قال عدد من الخبراء ورؤساء شركات تكنولوجيا المعلومات إن اتجاه الحكومة المصرية نحو التوسع فى استخدام تقنية الذكاء الاصطناعى فى ميكنة الخدمات العامة وتحسين أداء موظفيها سيحسن بدوره تصنيفها على مؤشر النضج الرقمى والاحصائيات الصادرة عن المؤسسات الدولية فى هذا الصدد مثل البنك الدولى والأمم المتحدة.
وشددوا على أهمية وسرعة الاستثمار فى تدريب الكوادر على الاستخدام الآمن لتطبيقات الذكاء الاصطناعى بما ينعكس على رفع كفاءة الهيئات والمؤسسات الحكومية ويخلق بيئة عمل أكثر تقدما وتطورا بما يتماشى مع المتغيرات التقنية.
كان الدكتور مصطفى مدبولى رئيس مجلس الوزراء وجه فى اجتماع الحكومة الخميس الماضى الشباب إلى ضرورة الانتباه إلى قطاع الاتصالات والتكنولوجيا كونه المستقبل الحقيقى لما يتمتع به من توافر فرص عمل ويدر عائدًا ماديًا أكبر من أى قطاعات اقتصادية أخرى ، منوها أن الذكاء الاصطناعى أصبح مسيطرا على كل شيء فى العالم.
التنمية المستدامة
أكدأحمد عبد اللطيف، عضو مجلس إدارةجمعية إنترنت مصر، أنالذكاء الاصطناعييُعد أداة تمكين قوية وفعالة يمكن توظيفها لخدمةأهداف التنمية المستدامة، عبر تزويد الموظفين بأحدث الأدوات التكنولوجية المتقدمة لتعزيز إنتاجيتهم ورفع كفاءتهم.
وأوضح عبد اللطيف أن التحدى الأكبر فى تحقيق التنمية المستدامة يتمثل فى محورين أولهمااكتشاف موارد جديدة، والثانيزيادة الإنتاجيةباستخدام المصادر المتاحة، موضحًا أن الذكاء الاصطناعى يلعب دورًا محوريًا فى تنفيذ الأخير حيث يعمل على تحسين الكفاءة وتعظيم الاستفادة من الموارد الموجودة دون الحاجة إلى أخرى إضافية.
وقال إن استخدامالذكاء الاصطناعيداخل المؤسسات الحكومية سيعمل علىزيادة إنتاجية الأفراد، ولكنه لن يكون بديلاً عن العنصر البشري، إلا أن الأمر يتطلب تدريبًا مكثفًاللموظفين، وذلك من خلال وضعخطة عملواضحة وجدول زمنيمحدد لضمان استفادتهم الكاملة من هذه الأدوات المتطورة.
وأضاف عبد اللطيف أن تدريب الموظفين على استخدامات الذكاء الاصطناعى لا يقتصر فقط على تحسين أدائهم داخل مؤسساتهم، بل يفتح أيضًاآفاقًا جديدةلمسارهم المهني، سواء داخل الجهات المعنية أو خارجها، مشيرا إلى أن اكتساب مهارات هذه التقنية يزيد منالقيمة السوقيةللموظفين، و يعزز فرصهم فى التطور الوظيفى والتنقل بين المهام ذات المتطلبات التكنولوجية العالية.
وأشار إلى أن بعض المهام الروتينية والمتكررة، والتى غالباً ما تكون محدودة الفرص للتقدم الوظيفى أو النمو المهني، ستشهد تحولاً جذريًا مع انتشارتقنيات الذكاء الاصطناعي مما يجعلهابديلاً فعالاًللوظائف التقليدية التى لا تتطلب مهارات عالية.
وأضاف أن الأفراد الذين يعملون فى هذه المهن لن يفقدوا فرص عملهم بالكامل، بل سيتمإعادة توجيههمنحو وظائف أخرى أكثر تطورًا وإبداعًا ولها مردود مالى أعلى، وأنه من خلال برامجالتدريبوالتأهيل، يمكن لهؤلاء الموظفين اكتساب مهارات جديدة تتناسب مع متطلبات سوق العمل الحديث، مثل إدارة أنظمة الذكاء الاصطناعي، أو تحليل البيانات، أو العمل فى مجالات تتطلب التفكير النقدى وحل المشكلات المعقدة.
وأوضح أن الاتجاه السائد فى تنفيذ تطبيقات الذكاء الاصطناعى عالميايتضمن مدرستين فكريتين أولهما يتمثل فى النهج الذى يتبناهرأس المال ، حيث يتم استبدال العمالة البشرية بالآلات والبرمجيات دون مراعاة لمصلحة الموظفين أو الصالح العام، واصفا إياه بالأنانيةوقصير الأجل، حيث يركز فقط على تعظيم الأرباح على حساب القوى العاملة.
واستشهد بمقولة الرئيس التنفيذى لشركة إنفيديا العالمية جنسن هوانجوالذى يؤكد أن تطبيق الذكاء الاصطناعى يمكن أن يسير فى اتجاهين مختلفين تمامًا.
وتابع أن الاتجاه الثانى أكثر إنسانية واستدامة، حيث يمكن استخدام الذكاء الاصطناعى فى تعزيز إنتاجية العمالة الحالية بنسبة تصل إلى%50 لكل موظف، مضيفًا أن هذه الطريقة تؤدى إلى نتيجة مماثلة لتوظيف%50 من عمالة إضافية، ولكن دون الحاجة إلى استبدال العمالة البشرية، بل على العكس، يتم تمكين الأفراد من خلال تحسين كفاءتهم وتوسيع قدراتهم، مما يعود بالنفع على المؤسسة والمجتمع ككل.
وذكر أن السيناريو الثاني، من المتوقع أن يكون الأكثر انتشارًا، ويمكن تعزيزه من خلالتدخل الحكومةوتقديمحوافز وتسهيلات ضريبيةللشركات التى تتبنى النهج الإيجابى فى استخدام الذكاء الاصطناعي، فعلى سبيل المثال، فيقطاع السياحة، يمكن منح تخفيضات ضريبية لمدة 5 أعوام للجهات التى تلتزم بعدم تقليل العمالة البشرية، وفى نفس الوقت تستثمر فى تطوير مهارات موظفيها من خلال استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي.
وأكد أن إنشاءمنظومة حوافزفى القطاعات ذات الكثافة العمالية العالية سيشجع أصحاب العمل من مختلف القطاعات علىالحفاظ على الموظفين، والاستثمار فيتدريبهم، ورفع مستوىكفاءتهمالمهنية.
ولفت إلى أن الحكومة يجب أن تلعب دورًا محوريًا فى خلقمناخ داعميعزز من تطوير المهارات ورفع الكفاءات، بما يضمن أن تكون أهداف القطاع الخاص متوافقة مع رؤية الدولة وسياساتها التنموية.
ورأى أن هذا النهج يشجع الشركات على تحقيق التوازن بين تبنى التكنولوجيا الحديثة والحفاظ على العمالة البشرية، مع تعزيز كفاءة الموظفين من خلال التدريب والتأهيل، وبالتالي، يصبح الذكاء الاصطناعى أداة لتحسين الإنتاجية ودعم العمالة، بدلاً من أن يكون مجرد وسيلة لخفض التكاليف.
وأكد أن تبنيالسيناريو الأول، الذى يهدف إلى تقليل العمالة البشرية، قد يؤدى إلىاضطرابات مجتمعيةنتيجة ارتفاع معدلات البطالة، مما يترتب عليهآثارًا اجتماعية سلبيةواسعة النطاق، فيما يضمن الثانى الحفاظ علىالقوى العاملةبالكامل، مع العمل على تحسين مهاراتهم وتطوير قدراتهم المهنية.
ورأى أن هذا النهج يمكن أن يحول الذين كانوا يعملون فيوظائف دنياإلى مستويات وظيفية أعلى، وذلك من خلال تزويدهم بالأدوات التقنية التى تمكنهم من القيام بمهامإدارية علياوأكثر تعقيداً،مما يعود بالنفع على الأفراد والمجتمع والاقتصاد ككل.
وأشار إلى أندولة الإمارات ، التى تستثمر مليارات الدولارات فى تطوير مشروعات تكنولوجية مدعومة بالذكاء الاصطناعي، تدرك تماما القوة الهائلة لهذه الأداة فى تحقيقأهدافها التنمويةالطموحة، مضيفًا أن هذه الاستثمارات تهدف إلى وضعها على قدم المساواة مع السعودية، خاصة فى ظل وجود المملكة ضمن أكبر 20 اقتصادًا على مستوى العالم.
أكدعبد اللطيفأن العالم مازال فيالمراحل الأولىمن تطور الذكاء الاصطناعي، مشبهًا هذه المرحلة بـنهاية العصر الحجرى وبداية العصر البرونزيلهذه التقنية، مؤكدًا أن العالم لا يزال فى طور استكشاف الإمكانات الهائلة للذكاء الاصطناعي.
وتابع قائلا: “لم نصل بعد إلى مرحلة النضج الكامل فى توظيف هذه الأداة المتقدمة، لاسيما و أن الخطوات الحالية تُعتبر مجرد بداية لرحلة طويلة من الابتكار والاكتشاف، حيث ستستمر التطورات فى إعادة تشكيل الطريقة التى نعيش ونعمل بها”.
استخدامات متعددة
من جانبه ، قالأحمد ماهر، الرئيس التنفيذى لشركة “ستراتيجيزت مصر”، لحلول نظم المعلومات الجغرافية والتحول الرقمي، إن استخدام الذكاء الاصطناعي(AI)فى الخدمات الحكومية له صورا متنوعة خاصة وأنه يهدف إلى تحسين الكفاءة ورفع جودة الخدمة، منوها عن إمكانية الاستعانة بروبوتات المحادثة (Chatbots)للرد على استفسارات المواطنين، أو من خلال أنظمة مساعدة ذاتية لتقديم الخدمات عبر الإنترنت.
واستطرد أنه يمكن توظيف تقنية الذكاء الاصطناعى كذلك فى تحليل البيانات واتخاذ القرار، وتوقع الاحتياجات المستقبلية باستخدام التعلم الآليMachine Learning.
وأكد أنه فى مجال الأمن والسلامة، نجد حاليا استخدام الكاميرات الذكية لمراقبة المناطق العامة والطرق، للكشف عن حالات الاشتباه والحوادث تلقائيًا، لافتا أن هذه التقنية تستخدم عمومًا فى تحسين كفاءة توزيع الموارد مثل المياه والطاقة، ومراقبة البنية التحتية وإدارة المشاريع، بالإضافة إلى أتمتة العمليات الروتينية مثل مراجعة المستندات، وتسريع الإجراءات القانونية باستخدام تحليل النصوص.
ولفت إلى أنه فى مجال البيئة والزراعة، يتم توظيفه لمراقبة التغيرات المناخية والتنبؤ بها، ومتابعة صحة النباتات، والتنبؤ بالأمراض والآفات، وأن هذه التطبيقات تعزز الكفاءة، تقلل التكاليف، وتزيد من رضا المواطنين عن الخدمات
مؤشر النضج الرقمي
بينما قالأحمد حسن، مدير التسويق بشركةDevopsolutionللبرمجيات،إن دمج تقنيات الذكاء الاصطناعى فى منظومة العمل الحكومية سيحسن بشكل كبير من تصنيف مصر على مؤشر النضج الرقمى فى تقارير مؤسسات دولية مرموقة مثل الأمم المتحدة والبنك الدولى والمنتدى الاقتصادى العالمي.
وأوضح أن هذا التحول سيؤدى إلى أتمتة المهام الروتينية والمتكررة ، مما يوفر للموظفين الحكوميين فرصة لاستغلال وقتهم بشكل أكثر فعالية وإنتاجية فى المهام ذات القيمة المضافة.
وأضاف حسن أن استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي، وخاصة “الشات بوت” (Chatbot)، سيمكن الحكومة من التفاعل مع المواطنين بشكل أكثر كفاءة وسرعة، لاسيما وأن هذه التقنية قادرة على الرد على الاستفسارات بشكل فوري، وتعمل كموظف افتراضى متاح على مدار الساعة، مما يضمن توفر الخدمات الحكومية فى أى وقت ومن أى مكان، وبالتالى يعزز تجربة المستخدم ويقلل من وقت الانتظار.
وأشار إلى أن أحد أبرز مزايا الذكاء الاصطناعى فى القطاع الحكومى هو قدرته على التعامل مع أعداد كبيرة من الجمهور بكفاءة ودقة عالية،كما يمكن استخدامه أيضا فى تنظيم مواعيد تقديم الخدمات بشكل فردى لكل مواطن، وتحديد ساعات الذروة وأنماط الطلب مما يقلل من الازدحام ويحسن تجربة المستخدم.
وأكد أن هذه التحليلات القائمة على البيانات ستسهم فى تحسين جودة الخدمات المقدمة، وتمكين الحكومة من تلبية احتياجات المواطنين بشكل أكثر استباقية وفعالية، مما يعزز بشكل عام كفاءة وفاعلية القطاع الحكومي.
مشروعات الميكنة
وشدد الدكتورأيمن الرفاعي، المدير التنفيذى لشركةIX DEVللبرمجيات، على ضرورة استعداد مصر لما أسماه“ثورة الذكاء الاصطناعي”، مشدداً على أهمية تدريب الموظفين والكوادر البشرية على الاستفادة من هذه التقنية ذات الإمكانات الهائلة.
ورأى أن هذه التقنية تمثل عنصرا رئيسيا لاستكمال مشروعات التحول الرقمى بمصر، وأن تمكين العاملين من فهم وتطبيق أدواته سيكون عاملاً حاسمًا فى تعزيز القدرة التنافسية للدولة على الخريطة العالمية.
وأوضح أن تدريب الموظفين على استخدامات وتطبيقات الذكاء الاصطناعى ليس مجرد خطوة تكميلية، بل هو استثمار استراتيجى فى رأس المال البشري، الأمر الذى يسهم فى تحسين الكفاءة التشغيلية، واتخاذ القرارات المستندة إلى البيانات، وتطوير حلول مبتكرة تلبى احتياجات السوق المتغيرة.
وتوقع أن يؤدى التطور المستمر لتقنياتالذكاء الاصطناعيإلى حالة منالتكاملبين هذه التقنيات والموظفين، حيث يتركز دور العامل البشرى فى مراقبة أداء أنظمة الذكاء الاصطناعى وضمان دقة النتائج المستخلصة، مشيرًا إلى أن هذا النموذج سيمكن الموظفين من التركيز علىالمراجعةوالتحليل النقديلمخرجات الآلة، مما يعزز الثقة فى القرارات المستندة إلى البيانات ويقلل من احتمالية الأخطاء.
وأضاف أنه يمكن للذكاء الاصطناعي(AI)أن يلعب دورًا محوريًا فى توجيه المسؤولين ومتخذى القرار نحوقرارات أكثر حكمةفيما يتعلق بإدارة الموارد الحيوية ، مثلالكهرباءوالمياهوالمواد البتروليةمن خلال تحليل البيانات الضخمة وتوفير رؤى دقيقة، مما يضمن تحسين كفاءة استهلاكها وضمان استدامتها.
وأضاف أن الذكاء الاصطناعى يمكنه التنبؤ بالطلب المستقبلى على الكهرباء والمياه والوقود بناءً على عوامل مثل النمو السكاني، والظروف الجوية، والنشاط الاقتصادي، وبالتالى يساعد ذلك فى التخطيط المسبق لتلبية الطلب وتجنب النقص أو الهدر.
واستطرد أن الثورة الصناعية فى أوروبا ساهمت فى تحولات جذرية فى طرق الإنتاج، حيث تم استبدال العمل اليدوى بالآلات، وظهرت المصانع الكبيرة، آنذاك وانتشرتمخاوف آنذاكبين العمال بأن الآلات والميكنة ستحل محلهم، مما سيؤدى إلى البطالةوالفقر للكثيرين، إلا أن الواقع أثبت عكس ذلك وتم استحداث وظائف جديدة فى مجالات متنوعة منها تشغيل وصيانة الآلات.
وشدد على أن النموذج الذى شهده العالم خلالالثورة الصناعيةسيتكرر مع الانتشار الواسع لتطبيقاتالذكاء الاصطناعي، حيث ستحدث حالة منالتكيفمع التغييرات الجذرية فى طرق العمل ونظمه.
و أكد على أن تدريب الكوادر البشرية على الذكاء الاصطناعى ليس وسيلة لتحسين الإنتاجية فقط، بل أيضًا خطوة ضرورية لضمان أن تكون مصر لاعبًا رئيسيًا فى المشهد التكنولوجى العالمى المستقبلي.
الاستراتيجية الوطنية لـ AI
أشادمحمد سعيد، المؤسس والرئيس التنفيذى لشركةAIMicromindلحلول الذكاء الاصطناعي، بإطلاق مصرالاستراتيجية الوطنية للذكاء الاصطناعي، معتبرًا إياها خطوة محورية لاستخدام هذه التكنولوجيا المتقدمة فى تحقيقأهداف التنمية المستدامة.
وأكد سعيد أن هذه الاستراتيجية لا تقتصر على تعزيز التطور الداخلى فحسب، بل تلعب أيضًا دورًا رئيسيًا فى تسهيلالتعاون الإقليميبين دول المنطقتينالعربيةوالأفريقية، مما يعزز مكانة مصر كطرف دولى فاعل ومؤثر فى تطوير حلول تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي.
وألمح إلى أن هذه الخطوة تُبرز حرص مصر على التفاعل بشكل استباقى مع متطلباتالعصر الرقمي، الذى يشهد تطورات تكنولوجية متسارعة ومستجدات يومية ، مشيرا إلى أن تبنى مثل هذه الاستراتيجيات المتقدمة يُعد دليلاً على التزام مصر بمواكبة التحولات العالمية، وبناء اقتصاد قائم على المعرفة والابتكار.
وأضاف أنتقنياتالذكاء الاصطناعى يمكنأن تُحدث تحولاً جذريًا فى زيادة إنتاجية الأفراد، مشيرا إلى أن الدراسات أثبتت أن هذه التقنيات قادرة على رفع كفاءة الفرد إلىعشرة أضعاففى بعض المجالات، مثل تحليل البيانات، والتسويق الرقمي، وتطوير البرمجيات، وأن هذه الزيادة الكبيرة فى الإنتاجية لا تعزز فقط القدرة التنافسية للشركات والمؤسسات المحلية، بل تفتح أيضًا آفاقًا جديدة لتصديرالخدماتوالمنتجاتإلى الأسواق الخارجية.
حسن: قادرة على التعامل مع أعداد كبيرة من الجمهور
الرفاعى: تشبه الثورة الصناعية فى أوروبا
عبد اللطيف: يجب منح حوافز للقطاعات كثيفة العمالة
ماهر : لها صورا متعددة لضمان كفاءة الخدمة
