500 مليون جنيه استثمارات مبدئية.. «الثغر» تعقد الآمال على الاستراتيجية المتكاملة للمياه للخروج بشتاء آمن

Ad

كشف مصدر بمحافظة الإسكندرية، أن مشروع الاستراتيجية المتكاملة لإدارة مياه الأمطار بمرحلته الأولى فى ميدان فيكتور عمانويل بمنطقة سموحة أثبت فعاليته الكبيرة فى خدمة المنطقة بالكامل، فى ظل هطول كميات كبيرة من الأمطار بأكثر من نوة متتالية دون حدوث غرق للمنطقة كالمعتاد.

وأضاف المصدر لـ”المال” أن الميدان قد شهد عمليات تطوير شاملة تضمنت إنشاء خزان عملاق وغرفة طلمبات تحت الأرض بحجم يتجاوز ستة طوابق، بينما تم بناء وحدات أعمال الكهرباء فوق الأرض، وفقًا لاشتراطات شركة الكهرباء والتى تشمل وحدات مبنى غرفة التحكم والتشغيل، مبنى المولدات، ومبنى المحولات، بإجمالى استثمارات بلغت حوالى 500 مليون جنيه.

وأكد المصدر أن المشروع يهدف إلى تحسين السيولة المرورية بشوارع سموحة وميدان فيكتور عمانويل، والاستفادة من مياه الأمطار عبر منظومة متكاملة تجميعها على أن يتم ضخ المياه المجمعة فى بحيرة المطار بالإسكندرية ومن ثم توجيهها إلى مشروع الدلتا الجديدة، مما يعزز إدارة الموارد المائية.

وأشار المصدر إلى أن العمل تحت الأرض استغرق 9 أشهر، إذ تم بناء شبكة مرافق عنكبوتية تحت الميدان من خلال أنفاق بعرض 2.75 متر تضم شبكات الكهرباء وخطوط المياه.

وأكد المصدر أن هذه الجهود تأتى استجابة للتغيرات المناخية التى زادت من كثافة الأمطار مقابل قصر الفترة الزمنية لسقوط الأمطار، والتى أثرت على قدرة الشبكات القديمة المصممة لاستيعاب الأمطار على فترات زمنية أطول.

لفت إلى إن المشروع نجح أيضًا فى إنهاء أزمة تجمع المياه فى مناطق حيوية مثل مطلع كوبرى سيدى جابر ومحيط مستشفى مصطفى كامل، مع استمرار العمل فى شارع عمر لطفى ودوران الصوفانى بمنطقة الإبراهيمية، حيث يمثل هذا المشروع خطوة مهمة نحو التكيف مع تحديات التغيرات المناخية وتحقيق التنمية المستدامة فى مدينة الإسكندرية.

ولفت المصدر إلى أن تلك المشروعات تأتى فى إطار استعادة الإسكندرية لجزء كبير من بريقها الذى كان موجودا فى السنوات الماضية، مؤكداً أن الفترة المُقبلة ستشهد حل مشكلات المحافظة.

وأشار إلى أن هناك استراتيجية واضحة من خلال سلسلة مشروعات مرتبطة ببعضها يتم العمل بها على الترتيب للانتهاء من أزمات المرور وغرق الطرق وغيرها من الأزمات التى تُلاحق الثغر.

وقال إن مشروع نفق 45 كان بمثابة الشرارة لمشروعات تحقيق السيولة المرورية عقب محور المحمودية، ومن ثم مشروع توسعة الكورنيش ومن بعده كوبرى تقاطع شارع مصطفى كامل مع شارع 45 “الجارى حالياً” والذى يُعد مشروع مهم لربط محور المعمورة بالكورنيش .

وأضاف أن استيعاب شبكة تصريف المياه بالإسكندرية تصل إلى 1.6 مليون متر مكعب يوميا، ولكنها تستقبل هطول أمطار بمتوسط 7 ملايين متر مكعب يومياً على الصعيد الفعلى خاصة فى فصل الشتاء، لذلك كانت تهُدر تلك المياه بالشوارع خاصة أثناء هطول الأمطار، تتسبب بدورها فى أزمات أبرزها تعطل المرور وغرق الطرق ومناطق بأكملها، على غرار ما حدث فى شتاء عامى 2023 – 2024 بثلاث مناطق هى “عزبة منسي، عزبة الشيمي، ومنطقة نجع العرب”.

وأوضح أن الاستراتيجية المتكاملة تستهدف الفصل الجزئى لشبكات الأمطار والصرف الصحى فى بعض المناطق المتضررة فى موسم نوات الشتاء على أقرب مسطح مائى مباشر، وللحد من تداعيات التغيرات المناخية بمحافظة الإسكندرية والاستفادة من مياه الأمطار بمشروع الدلتا الجديدة.

وتشمل مراحل مشروع الاستراتيجية المتكاملة لإدارة مياه الأمطار تنفيذ 9 عناصر تستهدف حل مشكلات تراكم وتجمع مياه الأمطار بمناطق ومساحات مخدومة للمشروع، وليس نقاطا ساخنة أو الكورنيش فقط.

ويأتى ذلك بالتزامن مع التغيرات المناخية والتوقعات المؤكدة بشأن زيادة معدل سقوط مياه الأمطار خلال النوات المُقبلة وشِدتها على الإسكندرية بشكل خاص.

وعلى صعيد متصل، أكد الدكتور وليد عبد العظيم، استشارى مشروع إدارة مياه الأمطار، عن إنجاز مشروع “الخزان” الرئيسى وشبكات التجميع فى منطقة سموحة بالإسكندرية، موضحا أن الشبكات تم تنفيذها على مساحة تزيد عن 450 مترًا، وبعمق 24 مترًا لإنشاء خوازيق تدعم هيكلها.

وأضاف فى تصريحات لـ “المال” أن الخزان بسعة تصل إلى 1200 متر مكعب لتجميع مياه الأمطار، مع توفير غرفة طلمبات ومنشآت مساعدة لضمان كفاءة التشغيل.

وأشار الدكتور عبد العظيم إلى أن أعمال الحفر تمت بأسلوب هندسى يضمن عدم تأثيرها على الطرق أو المبانى المجاورة، مما يعكس التزام المشروع بالمعايير البيئية والهندسية.

وأوضح أن الخزان يجمع مياه الأمطار بالكامل من منطقة سموحة، حيث يتم توجيها مرة أخرى عبر خط طرد مؤقت يمتد من شارع ألبرت، مرورًا بترعة المحمودية، وصولًا إلى نقطة التخلص النهائية، مؤكداً أن شبكة التصريف صُممت بمواصفات تستوعب معدلات الأمطار الحالية والمستقبلية، فى ظل التغيرات المناخية التى تشهدها المنطقة.

ووفقاً لعبد العظيم، فقد شهد المشروع استخدام حوالى 18 كيلومترًا من المواسير، و135 مطبقًا، و735 شنيشة أمطار، إضافة إلى محطة رفع وخط طرد بطول 3.5 كيلومتر، كما تضمنت الأعمال رصف مساحة تجاوزت 600 ألف متر مربع.

وأشار عبد العظيم إلى أن مساحة منطقة سموحة التى تبلغ حوالى 2.5 مليون متر مربع شكلت تحديًا كبيرًا أمام فريق العمل، ورغم ذلك، تمت عمليات الحفر والرصف بالتوازى مع تطوير المرافق، لتجديدها أو إحلالها أو زيادة سعتها، قبل تنفيذ أعمال الرصف النهائية.

وأكد الدكتور وليد عبد العظيم أن مياه المشروع تُستخدم بالكامل فى الزراعة بمشروع الدلتا الجديدة، مشيراً إلى أن هذا التوجه يعكس رؤية استراتيجية لاستغلال كميات مياه الأمطار المتزايدة بسبب التغيرات المناخية، خاصة فى ظل أزمة الشح المائى التى تعانى منها الدولة.