سيطر تطبيق أنظمة الذكاء الاصطناعى بالموانئ البحرية، على فاعليات المؤتمر السنوى للنقل، “مارلوج 14 “ والذى عقد بالإسكندرية الأحد الماضى.
وأكد المشاركون فى المؤتمر أن تطبيق الأنظمة التكنولوجية الذكية أصبح واقعا حتميا، خاصة أن العديد من الموانئ العالمية، فى أوروبا والصين واليابان قامت بتطبيقها، وبالتالى لابد من اللحاق بتلك الموانئ فى المنطقة العربية.
بدوره، قال الدكتور إسماعيل عبدالغفار رئيس الأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحرى، إن التقنيات الذكية قد فرضت واقعا جديدا على النقل البحرى لتغيير طبيعة الأدوار والوظائف داخل المنظومة البحرية.
وأكد عبد الغفار أن الاهتمام بتقنية الذكاء الاصطناعى وامتلاكها لم يعد خيارا وإنما أصبح واقعا حتميا للتعامل معها، مشيرا إلى أنه يجب السعى بشكل جدى لامتلاك سبل التطور تقنيات الذكاء الاصطناعى، وهو ما يقع على الدول العربية ضرورة السير فى هذا الاتجاه ومسايرة الموانئ العالمية.
وأوضح عبدالغفار، أنه فى ضوء التطورات المتسارعة عالميا يعقد مؤتمر هذا العام باسم تطبيقات الذكاء الاصطناعى نحو تشكيل مستقبل العالم الرقمى والذى يركز على تقنيات الذكاء الاصطناعى والتى تحاكى الذهن البشرى، وهو ما عمل على تغيير تقديم الخدمات داخل الموانئ العالمية، كما تم خلال المؤتمر من خلال الأوراق البحثية المتقدمة، مناقشة تأثير الذكاء الاصطناعى فى أعمال الشحن والتفريغ وتراكى السفن وباقى الأمور اللوجستية بالموانئ، لذا تم اختيار هذا الموضوع نتيجة الطفرة فى الذكاء الاصطناعى بالعديد من الموانئ العالمية.
وتوقع أن تؤدى تقنية الذكاء الاصطناعى إلى تحسين الخدمات بالموانئ وتقليل الأخطاء، إضافة إلى تقليل التكاليف، بما يجعله حجر الأساس فى الخدمات البحرية، بما يعزز طريقة نقل البضائع ومراقبتها وإدارتها فى جميع أنحاء العالم.
وأشار عبدالغفار إلى أن الأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا، قامت بإنشاء أول كلية متخصصة فى نشاط الذكاء الاصطناعى منذ عام 2019، وهو ما ينم عن أهمية اختيار الأكاديمية لتخصص تلك الكلية، بل سيكون هناك دور محورى للربورت داخل الميناء، إلا أن البعض يتخوف من أن هذا التقدم سيقضى على العنصر البشرى، وهذا غير حقيقى حسب وجهة نظره- إلا أنه يزيد من ضرورة التركيز على التدريب للعنصر البشرى حتى يمكنه محاكاة التطور القادم.
وأوضح أنه فى ظل التطورات المتسارعة التى يشهدها العالم، يأتى مؤتمر هذا العام تحت عنوان: “تطبيقات الذكاء الاصطناعى: نحو تشكيل مستقبل العالم الرقمي” بهدف تسليط الضوء على الدور المحورى الذى بات يلعبه الذكاء الاصطناعى (AI) فى إعادة تشكيل مختلف القطاعات، خاصة فى مجال النقل البحرى واللوجيستيات.
وأشار رئيس الأكاديمية إلى أن التقنيات الذكية فرضت واقعًا جديدًا على ذلك القطاع الحيوى، حيث لم يعد دمج الذكاء الاصطناعى فى النقل الدولى واللوجيستيات مجرد خطوة نحو تحسين تقديم الخدمات، بل أصبح عنصرًا جوهريًا لضمان بقاء وتفوق هذه الصناعة فى سوق عالمى شديد التنافسية.
بدوره قال الوزير المفوض الدكتور رائد الجبورى، مدير إدارة المنظمات والاتحادات العربية، فى قطاع الشؤون الاقتصادية، بالأمانة العامة لجامعة الدول العربية، إن تطبيق التقنيات الخاصة بالذكاء الاصطناعى فى الموانئ العربية، أصبحت واقعا ضروريا، وتعمل على التماشى مع المنافسة الكبيرة مع العديد من الموانئ حول العالم.
وأضاف خلال مشاركته بالمؤتمر، نائبا عن أمين عام جامعة الدول العربية، الدكتور أحمد أبو الغيط، أن منظومات الذكاء الاصطناعى، أصبحت أشبه بالتسليح، نتيجة قيام العديد من الدول بتحديث تلك الابتكارات، وهو ما يعمل على زيادة كفاءة الموانئ بصورة غير مسبوقة، وبما يضع الموانئ المصرية والعربية عرضة للمنافسة العالمية، خاصة أن موقعها ينافس العديد من التكتلات العالمية سواء فى حوض البحر المتوسط، أو البحر الأحمر.
وأوضح الجبورى أن أطقم السفن يمكنها الاستفادة من هذه التقنيات، والتى تعمل على تقليل الخطأ البشرى، وتسهيل الإجراءات وسرعة الأداء بالنسبة لها على أسطح السفن، وتخفيض التكلفة، واصفا التوجه تقنيات الذكاء الاصطناعى بالتحدى الذى لابد أن يتم التغلب عليه خلال المرحلة المقبلة.
وأشار إلى أن جامعة الدول العربية قامت بعقد العديد من الاجتماعات فى هذا الشأن، وخرجت بتوصيات كان من أهمها دخول تقنيات الذكاء الاصطناعى فى شتى المجالات ومنها النقل البحرى والموانئ العربية.
وذكر أن جامعة الدول العربية، كانت قد أوصت خلال فبراير الجارى، بضرورة إطلاق مبادرة عربية موحدة لتعزيز الابتكار فى مجال الذكاء الاصطناعى، مع التأكيد على توافق هذه الابتكارات مع القيم العربية الأصيلة.
كما اقترحت الجامعة، ضرورة وجود إطار تشريعى عربى مشترك لتنظيم استخدام الذكاء الاصطناعى، يضمن تحقيق التوازن بين التطور التكنولوجى والحفاظ على الخصوصية والأمن السيبرانى، وتعزيز التعاون العربى والدولى عبر إنشاء منصات عربية متخصصة لتبادل الخبرات والمعرفة فى تطبيقات الذكاء الاصطناعى، مع التركيز على الشراكات مع المنظمات الدولية الرائدة، إضافة إلى إدراج الذكاء الاصطناعى كأولوية استراتيجية فى خطط التنمية الوطنية للدول العربية، وتعزيز دوره فى التعليم، الصحة، الأمن، والبنية التحتية الرقمية، والنقل واللوجستيات.
بدوره، قال اللواء نهاد شاهين نائب وزير النقل، إن التقنيات الحديثة فى إدارة الموانئ البحرية أصبحت واقعا حتميا، مرورا من تقنيات الميكنة وحتى تكنولوجيا الذكاء الاصطناعى.
وذكر أن الموانئ المصرية شهدت تطورا كبيرا خلال الفترة من 2019 وحتى الآن، وتم زيادة طاقاتها بصورة غير مسبوقة، وجار حاليا تنفيذ العديد من المشروعات التكنولوجية، والتى كان من أهمها تنفيذ منظومة التسجيل المسبق للشحنات، والتى أدت إلى قفزة نوعية فى البضائع المهمل وانخفاضها بالساحات المختلفة، متوقعا أن تكون مصر خلال عامين فقط رائدة فى قطاع تكنولوجيا المعلومات بالموانئ.
كما توقع شاهين أن تتبوأ مصر مكانة جيدة فى مجال تصنيع السفن، حيث تمتلك مصر العديد من المقومات، إضافة إلى زيادة الأسطول التجارى الحديث عبر الشركات المملوكة لوزارة النقل أو التى تشارك بها الوزارة.
وأكد نائب وزير النقل: “حرصا منا على التفاعل مع معطيات العصر أطلقنا الاستراتيجية الوطنية للذكاء الاصطناعى لتحقيق أهداف التنمية المستدامة”.
وأشار شاهين إلى أن الذكاء الاصطناعى يفتح آفاق تخفيض التكاليف ويعزز معايير السلامة والأمان، ويمكن الاستفادة منه فى أن أنظمة توجيه مبتكرة لتحديد أفضل المسارات وتخفيض استهلاك الوقود، كما يسهم فى تقليل الأعطال من خلال تحليل البيانات، كما يساهم فى تخفيض الانبعاثات الكربونية.
وقال الدكتور أكرم، سليمان السلمى، رئيس اللجنة المنظمة لمؤتمر مارلوج النسخة الرابعة عشرة، عميد كلية الهندسة والتكنولوجيا بالأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحرى، إن الذكاء الاصطناعى يلعب دورا حاسما فى تطوير صناعة النقل البحرى، وكذلك التجارة العالمية من خلال إحداث تغيير كبير فى طرق التشغيل، وبما يؤدى إلى تحسين العمليات وإدارة الموارد بشكل فعال، وذلك من خلال التنبؤ بالمواقف الحرجة وتحسين العمليات اللوجيستية، وبما يساعد على ضمان استدامة سلاسل الإمداد، مما يؤثر بشكل مباشر فى تحسين الجدوى الاقتصادية وتقليل الأخطاء البشرية وتوفير ظروف تشغيلية أكثر أمانا، إضافة الى الحفاظ على البيئة.
بدوره، أوضح اللواء رفيق جلال العضو المنتدب التنفيذى لشركة دمياط لتداول الحاويات والبضائع العامة، أن تطبيق تكنولوجيا المعلومات الذكية والذكاء الاصطناعى يعد ضمن استراتيجية جعل مصر مركزا إقليميا للنقل البحرى لتجارة الترانزيت، كما أن التحول الرقمى لم يعد خيار، بل أصبح واقعا لابد من تطبيقه لضمان الاستمرارية والمنافسة على كافة القطاعات البحرية المختلفة.
وأكد أن مصر نجحت فى جذب العديد من الشركات العالمية فى تشغيل الحاويات، حيث تستهدف رفع القدرة الاستيعابية من 12 مليون حاوية، إلى 22 مليون حاوية خلال 2026، ووصولا إلى 40 مليون حاوية خلال 2030.
وأشار إلى أن شركته على سبيل المثال، قامت بتطبيق أحدث البرامج العالمية المستخدمة فى محطات الحاويات، لإدارة المعدات داخل المحطة، وكذا تقنية البلوكتشين، حيث تعد شركة دمياط للحاويات من أوائل المحطات بحوض البحر المتوسط التى طبقت هذا النظام، كما تواصل الشركة اعتمادها على أحدث التقنيات فى الذكاء الاصطناعى خلال الفترة المقبلة.
وذكر أن ميناء دمياط طرح مناقصة مشروع توريد وتشغيل منظومة إدارة حركة السفن (VTS ) ببرج الإرشاد، بهدف تقليل المخاطر وإدارة الحوادث والأزمات البحرية، حيث تعتمد كفاءة المنظومة على موثوقية واستمرارية الاتصالات وعلى القدرة على تقديم بيانات موجزة ودقيقة ومؤكدة، إضافة إلى جودة تدابير الوقاية من الحوادث من خلال قدرة تقديم بيانات موجزة ودقيقة ومؤكدة، إضافة إلى جودة تدابير الوقاية من الحوادث من خلال قدرة النظام على اكتشاف المواقف الخطرة وإعطاء تحذير فى الوقت المناسب لمثل هذه الأخطار.
وأشار إلى أن الموانئ المصرية بدأت أيضا فى تطبيق منظومة النافذة الواحدة والتى تم البدء فى تطبيقها من قبل الجهات المختلفة، والتى تسمى (FAL) والتى تستهدف تقليل المستندات التى تحتاجها الميناء من السفن المترددة عليها، بهدف عدم التأخير فى حركة المرور البحرية لتسهيل التشغيل بالموانئ، وضمان أعلى درجة ممكنة فى توحيد الإجراءات الرسمية الشكلية وغيرها.
