واجهت محافظة الإسكندرية ارتفاع الأسعار خلال الأسابيع الماضية بالتوسع فى نشر مبادرة “سوق اليوم الواحد”، لتلبية احتياجات المواطنين من السلع الأساسية بأسعار تنافس المتاجر الكبرى الخاصة، الأمر الذى اعتبره عدد من ممثلى الغرف التجارية وسيلة حضارية وتنافسية تعمل على الأجل الطويل على إعادة توازن أسعار السلع، بالتزامن مع الخطوات الحكومية لخفض معدلات التضخم الحالية.
وتباطأت وتيرة التضخم، لتسجل أدنى مستوى منذ نهاية 2022 فى نوفمبر الماضى عند %25.5 على أساس سنوى، مقارنةً مع %26.5 فى أكتوبر، بحسب بيانات الجهاز المركزى للتعبئة العامة والإحصاء، الصادرة مطلع ديسمبر الجارى.
ويعد التباطؤ هو الأول خلال أربعة أشهر منذ أن بدأ معدل التضخم فى التسارع بشهر أغسطس الماضى، عقب أن انعكست الزيادات الحكومية لأسعار الوقود وتذاكر القطارات ومترو الأنفاق فى الآونة الأخيرة على القراءات الخاصة بالتضخم على مدى أغسطس وسبتمبر وأكتوبر المنصرمين، وسبق ذلك زيادة سعر رغيف الخبز المدعم %300 بنهاية مايو، فى خطوة هى الأولى منذ أكثر من 3 عقود.
وتتماشى قراءة التضخم الأحدث مع توقع صندوق النقد الدولى أن تسيطر الحكومة على معدلات التضخم بوتيرة أسرع بحلول العام المقبل لتصل إلى %21 مقارنة مع تقديراته السابقة، بحسب البيانات الواردة فى تقرير آفاق الاقتصاد العالمى الصادر فى نوفمبر الماضى.
وقال عصام شاكر عضو مجلس إدارة لجنة البقالة والعطارة فى الغرفة التجارية فى الإسكندرية، صاحب أحد فروع سلسلة “جمعيتي” إن فكرة إنشاء سوق اليوم الواحد هى بمثابة مبادرة جيدة، والتوسع فيها سيكون لها مردود كبير على المستهلكين.
ولفت إلى أن موضوع التسويق والدعاية للمبادرة فى شكله الحالى غير مناسب وفى حاجة لزيادته، حتى تصل الفكرة إلى جميع المواطنين،خاصة أن الإسكندرية كبيرة، وبها العديد من الأحياء البعيدة عن قلب “الثغر”، ولابد أن يقام بها هذه النوعية من الأسواق وعدم اقتصارها على المناطق الرئيسية.
واقترح “شاكر” إمكانية عمل - سوق اليوم الواحد - بمقرات ومنافذ وزارة التموين، أو منافذ “جمعيتي”، مطالبا بضرورة أن تسعى الجهات المعنية والقائمة على تنظيم تلك الأسواق، ببذل بعض الجهود حتى يعلم المستهلكون بوجودها، لافتا إلى أنه فى الآجل القصير ستوفر مزايا للمواطنين وفى الأجل الطويل سيعمل على توازن السوق لتخفيض الأسعار فى بعض الأماكن الرئيسية.
وأكد أن استمرار هذه الأسواق يساعد متخذى القرار على نتائجها الإيجابية، والسلبيات التى يمكن تلافيها فى المستقبل، خاصة وأنها جديدة على السوق المحلية، مشددا على أن الاستمرارية هى الآلية الوحيدة للحكم عليها وما قدمته من عوائد غير مباشرة للمواطنين.
وتوفر مبادرة سوق اليوم الواحد العديد من السلع الغذائية بداية من اللحوم الطازجة، أو المجمدة، والدواجن، الأسماك، والسلع الأساسية مثل الزيوت، والأرز، والمكرونات، والسمن، إضافة إلى السكر، والخضراوات والفاكهة، إلى جانب صرف السلع التموينية ونقاط الخبز بالبطاقات التموينية.
وكشفت بيانات الجهاز المركزى للتعبئة العامة والإحصاء، عن انخفاض معدل التضخم الأساسى (الذى يستبعد تكاليف السلع الأكثر تقلبا) إلى %23.7 فى نوفمبر، مقابل %24.4 فى أكتوبر 2024، وأبرزت المجموعات السلعية المؤثرة فى سلة أسعار المستهلكين، إذ ارتفعت أسعار الحبوب والخبز %29.5 والخضراوات %27.8، واللحوم والدواجن %17.9، على أساس سنوى.
من جهته، قال حازم المنوفى عضو مجلس إدارة شعبة البقالة فى الغرفة التجارية بالإسكندرية، إن التوجه لإنشاء عدد من أسواق اليوم الواحد فى عدد من الأماكن فى محافظة الإسكندرية هو مبادرة جيدة، لافتا إلى أنه بشكل عام أى جهد مبذول لزيادة المعروض سيؤدى إلى تراجع فى الأسعار أو على الأقل استقرارها.
وأوضح أن المبادرة بمثابة آلية لتوفير السلع الرئيسية لقطاعات عريضة من المستهلكين محدودى الدخل، وتشير إلى اهتمام الجهات الحكومية بالسعى لخفض أسعار السلع الأساسية بنظام تنافسى أمام المتاجر الأخرى.
وأشارإلى أنه لا يزالمن المبكر الحكم على هذه التجربة الجديدة، ويمكن بعد مرور شهر أو شهرين من استمرارها البدء فى الحكم على عوائدها غير المباشرة، التى نفذت من أجلها.
وشدد “المنوفي” على أن إنشاء هذه الأسواق تم فى توقيت مناسب وجيد، خاصة مع دخول العام الدراسى، واقتراب شهرى رجب وشعبان، والتى يبدأ فيها بعض المواطنين شراء العديد السلع التى يصلح تخزينها استعدادا لاستقبال شهر رمضان.
وأكد أن هذه الأسواق من شأنها ضبطوتيرة الأسوق، واستقرار الأسعار إلى حد ما فى المستقبل، شريطة استمراريتها ونشرها على عدد أكبر من المناطق فى باقى المحافظات.
وتم لأول مرة بالسوق تقديم الخدمات التموينية الإلكترونية للمواطنين من خلال مركز خدمات التموين، كما تواجدت باكيات للأسر المنتجة والمشروعات الصغيرة ونباتات الزينة والمشغولات اليدوية.
«الغرفة التجارية»: المبادرة تحتاج إلى مزيد من الدعاية والتسويق لإفادة الشريحة الأكبر من المستهلكين
