«الإسكان» تتوسع في البنية التحتية بالمدن الجديدة

Ad

شهد عام 2024 تقدمًا كبيرًا فى مشروعات الطرق والخدمات والمرافق والإسكان، ضمن رؤية شاملة لتطوير المدن الجديدة وتعزيز البنية التحتية على مستوى الجمهورية.

وركزت الحكومة من خلال أجهزتها التنفيذية على تحقيق نقلة نوعية فى المشروعات التنموية، إذ تم تنفيذ العديد من المشروعات التى تخدم مختلف القطاعات السكنية والخدمية والصناعية، مما ينعكس إيجابيًا على جودة الحياة للمواطنين.

الطرق والكباري

نجح الجهاز المركزى للتعمير فى تنفيذ 17 مشروعًا بإجمالى أطوال بلغت 172.6 كم، وبتكلفة تجاوزت 702.7 مليون جنيه، وشملت رصف ورفع كفاءة العديد من المحاور والطرق الداخلية فى مختلف المحافظات، من بينها تطوير طرق رئيسية بالإسماعيلية، الشرقية، سوهاج، والبحر الأحمر، إضافة إلى إنشاء عدد من الكبارى الحيوية لتسهيل الحركة المرورية وربط المناطق السكنية بالمدن المجاورة.

ومن أبرز المشروعات المنجزة أيضًا، إنشاء نفق مشاة أسفل خط السكة الحديد بحى النهضة بكفر صقر فى الشرقية، إلى جانب تطوير الطريق الأوسط الواصل بين أسيوط وسوهاج، كما تم تنفيذ توسعات فى شبكة الطرق الداخلية بقرية ميت عساس فى الغربية، وإنشاء كبارى على ترعة القاصد لتيسير الحركة بين مراكز المحافظة.

وشهد قطاع الخدمات والمرافق طفرة ملحوظة، حيث تم تنفيذ 16 مشروعًا بقيمة 285.7 مليون جنيه، تضمنت تطوير المساجد، وإنشاء خزانات مياه، وتحسين شبكات الكهرباء، وتعزيز خدمات البنية التحتية فى مختلف المدن.

مساكن لائقة

تم تنفيذ مشروع رفع كفاءة مسجد سلطان المتحابين بالقاهرة، وفى شمال سيناء تم إنشاء خزان مياه أرضى بسعة 200 متر مكعب فى قرية قاطية ببئر العبد، بالإضافة إلى تطوير المديرية المالية فى المحافظة.

وشملت المشروعات أيضًا إنشاء دار مناسبات فى قرية الجفجافة بالحسنة، وتوصيل التيار الكهربائى لعدة تجمعات بدوية فى جنوب سيناء، بما يعزز استقرار الخدمات للسكان فى المناطق النائية.

وتم تنفيذ 4 مشروعات إسكان جديدة بتكلفة 79.5 مليون جنيه، فى إطار جهود الدولة لتوفير سكن لائق للمواطنين، شملت إنشاء قرى بدوية ومساكن اجتماعية فى عدة محافظات، منها إنشاء قرية بدوية بسيدى برانى فى مطروح والتى تضم 24 مسكنًا، إضافة إلى بناء 50 بيتًا فى الواحات البحرية بالوادى الجديد.

وتواصل مدينة السويس الجديدة التوسع فى المشروعات الخدمية منذ عام 2022، إذ تجاوزت تكلفة المرحلة الأولى من أعمال الترفيق مليار جنيه، وشملت تطوير البنية التحتية للطرق، وشبكات المياه والصرف الصحي، والكهرباء، بما يمهّد الطريق لاستقبال السكان والمستثمرين.

خدمات أساسية

ووفقًا للمهندسة أسماء مخلوف، رئيس جهاز المدينة، تم تخصيص 9 قطع أراضٍ لدعم القطاع الصناعي، منها 5 بمساحة 12 فدانًا تم تسليمها بالكامل، و4 أخرى بمساحة 7 أفدنة قيد الاستلام كما تم اعتماد ميزانية جديدة بقيمة 350 مليون جنيه لتنفيذ المزيد من مشروعات البنية التحتية، بما يشمل المدارس، المرافق، ورفع كفاءة شبكة الطرق.

وفى غرب أسيوط، تم اعتماد ميزانية قدرها 490 مليون جنيه لتنفيذ مشاريع متنوعة تشمل مركز الشباب المصغر، محطة المياه، وحدات “سكن لكل المصريين”، وسوقًا تجارية كما تعمل إدارة المدينة على تشغيل الخدمات الأساسية مثل المدارس، الحضانات، ونقاط الشرطة والإطفاء، لضمان بيئة معيشية متكاملة.

شرايين الحياة

يرى الدكتور عبدالرحمن خليل، الخبير والمطور العقارى فى تصريحات لـ«المال»، أن مشروعات الطرق فى المدن الجديدة تعد بمثابة شرايين الحياة التى تضمن استدامة التنمية العمرانية فى مصر.

وأضاف، لا يمكن تحقيق تنمية حقيقية دون شبكة طرق قوية وممهدة وفق المعايير الدولية، فالبنية التحتية السليمة هى الأساس لاستمرار افتتاح المدن الجديدة وتعزيز العمران فى كافة أنحاء الجمهورية.

وأوضح أن الاهتمام بقطاع الطرق والكبارى ليس مجرد رفاهية، بل عنصرًا رئيسيًا فى تحقيق الاستفادة الفعلية من أى مدينة جديدة، سواء كانت سكنية أو صناعية أو تجارية.

ولفت إلى أن، المدينة دون شبكة طرق متكاملة ستفقد قيمتها، فكيف يمكن الوصول إليها بسهولة؟، كيف يمكن نقل البضائع والمنتجات من المصانع إلى الأسواق المحلية والعالمية؟.

وأشار إلى أن الدولة واجهت فى السابق انتقادات حول التوسع فى مشروعات الطرق، إلا أن الواقع اليوم يثبت أن هذه الاستثمارات كان لها أثرًا إيجابيًا على الاقتصاد والصناعة والتصدير، بل وعلى الأمن القومي.

واستطرد قائلًا، اليوم أصبح بإمكان أى شخص التنقل بين مختلف المناطق عبر طرق متنوعة مثل الطريق الدائري، والطريق الأوسطي، والطريق الإقليمي، مما يوفر بدائل متعددة تسهل حركة الأفراد والبضائع وتعزز التكامل الاقتصادى بين المحافظات.

واختتم الدكتور خليل حديثه بالتأكيد على أن استراتيجية تطوير الطرق ليست مجرد استجابة لاحتياجات اليوم، بل هى رؤية مستقبلية تستهدف بناء مصر الحديثة، إذ يتم إنشاء شبكات طرق متطورة فى مختلف أنحاء الجمهورية، مما يسهم فى تحقيق التنمية المستدامة وتوسيع رقعة العمران وتحقيق الانتشار الأفقى لخدمة الأجيال القادمة.