وضعت بنوك استثمار في تقارير بحثية رؤى متباينة لمؤشرات شركة سيدى كرير للبتروكيماويات العام الماضى، والتى جاءت ما بين توصيات بالشراء فى ظل استفادتها من التحالفات الاستراتيجية التى أبرمتها مع عدد من الجهات، وتوقعات بتحقيق استفادة قوية من الارتفاعات المرتقبة لأسعار النفط فى ظل ارتباط سهم الشركة بعلاقة طردية معها، وما بين انتظار النتائج المالية الكاملة نظرا لأن الأرقام المعلنة تعكس إشارات متضاربة.
وكشفت المؤشرات المالية لسيدى كرير للبتروكيماويات للعام الماضى، ارتفاع الأرباح بنسبة %3.25، على أساس سنوى، ليصل صافى الربح إلى 2.53 مليار جنيه خلال 2024، مقابل 2.45 مليار أرباح فى 2023.
وارتفعت مبيعات سيدى كرير فى 2024 بنسبة %7.3، إلى 14.15 مليار جنيه، مقابل 13.19 مليار فى 2023، بينما تراجع إجمالى الربح %9.9 إلى 3.3 مليار.
وتعد شركة سيدى كرير أحد أكبر منتجى البولى إيثلين، والإيثلين فى مصر، وهما مادتين خامتين للعديد من الصناعات فى مصر ،ومنها التعبئة والتغليف، وتصل الطاقة الإنتاجية للشركة من البولى إيثلين إلى 225 ألف طن سنويا، والإيثلين 300 ألف ، والبيوتين 10 آلاف ، وغاز البوتان 50 ألف.
وتشير الأرقام إلى أن البولى إيثلين يشكل حوالى %71 من إجمالى إنتاج الشركة، مع تصدير %49 من هذا الإنتاج، مما يمنح الشركة تحوطا ذاتيا فى مواجهة ارتفاعات الأسعار وتقلبات الصرف، وخفض قيمة العملة، وفقا لإحصائيات وحدة البحوث فى بنك استثمار النعيم.
وساهم البولى إيثلين بنحو %71 من إيرادات الشركة، والإيثلين %10، والبيوتان %2، والمنتجات الأخرى %10، خلال الأشهر التسعة الأولى من 2024.
وأوصت بحوث بنك الاستثمار بالشراء على سهم الشركة فى ظل الأسباب الموضحة، ومع وضع سعر مستهدف 27.7 جنيه، وسعر سوقى 20 جنيهًا.
وتوقعت أن يؤدى استئناف حفر الغاز فى حقل ظُهر وسداد الحكومة للمستحقات المتأخرة لشركات النفط الأجنبية إلى تحسين إمدادات الطاقة، ما من شأنه تقليل نقص الغاز الطبيعى الذى حدث العام الماضى، بما يدعم العمليات التشغيلية للشركة.
وترى وحدة البحوث انخفاضا متوقعا لأسعار البولى ايثلين عالميا العام الحالى، متأثرة بأسعار النفط الخام، والتى تراجعت من مستويات 91 دولارًا للبرميل فى أبريل 2024، لتصل إلى مستويات 70 دولارًا للبرميل مقدرة العام الحالى، والذى من شأنه أن ينعكس إيجابا على هوامش أرباح الشركة، فضلا عن استفادتها من المبادرة الحكومية لدعم الصادرات، والمقاصة المركزية المستقبلية لمستحقات الجمارك والضرائب، ومقدمى الخدمات الرئيسيين مثال شركات الغاز والمياه.
وترتبط أسعار البولى إيثلين ارتباطا وثيقا بأسعار النفط الخام، حيث يشتق من البتروكيماويات التى تأتى من النفط الخام والغاز الطبيعى.
و يتم إنتاج البولى إيثلين من الإيثلين الذى يأتى من النافتا (المشتق من النفط الخام)، أو الإيثان (المشتق من الغاز الطبيعي).
وهناك علاقة إيجابية بين أسعار النفط والبولى إيثلين بما يعنى أن أسعار الأخيرة تتبع عموما اتجاهات النفط، ولكن يمكن أن تتأثر التقلبات قصيرة المدى بديناميكيات العرض والطلب وسياسات التجارة والعوامل الإقليمية.
وكانت الحكومة أعلنت استحداثها آلية جديدة لتسوية 60 مليار جنيه من المدفوعات المتأخرة للمصدرين من خلال صندوق تنمية الصادرات، حيث يحصل المصدرون على %50 من مستحقاتهم على شكل أقساط نقدية على مدى 4 سنوات مالية، تبدأ هذا العام بصرف سنوى بقيمة 8 مليارات جنيه.
وسيتم تسوية الـ%50 المتبقية من خلال المقاصة المركزية لتسوية الالتزامات المستحقة أو المستقبلية لدى مصلحة الضرائب ومصلحة الجمارك ومقدمى الخدمات مثل شركات الغاز والكهرباء، ونظرا لأن الشركة تصدر %49 من إنتاجها من البولى إيثلين فمن شأن هذه المبادرة أن تعود بالنفع على سيدى كرير.
وقالت بحوث النعيم إن التحالفات الاستراتيجية التى أبرمتها الشركة ستعزز قدرتها التشغيلية، بما ينعكس على ربحيتها.
وكانت سيدى كرير دخلت مع 4 شركات أخرى فى تحالف استثمارى بقيمة 663 مليون دولار لتدشين كيان لاستيراد غاز الإيثان المسال (الغاز الصخري)، يتم إنشاؤه على 3 مراحل بتمويل %40 من المساهمين، و%60 قروضا بنكية، ومازال تحت الدراسة.
ويضم هيكل المساهمين للكيان المستهدف سيدى كرير %25، إيتيدكو %25، جاما للإنشاءات %25، القابضة للبتروكيماويات %15، جاسكو %10.
ووقعت أيضا أطراف التحالف الموضحة أعلاه بدون ايثيدكو اتفافية لإطلاق شركة الإسكندرية لسلسلة التوريد، باستثمارات 660 مليون دولار، لبناء محطة إمداد بحرية بميناء الدخيلة بالإسكندرية، تؤمن المواد الخام للمشروعات البتروكيماوية الحالية والمستقبلية.
وقالت بحوث بنك استثمار النعيم إن سهم الشركة لديه تقييمًا جذابًا، حيث يتداول حاليا بمضاعفات ربحية %5.9 مرة، بناء على توقعات 2025.
وأشارت إلى أن تحديد سعر السهم بناء على مضاعفات الشركات النظيرة، وسعر التداول الحالى أقل من السعر المستهدف البالغ 27.73 جنيه، بنسبة %32.6.
وأنهى سهم سيدى كرير تداولاته الأسبوع الماضى بالبورصة المصرية عند مستوى 20.5 جنيه، بقيمة تعاملات 319.8 مليون ، من خلال التداول على 15.8 مليون ورقة مالية، بنسبة %1.8 من إجمالى تعاملات السوق.
وتناولت بحوث بنك استثمار”برايم” العلاقة الطردية بين خام برنت وسعر سهم سيدى كرير للبتروكيماويات، لافتة إلى أن كل حركة فى أسعار النفط عالمياً ستؤثر على السهم بالسوق المحلية.
وتشير التوقعات إلى وصول أسعار النفط صوب 70 دولارًا للبرميل العام الحالى على خلفية المخاطر الجيوسياسية، واتجاهات الاستهلاك العالمية المتغيرة ما يعنى تحقيق استفادة قوية للشركة.
وقدرت بحوث برايم أعلى قمة محتملة للسهم العام الحالى بين 27 و27 جنيها، مع نظرة إيجابية مدعومة بأسعار خام برنت.
بلتون
وقالت بحوث بنك استثمار بلتون فى تقرير تغطيتها الأولية لسهم سيدى كرير إن المؤشرات الرئيسية غير المدققة للربع الرابع من عام 2024 والتى سجلت صافى ربح ثابت قدره 650 مليون جنيهًا، وارتفاعا فى الإيرادات %20 على أساس سنوى إلى 4.13 مليار ، وإجمالى الربح %11 إلى 1.02 مليار جنيه ، تشير إلى هامش إجمالى قدره %24.7، انخفاضًا من %26.6 فى العام السابق.
وأشارت إلى أن عدم إعلان الشركة بعد عن بياناتها المالية الكاملة، يخلق صعوبة فى الحصول على رؤية قاطعة حول الأرقام فى ظل الإشارات المتضاربة.
وأضافت أنه استنادًا إلى الأحجام المعلن عنها لشهرى أكتوبر ونوفمبر فإنها كانت تتوقع رقمًا أعلى من المبلغ المعلن عنه، لافتة إلى أنه من وجهة نظرها لا يمكن تفسير هامش الربح الإجمالى القوى من خلال مزيج المبيعات، كما أنه يشير إلى تكاليف أقل من المتوقع.
وفى نهاية تقريرها لفتت إلى أن رقم صافى الربح يشير إلى بعض الرسوم الإدارية والبيعية و/أو المخصصات المرتفعة بشكل استثنائى.
وتستهدف شركة سيدى كرير للبتروكيماويات العام الحالى صافى ربح بقيمة 1.644 مليار جنيه، وإيرادات 16.07 مليار ، وسط اعتمادها موازنة العام الحالى على أساس سعر الدولار 55 جنيهًا.
وتقدر الموازنة الاستثمارية للشركة العام الحالى بقيمة 1.93 مليار جنيه، موزعة بواقع 213.5 مليون للمشروعات، 962.5 مليون المساهمة فى شركات أخرى، 760.34 مليون للإحلال والتجديد .
وكانت سيدى كرير أعلنت أكتوبر العام الماضى أنها تدرس المشاركة فى مشروع إنتاج الصوديوم سيانيد، مع شركة دراسكيم بنسبة %15 من أسهم الأخيرة، وذلك بعد موافقة مجلس الوزراء على إقامة المشروع بنظام المناطق الحرة الخاصة لشركة دراسكيم، وهى شراكة بين كل من الشركة القابضة النمساوية للبتروكيماويات ودراسلوفكا التشيكية.
وأوضحت أنه تم توقيع عقد إيجار بينهم وبين شركة سيدبك لمساحة أرض فضاء لإقامة المشروع.
وسيانيد الصوديوم مركب كيميائى يستخدم فى عملية استخراج الذهب من الصخور منخفضة الجودة، ويمكن استخدامه أيضا لاستخراج معادن أخرى مثل النحاس والزنك والفضة.
وتعتزم سيدى كرير للبتروكيماويات أيضا إنشاء محطة توليد كهرباء تعمل بالهيدروجين بقدرة 14 ميجاوات العام الحالى، وتتفاوض حاليا مع شركة “قرة إنرجي” لإنشاء المحطة التى تقدر تكلفتها الاستثمارية بنحو 16 مليون دولار، بحسب تقارير إخبارية سابقة.
وستعمل المحطة الجديدة بالهيدروجين الأخضر، الذى يجرى إنتاجه كمنتج ثانوى فى المصنع التابع لشركة سيدبك، ومن المتوقع بدء تنفيذ المشروع بنهاية عام 2025.
ويبلغ رأس المال السوقى لسيدى كرير 18.96 مليار جنيه، موزعة على 907.20 مليون سهم، ويتوزع هيكل ملكيتها بواقع %20.75 لصندوق التأمينات الاجتماعية، و%20 للقابضة لصناعة الكيماويات، و%12.24 لصندوق التأمين الاجتماعى لموظفى القطاعين العام والخاص، و%6.92 للشركة المصرية للبتروكيماويات، والأهلى القابضة %6.92.
نعيم: التحالفات واستئناف الحفر بـ «ظُهر» يدعم العمليات التشغيلية للشركة
برايم: علاقة طردية مع «النفط»
بلتون: ننتظر نتائج الأعمال
