الذكاء الاصطناعى يقود ثورة غير مسبوقة فى صناعة التأمين

Ad

يشهد قطاع التأمين موجة تحول رقمى غير مسبوقة، مدفوعة بالتطور التكنولوجى المتسارع حيث أصبحت التقنيات الحديثة، مثل الذكاء الاصطناعى وتحليلات البيانات الضخمة، تلعب دورًا أساسيًا فى تحسين كفاءة العمليات، وتسريع الاكتتاب، وتقديم خدمات أكثر دقة ومرونة للعملاء.

وفى ظل هذه التغيرات، تواجه الشركات تحديات تتعلق بالتكاليف والبنية التحتية الرقمية، لكنها تجد نفسها مضطرة لمواكبة الثورة الرقمية لضمان بقائها فى سوق تنافسية سريعة التطور.

تغيير جذري

فى هذا السياق أكد الدكتور جمال شحاتة، رئيس لجنة التعليم فى المعهد المصرى للتأمين وعميد كلية التجارة السابق وأستاذ الاستراتيجيات الدولية والتطوير البشري، أن التحول الرقمى والذكاء الاصطناعى يمثلان ثورة فى صناعة التأمين والصناعات المالية عمومًا، سواء فى القطاع المالى المصرفى أو غير المصرفي، مشيرًا إلى أن هذه الصناعات تعتمد بشكل أساسى على البيانات، وهى المجال الذى تتفوق فيه التكنولوجيا الحديثة.

وأوضح أن التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي، بمختلف أدواتهما المتطورة، أسهما فى أتمتة الأعمال داخل قطاع التأمين، مما قلل الاعتماد على العمليات اليدوية والكتابية وعدد الموظفين الكبير.

وأشار إلى أن صناعة التأمين كانت تعتمد على إصدار الوثائق يدويًا، حيث يتم مراجعة الاستمارات وتحديد الأقساط والمخاطر بشكل تقليدي، وهو ما كان يستغرق وقتًا طويلًا ويعرض العملية لعدم الدقة أما اليوم، فيتم استخدام تطبيقات الذكاء الاصطناعي، ويمكن إدخال بيانات العميل، مثل العمر، الحالة الصحية، والتاريخ الطبي، ليتم تحديد القسط ونسبة المخاطر بدقة عالية وفى وقت قياسي، وهو ما يظهر بوضوح فى حالات التأمين الطبي.

وأوضح أن التحول الرقمى ساهم فى تغيير جذرى فى طريقة تقييم المخاطر، إذ يمكن من خلال التكنولوجيا الحديثة محاكاة الواقع الافتراضي، مما يلغى الحاجة إلى الأعمال اليدوية والفحوصات الورقية ويمكن ببساطة إدخال بيانات العميل، بما فى ذلك الفحص الطبى والتاريخ العائلى ومستوى المعيشة والممتلكات، للحصول على تحليل شامل يعمل على تحديد الأقساط وربحية العملية بدقة، وهو ما يضمن استدامة تحسين الإيرادات للشركات.

مكاسب مستدامة

وأكد شحاتة أن التحول الرقمى والذكاء الاصطناعى لم يغيرا فقط الطريقة التى تعمل بها شركات التأمين، بل أسهما فى تطوير سلسلة أنشطة القيم بالكامل، حيث أصبحت كل العمليات تتم بشكل إلكتروني، مما يعزز من كفاءة القطاع ويحقق مكاسب مستدامة.

ولفت إلى أن التكنولوجيا الحديثة تعتبر من الأدوات الأساسية التى تسهم فى تطوير قطاع التأمين، لا سيما من خلال تحليلات البيانات والنماذج التنبؤية إذ يُعد قطاع التأمين واحدًا من أكثر القطاعات التى تمتلك قاعدة بيانات ضخمة من العملاء، وتوفر هذه البيانات فرصة لاستخدام التكنولوجيا لتحليلها واستخلاص رؤى تنبؤية تساعد الشركات فى التنبؤ بالأرباح، وتحديد الفائض المتوقع من العمليات فى نهاية العام، واستكشاف فرص التوسع والخدمات الجديدة التى يمكن تقديمها للعملاء.

وأشار إلى أن تكنولوجيا تحليلات البيانات والتعلم الآلى توفر أدوات قادرة على معالجة الكميات الهائلة من البيانات المتوفرة لدى شركات التأمين، وإنتاج نماذج إرشادية تسهم فى اتخاذ قرارات استراتيجية فمن خلال هذه النماذج، تستطيع الشركات وضع خطط مستقبلية تمتد لعشر سنوات، تشمل توقعات الأقساط، الأرباح، الخسائر، وإمكانيات التوسع، مع مراعاة احتياجات العاملين.

وأوضح أن عملية الاكتتاب شهدت تحولًا كبيرًا لتصبح إلكترونية بالكامل، مما أتاح استخدام أدوات تحليلات البيانات الحديثة، وهى عبارة عن حزم برمجية متطورة تُستخدم لتسجيل البيانات بشكل دقيق وهذا التحول يقلل من الأخطاء فى الوثائق، ويوفر الوقت، كما يُسهم فى تقليل الحاجة إلى عدد كبير من العاملين، مما يزيد من كفاءة العمليات داخل الشركات.

مكافحة التزوير

وتحدث شحاتة عن أن التكنولوجيا الحديثة تلعب أيضًا دورًا محوريًا فى مكافحة التزوير داخل قطاع التأمين فمن خلال أنظمة الأمن السيبرانى والتأمين السيبراني، يمكن مراقبة العمليات واكتشاف أية أخطاء أو محاولات تواطؤ موضحًا أن النماذج الرقمية وتطبيقات تحليل البيانات تُقلل من فرص التزوير والغش، خاصةً فى ما يتعلق بتوريد الأقساط والعمولات، أو التعامل مع المنتجات، أو عمليات إعادة التأمين كل هذه الجوانب تخضع الآن لإدارة دقيقة بفضل التكنولوجيا التى تضمن انضباط سلسلة القيمة فى القطاع.

وشدد على أن التكنولوجيا تلعب دورًا حاسمًا فى تعزيز العلاقة بين شركات التأمين والعملاء، حيث تتيح لها التواصل معهم على مدار الساعة طوال أيام الأسبوع وفهم رغباتهم ومشاكلهم بشكل أفضل، مما يعزز ولاء العملاء على المدى الطويل ويزيد من فرص تحقيق مبيعات كبيرة.

وأشار إلى أن التطبيقات الذكية والتكنولوجيا الحديثة تُعد أدوات فعّالة، خاصة فى مجال التأمين متناهى الصغر، إذ يمكن للشركات تطوير تطبيقات صغيرة تتيح للعملاء شراء الوثائق التأمينية بسهولة موضحًا أن هذه النماذج منتشرة فى العديد من الدول مثل الهند وبنجلادش وماليزيا، وتُسهم التكنولوجيا فى توسيع قاعدة العملاء فى الاقتصادات النامية.

وأضاف أن التكنولوجيا تلعب دورًا رئيسيًا فى تسهيل عمليات تجهيز المطالبات، إذ يمكن للعميل تقديم طلب التعويض عبر الإنترنت دون الحاجة لزيارة الشركة كما أن هذه الحلول التكنولوجية تُحسن خدمات العملاء وتوفر الوقت والجهد، مما يعزز من كفاءة العمليات.

حماية البيانات

وفيما يتعلق بأمن البيانات، أوضح شحاتة أن شركات التأمين تحتفظ ببيانات ضخمة تخص ملايين العملاء، مثل سوق التأمين المصرية التى تضم ما بين 30 إلى 40 مليون مؤمن عليه لذلك، فإن الأمن السيبرانى وحماية البيانات وسريتها أصبحا ضرورة ملحة فالتكنولوجيا تضمن حماية هذه البيانات، مع الاعتماد على تطبيقات الهاتف المحمول لتحسين تجربة العملاء وضمان الأمان.

وأكد أن التكنولوجيا تُسهم فى تحويل صناعة التأمين بطرق متعددة، حيث تحسن الكفاءة والفعالية، وتُعالج نقاط الضعف البشرية فالاكتتاب الإلكترونى وإصدار الوثائق رقميًا يقللان من الأخطاء الناتجة عن التدخل البشري، مما يضمن تصنيف العملاء بدقة.

وأشار إلى أن التكنولوجيا تُساعد على توسيع قاعدة التأمين عالميًا، إذ أصبحت الخدمات التأمينية أكثر سهولة فى الوصول وأقل تكلفة وتشمل المزايا سرعة الحصول على الخدمة، خفض التكاليف الإدارية، وتقليل الوقت الضائع.

وشدد على أن التكنولوجيا ليست فقط وسيلة لتحسين الأداء، بل أيضًا أداة للحد من الغش والتدليس من خلال نظم المراجعة الداخلية لافتًا إلى أن كل هذه التطورات تجعل من التكنولوجيا عنصرًا أساسيًا لتحسين إيرادات وأرباح شركات التأمين وتعزيز مكانة التأمين كخدمة مالية مؤثرة على مستوى العالم.

تحديات كبيرة

تطرق شحاتة إلى وجود تحديات كبيرة تواجه تطبيق التكنولوجيا فى قطاع التأمين، تبدأ بتكلفة الاستثمار فى الأنظمة الحديثة موضحًا أن الشركات تحتاج إلى شراء برامج متقدمة غالبًا من الخارج، بالإضافة إلى تدريب الكوادر البشرية على استخدامها، وهو ما يتطلب استثمارًا كبيرًا فى التكنولوجيا والبشر.

وأشار إلى أن الثقافة المجتمعية تُعد أحد أبرز التحديات، إذ إن كثيرًا من العملاء فى مصر لا يزالون يفضلون التعامل التقليدى مع شركات التأمين بدلًا من الاستفادة من الخدمات الإلكترونية. لذلك، من الضرورى نشر الوعى بأهمية التعامل الرقمى وتسهيل تلقى الخدمات إلكترونيًا.

وأضاف أن التشريعات القائمة تمثل تحديًا آخر، فالقوانين الحالية قد لا تكون مواكبة للتطورات التكنولوجية مشددًا على ضرورة تطوير القوانين لتتناسب مع التحول الرقمي، بما يضمن حماية حقوق العملاء وشركات التأمين والوسطاء داعيًا إلى وضع قوانين واضحة تنظم المعاملات الإلكترونية وتحمى أطرافها، خاصة فى ظل الاعتماد المتزايد على الإنترنت.

وأكد على أهمية وجود هياكل تنظيمية مرنة وقيادة واعية قادرة على مواجهة هذه التحديات، مع ربط قواعد بيانات العملاء بشركات التأمين لتحسين كفاءة العمليات.

وأوضح أن التحديات الاقتصادية، مثل التضخم وانخفاض قيمة العملة، تُلقى بظلالها على صناعة التأمين وتؤثر على الأرباح مشيرًا إلى أن تحديث نظم الاتصال التقليدية بنظم اتصال حديثة يعد ضرورة لتعزيز العلاقة بين شركات التأمين والعملاء، سواء كانوا أفرادًا أو شركات.

كما دعا شحاتة إلى ربط صناعة التأمين المصرية بالمنظومة العالمية من خلال الأنظمة الإلكترونية المحلية والدولية، ما يتيح فرصًا لتوسيع سوق التأمين المصرية والمشاركة فى عمليات إقليمية ودولية، مما يعزز من مكانتهاعلى الصعيد العالمي.

تطوير القطاع

فى السياق ذاته أكد أحمد إبراهيم، مدير وكالة أول فى شركة الكويت للتأمين، أن قطاع التأمين يشهد تحولًا رقميًا كبيرًا يؤثر على مختلف جوانب الأعمال، بدءًا من العمليات الداخلية وصولًا إلى تجربة العملاء، إذ تلعب التكنولوجيا دورًا رئيسيًا فى تطوير القطاع وتحسين كفاءته.

وأوضح أن هناك مجموعة من التقنيات الحديثة التى تؤثر بشكل مباشر على قطاع التأمين، من بينها التعلم الآلى (ML)، والذكاء الاصطناعى (AI)، وسلسلة الكتل (Blockchain)، وإنترنت الأشياء (IoT)، وتحليلات البيانات الضخمة، والحوسبة السحابية مشيرًا إلى أن هذه التقنيات تساهم فى تغيير الطريقة التى تُقدَّم بها الخدمات التأمينية، وتساعد فى تحسين إدارة المخاطر وتعزيز تفاعل الشركات مع عملائها.

وأشار إلى أن التحول الرقمى أدى إلى تطوير تجربة العملاء بشكل غير مسبوق، إذ توفر التكنولوجيا الحديثة طرقًا أكثر سهولة ومرونة للوصول إلى الخدمات التأمينية لافتًا إلى أن هذه التطورات شملت التطبيقات والبوابات الإلكترونية، وروبوتات الدردشة، والتخصيص الشخصي، والخدمات الرقمية، ما يعزز من رضا العملاء ويزيد من ولائهم.

وأكد أن التطبيقات والبوابات الإلكترونية باتت توفر للعملاء إمكانية الوصول إلى معلومات التأمين وإدارة السياسات وتقديم المطالبات بسهولة، فى أى وقت ومن أى مكان، مما يعزز من سرعة الخدمة وكفاءتها كما أن روبوتات الدردشة أصبحت تلعب دورًا مهمًا فى خدمة العملاء، إذ توفر ردودًا فورية على استفساراتهم، وتقدم دعمًا متواصلًا على مدار الساعة، مما يسهم فى تحسين جودة الخدمة.

وأضاف أن التخصيص الشخصى بات عنصرًا رئيسيًا فى تجربة العملاء، إذ يتم استخدام البيانات التى تجمعها الشركات لتقديم عروض تأمينية مخصصة تتناسب مع احتياجات كل عميل، مما يعزز من رضا العملاء ويزيد من معدلات الاحتفاظ بهم. كما أن الخدمات الرقمية، مثل التوقيعات الإلكترونية والدفع الرقمى وتقييم المخاطر عبر الإنترنت، توفر تجربة أكثر سلاسة وسرعة فى التعاملات التأمينية.

آفاق جديدة

ورغم الفوائد العديدة للتحول الرقمي، أشار إبراهيم إلى أن القطاع يواجه عددًا من التحديات، أبرزها أمن البيانات والخصوصية، إذ تتعامل شركات التأمين مع بيانات حساسة تتطلب حماية قوية كما أن الاعتماد على التقنيات الحديثة يجعل الشركات عرضة لمخاطر الأعطال التقنية، مما يستدعى تطوير خطط احتياطية لضمان استمرارية العمل بالإضافة إلى ذلك، فإن التكلفة العالية للتحول الرقمى قد تشكل عقبة أمام بعض الشركات، نظرًا لما تتطلبه من استثمارات كبيرة فى البنية التحتية والتدريب.

وأوضح أن التحول الرقمى يفتح آفاقًا جديدة لقطاع التأمين، إذ يتيح فرصًا للنمو من خلال تقديم منتجات وتجارب مخصصة، وتحقيق كفاءة تشغيلية أعلى، وتعزيز تنافسية الشركات فى السوق مشددًا على أن التكيف مع هذه التحولات والاستثمار فى التكنولوجيا الحديثة سيكونان عنصرين حاسمين فى نجاح الشركات التأمينية فى المستقبل.

وأكد أن الخدمات الرقمية أصبحت عنصرًا أساسيًا فى قطاع التأمين، إذ أنها توفر للشركات العديد من الحلول الرقمية، مثل التوقيعات الإلكترونية، والدفع الرقمي، وتقييم المخاطر عبر الإنترنت موضحًا أن هذه الخدمات تمنح العملاء مرونة وسهولة فى إدارة احتياجاتهم التأمينية بسرعة وكفاءة دون الحاجة إلى زيارة الفروع التقليدية.

وأشار إلى أن التأمين الرقمى يشهد إقبالًا متزايدًا، مع تزايد الاعتماد على المنصات الإلكترونية لإتمام عمليات التأمين المختلفة ومن بين أكثر الخدمات التى يتم تقديمها رقميًا حاليًا، يأتى التأمين على السيارات فى الصدارة، حيث يمكن للعملاء مقارنة العروض المختلفة، واختيار الخطة المناسبة، وشراء بوليصة التأمين إلكترونيًا كما أن التأمين الصحى عبر الإنترنت أصبح أكثر شيوعًا، إذ يتيح للمستخدمين الاطلاع على الخطط المختلفة، وإجراء المقارنات، واتخاذ قرارات مستنيرة بناءً على احتياجاتهم الصحية واحتياجات عائلاتهم.

وأضاف أن خدمات التأمين على المنازل متاحة أيضًا رقميًا، إذ يمكن للعملاء اختيار التأمين على الممتلكات أو المبانى بسهولة عبر الإنترنت، بالإضافة إلى التأمين على السفر، الذى يوفر للمسافرين خيارات سريعة وآمنة لحماية أنفسهم من أية طوارئ محتملة أثناء الرحلات كما أصبح التأمين على الحياة أكثر انتشارًا عبر المنصات الرقمية، مما يسمح للأفراد بالحصول على التغطية اللازمة دون الحاجة إلى إجراءات معقدة.

الأمن السيبراني

وفيما يتعلق بالتحديات الأمنية، أكد إبراهيم أن الأمن السيبرانى يعد من أبرز المخاطر التى تواجه التحول الرقمى فى قطاع التأمين، إذ تتعرض الشركات لتهديدات مثل سرقة البيانات الحساسة، وانقطاع الخدمات، والابتزاز الإلكتروني، وتأثير هذه الهجمات على سمعة الشركات.

وأوضح أن إدارة المخاطر السيبرانية تتطلب استراتيجيات متكاملة تشمل التقييم المستمر للمخاطر، وتطبيق إجراءات الحماية الفعالة، ووضع خطط استجابة سريعة، وضمان التعافى الفورى بعد أى هجوم كما أن تبنى أفضل الممارسات مثل تدريب الموظفين على الأمن السيبراني، وتحديث برامج الحماية، وإجراء تحليلات مخاطر دورية، يساعد فى تقليل المخاطر المحتملة.

وأشار إلى أن التأمين السيبرانى أصبح ضرورة للشركات، لأنه يساهم فى تغطية التكاليف الناجمة عن الهجمات الإلكترونية، بما فى ذلك تعويض الخسائر المالية، ونفقات الاستجابة للحوادث، والتكاليف القانونية المرتبطة بالدعاوى القضائية كما أن الذكاء الاصطناعى يلعب دورًا مهمًا فى تعزيز الأمن السيبراني، حيث يساعد فى كشف التهديدات بسرعة، وتحليل سلوك المستخدمين لاكتشاف أية أنشطة مشبوهة، وتقديم استجابات آلية للهجمات المحتملة.

وفيما يتعلق بأسعار التأمين الرقمي، أوضح أن تكلفة هذه الخدمات قد تكون أقل من التأمين التقليدى فى بعض الحالات، نظرًا لانخفاض التكاليف التشغيلية لشركات التأمين الرقمية كما أن استخدام البيانات الدقيقة لتحليل المخاطر يمكن أن يمنح العملاء الذين يُعتبرون أقل عرضة للمخاطر أسعارًا تأمينية أكثر تنافسية.

الغش والتلاعب

من جانبه أكد وليد سيد مصطفى، خبير التأمين الاستشاري، أن الاتجاه العالمى نحو الحلول التكنولوجية والرقمنة (Digitalisation) واستخدام الذكاء الاصطناعى (Artificial Intelligence) من شأنه أن يسهم فى انتشار التأمين وتسهيل العمليات المرتبطة به، مثل إعداد التقارير، متابعة التعويضات، وصرفها بمرونة وسرعة أكبر.

وأوضح أن هذه التطورات تلعب دورًا محوريًا فى الحد من أساليب الغش والتلاعب والاحتيال، مما يعزز ثقة العملاء فى سوق التأمين، إلى جانب ضمان دقة البيانات وسلامتها، وهو ما يظهر جليًا فى قطاعات مثل التأمين الطبي.

وأشار إلى أن الهيئة العامة للرقابة المالية تتجه نحو إصدار قرارات تتيح تسويق بعض منتجات التأمين الفردى إلكترونيًا دون الحاجة إلى إجراءات اكتتاب معقدة، مما يستلزم استعداد جميع أطراف المنظومة، بما فى ذلك قطاع الوساطة، لمواكبة التحول الرقمي.

وأضاف أن بعض وسطاء التأمين بدأوا فى اعتماد تطبيقات إلكترونية لتسويق وبيع المنتجات، مثل منصات Aggregator، التى أسهمت فى زيادة المبيعات، تسريع عمليات البيع، تعزيز التواصل مع العملاء، وفتح قنوات توزيع جديدة، مما يعكس أهمية التحول الرقمى فى تطوير قطاع التأمين وتحقيق نمو مستدام.

ولفت إلى أن هذا الاتجاه يزيد من سرعة تنفيذ الإجراءات والتعويضات، كما يسهل على جميع المتعاملين من خلال توفير عمليات أكثر دقة وسلاسة، مما يعزز الثقة فى سوق التأمين المصرية ويحفز الإقبال عليها، بالإضافة إلى توسيع قاعدة العملاء والوصول إلى شرائح جديدة من المستفيدين.

التوجه المستقبلي

بدوره أكد شادى السعدني، وسيط تأمين حر، أن التحول الرقمى أصبح هدفًا أساسيًا لشركات وقطاع التأمين بشكل عام كجزء من التوجه العام للاعتماد على التكنولوجيا فى جميع القطاعات والصناعات.

وأوضح السعدنى أن التحول الرقمى فى قطاع التأمين له بُعدين أساسيين: البُعد الأول يتعلق بالشكل العام للقطاع، إذ يتيح التحول الرقمى توافقًا مع المعايير العالمية لخدمات التأمين.

وأشار إلى أن الدول الغربية سبقت فى تطبيق التحول الرقمي، ومواكبة هذا التطور يُعد خطوة مهمة لتعزيز مكانة سوق التأمين المصرية، أما البُعد الثانى فيرتبط بالمضمون والكفاءة.

ولفت إلى أن التحول الرقمى يعزز كفاءة العمليات، خاصة فى صناعة تعتمد بشكل كبير على العنصر البشرى والكفاءات المهنية. ورغم ذلك، فإن التحول الرقمى لن يُلغى دور الكفاءات البشرية، بل سيعمل على تحسين أداء المهام وجعلها أكثر دقة وسرعة.

وأضاف أن التحول الرقمى يقلل من تفاوت الأداء، إذ يوفر معيارًا ثابتًا للكفاءة بفضل العمليات الرقمية التى تبتعد عن الأخطاء البشرية.

وأشار إلى أن المهام التى تتطلب تحليل بيانات سريع ودقيق ستعتمد بشكل كبير على التكنولوجيا، ما يزيد من سرعة ودقة التنفيذ.

وبين أن أغلب شركات التأمين بدأت بالفعل تجهيز بنيتها الإلكترونية، مؤكدًا أن الخطوة المقبلة هى إصدار وثائق تأمين السيارات عن بُعد باستخدام الذكاء الاصطناعي.

وأكد أن هذه التحركات تعكس التوجه المستقبلى للقطاع نحو تقديم خدمات متطورة تتماشى مع تطلعات العملاء وتغيرات السوق العالمية.

القدرة التنافسية

لفت السعدنى إلى أن التحول الرقمى فى قطاع التأمين لن يؤثر على أسعار الوثائق فى الوقت الحالي، موضحًا أن التسعير يعتمد بشكل أساسى على طبيعة المخاطر ودراستها، وإعادة التأمين المرتبطة بها، وليس على أسلوب إصدار الوثيقة.

وأضاف أن التحول الرقمى قد يسهم مستقبلًا فى تخفيض التكاليف التشغيلية لشركات التأمين، نظرًا لتسريع العمليات وتقليل الاعتماد على الكفاءات المتفاوتة للعنصر البشري، ما قد ينعكس على أسعار الوثائق بمرور الوقت ومع ذلك، شدد على أن طبيعة التأمين معقدة، حيث تعتمد على دراسة الأخطار وإعادة التأمين والكفاءات، وليس فقط على أسلوب الإصدار.

وأشار إلى أن أبرز التحديات التقنية التى تواجه شركات التأمين تتمثل فى تصميم أنظمة مبتكرة وسهلة الاستخدام لجميع الأطراف المتعاملة مع الشركات، بالإضافة إلى ضرورة وجود أنظمة سيبرانية قوية لحماية البيانات ومنع اختراق الأنظمة.

وأوضح أن أغلب شركات التأمين فى السوق المصرية تمتلك تطبيقات إلكترونية، لكن معظمها يركز على تقديم الخدمات وليس إصدار الوثائق.

وأكد على أهمية التفرقة بين تقديم الخدمات الإلكترونية وإصدار الوثائق، حيث إن الإصدار الرقمى الكامل يحتاج إلى بنية تحتية متطورة ونظام رقمى متكامل.

وأضاف أن التحول الرقمى يعزز القدرة التنافسية لشركات التأمين، إذ يسهل وصول العملاء إلى خدمات التأمين وإصدار الوثائق عن بُعد، مما يفتح المجال لابتكار منتجات تأمينية جديدة.

وأكد أن التكنولوجيا الرقمية تدعم عمليات التسويق بشكل كبير، إذ تتيح الوصول إلى شرائح جديدة من العملاء فى أماكن كان من الصعب الوصول إليها تقليديًا.

وأشار السعدنى إلى أن التحول الرقمى يمكن أن يؤدى إلى زيادة عدد العملاء والمستفيدين من خدمات التأمين، بفضل سهولة الوصول وسرعة تقديم الخدمة، ما يسهم فى توسيع قاعدة العملاء وزيادة حجم السوق بشكل عام.

شحاتة: تطبيقاته تقلل الأخطاء والتزوير والغش وتسرّع عمليات الاكتتاب

إبراهيم: التحول يسهل تجربة العملاء ويعزز ثقتهم بالخدمات

مصطفى: بعض الوسطاء اعتمدوا تقنيات جديدة لتسويق وبيع المنتجات

السعدني: الرقمنة تؤدى إلى زيادة عدد العملاء والمستفيدين من النشاط