«النقل السياحي» يعول على عام أفضل بدعم من مشروعات البنية التحتية

Ad

يواجه قطاع النقل السياحى فى السوق المحلية، تحديات كبرى فى ظل استمرار صعوبة استيراد السيارات، بما فى ذلك الحافلات الصغيرة والمتوسطة من ماركات عالمية مثل “تويوتا”، ومحدودية الإنتاج المحلى لهذه النوعية فى الوقت الحالى.

صعوبة الاستيراد فى الوقت الحالى أصبحت أحد التحديات التى تواجهها الشركات العاملة فى القطاع لتحديث أساطيلها وتلبية الطلب المتزايد من السائحين، خاصة خلال المواسم السياحية النشطة، وعلى الرغم من الإنجازات التى حققتها بعض الكيانات، فإن نقص السيارات الحديثة أضاف أعباء تشغيلية ومعوقات أمام تقديم خدمات بجودة تنافسية.

ومع توقعات عام 2025، تتبنى بعض الشركات إستراتيجيات طموحة للانتقال إلى وسائل نقل صديقة للبيئة، فى إطار دعم التحول نحو الاقتصاد الأخضر، من خلال تجاوز العقبات الحالية ودعم الجهود الرامية لتحقيق موسم سياحى قوى يدعم استقرار القطاع ونموه.

فى البداية، أوضح أيمن عبد اللطيف، رئيس شركة داون تاون للسياحة، أن قطاع السياحة المصرى يواجه تحديات غير مسبوقة بفعل مجموعة من العوامل المؤثرة، أبرزها الأزمات الإقليمية والتوترات المتصاعدة فى دول الجوار مثل غزة ولبنان وليبيا، والتى أضفت حالة من القلق حول استقرار وأمان المنطقة، مما أثر سلباً على تدفق السياح، إذ تعتبر المنطقة محط تساؤلات بشأن استقرارها وأمانها من قبل السياح، كما أن توقف تدفق الزوار ساهم فى تفاقم التحديات التى تواجه القطاع.

وأضاف لـ”المال”، أن تهديدات استهداف السفن فى منطقة البحر الأحمر من جماعات اليمن، أثرت على حركة السفن والباصات السياحية، التى كانت تستقبل السياح القادمين فى رحلات بحرية، كما أدى ارتفاع أسعار الوقود إلى زيادة كبيرة فى تكاليف النقل، مما أثر على الطلب على خدمات النقل السياحى.

أشار عبد اللطيف إلى غياب بيانات دقيقة حول حجم الأثر الاقتصادى، مما يترك المجال مفتوحاً للتقديرات المبنية على المعطيات الحالية، والتى تشير إلى انخفاض قد يصل إلى 30 - %40 فى الحركة السياحية.

على الرغم من التحديات التى تواجه القطاع السياحى، أعرب أيمن عبد اللطيف، رئيس شركة داون تاون للسياحة، عن تفاؤله بمستقبل السياحة المصرية، مستعرضاً مستهدفات إيجابية لعام 2025 يمكن أن تحقق انتعاشاً ملحوظاً للقطاع.

وأكد عبد اللطيف أن استئناف رحلات الحج البرى يعد خطوة محورية لدعم حركة النقل البرى وزيادة الإقبال على خدمات الأتوبيسات السياحية، موضحًا أن تنظيم هذه الرحلات بشكل منظم من شأنه أن يساهم فى تحقيق طفرة فى إيرادات شركات النقل، إلى جانب تعزيز الطلب على خدماتها، خاصة مع الإقبال المتوقع من الحجاج والمعتمرين.

وشدد على أهمية المشاريع الحكومية الجارية لتطوير البنية التحتية، بما يشمل إنشاء طرق جديدة، وكبارى، ومرافق سياحية حديثة، لافتًا إلى أن هذه الجهود ستساهم فى تعزيز قدرة القطاع على استيعاب الطلب المتزايد، كما ستُحسّن من تنافسية السياحة المصرية على الصعيدين الإقليمى والدولى.

وعبّر عبد اللطيف عن أمله فى انتهاء النزاعات الإقليمية، لاسيما حرب غزة واستقرار الأوضاع فى سوريا ولبنان، مشيراً إلى أن تحقيق الاستقرار الأمنى والسياسى فى المنطقة سيكون له أثر إيجابى كبير على حركة السياحة، متوقعًا أن يؤدى هذا الهدوء إلى تدفق أكبر للسياح، مما سيخلق موسماً سياحياً قوياً يدعم الاقتصاد الوطنى.

وفى إطار إستراتيجيات تعزيز القطاع، لفت عبد اللطيف إلى أهمية التعاون مع الشركات الكبرى، مثل شركة “نورس”، التى تمتلك أساطيل ضخمة قادرة على تلبية احتياجات النقل البرى للسياح بكفاءة، مؤكدًا أن هذه الشراكات تساهم فى تعزيز كفاءة الخدمات المقدمة وتوسيع نطاقها لتشمل قطاعات أوسع من السوق.

وأوضح عبد اللطيف أن التحديات الراهنة يمكن تجاوزها من خلال تكاتف الجهود المبذولة لدعم السياحة وتطوير بنيتها التحتية، معربًا عن ثقته بأن العام 2025 يحمل فى طياته فرصاً كبيرة لتحقيق قفزة نوعية فى أداء القطاع، مما يعزز مكانة مصر كوجهة سياحية عالمية.

من جهته قال محمود رجب، المدير التنفيذى لشركة رانكو للنقل السياحى، إن القطاع واجه العديد من المعوقات خلال عام 2024، أبرزها تأثير الأزمات الإقليمية مثل النزاعات فى المنطقة، والتى ألقت بظلالها على حركة السياحة الوافدة.

كما أسهم ارتفاع تكاليف الوقود والنقل البرى فى زيادة الأعباء التشغيلية، مما أثر على تكاليف الخدمات المقدمة للسياح، مضيفًا أن غياب التخطيط التكاملى بين مختلف الجهات المعنية أبطأ بعض مشاريع تطوير البنية التحتية الداعمة للنقل السياحى.

وفيما يتعلق بمستهدفات عام 2025، أكد رجب أن شركته تسعى إلى تحقيق قفزة نوعية فى قطاع النقل السياحى بالتعاون مع الجهات الحكومية والشركاء المحليين والدوليين، مشيرًا إلى أنها تخطط زيادة الاعتماد على وسائل نقل صديقة للبيئة لدعم التحول نحو الاقتصاد الأخضر.

لفت إلى أهمية المبادرات الحكومية لتطوير البنية التحتية، مشيراً إلى أن إنشاء شبكات طرق وكبارى حديثة سيسهم فى تسهيل التنقل بين الوجهات السياحية وزيادة جاذبية مصر كوجهة سياحية مميزة، منوهًا بأن استقرار الأوضاع الإقليمية سيشكل عاملاً حاسماً فى تعزيز تدفق السياح ودعم نمو القطاع.

وشدد رجب على أهمية تعزيز التعاون بين شركات النقل السياحى والجهات المعنية، مؤكداً أن “رانكو” تسعى إلى توسيع شراكاتها مع المشغلين السياحيين لتقديم حلول نقل متكاملة للسياح، بما يدعم جهود الدولة لزيادة أعداد السياح وتحقيق التنمية المستدامة للقطاع السياحى.

من جانبها، كشفت شاهيناز الشاعر، رئيس مجلس إدارة مجموعة “بلو سكاي” للنقل السياحى، عن نجاح الشركة فى تحقيق المستهدف خلال الموسم السياحى الأخير، على الرغم من التحديات الصعبة التى واجهت القطاع.

وأوضحت أن الموسم السياحى كان جيداً من حيث الطلب، ولكن قلة وسائل النقل، خصوصاً الموديلات الحديثة منها، أدت إلى مشكلات مع العملاء الأجانب.

توُعد مجموعة “بلو سكاي” للنقل السياحى واحدة من أقدم الشركات العاملة فى هذا القطاع، حيث تأسست قبل أكثر من 50 عاماً، وتضم شركتين متخصصتين فى النقل السياحى وخدمات الليموزين.

وتمتلك الشركة أسطولاً يضم أكثر من 150 حافلة مجهزة، إلى جانب فريق كبير من السائقين المؤهلين لخدمة العملاء بكفاءة.

وأرجعت رئيس مجلس إدارة المجموعة أسباب نقص السيارات إلى عدة عوامل رئيسية، أبرزها صعوبة استيراد السيارات، والذى شمل أيضاً الميكروباصات والمينى باص من ماركة “تويوتا”، ما أثر بشكل مباشر على أسطول النقل السياحى.

كما أشارت إلى صعوبة إجراء التحويلات البنكية وارتفاع أسعار الفائدة، مما زاد من صعوبة التمويل، مضيفة أن انخفاض أسعار البيع للعملاء، مقابل ارتفاع تكلفة التشغيل، زاد من الأعباء على شركات النقل، خصوصاً فى ظل عدم التزام هذه الشركات بتطبيق قائمة أسعار غرفة السياحة، ما أدى إلى ضغط على أرباح الشركات العاملة فى المجال.

وعبّرت عن تفاؤلها تجاه العام المقبل، مشيرة إلى أن القطاع قادر على تحقيق أداء أفضل بشرط تفهم الحكومة لاحتياجات قطاع النقل السياحى والسياحة بشكل عام.

رئيس «داون تاون» لـ«المال:» استئناف رحلات الحج البرى خطوة محورية ستدعم القطاع