Ad

قال حلمى أبو العيش، رئيس مجلس إدارة “سيكم” القابضة، التى تعمل فى مجالات الأعشاب والمستحضرات الطبية إن عام 2024 كان مليئًا بالتحديات الكبيرة، وأن بداية السنة الماضية كانت صعبة للغاية على مصر بشكل عام، حيث واجهت البلاد تحديات اقتصادية شديدة.

واستعرض العقبات والفرص التى واجهتها شركته خلال هذا العام وسط ظروف صعبة، مثل ارتفاع التضخم وتراجع قيمة العملة المحلية ورغم ذلك، حققت نموًا ملحوظًا وزادت صادراتها بنسبة كبيرة، خاصة إلى الأسواق الأوروبية والأمريكية.

وأضاف “أبو العيش” - فى حوار خاص مع جريدة “المال”- أن “سيكم” تبنت إستراتيجيات مدروسة للحفاظ على حصتها السوقية محليًا، مع التوسع الإقليمى والدولى واستهداف أسواق جديدة، مشيرًا إلى جهود الشركة فى دعم المزارعين وتعزيز التنمية المستدامة، إلى جانب خططها المستقبلية لإطلاق منتجات جديدة وتوسيع خدماتها التعليمية والصحية.

وأوضح أن شركته نجحت فى تحقيق بعض الاستقرار مع مرور الوقت، ولكن الأوضاع الاقتصادية أثرت على جميع الشركات فى مصر، بما فى ذلك “سيكم”.

وأشار إلى أن أبرز التحديات التى واجهتها الشركة خلال العام الحالى كانت تراجع قيمة العملة المحلية وارتفاع أسعار الفائدة إلى حوالى %30، إلى جانب معدل تضخم بلغ نحو %30، مما أدى إلى انخفاض القوة الشرائية للمستهلكين بشكل كبير، مؤكدًا أن هذه الظروف أثرت مباشرة على الدخل الحقيقى للشركة والمستهلكين على حد سواء، مما شكل صعوبات فى التعامل مع الأوضاع الاقتصادية.

وألمح “أبو العيش” إلى أنه على الرغم من هذه التحديات، لا يمكن القول إن الأثر كان سلبيًا بالكامل، فقد تمكنت “سيكم” من اغتنام بعض الفرص المهمة خلال العام، ومن أبرز هذه الإنجازات نجاحها فى زيادة صادراتها بنسبة تتراوح بين %30 و%40، موضحًا أن هذا الإنجاز كان له دور كبير فى تعزيز دخل الشركة من العملة الصعبة، مما ساعدها على مواجهة التحديات التى كانت حاضرة فى السوق المحلية.

وأكد “أبو العيش” أن عام 2024، رغم صعوبته، كان مليئًا بالدروس والفرص التى استفادت منها الشركة لتعزيز مكانتها ومواصلة التصدى للتحديات الاقتصادية.

ولفت إلى أن شركته تمكنت على مدار العام من الحفاظ على أسعار منتجاتها دون أى زيادة، رغم التضخم الذى وصل إلى 30 - %40، موضحًا أن هذا القرار ساهم فى تعزيز حصتها فى السوق المحلية مقارنة مع موقعها فى بداية العام الماضى.

وشدد على أن ذلك أدى إلى انخفاض فى نسب الأرباح، ولكنه كان خيارًا إستراتيجيًا ساعد الشركة على توسيع انتشار منتجاتها داخل السوق وزيادة وجودها فى المتاجر المختلفة.

وأوضح “أبو العيش” أن شركته حققت نموًا يُقدر بـحوالى %30 أو أكثر خلال هذا العام الصعب، وهو ما يعنى أنها تمكنت من التفوق على نسبة التضخم، ، مؤكدًا أن التصدير كان أحد الأسباب الرئيسية وراء تحقيق هذا النمو، إلا أن السوق المحلية أيضًا لعبت دورًا مهمًا بفضل حفاظها على أسعارها.

وأشار إلى أن صادرات الشركة شهدت زيادة ملحوظة بنسبة %40 خلال هذا العام، مما عزز مكانتها فى الأسواق الخارجية، وأن السوق الأوروبية لا تزال أكبر أسواق الشركة التصديرية، حيث تمثل حوالى 70 - %80 من إجمالى صادراتها، وتشمل الأسواق الرئيسية ألمانيا، وسويسرا، والنمسا، وهولندا، وفرنسا، وإيطاليا.

ولفت “أبو العيش” إلى أن شركته ركزت أيضًا على الأسواق الأمريكية، خاصة أمريكا الشمالية، التى تُعد سوقًا كبيرًة وواعدة، مضيفًا أنه فى بداية عام 2024، اتخذت الشركة خطوة جريئة بتأسيس جهة تسويقية خاصة بها فى أمريكا، بعدما اعتمدت لسنوات طويلة على أحد كيانات التسويق فى أوروبا.

وتابع: “هذا التواجد المباشر فى السوق الأمريكية سمح لها بتوسيع نطاق صادراتها هناك، خاصة خلال النصف الثانى من العام”.

وأشار إلى أن عام 2024 كان مليئًا بالدروس والتحديات والفرص حيث تمكنت الشركة من تحقيق تقدم كبير سواء فى السوق المحلية أو الأسواق الخارجية، وهو ما يعكس التزامها بمواصلة العمل على تعزيز مكانتها فى ظل الظروف الاقتصادية الصعبة.

وأفاد “أبو العيش” بأن التوسع فى الأسواق الخارجية كان من أولويات الشركة خلال عام 2024، حيث ركزنا على دراسة الأسواق الأفريقية، والعربية، والآسيوية لتعزيز تواجدنا فيها.

وأوضح أن شركته كانت موجودة بشكل محدود فى بعض البلدان الآسيوية مثل اليابان، وسنغافورة، وماليزيا، وإندونيسيا، وتايلاند، ولكن ليس بحجم كبير، مضيفًا، أنها بدأت بالتركيز على هذه الأسواق تدريجيًا، بهدف تعزيز تواجدها وزيادة حجم الصادرات إليها.

وفيما يتعلق بالدول العربية، قال “أبو العيش” إن الأسواق الخليجية أصبحت ذات أهمية خاصة لشركته، مشيرًا إلى أن الإمارات، وقطر، والكويت، والمملكة العربية السعودية كانت ضمن أولويات التوسع.

وأضاف: “لدينا خطط طموحة لعام 2025، تشمل تأسيس شركة مشتركة مع شريك سعودى تحت اسم “إيزيس السعودية”، وشراكة أخرى مع شريك جزائرى لتأسيس “إيزيس الجزائر”، وهاتان الشركتان ستلعبان دورًا محوريًا فى تعزيز وجودنا فى الدول العربية وتوسيع انتشارنا فى السوق الأفريقية”.

وألمح “أبو العيش” إلى أن شركته تتواجد حاليًا فى حوالى 24-25 دولة، وتسعى للوصول إلى 40 خلال السنوات القليلة المقبلة، مشيرًا إلى أن هذه الطموحات تأتى فى إطار إستراتيجية التوسع العالمية للكيان.

وفيما يتعلق بأمريكا اللاتينية، أشار إلى أن شركته بدأت خطواتها الأولى لدخول أسواق مثل البرازيل، والأرجنتين، وتشيلى، مضيفًا أنه رغم التحديات التى تواجهنا فى هذه الأسواق، مثل الحاجة للتواصل باللغة الإسبانية بدلًا من الإنجليزية، إلا أننا متفائلون بقدرتنا على تحقيق تقدم ملحوظ هناك، خاصة مع التخطيط الجيد والعمل المتواصل.

وعن عدد العاملين بالشركة، أوضح أنها قامت خلال عام 2024 بإضافة 301 موظف، ليصل الإجمالى إلى نحو 2000 شخص فى مختلف المجالات، بما يشمل الصناعات الغذائية، والأدوية، والملابس، والمنسوجات، مشيرا إلى أنه مع الخطط المستقبلية لعام 2025، يتوقع الاستمرار بنفس معدلات النمو، مما يعنى أن الشركة ستحتاج إلى تعيين حوالى 200 - 300 موظف إضافى لدعم توسعاتها.

وأكد “أبو العيش” أنه أمام الشركة فرصة كبيرة للنمو إذا استطاعت الحفاظ على معدلاتها الحالية فى زيادة التصدير، إلى جانب تعزيز موقعها فى السوق المحلية، موضحًا أنه إذا واصلت هذا الأداء فمن الممكن أن تستمر على هذا المسار حتى 2030 على الأقل، مما يفتح آفاقًا واسعة للتوسع والابتكار.

وفيما يتعلق بمعدل نمو الإيرادات، أوضح أن الأرقام خلال السنوات الثلاث الأخيرة كانت مرتبطة بشكل وثيق بمعدلات التضخم، مشيرًا إلى أن المقارنات المطلقة قد تكون مضللة.

وتابع: “على سبيل المثال، قد يبدو النمو بنسبة %14 مرتفعًا، لكن إذا كان التضخم %26، فهذا يعنى تراجعًا فى القيمة الحقيقية لذلك، من المهم أن نقيم الأداء بمراعاة هذه العوامل الاقتصادية”.

وأضاف أنه من المتوقع تحقيق نمو سنوى يتراوح بين 10 - %20 خلال السنوات المقبلة (بدون تأثير التضخم)، موضحا أنه إذا حققنا هذا المعدل، فمن المرجح أن تكسر الشركة حاجز إيرادات 2 مليار جنيه فى العام المقبل، ومع استمرار النمو، قد نصل إلى 3 مليارات خلال السنوات القادمة.

وأشار “أبو العيش” إلى أن هذه الإيرادات ستشمل منتجات الشركة فى قطاعات الصناعات الغذائية، والأدوية، والملابس، والمنسوجات، سواء فى السوق المحلية أو الأسواق التصديرية.

وقال إن الشركة لم تضف الكثير من المنتجات الجديدة خلال العامين أو الثلاثة أعوام الماضية بسبب حالة عدم الاستقرار فى أسعار المواد الخام والعملات.

وبسؤاله عن المنتجات الجديدة، أفاد بأن التخطيط لإطلاق منتج جديد يتطلب استقرارًا نسبيًا فى السوق، مؤكدا أن لدينا العديد من الأفكار الجاهزة للتنفيذ، خاصة فى مجالات المشروبات والحلويات.

وتوقع أن تطرح “سيكم” بين 3 إلى 4 منتجات جديدة فى عام 2025، مع التركيز على قطاع المشروبات، وفيما يتعلق بالإنتاج السنوى، أكد “أبو العيش” أن الشركة حققت نموًا ملحوظًايُقدربـ %65 مقارنة مع الأعوام السابقة، موضحًا أن هذا النمو ناتج عن زيادة الكميات المنتجة، وليس بسبب ارتفاع الأسعار، مما يدل على توسع حقيقى فى الإنتاج، وبعض خطوط الإنتاج لدى الشركة تعمل بطاقة تصل إلى 184 - %190 من طاقتها الاستيعابية، مما يجعل الاستثمار فى توسعة هذه الخطوط أولوية قصوى خلال العام المقبل.

ولفت “أبو العيش” إلى أن سلاسل التوريد تعد جزءًا حيويًا من عمليات الشركة، مضيفًا أن “سيكم” تعتمد على شبكة واسعة من المزارعين والموردين الذين يوفرون لنا المواد الخام الأساسية، ففى مصر، يوجد حوالى 20 ألف مزارع يعملون فى الزراعة العضوية، منهم نحو 2000 يتعاملون مع “سيكم” بشكل مباشر، حيث يزرعون للشركة منتجات مثل النعناع والكركديه على نحو 100 ألف فدان، منها 5000 فدان مملوكة للشركة.

وأوضح أن الشركة تستورد كمية قليلة جدًا من المواد، تشمل بعض المكونات الطبيعية والمواد الفعالة اللازمة فى صناعة الأدوية.

واستكمل أن الشركة تولى اهتمامًا كبيرًا بتقديم الدعم للمزارعين فى مصر، معتبرًا إياهم أبطالًا حقيقيين فى مجال حماية المناخ والتنمية المستدامة، مشيرا إلىأن “سيكم” قدمت خلال السنوات الماضية عددًا كبيرًا من المنح والتدريبات، وتسعى إلى زيادتها عامًا بعد عام.

وفى مجال الزراعة، أكد “أبو العيش” أن شركته تعمل على تمكين المزارعين عبر،تقديم منح تشمل زراعة الأشجار ودعم التحول إلى مصادر طاقة متجددة بدلاً من المولدات التقليدية، وتقديم قروض ميسرة تساعد فى تمويل المعدات الزراعية الحديثة، ونظم الرى المتطورة، وتطوير الثروة الحيوانية، والدعم المجتمعى للعائلة، حيث يمتد الدعم ليشمل أسر المزارعين عبر تدريبات وفرص تمكين للزوجة والأبناء لتعزيز استقرار الأسرة.

وفى المجال المجتمعى، أوضح أن “سيكم” تعمل مع 19 قرية فى منطقة الشرقية، حيث توفر خدمات متنوعة تشمل:خدمات صحية واجتماعية،ودعم التعليم والتربية،وبرامج للنظافة والتنمية البيئية، ومشروعات لتحسين جودة الحياة فى القرى المستهدفة.

وعن آلية تقديم القروض،أكد “أبو العيش” أن القروض للمزارعين تُدار عبر “صندوق اقتصاد المحبة التابع لجمعية سيكم للتنمية”، وهى جمعية مرخصة ومتخصصة فى دعم المزارعين، وأوضح أن عملية التقديم تتضمن،تقديم المزارع طلبًا مرفقًا بدراسة جدوى للمشروع، ومراجعة الطلب من قِبل فريق متخصص لتقييم جدوى المشروع، والسداد بشروط ميسرة على فترات تتراوح بين 4 إلى 5 سنوات أو حسب الظروف.

وأضاف أن هذا النهج يمكن المزارعين من تطوير أعمالهم وزيادة إنتاجيتهم، بما ينعكس إيجابيًا على المجتمع والبيئة، وتستهدف “سيكم” العام المقبل زيادة عدد المستفيدين من المنح والتدريبات، مع التوسع فى البرامج التى تخدم القرى المحيطة.

وعن الدعم المالى للمزارعين،ألمح “أبو العيش” إلى أن “سيكم” تحرص على تقديم قروض ميسرة تراعى ظروف المزارعين، بحيث لا تمثل عبئًا إضافيًا عليهم.

وأضاف: “ما يُميز تعاملنا مع المزارعين هو التزامنا الشديد، خلال السنوات الماضية، تعاملنا مع آلاف المزارعين، ولم نواجه مشكلات فى السداد، لأنهم يدركون أهمية الحفاظ على العلاقة المستدامة معنا، مما يضمن استمرار استفادتهم فى المستقبل”.

ولفت “أبو العيش” إلى أن شركته وضعت خططًا طموحة لتوسيع خدماتها فى مجالى التعليم والرعاية الصحية خلال السنوات المقبلة، موضحًا أن هذه التوسعات تشمل إضافة مدارس ومرافق تدريبية جديدة لتلبية الطلب المتزايد على التعليم عالى الجودة، بالإضافة إلى زيادة الطاقة الاستيعابية للمستشفى التابعة للشركة لتقديم خدمات طبية أفضل لعدد أكبر من المستفيدين.

وأكد “أبو العيش” أن رسالة “سيكم” واضحة، وتتمثل فى تقديم خدمات تعليمية وصحية شاملة ومستدامة، مع التركيز على تحسين جودة الحياة فى المجتمعات المحيطة بمشروعات الشركة.

وأضافأن “سيكم”ملتزمة بخلق تأثير إيجابى طويل الأمد فى هذه المجتمعات، بما ينسجم مع رؤيتها للتنمية المستدامة وتعزيز الرفاه الاجتماعى.

صادراتنا قفزت %40 رغم التضخم وارتفاع الفائدة

40 دولة... «سيكم» تواصل الانتشار الدولي

استراتيجيتنا توازن بين دعم السوق المحلية والتوسع العالمى

طموحاتنا فى 2025 تبدأ من أسواق الخليج وتنتهى بالعالمية

التصدير سلاحنا لمواجهة الأزمات الاقتصادية

إضافة 3 إلى 4 منتجات جديدة فى العام القادم

«الأوروبية» تستحوذ على 70 - %80 من الصادرات

تأسيس كيان تابع للتسويق فى أمريكا