صندوق «الحضرية» يبت في عروض شراكة مع القطاع الخاص خلال أسابيع

Ad

يستعد صندوق التنمية الحضرية لحسم مصير طرح أراضيه فى محافظتى كفر الشيخ والغربية للشراكة مع القطاع الخاص، وذلك خلال شهر فبراير المقبل، وفقًا لما قاله خالد صديق الرئيس التنفيذى للصندوق.

وأوضح صديق فى تصريحات لـ“المال” أن عددًا من المستثمرين المصريين والأجانب تقدموا بعروض تنموية ومالية جيدة لاستغلال قطعتى الأرض بالمحافظتين، موضحًا أنه من الصعب المفاضلة بين تلك العروض، لذلك تم تشكيل لجان مختصة لاختيار الأنسب.

وأشار إلى تقدم مستثمرين محليين فقط بعروض لتطوير أرض المحلة الكبرى، فيما تشهد أرض محافظة كفر الشيخ إقبالًا من تحالفات أجنبية وخليجية، منها تحالف إماراتى صيني، وآخر تركى سعودي، وثالث صينى تركي.

وتوقع أن تصل حجم استثمارات تطوير قطعة الأرض بمحافظة كفر الشيخ لنحو 30 مليار جنيه على مساحة 180 فدانًا، فيما ستبلغ استثمارات أرض المحلة الكبرى نحو 13 مليار جنيه، وتمتد على مساحة 47 فدانًا.

ولفت إلى أنه من أجل الوصول لأفضل العروض سواء تنمويًا أو ماديًا، فسوف يتم تنظيم مزاد سرى بأظرف مغلقة بين تلك التحالفات والشركات، يشارك فى الإشراف عليه ممثلون من المعهد القومى للتخطيط وهيئة الاستثمار.

ونوه إلى أن كل تحالف لديه تصور مختلف لاستغلال الأرض، سواء فى كفر الشيخ أو فى المحلة الكبرى، وكذلك فى تحديد الحصة النقدية أو العينية للصندوق، فهناك من يعرض %40 للصندوق والنسبة الباقية تخصص للشركة المستثمرة، والعكس.

وأكد سعى صندوق التنمية الحضرية حاليًا إلى استكشاف العديد من الفرص الاستثمارية الواعدة فى مجالات متعددة، تضم مشاريع إدارية وتجارية وطبية وتعليمية.

وبين أن هذه الفرص تشمل شراكات متنوعة مع المحافظات، حيث يدرس حاليًا 10 عروض لأختيار الأفضل منها، وأهمها يتركز فى مشروعين، الأول فى كفر الشيخ وجار اختيار مطور من القطاع الخاص، وهو مشروع عمرانى متعدد الاستخدامات سكنى وإدارى وتجارى وطبى وتعليمى ترفيهي.

وأوضح أن الهدف الرئيسى للصندوق يتمثل فى تحقيق عائد تنموى جيد، فالتنمية العمرانية تتقدم على المكاسب المادية فى الفترة الحالية.

وبين أن الصندوق يرفض الاقتراض من أى مؤسسات مصرفية، لارتفاع القيود وزيادة أسعار الفائدة، ما يضع أعباء مالية على المواطنين.

ويوم الخمس الماضي، نشرت “المال” موضوعًا يتضمن اعتزام الصندوق طرح 1800 وحدة سكنية بمشروع “داره” خلال الربع الأول، مستهدف تحقيق 10 مليارات جنيه مبيعات على مدار العام.

وذكر صديق أنه سيتم البدء فى تسليم المرحلة الأولى من مشروع “دارة” بعواصم المحافظات خلال النصف الأول من العام الجاري، بإجمالى 5 آلاف وحدة سكنية، بعد الانتهاء من المرافق ومد الشبكات والكابلات الكهربائية.

كما يدرس الصندوق إجراء طرحًا كبيرًا قبل النصف الأول من هذا العام، وهو ما يعكس الالتزام بدعم جهود الدولة فى تحقيق التنمية العمرانية المستدامة، والمساهمة فى توفير حياة كريمة للمواطنين، بما يتماشى مع رؤية مصر 2030.

وتتجاوز استثمارات “دارة” نحو 72 مليار جنيه، ويشمل مجموعة متنوعة من المشروعات السكنية والخدمات الرياضية والصحية والتعليمية، بإجمالى 62 ألف وحدة، ويجرى تنفيذ المشروع بالتعاون مع الهيئة الهندسية للقوات المسلحة، على مساحة 1400 فدان فى 13 محافظة، وفقاً لصديق.

وكشف صديق عن دراسة ضم أراض جديدة فى 5 محافظات ضمن المرحلة الثانية من المشروع، ليحقق حلم أبنائها فى سكن عصرى متكامل يوفر لهم الحياة الكريمة بأسعار تنافسية.

وأضاف أنه خلال العام الماضى ضخ الصندوق استثمارات تُقدر بنحو 4.5 مليار جنيه، ومن المقرر ضخ نفس القيمة خلال العام الجاري، وتتجه أغلبها لاستكمال مشروعات مثل الفسطاط فيو، وحدائق الفسطاط، وكذلك استكمال تطوير القاهرة التاريخية.

وتابع أن مبيعات الصندوق تجاوزت المستهدف بمعدل الضعف، ووصلنا إلى 20 مليار جنيه بنهاية العام الماضى 2024، مع تحقيق تقدم فى كافة المشروعات التى تم طرحها، وكانت المفاجأة الأكبر هى سوهاج بعد طرح مشروعين تم بيعهما مباشرة، وأيضًا مشروعاتنا فى المنصورة والزقازيق وكفر الشيخ والواحة والفسطاط فيو فى القاهرة، جميعها حققت أرقامًا جيدة تعكس حجم الطلب الكبير على فكرة الكومباوند فى المحافظات، لتبرز الرؤية الاستراتيجية لصندوق التنمية الحضرية فى القطاع العقاري.

واستكمل صديق، أن الصندوق سيخاطب وزارة المالية لتخصيص 10 مليارات جنيه لاستكمال الأعمال الاستثمارية الخاصة به.

وأوضح أن تلك الاستثمارات سيتم توجيها للإنفاق على مشروعات تطوير المناطق غير المخططة والمهددة، وإحياء القاهرة التاريخية.

وانتقل للحديث عن استهداف الانتهاء من مشروع حدائق الفسطاط، أكبر حديقة صناعية فى الشرق الأوسط والتى تمتد على مساحة 500 فدان، باستثمارات تتجاوز 12 مليار جنيه، خلال النصف الثانى من العام الجاري، حيث تجاوزت معدلات التنفيذ %60 وسيتم تسليمه لشركة كبرى تتولى إدارة المشروع بالكامل.

وأكد أن أعمال مشروع القاهرة التاريخية، تسير بقوة من أجل عودة المنطقة لطبيعتها، باعتبارها مسجلة فى التراث العالمى باليونسكو، ومن المتوقع استمرار الأعمال بها لعامين مقبلين بتكلفة تصل إلى 9 مليارات جنيه.

وبين أن الصندوق يعمل على إعداد دراسة شاملة لمشاريع طموحة تهدف إلى تطوير المناطق الحضرية، بتكلفة إجمالية متوقعة تصل إلى 29 مليار جنيه.

ووفق صديق تشمل هذه المشاريع شراكات مع جهات حكومية لتطوير البنية التحتية، بالإضافة إلى مشاريع سكنية صغيرة الحجم موجهة للمستثمرين، والتى تساهم فى تنشيط الاقتصاد المحلى وتحسين جودة الحياة للمواطنين لافتًا إلى أن هذه الخطة تهدف إلى تحقيق نمو مستدام للمدن المصرية، وتحسين كفاءة استخدام الموارد.

ونجح صندوق التنمية الحضرية فى ترسيخ مكانة العقار المصرى فى الأسواق الخارجية، وذلك من خلال اعتماد استراتيجية تسويقية مبتكرة تعتمد على فهم عميق لسلوكيات المستهلكين المصريين المغتربين.

وقد أثبتت تجربته فى المملكة العربية السعودية نجاح هذا النهج، حيث حقق مبيعات قياسية خلال معرض للتسويق العقارى بالعاصمة الرياض.

وخلال شهر أكتوبر الماضى شارك صندوق التنمية الحضرية بمعرض Nile Property EXPO بالعاصمة الرياض وشهد إقبالاً من جانب المصريين بالمملكة على زيارة أجنحة الصندوق، والتعرف على مختلف مشروعاته، والتقدم لحجز العديد منها، حيث تم بيع وحدات بقيمة تتعدى نصف مليار جنيه فى ثلاثة أيام، بما يعكس النجاح فى التسويق للمشروعات والترويج لفرصها المميزة.

وطرح الصندوق حينها عددًا من الوحدات بمشاريعه السكنية المتكاملة، التى تلبى احتياجات مختلف الشرائح، وتعكس تجربة الصندوق الرائدة، حيث شارك بمشروعات “دارة” بالعديد من محافظات مصر منها القاهرة، والشرقية، والقليوبية، وسوهاج، والمنيا، وكفر الشيخ، والدقهلية، والفيوم، والمنوفية، إلى جانب مشروع “الواحة فيو” المتواجد بحى الواحة بامتداد التجمع الخامس، فضلًا عن مشروع “الفسطاط فيو” بمنطقة الفسطاط التاريخية، فى موقع استراتيجى حيوى بقلب القاهرة.

وقال صديق إن الصندوق يعمل حاليًا على توسيع نطاق عملياته لتشمل أسواقًا جديدة وواعدة، مثل إيطاليا، وذلك من خلال شراكات استراتيجية مع الجهات الحكومية والقطاع الخاص، كما جذبت جهود الصندوق عدة دول منها السعودية وكينيا وتنزانيا وأنجولا وغيرهم للاستفادة من خبراته.

وطلبت المملكة العربية السعودية نقل خبرات الصندوق فى تطوير القاهرة التاريخية للاستفادة منها فى المنطقة الشرقية بالمملكة، وهذه الجهود تساهم فى تعزيز الاقتصاد الوطنى وتوفير فرص عمل جديدة، وتجعل من مصر وجهة استثمارية جاذبة فى قطاع العقارات.

الجدير بالذكر أن صندوق التنمية الحضارية والذى كان يسمى فى السابق صندوق تطوير العشوائيات تم إنشاؤه عام 2008 بهدف حصر المناطق العشوائية وتطويرها، ووضع الخطة اللازمة لتخطيطها عمرانيًا، وإمدادها بالمرافق، ومنذ 4 سنوات تم تغيير اسمه إلى «التنمية الحضرية»، ويسعى حاليًا لبدء عهد جديد ومختلف تمامًا من الاستثمارات ليتحول إلى هيئة اقتصادية متكاملة يقتحم كل الأنشطة، ويتوقع دخوله فى منافسة لإنشاء مشروعات عمرانية متكاملة الفترة المقبلة.

صديق لـ«المال»: التنمية تتقدم على المكاسب المادية الفترة الحالية

تشكيل لجان حكومية متعددة لاختيار أفضل تصور لاستغلال الأصول

استكشاف الفرص الواعدة فى المجالات الإدارية والتجارية والتعليمية

استبعاد الاقتراض البنكى حاليًا بسبب ارتفاع التكاليف والأعباء

السعودية وكينيا وتنزانيا وأنجولا طلبت نقل الخبرات

إقبال كبير من تحالفات خارجية على أرض كفر الشيخ