يعانى قطاع الدواجن خلال موسم الشتاء الحالى من 7 تحديات ومشكلات دفعت الأسعار نحو الاشتعال.
وتخطى الكيلو من اللحوم البيضاء 105 جنيهات مقابل 80 مطلع العام بزيادة 31.25 %، بينما تسجل سعر الفراخ الحمراء “الساسو“ 120 و”البلدى / الفيومى“ 130 ، وكيلو البانيه قرابة 200.
وتمثل تلك الأسعار المستوى المتوسط فى الأسواق المزدحمة والشعبية وقد ترتفع عن ذلك فى المناطق الراقية.
وتتمثل أهم أسباب قفزات أسعار الدواجن تكمن فى تجدد ظهور الأوبئة بين القطعان ، وارتفاع ثمن الأعلاف ، وزيادة أسطوانات البوتاجاز مؤخرا ، وارتفاع سعر الكتكوت، وتخارج الكثير من المزارع عن منظومة الإنتاج خلال فصل الشتاء، وزيادة معدلات السحب فى الأسواق ، وارتفاع تكاليف التشغيل ومدخلات الإنتاج وتتصدرها الأمصال.
بداية، قال عبد العزيز السيد رئيس شعبة الدواجن بالغرفة التجارية بالقاهرة إن هناك ارتفاعا ملحوظا فى أسعار الدواجن البيضاء فى الأسواق حاليا مقارنة مع يناير الماضى.
وأرجع “السيد” تلك الزيادة إلى خروج شريحة معتادة من المربين خلال دورة فصل الشتاء مقدرة بنحو %25 بسبب البرودة الزائدة وزيادة أسعار وقود التدفئة إلى 250 جنيها بدلا من 200 وهذه القيمة تعادل %6 من التكلفة الكلية ، وكذلك زيادة أسعار العلف يواقع 500 جنيه فى طن الذرة المستوردة لتسجل 13500 بدلا من 13 ألفا.
يذكر أن تكلفة تربية دجاجة البيض من عمر يوم حتى موسم الإنتاج يسجل 460 جنيها والكتكوت 80، ويندرج ذلك البند ضمن هذه التكلفة، فضلا عن المحددات الأخرى مثل العلف والتدفئة طبقا لدراسة قام بها اتحاد منتجى الدواجن.
وأضاف “السيد” أن زيادة سعر الدواجن مرتبطة أيضا بتحريك ثمن الكتاكيت لتسجل 40 جنيها حاليا مقابل 25 فى بداية 2024 حيث تستعد الأسر الريفية والمزارع لطرح دورة لشهر رمضان للاستفادة من موسم الصوم.
وأكد صعوبة التنبؤ بمستويات أسعار الدواجن واتجاهها المرتقب خلال شهر رمضان المقبل ، مشيرا إلى أن هناك زيادة ملحوظة فى معدلات الاستهلاك عن الشهور الماضية بنسبة تصل إلى 30 % ، ومن ثم تظل النسبة متزايدة فى الأسواق.
وأكد “السيد” أن زيادة معدلات وانتشار الأوبئة فى قطاع الدواجن تؤدى إلى انخفاض إنتاج اللحوم وضعف تحويل العلف فى القطعان ونقص وتراجع البيض والنفوق، مشيرا إلى أن معدلات الأخير تسجل %10 حاليا فى المزارع.
وطبقا لتصريحات أحمد نبيل رئيس شعبة البياض فى اتحاد منتجى الدواجن لـ “المال” فهناك أوبئة تفترس قطعان الدواجن المنتجة للبيض أو المنتجة للحم حاليا تؤدى فى النهاية إلى التأثير السلبى على الإنتاجية ، والتسعير صعودا أوهبوطا ، بالتزامن مع انخفاض الإنتاجية بنحو %40 فى المزارع.
وأضاف “نبيل” أن هناك سلالة جديدة من إنفلونزا الطيور وهى “أتش 9“ فضلا عن الأمراض المعتادة وهي”الجمبرو ibd” و”نيوكاسل” و”ib“.
ولفت إلى أن هذه الأمراض تفتك بالقطعان وبالتالى تخفض إنتاجية البيض واللحوم نتيجة ضعف المناعة، مؤكدا أن المزارع توجه ميزانية كبيرة للوقاية والتحصينات ومكافحة الأوبئة.
وقال إن مزارع التسمين أو البياض مهددة بتلك الأوبئة العابرة للحدود وتلحق الضرر بقطعان الدواجن فى المزارع وتؤدى لظهور حالات عديدة من النفوق بالتزامن مع ارتفاع تكاليف التحصينات وتفاقم الأوبئة بما يؤثر على الأسعار للمستهلك النهائى، وعلى تكاليف دورة التشغيل والإنتاج.
ووفقا لتصريحات هيئة الخدمات البيطرية تنتج مصر حوالى 14 مليار من بيض المائدة ويعد متوسط نصيب الفرد من لحوم الدواجن فى حدود 21 كجم سنويا تقريبا ومتوسط نصيب الفرد من بيض المائدة 130 تقريبا فى السنة ويعمل بصناعة الدواجن أكثر من 5 ملايين.
وكشف “ نبيل” أن هناك ارتفاعا فى تسعير التحصينات مقارنة مع عام 2023 بنحو %900 ، لاسيما مع تراجع توفير الدولار خلال الفترة الماضية ودخول وعودة النشاط الداجنى بشكل كبير حاليا بعد تراجع سعر الأعلاف مؤخرا.
وأضاف أن سعر طبق البيض للمستهلك يسجل حاليا 166 و170 جنيها للأبيض و170 و175 للأحمر.
وأكدت وزارة الزراعة فى بيان مؤخرا أن الدولة مهتمة بالتوسع فى الاستثمارات فى صناعة الدواجن وتدشين مشروعات عملاقة وتوفير البنية التحتية لإقامة هذه المشروعات والمشاركة الفعالة مع القطاع الخاص لصالح الوطن.
وتتميز مصر الآن بوجود أكثر من 34 منطقة خالية من إنفلونزا الطيور ووجود البنية التحتية اللازمة للتشخيص التابعة لمعامل وزارة الزراعة المعتمدة دوليا من معامل مرجعية عالمية تحت مظلة (WOAH) لرصد إنفلونزا الطيور والبروسيلا، بالإضافة إلى معايرة اللقاحات البيطرية.
ووفقا لتصريحات سابقة للدكتور ممتاز شاهين رئيس هيئة الخدمات البيطرية فإن صناعة الدواجن تمثل ركيزة أساسية لضمان الأمن الغذائى وتوفير البروتين الحيوانى والتى بلغ حجم الاستثمارات بها فى مصر أكثر من 100 مليار جنيه، حيث إن إجمالى حجم إنتاج القطاع التجارى من الدواجن فى مصر حوالى 1.4 مليار طائر سنويا بينما ينتج القطاع الريفى حوالى 320 مليون دجاجة بلدية تقريبا فى السنة وبلغ حجم الإنتاج المحلى من بدارى التسمين والدجاج الريفى2.1 مليون طن وهو يغطى %97 من الاحتياجات.
«الاتحاد»: ارتفاع ثمن العلف يؤثر على تكاليف التشغيل
