Ad

اتفق عدد من رواد الأعمال على ضرورة تعزيز بيئة ريادة الأعمال فى صعيد مصر من خلال إطلاق مجموعة من المبادرات الجديدة، مشددين على أهمية تقوية روابط التعاون والشراكة بين وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات ممثلة فى إيتيدا ومراكز الإبداع الرقمى مع الشركات الناشئة، فيما طالب آخرون بزيادة حاضنات ومسرعات الأعمال وبرامج التدريب المكثفة فى جنوب البلاد.

وطالبوا أيضًا بضرورة تسريع الإفراج الجمركى عن أجهزة الهاردوير لزيادة كفاءة العمليات، بالإضافة إلى تحسين أداء المحليات لتسهيل عمل الشركات، بينما اقترح البعض إنشاء مناطق صناعية جديدة بأسوان لدعم الشركات الناشئة، مع تسهيل إجراءات التراخيص، مما يوفر بيئة مشجعة للابتكار والتنمية الاقتصادية.

فى البداية دعا حاتم علي، رئيس شركة Dragons، لحلول تطوير البرمجيات والاستشارات التقنية، إلى تعزيز مبدأ الشراكة الاستراتيجية بين القطاعين الخاص والعام داخل قطاع ريادة الأعمال ممثلًا فى مركز الإبداع التكنولوجى وريادة الأعمال TIEC وهيئة تنمية صناعة تكنولوجيا المعلومات “إيتيدا”، بهدف تسريع نمو الشركات الناشئة وتمكينها من المنافسة على المستوى العالمي.

وأشار إلى إن شركته تأمل فى إبرام شراكات استراتيجية مع هيئة تنمية صناعة تكنولوجيا المعلومات “إيتيدا” ومركز الابتكار التكنولوجى وريادة الأعمال TIEC ، بهدف تعزيز التعاون فى تطوير المناهج التدريبية والتعليمية، منوهًا إلى أن إدراج مناهج “دراجونز” ضمن الدورات التعليمية الموجهة لرواد الأعمال، سيمثل خطوة مهمة لدعم هذه المنظومة وتطوير مهارات الكوادر الشابة.

وأوضح أن برامج “إيتيدا” ومركز الابتكار التكنولوجى وريادة الأعمال TIEC تتمحور حول دعم الشركات الناشئة من خلال التركيز على الجوانب التجارية، مثل تطوير نماذج الأعمال، وكيفية الوصول إلى الجمهور المستهدف، إضافة إلى تقديم العروض أمام المستثمرين، وتعزيز جاهزية الشركات لجذب الاستثمارات، مؤكدًا أن هذه المحاور تشكل ركائز أساسية لأى شركة ناشئة تسعى للنجاح.

ولفت إلى أن شركته تهدف إلى تقديم قيمة مضافة لهذه المنظومة من خلال تحقيق تكامل استراتيجى معها، عبر توفير تدريب شامل يغطى الجانب التقنى الذى يتكامل مع نظيره التجاري، وكذلك تقديم تدريبات متقدمة حول إنشاء التطبيقات، واستخدامات تقنيات الذكاء الاصطناعى لتحسين الإنتاجية وتحقيق النتائج المستهدفة، وتحديد الحلول التقنية الأمثل لنماذج الأعمال المختلف.

ونوه إلى أن شركته تسعى إلى مساعدة الكيانات الناشئة على خفض تكلفة استخدام البرمجيات من خلال تقديم بدائل فعالة وعملية، بما يساهم فى تعزيز كفاءتها التشغيلية ويدعم نموها المستدام.

وأكد أن الشركات الناشئة وبالأخص فى مدن الصعيد تحتاج إلى مزيد من الدعم بشأن تقديم تسهيلات ضريبية وتبسيط إجراءات تأسيسها، مع ضرورة تسريع وتيرة هذه العمليات لتضاهى نظيرتها فى العاصمة.

وشدد على أهمية توفير تسهيلات إضافية فيما يخص تدبير النقد الأجنبى ، مشيرًا إلى أن شركته تواجه تحديات كبيرة مع عدد من عملائها الدوليين فيما يتعلق بعمليات الدفع.

ورأى أنه ينبغى زيادة الحد الائتمانى للدفع بالعملات الأجنبية، نظرًا لأن شركات التكنولوجيا تعتمد بشكل جوهرى على سداد اشتراكات خدمات دولية بالدولار مثل تسجيل أسماء النطاقات “الدومين”، وتأجير الخوادم، وخدمات الاستضافة، وبرمجيات التشغيل، معتبرًا أن منحها مزيدًا من المرونة فى تنفيذ المعاملات المالية يعد أمرًا حيويًا يضمن استمرارية عملها ويعزز قدرتها على المنافسة عالميًا .

ولفت إلى أن شركته تقدم دعمًا شاملًا للشركات الناشئة من خلال توفير الخبرات التقنية والتثقيف التكنولوجي، يشمل ذلك إتاحة نخبة من الخبراء المتخصصين فى مختلف المجالات التقنية، بالإضافة إلى تقديم استشارات متعمقة وتصميم بنية تحتية متطورة تلبى احتياجات المؤسسة وتدعم نموها المستدام على المدى الطويل.

من جانبها أشادت ندى عابدين، المؤسس المشارك والرئيس التنفيذى لشركة “خدمة”، لخدمات ما بعد البيع، بالدور المحورى الذى يلعبه مركز الإبداع التكنولوجى وريادة الأعمال TIEC و”إيتيدا” فى تمكين رواد الأعمال بالصعيد، لافتة إلى أن المؤسستين تقدمان دعمًا لا يقدر بثمن لشركتها -على حد وصفها -، وذلك من خلال توفير برامج تدريبية متخصصة، وحاضنات تكنولوجية، الأمر الذى ساهم بقوة فى إنشاء منصتها الرقمية، وتوفير بيئة محفزة للإبداع والابتكار، مما يمهد الطريق أمام المزيد من النجاحات للشركات الناشئة فى المنطقة.”

وأعربت عن آملها فى تقديم دورات تدريبية مكثفة من خلال حاضنات أعمال مثل “أثر”، و”جسر” التابعة لأكاديمية البحث العلمى والتكنولوجيا، والجامعة الأمريكية، معتبرة أنها خطوة بالغة الأهمية لدعم بيئة ريادة الأعمال فى محافظة قنا، خصوصًا وأن هذه المبادرات ستسهم بشكل إيجابى فى نشر هذه الثقافة التى لا تزال فى مراحلها الأولى، مما يعزز من وعى الشباب بأهمية ريادة الأعمال ويتيح لهم فرصاً أكبر لتطوير مشاريعهم وتحقيق النجاح.

وتابعت بالقول نطمح إلى زيادة عدد البرامج التأهيلية الموجهة للشركات الناشئة فى محافظة قنا، مع التركيز على تقديم تدريبات تمتد لعدة أشهر، تستهدف الشركات فى جميع مراحل نموها وليس فقط فى الإنشاء المبكر أو تطوير الفكرة.

وأكدت أن قنا نحتاج أيضًا إلى تكثيف التدريبات المتقدمة التى تركز على التكنولوجيا وزيادة الوعى بعلوم البرمجة وتقنية المعلوماتIT ، خصوصًا أن عدد المبرمجين بها مازال محدودًا، مما يضطرنا إلى الاعتماد على خبرات من القاهرة لاسيما وأن تعليم البرمجة وتكنولوجيا المعلومات فى الصعيد ما زال فى مراحله الأولى.

وطالب عبد الرحمن صلاح، الشريك المؤسس والرئيس التنفيذى لشركة Wexfi، لحلول إدارة شبكات الإنترنت والتسويق الإلكتروني، بتوثيق روابط التعاون مع وزارة الاتصالات، من خلال منح شركته حق الوصول إلى جميع مراكز “كريتيفا” المنتشرة فى مختلف المحافظات، بهدف اكتشاف المواهب الشابة وتوفير فرص تدريبية مدفوعة لهم ومنحهم شهادات خبرة، مؤكدًا أن أصحاب الأداء المتميز والموهوبين بشكل استثنائى سيتم منحهم فرصًا حقيقية للتوظيف داخل الشركة.

وأوضح صلاح أن مراكز “كريتيفا” ساهمت بشكل ملحوظ خلال السنوات الأخيرة فى تعزيز الوعى بأهمية التثقيف التكنولوجى وتقليص الفجوة الرقمية بين المحافظات، منوهًا إلى أن هذه الجهود أسفرت عن ارتفاع ملحوظ فى أعداد المطورين من أبناء الصعيد وتأسيس أكثر من شركة ناشئة هناك، مستدركًا بالقول لا تزال هناك إمكانات هائلة لم يتم استغلالها بعد، حيث يضم صعيد مصر قاعدة واسعة من الشباب الموهوب الذى يتطلع إلى فرص عمل فى مجال التكنولوجيا.

وتابع قائلًا إن صعيد مصر يزخر بمواهب شابة لم تحظ بعد بفرص كافية للانخراط فى سوق العمل التكنولوجية، مما يشير إلى وجود فجوة بين العرض والطلب على الكوادر المؤهلة فى هذا المجال وتبقى مهمة ربط هذه المواهب بالشركات العاملة فى الصعيد تحديًا يتطلب مزيدًا من الجهود.

وفى سياق متصل، أكد أن الشركات الناشئة فى صعيد مصر تواجه تحديات تتمثل أحيانا فى قلة الموثوقية فى أعين العملاء والمستثمرين مقارنةً بنظيراتها الموجودة فى العاصمة، إذ تعتبر القاهرة مركزًا رئيسيًا للأعمال فى مصر، حيث تتواجد معظم مقرات الشركات الكبرى ومكاتب المستثمرين بها، وبالتالى فإن عدم وجود مقر لشركات الصعيد فى القاهرة يجعل العملاء والمستثمرين يرونها كيانات بعيدة عن مراكز القرار الاقتصادي، الأمر الذى يلقى ظلالًا من الشك حول قدرتها على المنافسة والاستدامة.

وأشار إلى أن شركات الصعيد تواجه بعض التحديات فيما يتعلق بالخدمات اللوجستية والشحن، حيث تعانى بعض مدنها من ضعف البنية التحتية فى الطرق وصعوبة توزيع المنتجات فى المناطق الريفية أو النائية، مشيرًا إلى أن ذلك يؤدى إلى زيادة التكاليف وتعقيد العمليات.

ودعا إلى تقديم المزيد من التسهيلات لتسريع دخول أجهزة الهاردوير المستخدمة فى إدارة نظم الإنترنت التى تعتمد عليها شركته خصوصًا أن عملية استيرادها تستغرق حاليًا فترة تتراوح بين شهر إلى 3 أشهر، مؤكدًا أن تسريع هذه العملية من الخطوات الحيوية التى تعزز القدرة التنافسية وتدفع عجلة النمو الاقتصادي، مما ينعكس إيجابيًا على بيئة الأعمال فى مصر.

وأكد أن شركته تمكنت فى غضون 11 شهرًا فقط من عملها بالسوق من تحقيق إنجاز ملحوظ، حيث استطاعت جذب 425 عميلًا، وهو رقم جيد بالنظر إلى طبيعة عملها الذى يعتمد على نموذج الـ B2B.

ويرى الدكتور وائل النوبي، الشريك المؤسس والرئيس التنفيذى لشركة “بيكم” للوقود الحيوي، أن المحليات تعتبر جزءًا أساسيًا من المنظومة الإدارية لأى دولة، حيث تلعب دورًا كبيرًا فى تحسين جودة الخدمات العامة وتعزيز التنمية الاقتصادية، لافتًا إلى أن محافظات الصعيد، ومنها أسوان، تواجه تحديات كبيرة تتعلق بمستوى كفاءة المحليات وسرعة تقديم الخدمات.

وبين أنه مع تسارع النمو فى قطاع ريادة الأعمال والشركات الناشئة، أصبح من الضرورى إعادة النظر إلى تحسين أداء المحليات فى هذه المناطق كأولوية استراتيجية.

وتابع أن المحليات تتحمل مسؤولية إصدار التراخيص، وتوفير البنية التحتية المناسبة، وتسريع الإجراءات المتعلقة بالشركات، وبالتالى عندما تكون قادرة على تقديم هذه الخدمات بكفاءة وسرعة، فإنها تسهم فى تهيئة بيئة مشجعة للشركات الناشئة ورواد الأعمال لتحقيق النمو والابتكار.

بدوره طالب أحمد محمود، الشريك المؤسس والرئيس التنفيذى لشركة “Rozaswan” لإنتاج الزيوت الطبية والأعشاب، بتقديم تسهيلات إضافية فى منح التراخيص الصناعية للشركات الناشئة، مشددًا على أهمية التوسع فى إنشاء مناطق صناعية جديدة بمحافظة أسوان، لاسيما وأن هذه الخطوة ستسهم بشكل كبير فى دعم المشروعات الناشئة وتعزيز التنمية الاقتصادية فى المنطقة.

وأشار إلى أن محافظة أسوان تضم منطقة صناعية واحدة تحتضن الشركات الكبرى فقط مما يبرز أهمية الحاجة إلى تخصيص أخرى لدعم الشركات الناشئة ، مقترحًا على وزارة الإسكان إنشاء منطقة صناعية فى قرية المنار بوادى النقرة أو بالقرب من قرية الحكمة، التابعة لمركز نصر النوبة بالمحافظة أسوان، لتكون مركزًا مخصصًا للشركات الناشئة، لاسيما العاملة منها فى نشاط التصنيع الزراعي.

ولفت إلى أن إنشاء هذا المنطقة الجديدة سيسهم فى توفير بيئة مواتية للابتكار والتعاون بين هذه الشركات، إلى جانب تزويدها بالبنية التحتية والدعم اللوجستى الضرورى لنموها وتطورها، مما يعزز من قدرتها على الإسهام فى التنمية الاقتصادية المستدامة للمنطقة.

وأوضح أن شركته تمتلك مصنعًا صغيرًا خارج المنطقة الصناعية بأسوان، لتقطير الزيوت الطبية والعطرية يعتمد على تقنية مبتكرة تعمل بالطاقة الشمسية المركزة، وهى تقنية صديقة للبيئة تقوم على تركيز كمية كبيرة من أشعة الشمس على مساحة صغيرة لتحويلها إلى حرارة مرتفعة، وتُستخدم هذه الحرارة لاحقًا لتوليد الكهرباء أو لأغراض أخرى متنوعة.

وأشار إلى أن الشركة تواجه تحديات كبيرة فيما يتعلق بالحصول على شهادة منشأ للمنتجات والزيوت العطرية، لافتًا إلى أن التكلفة المرتفعة لهذه الشهادات تمثل عبئًا كبيرًا على الشركات الناشئة، التى لا تزال فى مراحلها الأولى وتعمل بموارد محدودة.

حاتم علي: يجب رفع الحد الائتمانى للدفع بالعملات الصعبة

ندى عابدين: زيادة عدد برامج التأهيل فى قنا وإطلاق مزيد من الحاضنات

عبد الرحمن صلاح: حق الوصول إلى جميع مراكز «كريتيفا» فى المحافظات

أحمد محمود: تيسيرات إضافية فى منح التراخيص الصناعية