شهدت محلات العطارة فى السوق المحلية رواجا ملحوظا خلال الأسابيع الماضية بسبب إقبال المستهلكين على شراء “الأعشاب الطبية” التى تعد البديل الأرخص لشريحة كبيرة من المستهلكين عن شراء الأدوية المعالجة لنزلات البرد خاصة مع انخفاض درجات الحرارة فى مختلف أنحاء الجمهورية.
من جهته، أكد محمد الشيخ سكرتير شعبة العطارة بالغرفة التجارية فى القاهرة لـ”المال”، أن هناك ارتفاعات بلغت %20 فى أسعار 12 صنفَا من”الأعشاب الطبية” فى محال العطارة مقارنة مع بداية 2024، موضحَا أن ذلك حدث نتيجة ارتفاع سعر صرف الدولار وتخطيه الـ50 جنيهًا.
وأضاف أن هناك انتعاشة واضحة فى إقبال المستهلكين على شراء تلك الأصناف من محال العطارة بنسبة بلغت %10 مقارنة مع العام الماضى ، لسببين أولا: انخفاض درجات الحرارة بشكل كبير مما أدى إلى زيادة حالات الإصابة بالإنفلونزا، وثانيًا ارتفاع أسعار الأدوية المعالجة لتلك النزلات.
وفى هذا السياق، قال أحمد عامر عضو شعبة العطارة بالغرفة التجارية فى القاهرة، لـ”المال”، إن أسعار الأعشاب الطبية فى المحال الشعبية تتراوح بين 80 إلى 300 جنيه للكيلو، موضحَا أن المستهلك يقوم بشراء من 50 إلى 250 جرامًا من تلك الأصناف التى يتخطى سعرها 150 جنيهًا.
وأضاف “عامر” أن سعر كيلو الكركديه يبلغ 180 جنيهًا، والينسون 150، والحلبة الحصى 60، وزهرة البابونج 150، والقرفة 180، والكاكاو الماليزى 250، وخلطة السحلب 170.
وتابع عامرأن كيلو الزنجبيل من 100 إلى 280 جنيهًا، والبردقوش 100، والكراوية 90، وورق الجوافة 80، وزيت حبة البركة 300، موضحَا أن الأخير يمتاز بعلاج الربو والكحة الشديدة.
بينما قال على عوف رئيس شعبة الأدوية باتحاد الغرف التجارية إن حجم الطلب على أدوية البرد والإنفلونزا شهدت ارتفاعا يصل لنحو %20 مقارنة بالفترة المقابلة من العام الماضي.
وأضاف “عوف” - فى تصريحات لـ”المال”- أن هناك شكاوى من نزلات برد أشبه بأعراض متحور كورونا تشمل تكسيرا فى العظام ورشح وصداع وغيرها من الأعراض الشديدة مما تسبب فى زيادة فى الطلب على الأدوية الخاصة بموسم الشتاء خلال الفترة الحالية.
وأشارإلى توافر المعروض الكافى من تلك الأدوية فى الشركات والصيدليات خاصة وأن الأخيرة أنتجت كميات كبيرة خلال الفترة الماضية ووفرتها فى جميع فروعها استعدادا لموسم الشتاء.
وأوضح أن أسعار الأدوية لم تشهد أى زيادات منذ شهر أكتوبر الماضى وأن أى زيادات فى أسعار الأدوية تتم بناء على موافقة من الجهات الحكومية المعنية بذلك ، ولا يتم زيادة الأسعار بشكل عشوائي.
وأكد أن تحرك سعر الدولار أمام الجنيه فى البنوك لم يؤثر على أسعار الأدوية إذ تستطيع شركات الأدوية امتصاص تلك الزيادات فى الدولار حتى الآن للحفاظ على استقرار السوق فى تلك الفترة.
وأشار إلى أن أسعار الأدوية قد يدفع البعض للتوجه إلى شراء الأعشاب الخاصة بالبرد من السوائل وغيرها مثل اليانسون والتيليو ، لكنها لن تستطيع أن تحل محل الأدوية فى بعض الأحيان مثل الرشح أو ارتفاع درجات الحرارة مما يستلزم معها اللجوء إلى الأدوية.
فى السياق ذاته، كشف مصدر مسئول فى شعبة الصيدليات فى اتحاد الغرف التجارية، أن الأعراض الحالية تعد أحد تجليات متحورات كورونا الفيروسية نتيجة إصابة العديد من المواطنين بها فى الأيام الأخيرة والتى اشتكى البعض من أنها تستمر معه لأكثر من أسبوعين.
وطالب المصدر - فى تصريحات لـ “المال” - المواطنين بعدم اللجوء إلى الأدوية دون استشارة الطبيب حتى لا يكون لها تأثير سلبى على الفرد فيما بعد ، محذرًا وبقوة من ما يعرف بـ “حقنة البرد” مؤكدا أنها قد تسبب الوفاة لبعض المرضى وفقا لهيئة الدواء.
وأشار إلى أن اللجوء للأعشاب تعد عوامل مساعدة للمرضى ويجب الحصول عليها لأنها تساعد فى مواجهة البرد وفى تحسين المناعة فى أوقات الاحتقان أو الرشح مع الحصول على فيتامين “سي” وتناول البرتقال والجوافة وغيرهما.
وأوضح أن الطلب مرتفع على شراء أدوية خفض الحرارة والرشح وهى أحد أبرز الأعراض المنتشرة فى الوقت الحالي، مؤكدا توافر جميع الأدوية بكل أنواعها فى الفترة الحالية بالصيدليات ومطالبًا بعدم أخذ أى دواء دون روشتة من الطبيب المختص.
