شريكة Global 500 العالمية ترصد أسرار نجاح الشركات الناشئة ومعايير تقييم رواد الأعمال

Ad

كشفت الحلقة الجديدة من «CEO Level Podcast»، عن أسرار نجاح الشركات الناشئة فى السوق المصرية، ومعايير تقييم رواد الأعمال فى عالم الاستثمار ورأس المال المخاطر.

استضاف حازم شريف مقدم CEO Level Podcast فى حلقة هذا الأسبوع، أمل عنان شريك «500 Global” العالمية فى مصر، والتى كشفت عن رحلتها المليئة بالشغف، بداية من كونها طالبة بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة، مرورًا بعملها بمؤسسات: «هيرميس» و«وزارة المالية» و«الصندوق المصرى الأمريكي» و«جلوبال فنتشرز»، وصولاً إلى منصبها الحالى، وكيف كان حبها للتعلم سبيلًا نحو اقتحام عالم رأسمال المخاطر والاستثمار فى الشركات الناشئة، بعد أن قضت فترة تعليمية فى لندن ونيويورك.

تطرقت أمل عنان فى الحلقة إلى أبرز قصص النجاح التى شهدتها خلال مسيرتها المهنية، وأسباب تفوق رواد الأعمال فى مصر من حيث الجودة على نظرائهم فى مناطق الشرق الأوسط وأفريقيا.

وإلى نص الحوار المتاح على قناة«ALMAL TV»بموقع «يوتيوب» ومنصات البودكاست والتواصل الاجتماعي:

● حازم شريف: اليوم،نستضيف أحد الوجوه البارزة فى مجال الاستثمار فى التكنولوجيا والشركات الناشئة سواء فى مصر أو المنطقة، وهى أمل عنانشريك «Global500» العالميةفى مصر.

أمل عنان:أشكرك.

● حازم شريف: فى البداية، من أنتِ؟ أين تخرجتِ؟ وكيف وصلتِ إلى منصبك الحالى كشريك«500 Global»العالمية فى مصر؟

أمل عنان: تخرجت فى كلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة فى عام 2006، وتخصصت فى دراسة الاقتصاد حينها، وأعتبر فترة دراستى فى الجامعة هى من أجمل سنوات حياتى إذ تعلمت الكثير هناك، كما أنشأت العديد من الصداقات، وكان لأساتذة الجامعة فضل كبير على.

بدأت مسيرتى المهنية فى مؤسسة «إى إف جى هيرميس»

● حازم شريف: وماذا بعد التخرج؟

أمل عنان:بدأت حياتى المهنية بالعمل فى مؤسسة «إى إف جى هيرميس»والتى تعتبر من كبرى بنوك الاستثمار فى المنطقة، وكنت حينها فى قسم الأبحاث، وتعلمت الكثير هناك إذ كانت تتطلب وظيفتى الوجود فى مقر العمل قبل الساعة السابعة صباحًا لقراءة جميع الجرائد، وبالطبع كانت من بينها جريدة «المال»، وتجهيز ملخص لجميع الأخبار الاقتصادية ومن ثم كتابتها للمستثمرين.

هذا الأمر كان سببًا فى اكتسابى لعادة مستمرة حتى الآن وهى قراءة الأخبار يوميًا قبل بدء العمل، وبعد ذلك بدأت فى دراسة الماجستير فى«London School of Economics”وذلك خلال عام 2007.

● حازم شريف: فى أى مجال كان تخصص الماجستير ومدة الدراسة؟

أمل عنان: فى مجالالتنمية والبيئة والتى لم تكن تحظى وقتها على الاهتمام المطلوب بخلاف ما نشهده اليوم، ولكن هذا الأمر أسهم فى اتساع أفكارى ودراستى بأن الاستدامة ستكون جزءًا مهمًا فى الاقتصاد والسياسات الاقتصادية فى المستقبل.

وبعد عودتى من دراسة الماجستير التحقت بالعمل فى مؤسسة التمويل الدولية بوظيفةassociate investment officerفى قسم البنية التحتية بمكتب مصر.

وكانت المؤسسة الدولية تستثمر حينها فى مشروعات البنية التحتية ليس فقط فى مصر ولكن فى جميع أنحاء المنطقة، كما استحوذت الطاقة المتجددة على اهتمامها أيضًا، وقد استمر عملى بها لمدة عامين.

التحقت بالعمل فى المكتب الفنى لوزير المالية الأسبق الدكتور يوسف غالى فى 2010

● حازم شريف: ماذا كانت الخطوة اللاحقة بعد انتهاء فترة عملك فى مؤسسة التمويل الدولية؟

أمل عنان:فى عام 2010 التحقت بالعمل فى المكتب الفنى لوزير المالية الأسبق الدكتور يوسف بطرس غالى، فى وحدة يرأسها الأستاذ هانى دميان.

وعملت فى وزارة المالية لمدة عامين ثم طرأت العديد من الأحداث، والتى دفعتنى للسفر مرة أخرى لدراسة الماجستير فى إدارة الأعمال MBA بجامعة هارفارد وذلك خلال الفترة من 2012 وحتى 2014، وبعد تخرجى سافرت إلى مدينة نيويورك والتحقت بالعمل فى صندوق استثمار جديد كان يتم إنشاؤه حينها.

● حازم شريف: فى أى عام حدث ذلك؟

أمل عنان:فى عام 2014 كان يتم إنشاء صندوق استثمار جديد مدعوم من الحكومة الأمريكية وهو«Egyptian-American Enterprise Fund»أو ما يعرف بصندوق المشروعات المصرى الأمريكى.

● حازم شريف: هل هذا الصندوق الذى تولى إدارته أشرف زكى؟

أمل عنان: جيم هارمون هو رئيس الصندوق، وكان هناك مجلس إدارة مسئول عنه، وأول شخص قمنا بالاستثمار معه بالفعل هو أشرف زكى.

● حازم شريف: أشرف زكى لمن لا يعلم كان المسئول فى فترة من الفترات عن إدارة بنوك الاستثمار فى مؤسسة إى إف جى هيرميس، ثم بعد ذلك ظهر مرة أخرى فى صندوق المشروعات المصرى الأمريكى.

استثمرت خلال وجودى بالصندوق المصرى الأمريكى فى «فورى» و«كونتكت» و«Flat6Labs» و «ألجيبرا فينتشرز»

أمل عنان: استمر عملى مع الصندوق لمدة 5 أعوام وخلال تلك الفترة قمنا بالاستثمار فى العديد من الشركات منها كيانات طرحت فى البورصة بعد ذلك مثل «فوري» و«كونتكت».

● حازم شريف: ماذا كان منصبك الفعلى فى الصندوق؟

أمل عنان:المدير التنفيذى للصندوق، وخلال فترة عملى استثمرنا فى العديد من صناديق رأس المال المخاطر من بينها«Algebra Ventures»و«Flat6labs»، بالإضافة إلى صناديق أسهم خاصة أخرى وذلك بهدف تطوير القطاع الخاص فى مصر.

● حازم شريف: هل يعنى ذلك أنها كانت خطواتك الأولى بقطاع رأس المال المخاطر؟

أمل عنان: نعم بالفعل، كنت قد اقتربت من قطاع رأس المال المخاطر وريادة الأعمال، وتعرفت على ما يحدث فى مصر فى هذا الشأن، وشعرت بأن هناك أفكارًا وطاقة وحلولًا كثيرة يمكن الاستفادة منها، كما أن هناك قابلية لتحقيق أرباح مرتفعة للمستثمرين.

ولذلك بدأت فى التعلم أكثر فأكثر عن رأس المال المخاطر وعن النماذج المختلفة وما المناسب فى الدول الناشئة وما الذى تحتاج إليه السوق المصرية، ثم بعد ذلك عدت إلى مصر والتحقت بالعمل فى «Global Ventures».

● حازم شريف: لماذا؟

أمل عنان: فى عام 2019.

● حازم شريف: هل تقدمتِ بالاستقالة حينها؟

أمل عنان: كان بسبب الزواج وبالتالى كان يجب أن أعود إلى مصر.

● حازم شريف: هل حصلتِ على عروض بعد عودتك إلى مصر؟

أمل عنان:عندما عدت إلى مصر بدأت أولا فى دراسة السوق لعدة أشهر وما المتغيرات التى طرأت عليه والفرص الجديدة، خاصة أننى كنت خارج البلاد لمدة 5 أعوام، فقد كنت حينها منجذبة لقطاع رأس المال المخاطر، ثم التحقت بعد ذلك للعمل فى «Global Ventures».

● حازم شريف: هل كانت«Global Ventures»فى بداية انطلاقتها فى السوق المصرية عندما بدأتِ العمل بها؟

أمل عنان: الشركة كانت قد بدأت منذ عام تقريبًا ونفذت حينها 3 استثمارات فى مصر إذ تعتبرها سوقًا مهمة للغاية بالنسبة لها.

● حازم شريف: نريد نبذة عن«Global Ventures»؟

أمل عنان:«Global Ventures»هى شركة فى الإمارات تعمل فى قطاع رأس المال المخاطر، وعندما كنُت أعمل بها قمت بالاستثمار فى عدة شركات مصرية منها «ثاندر» و«مينلي» و«يداوي»، كما أن حجم الاستثمارات التى نفذناها حققت نجاحا للصندوق، وكنت أتمنى الاستمرار فى تنفيذ استثمارات بشكل أكبر فى مصر، ولكن حصلت على فرصة للعمل فى «Global500”العالمية، إذ كانوا يرغبون فى افتتاح أول مكتب تابع لهم فى أفريقيا وتحديدًا بمصر.

● حازم شريف: وماذا عن«Global500»العالمية؟

أمل عنان:هى مؤسسة استثمار متخصصة فى رأس المال المخاطر منذ عام 2012، حيث بدأت فى تنفيذ أول عملية استثمار لها فى منطقة الشرق الأوسط خلال 2013، والمؤسسة تستثمر فى مصر منذ 10 أعوام، وكانت وقتها لا تمتلك مكتبًا فى السوق المصرية.

● حازم شريف: تقصدين أن المؤسسة استثمرت فى مصر من خلال مكاتب أخرى؟

أمل عنان:بالضبط، فالمكتب الأساسى للشركة فى كاليفورنيا كما أن هناك مكاتب أخرى تابعة لها فى أمريكا اللاتينية، جنوب شرق آسيا والسعودية، ثم عقدنا بعد ذلك شراكة مع إيتيدا وتم افتتاح أول مكتب فى مصر تابع للمؤسسة العالمية.

● حازم شريف: فى أى عام؟

أمل عنان: فى عام 2023.

«سنابل» يتولى عملية الاستثمار فى السوق المصرية.. وصندوق جديد سيتم إطلاقه للمراحل المتقدمة

● حازم شريف: هل هناك صندوق بعينه تابع لـ «Global 500» العالمية يتولى عملية الاستثمار فى مصر والمنطقة

أمل عنان: لدينا صناديق مختلفة لكل منطقة جغرافية فى أمريكا اللاتينية، وجنوب شرق آسيا، أما بالنسبة للشرق الأوسط فهناك 3 صناديق، وهي: «فالكونز»، و«سنابل 1» و«سنابل 2» بالتعاون مع مستثمرين فى المملكة السعودية.

وصندوق «سنابل» هو من يتولى عملية الاستثمار فى مصر.

نقدم 4 برامج تدريبية لرواد الأعمال فى العام بالتعاون مع «إيتيدا»

● حازم شريف: وما علاقة ذلك لـ «إيتيدا»؟

أمل عنان: افتتحنا مكتبًا بالتعاون مع هيئة تنمية صناعة تكنولوجيا المعلومات «إيتيدا» وتم تعيين فريق عمل آنذاك، إذنقدم 4 برامج تدريبية لرواد الأعمال فى العام الواحد، البرنامج الأول يوجه للشركات المبتدئة والخطوات والمهارات المطلوبة لتأسيس شركة.

أما البرنامج الثانى فهو مختص بالكيانات الموجودة منذ فترة فى السوق وفى حالة نمو من 50 عاملًا على سبيل المثال إلى 250، أو حجم استثماراتها يرتفع من مليون إلى 5 ملايين، كما تصل حجم أرباحها وإيراداتها لمستوى معين، وهنا الشركة أثبتت أن منتجاتها لها احتياج داخل السوق، وبالتالى البرنامج يركز على كيفية توسيع نطاق العمليات والحلول المتاحة لها.

هذا البرنامج مدته الزمنية طويلة ولكنه ناجح جدا ويتم بالتعاون مع «إيتيدا»، كما أن هناك برنامجًا آخر لمسرعى الأعمال لإطلاق مسرعة الأعمال الخاصة بهم فى السوق المصرية.

والمؤسسة تقوم منذ أكثر من 10 أعوام بإعداد برامج حول العالم، بالإضافة إلى أنها تنفذ استثمارات فى الشركات التى تنجح فى اجتياز تلك البرامج.

وضوح الهدف وتحديد نقاط القوة محاور رئيسية قبل البدء فى تأسيس مشروع

● حازم شريف: نعود إلى البرنامج التدريبى الأول.. وسؤالى هو عن كيفية تأسيس شركة؟

أمل عنان: فى البداية يجب أن تدرك الأسباب وراء رغبتك فى إنشاء شركة، لأن تأسيسها ليس بالأمر السهل، وبالتالى لابد منوضوح الهدف وتحديد نقاط القوةقبل البدء فى ذلك.

نحن نحفز رواد الأعمال ونمنحهم الأساس والمهارات اللازمة لتأسيس الشركات بنجاح ولكن يجب أن يكونوا على علم بأن فترة نجاح الكيانات الناشئة خاصة فى أسواقنا قد تستغرق فترة طويلة تصل إلى 10 أعوام وربما تصل إلى 20 عامًا، ولابد أيضًا أن تفكر جيدًا كرائد أعمال فى الدوافع والمهارات التى تتمتع بها لتأسيس شركة، حتى يمكن وضع خطة لكيفية تخطى الصعاب.

فعلى سبيل المثال، إذ لم يكن مجال المبيعات أفضل ما لديك، فلابد من جذب كفاءات لهذا البند مع بناء فريق عمل يحقق أهداف الخطة الموضوعة مسبقًا للمشروع الخاص بك، ثم بعد ذلك تختبر المنتج سريعًا، لتحدد ما إذا كان المستهلك يحتاج لتلك الخدمة أو المنتج أم لا؟!، وحجم المنافسة، وما المختلف فى الحل الذى ستقدمه للسوق وقدرتك على توفيره.

وبعد اختبار المنتج يتم تسجيل الملاحظات من السوق فيما يتعلق بمدى الاحتياج وخطط التسعير إذا كانت ملائمة أم لا، وما الذى يمكن تغييره، وبناءً على ذلك يتم وضع خطة لجذب استثمار بهدف توسيع حجم الأعمال.

● حازم شريف: فيما يتعلق بـ«Global500».. فى أى مرحلة تتدخل الشركة للاستثمار؟

أمل عنان: نحن معروفون بأننا مستثمرون فى المراحل المبكرة جدا، وعادة ما نعرف أنفسنا كأول شركة من نوعية شركات الـ«FirstCheck»، إذ نأتى فى مرحلة الـ«PCED»أو«CED»ولكن لدينا حاليا أكثر من صندوق يسمح لنا للاستثمار من مرحلة الـ«PCED”إلى الـ «PIPO»؛ وبالأخص الشركات التى استثمرنا فيها مبكرا؛ إذ نستمر فى متابعهم ورصد تطوراتهم، بحيث نستثمر بشكل أكبر فى الكيانات التى نرى لديها القدرة على تحقيق ربحية أعلى للمستثمرين لدينا.

● حازم شريف: هل يعنى ذلك أن الشركة جاهزة للاستثمار فى كل المراحل؟

أمل عنان:بالضبط، لأن العلاقة تصبح قوية عندما نكون أول مستثمر بالشركة، كما أن رواد الأعمال لا ينسون هذا الأمر ومن الذى صدق واقتنع بهم منذ البداية، وبالتالى يوافقون على منحنا فرص استثمار أخرى خلال فترة نموهم، ونحن لدينا القدرة الكافية ليس فقط على متابعة التطور وإنما رصد المخاطر أيضا، ومساعدتهم على التوسع فى أسواق أخرى بسبب علاقاتنا الدولية.

● حازم شريف: هل لديكم صندوق آخر بخلاف «سنابل» تستثمرون من خلاله فى مصر؟

أمل عنان:هناك صندوق آخر لا يمكننى الحديث عنه حاليا لأنه لم يعلن بعد.

● حازم شريف: بم سيختص هذا الصندوق الجديد؟

أمل عنان: سيختص الصندوق بالاستثمار فى الشركات المتقدمة.

رصدنا 10 ملايين دولار للاستثمار فى الكيانات المحلية الناشئة خلال 2025

● حازم شريف: ما حجم التمويل المتاح لديكم للاستثمار فى الشركات المصرية؟

أمل عنان: 10 ملايين دولار مخصصة للسوق المصرية لعام 2025، ولكن هذا الأمر يتغير من عام لآخر.

لم نشطب شركة خلال فترة عملى بـ«500 جلوبال» منذ عامين

● حازم شريف: كم عدد الشركات التى نفذت«Global500» استثمارات بها؟ وكذلك ما تم شطبها من المحفظة؟

أمل عنان: الشركات التى مازالت قائمة ونمتلك حصصًا بها هى 67 شركة منذ عام 2013، فيما لم تشهد فترة وجودى منذ عامين شطب أى كيان، بينما كانت هناك فرص للتخارج من بعض الشركات وهو أمر إيجابى.

نمتلك حصصا فى 67 كياناً ونتوقع نموًا كبيرًا لـ20% منها خلال السنوات المقبلة

● حازم شريف: كم شركة من المحفظة مرشحة للاستمرار والنمو؟

أمل عنان: نتوقع نموًا كبيرًا لـ 20 إلى 25% منها على الأقل خلال الأعوام المقبلة.

● حازم شريف: ما معايير تقييمك لرواد الأعمال؟

أمل عنان: هناك جانبان أقوم بالتركيز عليهما عند التقييم، الأول هو السبب وراء رغبة رواد الأعمال فى هذا المشروع، فإذا شعرت أنه من قبيل التجربة ثم سيحكم على استمرار مشروعه من عدمه بعد عام على سبيل المثال، حينها أرى أن هذا الشخص غير مستعد لفعل أى شئ من أجل مواجهة وحل المشكلات التى ستقف أمامه، والتى تبدأ بالمناسبة من اليوم التالى لبدء المشروع، فمن الوارد أن تشعر فجأة أن كل ما خططت له مختلف على أرض الواقع.

لذلك فإن المثابرة وقدرتك على التحمل عادة ما تكون مربوطة بمنبع أهدافك وأسباب رغبتك فى بدء المشروع، فإذا كان هدفك منه جمع الأموال بكثرة خلال فترة وجيزة فهناك وسائل أخرى ولكن هذا الأمر صعب فى مجال الكيانات الناشئة لأن المخاطر عالية والظروف متغيرة، بالتالى فإذا كان الاعتقاد والهدف الوحيد هو جمع الأموال سريعًا حينها سيكون الأمر مقلقاً لأن العقبات تكون أكبر.

الجانب الثانى الذى أقوم بالتركيز عليه عند التقييم هو: لماذا أنت الشخص المناسب لهذه الشركة؟ سواء فيما يتعلق بمستوى التعليم، الخبرة، المجالات التى عملت بها من قبل، طبيعة «البزنس العائلى» فى حال ما إذا كان المشروع المقدم فى مجال مشابه. باختصار يجب أن أرى ما يثبت أن خبرتك وتعليمك وأهدافك هى ما تجعلك المناسب لتأسيس تلك الشركة دونا عن غيرك، وأن أقتنع بأن هذا الحل يحتاج إلى هذا الشخص بالتحديد، وكذلك القدرة على التوفيق بين الأمرين، لأنه ربما تكون مناسبًا جدًا ولكن لمجال آخر بعيدًا عن مجال الشركة الحالى.

● حازم شريف: إلى أى مدى يتوافر هذين الشرطين فى كل 10 رواد أعمال ممن تقومين بمقابلتهم؟

أمل عنان:%10 فقط، لأن السوق بها مجالات تحقق أرباحا كبيرة ولذلك الجميع يرغب فى الدخول بها، وبالتالى ما المختلف الذى ستقدمه حينئذ، وما المميزات التى ستجعلنى أرى فيك الشخص المناسب.

وفى الحقيقة نحن نتحدث عن نسب ضئيلة جدا لكننا نؤمن بقدرتهم على الاستمرار، وهو ما يدفعنا للعمل على تعظيم احتماليات النجاح منذ البداية، لأن كل اختيار من جانبنا يؤثر بدوره على تلك الاحتمالات؛ والتى تقل على مدار الاستثمار إلى %20.

حجم التذكرة الاستثمارية الواحدة يتراوح من 100 إلى 500 ألف دولار

● حازم شريف: ما حجم التذكرة الاستثمارية المخصصة من«500 Global»العالمية؟

أمل عنان: تتراوح من 100 إلى 500 ألف دولار للشركة الواحدة فى المراحل من الـ «P Seed» والـ«Seed»، أو مراحل ما قبل الـ «SERIES A».

ماجدة حبيب مؤسسة عيادات «داوي» من أبرز قصص النجاح لرواد الأعمال

● حازم شريف: حدثينا عن أبرز قصص النجاح للشركات الناشئة فى السوق المصرية خلال فترة مسيرتك؟

أمل عنان:من قصص النجاح التى أحببتها جدا خلال فترة وجودى فى الصندوق المصرى الأمريكى، عندما استثمرنا فى عيادات «داوي» مع المؤسسين ماجدة حبيبوميروز دوس، وهى من الاستثمارات التى كنت أشعر بالسعادة وقت العمل عليها ومازلت سعيدة بما وصلوا إليه.

هذه التجربة علمتنى فى الحقيقة أهمية اختيار الشخص الذى يمتلك الرغبة ومجموعة المهارات المهمة واللازمة لنجاح المشروع، فماجدة حبيب على سبيل المثال تعرفت عليها من خلال شركة «فورى»، إذ كانت تشغل منصب رئيس قطاع التسويق هناك حينما استثمر الصندوق المصرى الأمريكى بالشركة، ثم رحلت منها قبل مرحلة الـ «IPO» وعملت لفترة فى مجال الاستشارات.

بعد ذلك أسست ماجدة حبيب شركتها الخاصة فى مجال الرعاية الصحية من خلال سلسلة عيادات على مستوى جمهورية مصر العربية بدأت من القاهرة، إذ كانت تمتلك 4 فروع فقط وذلك حينما بدأنا فى الاستثمار بالشركة، حتى وصلوا حاليا إلى 18 فرعًا منها خارج القاهرة، وقد كنت أرى وقتها أن تلك الفكرة مهمة للغاية لمجال الصحة فى مصر.

ومن مميزات هذا المشروع أنهم يقومون بتدريب الأطباء ومنحهم فرص عمل فى عياداتهم دون الحاجة لفتح عيادات خاصة بهم، وذلك بأسعار مناسبة للسوق والتى تعتبر الأكبر فى مصر، فقد كان هناك احتياج وعائد تنموى واضح حينها، ولكن من ناحية أخرى كان هناك فريق عمل لديه من الخبرة الكافية أن يقدم منتجًا مختلفًا ومهمًا للسوق.

فى ذلك الوقت «ميروز» كانت تمثل «لماجدة» الشريكة المناسبة والتى تستكمل المواصفات التى تبحث عنها فى فريق القيادة لكونها طبيبة وتعى جيدا احتياجات الأطباء، وكيفية تقديم هذه الخدمة.

وعندما استثمرنا فى «داوي» التى كانت تمتلك حينها 4 عيادات فقط، كان هناك تصور لكنه محاط بمخاطر كثيرة للنمو كسلسلة عيادات استطاعت فى النهاية أن تصل لهذا الحجم وأن تحقق أرباحًا خلال مراحل تطورها، لذلك أنا فخورة حتى الآن بفريق العمل القوى وبما حققوه.

● حازم شريف: لمن لا يعلم.. ماجدة حبيب كانت تعمل فى وقت سابق بشركة «راية» ثم انتقلت إلى «فوري» ومن بعدها «داوي».. وللأمانة – وهذا أمر يحسب لكِ - عندما بدأت مشروع العيادات لم يتخذها البعض بمحمل الجدية لأسباب كثيرة من ضمنها أنها مهندسة اتجهت للعمل فى مجال مختلف، وفى الحقيقة أنكِ أبرزتِ أسباب نجاح هذه التجربة، وأن مفهوم رواد الأعمال لا يقتصر على الأشخاص الأصغر سنًا.

أمل عنان:بالضبط، أنا أرى فى قصة ماجدة حبيب أن خبرات الحياة من أهم الأشياء التى يمكن أن ترفع من نسب نجاح أى شركة.

● حازم شريف: متى سيتم التخارج من «داوى»؟

أمل عنان:لا أعلم.. لأنها تتبع صندوق المشروعات المصرى الأمريكى.

● حازم شريف: لكن هل من الممكن أن تستثمرين فى «داوي» فى مرحلة ما قبل الطرح فى البورصة من خلال الصندوق الجديد؟

أمل عنان:إن شاء الله.

● حازم شريف: هل لديك قصص نجاح أخرى لرواد أعمال أصغر سنًا خلال العامين الذين قضيتِهما فى «Global500”؟

أمل عنان:العامان الماضيان كانا من الأعوام الصعبة بالنسبة للاستثمارات فى السوق المصرية، وهو الأمر الذى ساعدنا على رؤية قدرة رواد الأعمال على اتخاذ قرارات صعبة، فعلى سبيل المثال كان لدينا شركة «Orcas» المتخصصة فى التعليم التكنولوجى والتى بدأت منذ عام2018، وهى من الشركات التى اتخذت قرارات صعبة فى الوقت الذى تراجعت فيه الاستثمارات بالسوق، إذ قاموا بالتركيز جيدا على المنتج الرئيسى لهم وهو التدريس وعملوا عليه بشكل كبير حتى حصلوا على عرض تخارج لشركة كويتية فى عام 2024.

فى الحقيقة رأينا أكثر من فرصة للتخارج جعلتنا ندرك أن رواد الأعمال لديهم من النضج ما يجعلهم يركزون فى أعمالهم بشكل جيد وأن يجدوا الشركاء الإستراتيجيين المناسبين للتخارج.

البرامج التدريبية أظهرت لنا مدى احتياج السوق للتعلم

● حازم شريف: نعود لبرنامج «إيتيدا».. ما تقييمك له؟

أمل عنان: نحن فخورون بهذا البرنامج إذ إن هناك 137 شركة اجتازوه، ولقد نفذنا ما يقرب من 8 برامج فى عامين، بدرجة ردود فعل ايجابية وصلت إلى نسبة %100 وهو ما كان أمرًا استثنائيا لدى «500 جلوبال».

وتلك البرامج أظهرت لنا إلى أى مدى كانت السوق المصرية ورواد الأعمال فى احتياج كبير للتعلم، فعلى سبيل المثال بعد تخرجى من الجامعة حصلت على درجة الماجستير والعديد من البرامج التدريبية، مما أهلنى لفرص العمل التى حصلت عليها فى مشوارى المهنى لاحقا، لكن رواد الأعمال لا يمتلكون الفرص نفسها، بل يدخلون للسوق مباشرة ويتحولون فجأة من شركة لديها 5 موظفين إلى 50، وهو ما قد يكون مفاجئا بالنسبة لبعضهم الذى قد لا يجيد التعامل مع تلك المتغيرات، لأنه ربما تكون شخص قادر على إنشاء تطبيق أو منتج معين بشكل جيد لكن أن تقوم بتأسيس مؤسسة كاملة فالأمر مختلف.

كما أن هناك فرقًا كبيرًا عندما تدير استثمارات بقيمة 100 ألف دولار عن مبلغ 5 ملايين وعن 30 مليون دولار، والأمر لا يقتصر عن كيفية الحصول على تلك الأموال فقط ولكن أيضا مدى قدرتك على توظيفها بالشكل المطلوب، حسب خطط النمو الموضوعة مسبقا.

كل هذه الأمور كنا نطرحها فى البرامج ووجدنا حينها أن هناك احتياجًا حقيقيًا لهذا سواء من رواد الأعمال أو فرق العمل الخاصة بهم من أقسام التسويق أو التكنولوجيا أو العمليات للاستفادة منه، خاصة أننا كنا نستعين بخبراء من الخارج ليحاضروهم ويعملون معهم على مشروعات معينة.

ساهمت البرامج أيضًا فى التقاء رواد الأعمال ببعضهم البعض مما جعلهم يشعرون بأنهم ليسوا الوحيدين الذين يواجهون صعوبات، خاصة أن بعضهم اضطر لاتخاذ قرارات صعبة مثل تقليص حجم العمالة، وبالتالى كان يجب أن نخلق مجتمعًا عبر تلك البرامج والتى أثبتت نجاحها من خلال التعاون مع «إيتيدا».

● حازم شريف: كم عدد الشركات التى استثمرت «500 جلوبال» بها من خلال هذا البرنامج؟

أمل عنان: استثمرنا فى 5 شركات فى عام 2024 ومستهدف زيادة هذا العدد خلال العام الجارى.

● حازم شريف: ماذا يعنى أن تصبح شريكًا فى «Global500» العالمية فى مصر؟

أمل عنان: الشراكة فى «500 Global» تعنى أنك تتولى مسئولية سوق معينة، بمعنى أننى كشريك للشركة فى مصر فأنا أمثلها وأدير جميع العمليات والاستثمارات والأنشطة والإستراتيجيات بالسوق.

● حازم شريف: وهل لذلك علاقة بالشراكة بمفهوم الملكية؟

أمل عنان:له علاقة لكن بشكل مختلف عما هو موجود بمكاتب المحاماة على سبيل المثال.

● حازم شريف: هل الشراكة عبارة عن أسهم فى الشركة؟

أمل عنان:حصة فى الصناديق التى تستثمر فى مصر، والتى عادة ما تختلف من شريك لآخر.

● حازم شريف: وهل هناك أكثر من شريك فى مصر؟

أمل عنان: لا.. شريك واحد فقط.

جودة رواد الأعمال المصريين الأفضل فى الشرق الأوسط

● حازم شريف: كيف ترين فرص الشركات الناشئة فى مصر حاليا؟

أمل عنان:الفرص موجودة طالما يوجد احتياج، وأنا أرى أن الفرص ستظل متاحة بحكم أن جودة رواد الأعمال فى مصر مرتفعة، وهذا يرجع إلى جودة التعليم بالإضافة لامتلاكهم الطاقة الكافية لبذل مجهود على شركاتهم والتفكير فى حلول طوال الوقت، وهو ما يجعلنا نرى أفكارا وحلولا جديدة باستمرار.

وبرأيى، فإن مصر تمتلك أفضل جودة رواد أعمال بمنطقة الشرق الأوسط، كما أن الخدمات المالية والتكنولوجيا المالية وGov Techوسلاسل التوريد واللوجستيات من أعلى القطاعات التى تتميز بوفرة فى الفرص، وأنا شخصيا أميل إلى تكنولوجيا الرعاية الصحية مثل «داوى»، خاصة أن أسرتى أطباء.

● حازم شريف: كيف يمكنك وصف جودة رواد الأعمال فى السوق المصرية بأنها الأفضل فى المنطقة، فى حين أن مستوى جودة التعليم فى مصر يتراجع فى الفترات الماضية، مقارنة بالمستوى الحالى فى الأسواق الأخرى؟

أمل عنان:برغم ذلك فإن جودة العمالة فى مصر مرتفعة جدًا وخاصة رواد الأعمال، فعند النظر إلى عدد الجامعات المصرية والخريجين منها خاصة من كليات الطب والهندسة فإن أعدادهم كبيرة، كما أن تلك المؤسسات التعليمية تتراوح أعمارها من 30 إلى 100 عام وهو ما يختلف عن الأسواق الأخرى، وبالتالى فإن تراكم الخبرات والمعرفة يؤثر على الجودة فى النهاية.

رواد الأعمال فى مصر يمتلكون مجموعة من المهارات والتى لا تقارن فقط بالشرق الأوسط ولكن أيضًا بأفريقيا، فالسوق المصرية تضم مواهب ضخمة، كما أن المؤسسات الدولية التى توجد هنا منذ عدة أعوام مثل «مايكروسوفت» أخرجت أجيالًا وتركت أثرًا كبيرًا على مستوى التدريب فى مصر، وهذا الأمر ليس سهلا تكراره فى أى سوق جديدة.

انخفاض تكلفة مستوى المعيشة بمصر ميزة تنافسية

الجزء الآخر والذى يمكن النظر إليه على أنه أمر إيجابى، هوانخفاض تكلفة مستوى المعيشةفى مصر، فاستقطاب المستوى الموجود هنا من المديرين والفنيين أقل من أسواق أخرى خاصة دول الخليج، وعلى الرغم من أن الأردن هى السوق الوحيدة التى تتميز بالتعليم الجيد وأمن المعيشة معا، فإنها سوق أصغر من المصرية التى يفضل معظم رواد الأعمال الوجود فيها.

وبالتالى فإن تكلفة العمالة الموجودة فى مصر أقل من أسوق أخرى مثل السعودية والإمارات، وهو ما يعد ميزة تنافسية كبيرة للسوق المصرية، عندما يتعلق الأمر بتلك الجودة مقابل التكلفة.

● حازم شريف: كيف انتقلت أمل عنان من مرحلةالاستثمارات التقليدية إلى رحلة رأس المال المخاطر؟

أمل عنان: تطوير الذات والقراءة من الأمور المهمة فى هذا الشأن وأنا تعلمت وحصلت على برامج تدريبية كثيرة، وفى مجال رأس المال المخاطر أرى أن التواصل مع رواد الأعمال أنفسهم ضرورة للتعرف على حلولهم والفرص والاحتياجات بشكل أوسع، بالإضافة إلى أننى تحدثت مع الكثير من المستثمرين ليس فقط على مستوى مصر لكن فى أسواق أخرى مثل أفريقيا وأمريكا، وأنا أعلم أن السوق الأمريكية مختلفة تماما عن الأسواق الناشئة الأخرى خاصة المصرية، ولذلك فقد جمعت معلومات عن مناطق مختلفة، وفى النهاية يمكن القول إن التعلم يأتى بالتجربة.

فترة نمو المشروعات الناشئة فى السوق المحلية تستغرق أعواماً طويلة مقارنة بمثيلتها

● حازم شريف: كمستثمر فى الشركات الناشئة.. هل يمكن أن يصل بكِ الشغف أن تروجى لشركة ما مع مستثمرين آخرين للاستثمار بها؟

أمل عنان:أقوم بذلك كل يوم، خاصة المشروعات التى أؤمن بها وأرغب فى أن تتوسع وتستكمل طريقها للنجاح، فمن أبرز النقاط الإيجابية فى رأس المال المخاطر هى أنك لا تستطيع النجاح بمفردك.

● حازم شريف: لكن هذا يمثل أحد أنواع الاحتكار، لأنى كرائد أعمال إذا كان انطباعك مثلا عن مشروعى بالسلب سينتقل هذا الرأى لجميع القطاع.. أليس كذلك؟

أمل عنان: هذا يحدث أحيانا.. فإذا كان معى مستثمرون فى شركة ما وشعرت أن لديهم تأثيرًا سلبيًا على الشركة فبالتأكيد لن أقترح عليهم شركات أخرى من التى أستثمر فيها.

وقف الجامعة الأمريكية يستثمر فى العقارات والأسهم الخاصة ويهدف إلى خلق الاستدامة

● حازم شريف: سؤالى الأخير.. ما الوقف بالجامعة الأمريكية وأهدافه الاستثمارية كونك مدير استثمار له؟

أمل عنان: الوقف بالجامعة الأمريكية يصل عمره لأكثر من 20 عامًا، وهو يقوم على المانحين ومنهم شخصيات كبرى، ونحن نستثمر تلك المنح فى الأسواق العامة والناشئة، والعقارات، والأسهم الخاصة، ومن أهدافه خلق الاستدامة والحفاظ على عمليات التشغيل الخاصة بالجامعة على المدى البعيد، بالإضافة إلى دعم ميزانية الجامعة، فهو يعتبر وقفًا متنوعًا.