أكد عدد من مديرى شركات السياحة بالإسكندرية، تراجع معدلات إقبال المواطنين على رحلات العمرة خلال الموسم الحالي، مقارنة بأعداد السنوات الماضية، بسبب ارتفاع الأسعار بنسب وصلت إلى %20.
وقال ممثلو الشركات فى تصريحات لـ”المال”، إن الأسعار الحالية سواء لتذاكر الطيران، أو الإقامة تشهد ارتفاعًا كبيرًا، كما أن انخفاض قيمة الجنيه أمام العملات الأجنبية كان له تأثيرًا أيضًا، وانعكس ذلك على حركة المعتمرين بالموسم.
يرى المهندس زين العبيدى نائب رئيس لجنة السياحة فى جمعية رجال أعمال الإسكندرية والخبير السياحى ومستشار منظمة السياحة العربية أن حركة التشغيل فى بعض الشركات العاملة فى نشاط السياحة الدينية شهدت تراجعًا ملحوظًا خلال موسم شهر رجب المنتهى بالنسبة لرحلات العمرة.
وقدر العبيدى نسبة التراجع هذا العام خلال موسم العمرة فى شهر رجب بنحو %25 على الأقل مقارنة بمعدلات الأعداد فى العام الماضي، لافتًا إلى أن الشركات تعانى من ظاهر السماسرة التى أصبحت منتشرة بشدة فى الفترة الحالية.
وأشار إلى أن من صالح الدولة أن أن يعمل فى هذا النشاط الشركات المعتمدة وأصحاب التراخيص ، لأن ذلك سيعمل بقوه على توفير أمان للمعتمر وعدم تعرضه للنصب والاحتيال.
ولفت إلى أن هناك عاملًا آخر لا يمكن أن نغفل تأثيره على الإقبال وهو زيادة تكلفة رحلات العمرة هذا العام نتيجة عدة عوامل داخلية وخارجية، موضحًا أن هناك زيادة فى التكلفة تتراوح من 15 إلى 20 على الأقل مقارنة بالعام الماضي.
وبين أن الدخلاء والسماسرة الذين يعملون فى هذا المجال لا يستطيعون تجهيز وإحضار تأشيرات جماعية على غرار الشركات، لكن هذه الظاهرة تحد من قوة تواجد الشركات المرخص لها بالعمل فى السوق المحلية.
وأوضح أن الضوابط التى تم إعدادها هذا العام كانت تمثل قيودًا إضافية وأدت إلى وجود تكلفة أكبر على الشركات لتقديم خدمة مناسبة للمعتمر.
ومن جانبه قال عمرو الزغبى المدير التنفيذى وعضو مجلس إدارة مجموعة شركات كيه ترافل للسياحة، إن الإقبال فى شهر رجب هذا العام يعتبر فى مستويات العام الماضى ولكن الزيادة المبالغ فيها فى أسعار الفنادق والطيران كان لها بعض التأثيرات السلبية.
وأضاف أن هذا الموسم كان متداخلًا مع زيارة الأراضى المقدسة من قبل بعض الجنسيات الاخرى، خاصة من الطائفة الشيعية التى تذهب فى بداية رجب ، لافتاً إلى أنه مع هذا التداخل أرتفعت أسعار الفنادق بشكل كبير جدًا فى المملكة.
ولفت الزعبى إلى أن بعض الفنادق التى كانت فى المستوى الاقتصادى المناسب سعرها يتراوح من 70 إلى 80 ريالًا فى الليلة أصبح ثمن الغرفه فيها يصل إلى 200 ريال وهذه أول مرة ترتفع بهذة الطريقة.
وأشار إلى أن الفنادق فى المدينة المنورة هى الأخرى شهدت ارتفاعًا ملحوظًا ، إذ كان سعر الغرفه يتراوح فى الماضى من 230 إلى 250 ريالًا وأصبح الآن 600 ريال، لافًتا إلى أن هذه الغرف تقع فى المنطقة الغربية بمستوى أربعة نجوم وليست خمسة نجوم.
وأكد ، على أن ارتفاع أسعار الإقامة يتزامن مع وجود أسعار مبالغ فيها بالنسبة لرحلات الطيران والتى شهدت زيادات كبيرة مؤخرًا، إذ أصبحت الرحلة إلى الأراضى المقدسة تبدأ حاليًا من 25 إلى 27 ألف جنيه للفئة الاقتصادية، مقارنة بـ 10 الاف فى السنوات الماضية.
ونوه إلى أن عمره البواخر قائمه بالفعل هذا الموسم ولكن الرواج عليها يكون لفئات محددة والتى ترغب فيها وخاصة من خط الصعيد والقاهرة فى بعض الأحيان أما من الإسكندرية فتكون المسافة بعيدة جدًا، ويضطر المسافر إلى استقلال أتوبيس ثم الذهاب إلى العبارة فى سفاجا للوصول إلى ضبا فى منطقة تبوك.
وطالب الزغبى بضرورة أن يكون هناك خطة ورؤية واضحة للعمرة فى مصر خلال الأعوام المقبلة، خاصة أن الموسم بدأ فى السعودية منذ شهر أغسطس وكان متاحًا أسعار غرف فندقية أرخص من التى يتم طرحها حاليًا ولكن التأخر فى فتح باب الحجز لشهر أكتوبر كان له تداعيات سلبية.
واعتبر أن بدء الموسم فى شهر أغسطس سيتيح الفرصة بشكل أكبر للعديد من الفئات التى يمكنها أن تعتمر فى هذا الفترة بخلاف بعض الفئات التى تكون مضطرة فى أدائها فى فترات أخرى لطبيعة أعمالها وانتظار العطلات.
وانطلق موسم العمرة للعام الهجري، رسميا أواخر سبتمبر الماضي، وأعلنت غرفة شركات ووكالات السفر عن الضوابط والقواعد المنظمة للموسم لضمان حقوق المعتمرين ونجاح الرحلات وتنظيم العلاقة بين الشركات المصرية والوكلاء السعوديين.
وشملت أهم الإجراءات التى طالبت الغرفة استيفائها، قيام الشركات بإصدار خطاب ضمان نهائى لصالح وزارة السياحة والآثار بقيمة 1.5 مليون جنيه لمدة 9 أشهر بغرض تنظيم رحلات العمرة لموسم 1446هـ، أو إصدار شيك مقبول الدفع بنفس المبلغ.
