعًا، لا تنسوا دعمنا عبر الإعجاب بالفيديو، ومشاركته، والاشتراك فى القناة، وأيضًا، نود معرفة آرائكم حول الشخصيات التى تحبون رؤيتها فى الحلقات القادمة، إلى اللقاء فى حلقة جديدة قريبًا!
المحفظة تضاعفت 7 مرات منذ الاستحواذ وحققنا قفزة فى الأرباح
توسعنا مع 9 بنوك وحجم التسهيلات بلغ مليار جنيه
لا نعتمد على النمو السريع فقط.. بل نسعى لحجم أعمال نظيف ومستدام
التخصيم سيضاعف أرباحنا وندرس أنشطة جديدة للتوسع
قررنا الاستحواذ بدلًا من تأسيس كيان جديد لضمان سرعة الانطلاق
إستراتيجيتنا تركز على استقطاب العملاء الجادين
رغم تحديات السوق وارتفاع الفائدة.. التمويل غير المصرفى لا يزال مليئًا بالفرص
نعمل على تحويل «ترو فاينانس» إلى مجموعة متكاملة بحلول 2026
نتوقع انخفاض الفائدة %3 على الأقل خلال 2025
التأجير التمويلى يوفر حلولًا مالية مرنة وسيسهم فى دعم الاستثمار بمصر
رفعنا رأس المال إلى 200 مليون جنيه
إستراتيجية «ترو فاينانس» قائمة على التوسع المدروس وليس المخاطرة
نعتمد على حلول مبتكرة لتجاوز تحديات السوق
لا حالات تعثر بمحفظتنا.. ونركز على العملاء أصحاب التصنيف الائتمانى القوي
الشركات بحاجة لنماذج تمويل أكثر مرونة فى ظل ارتفاع الفائدة
