تستهدف هيئات الموانئ البحرية، التابعة لوزارة النقل، والهيئة الاقتصادية لقناة السويس، إنهاء أعمال تطوير المحطات البحرية التى انطلقت بداية عام 2020 بكل الموانئ قبل نهاية 2025، مع التركيز خلال الفترة نفسها على إزالة كل المعوقات الإدارية لخفض زمن الإفراج الجمركى للبضائع، لتكتمل إستراتيجية تحويل المواقع البحرية المحلية إلى مستودع لوجستى لدول العالم.
ويتوازى مع المحورين السابقين، عمل كل قيادات الموانئ، على جذب مشغلين عالميين ومحليين للمحطات البحرية التى سيتم الانتهاء من بنائها خاصة فى ميناء السخنة، إلى جانب إسناد إدارة وتشغيل بعض المشروعات السياحية للتحالفات والشركات المناسبة.
وكشفت مصادر مطلعة لـ”المال»، أنه من المقرر إنهاء كل أعمال مشروعات منياءى الإسكندرية والدخيلة، منتصف العام المقبل، على أن يصاحبها التعاقد مع إحدى الشركات المحلية أو العالمية على إدارة وتشغيل محطة الركاب السياحية بالإسكندرية، ونفس الأمر بميناء القصير.
وتقام المحطة على مساحة 8725مترا، وتضم سوقا حرة ومركزا تجاريا وترفيهيا متكاملا، ورصيف يبلغ 820 مترًا بأعماق 12-9 مترًا، ويمكن استقبال 4 سفن سياحية كبيرة فى وقت واحد، إذ تستوعب 5000 سائح فى الوقت ذاته.
ويقع ميناء القصير جنوب ميناء سفاجا على مسافة 78 كيلومترًا وهو عبارة عن خليج صغير مفتوح، إذ تمتلك مصر أكثر من 2400 كيلومتر من السواحل الممتدة على البحرين المتوسط والأحمر والمنتجعات الواقعة بالقرب من المدن التاريخية والسياحية.
وذكرت المصادر- التى طلبت عدم الكشف عن هويتها- أنه يستهدف الانتهاء من دراسة تشييد 4 مارينا جديدة، واحدة منها على سواحل البحر الأحمر، و3 على البحر المتوسط، على أن يتم التعاقد على بنائها قبل نهاية 2025.
وتوجد حاليا حوالى 19 مارينا، موزعة بواقع 12 على البحر الأحمر، و7 على المتوسط.
وقال مسئول بهيئة ميناء الإسكندرية لـ”المال»، من المقرر أن تنتهى شركات المقاولات من تنفيذ محطة الحاويات رقم 100 بميناء الدخيلة، أن يتم تشغيلها تجريبيا خلال 2025، على أن تعمل بشكل تجارى خلال الربع الأول من 2026.
ويتولى إدارة وتشغيل المحطة، شركة الدخيلة لمحطة الحاويات، المنبثقة من تحالف شركات «هاتشيسون- COSCO – CMA- MSC»، وتحتوى المحطة على ظهير خلفى مساحته 840 ألف متر مربع، ورصيف بحرى بطول 1200 متر، وتستهدف الشركة حجم إنتاج سنوي يصل إلى 2 مليون حاوية مكافئة.
ويقع المشروع ضمن محور «السخنة - الدخيلة «اللوجستى المتكامل للحاويات للربط بين البحرين الأحمر والمتوسط والذى يعتبر أكبر ممر لوجستى لخدمة التجارة العالمية بين الشرق والغرب، ويوفر ما يزيد على 2000 فرصة عمل مباشرة وغير مباشرة.
وأشار المصدر إلى أنه يستهدف تسليم محطة الصب الجاف النظيف بميناء الدخيلة، لتحالف شركات «ميديترانيو للتجارة - السويدى للاستثمار – لات للتجارة والملاحة - الشركة القابضة للنقل البحرى والبري»، قبل نهاية النصف الأول من 2025.
وتستهدف هيئة ميناء الإسكندرية من المشروع زيادة الطاقة الاستيعابية للتداول والتخزين للحبوب والغلال خاصة الأقماح والذرة وفول الصويا، إذ من المخطط أن ينفذ حركة تداول تتراوح بين 6-7 ملايين طن سنويا.
وتتكون المحطة من أرصفة بطول 1160 مترا، وبعمق يصل إلى 16مترا وبمساحة أرضية 300 ألف متر مربع، وسيتم تزويدها بالإمكانية الفنية التى تمكنها من استقبال 4 سفن بطول 240 مترا فى توقيت واحد، مما يعزز قدرة ميناء الدخيلة فى مجال تجارة ترانزيت بضائع الصب النظيف.
وتقوم تجارة الترانزيت فى الأساس، على قيام سفن كبيرة بتفريغ بضائعها بأحد الموانئ المحلية، من أجل إعادة شحنها فى سفن أصغر إلى دول أخرى قريبة من الميناء الأول لتوفر تكلفة مرورها بكل هذه الدول.
ويبلغ إجمالى الموانئ البحرية المصرية 55 ميناءً، منها 18 تجاريًا، و37 تخصيصًا، تمتلك الوزارة 9 موانئ منها «الإسكندرية، الدخيلة، دمياط، بور توفيق، السويس، نويبع، شرم الشيخ، إلى جانب الغردقة، وسفاجا».
فى سياق متصل، تسعى هيئة ميناء دمياط، إلى إيجاد مشغل عالمى لمحطة الحاويات « تحيا مصر 2»، قبل نهاية 2025، بالتزامن مع افتتاح محطة «تحيا مصر 1» التى تديرها شركة دمياط أليانس لمحطات الحاويات- المنبثقة من تحالف «يوروجيت، كونتشيب إيطاليا، وهاباج لويد» منتصف العام المقبل، وفقا لمصدر مطلع.
وتنفذ حاليا هيئة ميناء دمياط التابعة لوزارة النقل والمالكة للمشروع حواجز أمواج تصل إلى 6820 لتوفير المساحة الأرضية اللازمة لتنفيذ» تحيا مصر 2» التى ستمتد بإجمالى أطوال 3382 مترا وعمق 18 مترًا، وساحات خلفية، فى حدود 2.2 مليون متر مربع.
ويقع ميناء دمياط على ساحل البحر المتوسط، بين ميناءى بورسعيد والإسكندرية، وتقدر مساحته الإجمالية بنحو 11.8 مليون متر مربع.
وأوضح المصدرأن هيئة الميناء تستهدف الانتهاء من تعميق الممر الملاحى وحوض الدوران إلى 18.5 متر بإجمالى تكريك 16.5 مليون متر مكعب بهدف استقبال الأجيال الحديثة من السفن وضمان التشغيل الأمثل لمحطات الميناء.
يشار إلى أن بنك قناة السويس منح هيئة ميناء دمياط الأسبوع الماضى قرضا بقيمة 1.3 مليار جنيه، لتمويل الأعمال المذكورة سابقا، وفقا لتصريحات مسئولين فى وقت سابق لـ«المال».
على صعيد متصل، أشارت مصادر مطلعة إلى أن هيئة موانئ البحر الأحمر التابعة لوزارة النقل، مددت فترة استلام ميناء الصيادين بسفاجا من شركات المقاولات فى يونيو 2025 بدلا من ديسمبر الجارى لحين توفيرها التمويلات المطلوب سدادها للشركات.
وشهدت السوق المحلية خلال العامين الماضيين تقلبا كبيرا فى سعر صرف الجنيه بين السوقين الرسمية والموازية، وهو ما أثر على مختلف القطاعات، ومن بينها قطاع التطوير العقارى وأسعار المواد الخام، وأدى إلى نشوء سوق موازية أيضا لهذه المواد.
لكن بعد أن سمحت الحكومة للجنيه بالانخفاض فى مارس الماضي، وثبات سعره أمام العملات الأجنبية بشكل عام منذ ذلك الحين، بدأت أسعار مواد البناء ومدخلات الإنتاج فى التراجع.
ويمتد الرصيف بطول 100 متر كواجهة على البحر ليصل الرصيف العمودى بطول 70 مترا، ويضم المشروع نحو 13 مبنى لخدمة نشاط الصيد، بطاقة استيعابية تقترب من 40 مركب صيد، وتوفير مساحة خليفة تصل لـ 72 ألف متر.
وتشمل مشروعات هيئة موانئ البحر الأحمر المقرر إنهاؤها خلال 2025، زيادة كفاءة ميناء السويس من خلال استكمال أعمال الرصيف الجنوبى بميناء بورتوفيق بطول 340 مترا بتكلفة تصل لـ 620 مليون جنيه، ونسبة التنفيذ الحالية وصلت إلى %96 ويتوقع استلام المشروع خلال يناير المقبل، وفقا لتصريحات لـ«المال».
وكشفت مصادر مطلعة أنه جار التعاقد على مشروع إحلال وتجديد المساعدات الملاحية بميناء السخنة بقيمة تعاقدية تصل إلى 5 ملايين جنيه، ويستهدف الانتهاء من أعمال التنفيذ منتصف 2025.
وأضافت أنه جار التعاقد بقيمة 10 ملايين جنيه على تركيب ثلاثة رادارات بحرى 30 ميل بموانئ:» نويبع، السويس، وشرم الشيخ» ـ بهدف رفع كفاءة الخدمة المقدمة للعملاء.
وصرفت الحكومة، استثمارات لتنفيذ خطة شاملة لتطوير وتحديث الموانئ البحرية، ومشروعات الموانئ البرية والجافة والمناطق اللوجستية، والنقل النهري، ومنظومة النقل من وسائل وشبكات الطرق والكباري، والسكك الحديدية، ومترو الأنفاق والجر الكهربائي، خلال الفترة من (2014-2024) بقيمة 2 تريليون جنيه، وفقا لتصريحات سابقة على لسان وزير النقل، الفريق كامل الوزير.
وخصصت وزارة التخطيط والتنمية الاقتصادية لقطاع النقل، استثمارات بلغت 321 مليار جنيه عام 2024/2023 مُقابل 247 مليارا فى العام السابق، بنسبة زيادة تُقارِب %30 ويخُص الاستثمارات العامة نحو %84 من إجمالى الاستثمار بما يُعادِل 268 مليار جنيه، ومن الـمُقدّر أن يصل ناتج القطاع إلى نحو 864 مليار جنيه فى عام الخطة، بنسبة نمو %22 عن العام السابق.
وفى السياق نفسه، كشفت مصادر ملاحية لـ«المال»، أن ميناء الأدبية -أحد موانئ الهيئة الاقتصادية لقناة السويس – سيشهد خلال عام 2025 زيادة فى القدرة التخزينية لبضائع الصب السائل والتى ارتفعت من 320 ألف طن إلى 364 ألف طن مما يسمح سنويا مع دورات التخزين إلى استيعاب 2 مليون سنويا بحلول 2025.
وأشارت إلى أن الميناء يسعى إلى زيادة التداول السنوى إلى 2.5 مليون طن سنويا خلال الـ3 سنوات المقبلة، طبقا لاحتياجات السوق المحلية.
وتعتمد الدولة بشكل كبير على واردات القمح لتوفير الخبز المدعوم لعشرات الملايين من مواطنيها، واتخذت الحكومة مؤخرا تدابير تقشفية لخفض الإنفاق بما فى ذلك رفع سعر الخبز المدعوم للمرة الأولى منذ عقود فى وقت سابق من هذا العام.
جدير بالذكر أن مجلس المديرين التنفيذيين للبنك الدولي، وافق فى يوليو الماضى على إتاحة تمويل جديد بقيمة 500 مليون دولار لتوفير الخبز للأسر الفقيرة والأكثر احتياجا، بالإضافة إلى تعزيز قدرة البلاد على الصمود أمام الأزمات الغذائية، ودعم الإصلاحات على مستوى السياسات الخاصة بالأمن الغذائي، ومن بينها تحسين نواتج التغذية.
ويحظى ميناء الأدبية بموقع إستراتيجى مميز عند المدخل الجنوبى لقناة السويس، لاسيما وأنه متخصص فى أنشطة الصب الجاف والسائل مما يحتم ضرورة رفع كفاءة وتطوير الأرصفة البحرية التى يضمها وعددها 9، على أن تنفذ أعمال التطوير على مرحلتين.
فى سياق متصل، أشارت مصادر لـ”المال» إلى أن شركة قناة السويس للحاويات المشغل لمحطة الحاويات بشرق بورسعيد، تستهدف التشغيل التجريبى للجزء الأول بواقع 300 متر من توسعاتها فى المرحلة الثانية للمحطة خلال الربع الأول من 2025، ويستهدف إنهاء الجزأين الثانى والثالث من المرحلة بنهاية نوفمبر المقبل.
وتشمل المرحلة الثانية من توسعات «قناة السويس للحاويات»، تجهيز رصيف بطول رصيف يصل إلـى 955 مترًا، وساحات خلفية تبلغ نحو 511 مترًا مربعًا، لتصل أطول المحطة الكلية التابعة لها عقب الانتهاء من كل التوسعات لـ 3400 متر.
وتعمل الشركة بشكل أساسى فى تداول وتجارة حاويات الترانزيت، أو الشحن العابر، والذى يعنى قيام السفن الكبيرة بتفريغ حاوياتها فى ميناء شرق بورسعيد، من أجل إعادة شحنها فى سفن أصغر إلى دول جنوب وشرق البحر المتوسط، لتوفر تكلفة مرورها بكل هذه الدول كما تعمل أيضًا فى حاويات الاستيراد والتصدير التى تخدم السوق المصرية.
يذكر أن”قناة السويس للحاويات»، شركة مساهمة برأس مال أجنبى – مصرى تديره «إيه بى إم ترمنلز»، أحد كيانات مجموعة «إيه بى مولر ميرسك» التى تستحوذ على حصة تبلغ %55 فضلًا عن توليها إدارة عملياتها الإنتاجية.
فى سياق متصل، تستعد شركة «سكات» المشغل لمحطة الرورو ودحرجة السيارات بميناء شرق بورسعيد لإعلان جاهزيتها لبدء التشغيل التجريبى للمحطة يناير المقبل، واستقبال أول سفينة على الرصيف البحري.
وكشف مصدر بالمحطة، أنه تم استقبال معدات التداول خلال أيام قليلة، قادمة من فرنسا والصين بعد وصول جزء منها بالفعل خلال الربع من العام الجارى وتخزينه لحين بدء دخول المحطة مرحلة التشغيل التجريبي.
ويجرى حاليا الانتهاء من أعمال الإنشاءات واستكمال المرافق والبنية التحتية وتنفيذ منظومات السلامة والصحة المهنية والدفاع المدنى وإنشاء المنطقة الجمركية.
وأشار المصدر لـ«المال» إلى انتهاء شركة «روتس كوموديتيز»، قائد التحالف المنفذ لمشروع محطة الصب الجاف النظيف بميناء شرق بورسعيد من التعاقد على أول دفعة من معدات التفريع وستصل فى يناير المقبل.
وأوضح أنه يجرى حاليا استكمال أعمال البناء لـ 60 صومعة غلال بطاقة تخزينية 720 ألف طن، كما يتم بدء التشغيل الفعلى للمحطة خلال النصف الثانى من العام المقبل.
وتخطط الشركة للبدء فى المرحلة الثانية من المشروع بإقامة 5 مصانع لتصنيع وتعبئة وتغليف المكرونة باستثمارات 1.5 مليار جنيه خلال عام 2026، حسبما ذكر المصدر لـ«المال».
فيما تخطط الهيئة العامة للمنطقة الاقتصادية لتنفيذ أول مركز لوجستى للقيمة المضافة الخضراء فى المنطقة بالتعاون مع بنك الاستثمار الأوروبي، خلال العام المقبل.
ويستهدف المشروع تسهيل الاتصال بين شبكات وأساليب النقل، لزيادة تجارة حركة البضائع بين بلدان جنوب البحر الأبيض المتوسط والاتحاد الأوروبي، فضلاً عن تطوير التكامل الاقتصادى الإقليمي.
أما ميناء غرب بورسعيد فمن المقرر أن تنهى الهيئة الاقتصادية المرحلة الأولى من خطة تطويره، وتشمل إعادة تخطيط الساحات وإزالة المبانى القديمة وتطوير المخازن وإنشاء ساحة شاحنات بمساحة 40 ألف متر مربع، وتوسعة ساحات الاستيراد والتصدير.
وأشارت المصادر إلى أن الهيئة تخطط أيضا، لبدء أعمال المرحلة الثانية من تطوير ميناء العريش البحرى العام المقبل 2025 ويشمل الحوض الثانى بإجمالى أرصفة 1500 متر وبعمق 17 مترا لاستقبال سفن الحاويات.
وانتهت الهيئة من أعمال تطوير الحوض الأول الذى يتضمن إنشاء 2 رصيف بحرى بطول 1250 مترا بعمق 14 مترا لاستقبال سفن الصب الجاف حمولة 50 ألف طن، ويجرى حاليا استكمال تطوير الطرق والساحات وخدمات الميناء وشبكات المرافق.
ويتبع الهيئة موانئ غرب وشرق بورسعيد، والعريش، والأدبية، والسخنة، والطور، كما تخضع لولايتها 4 مناطق صناعية فى شرق بورسعيد، وغرب القنطرة، وشرق الإسماعيلية، والمنطقة الصناعية بالسخنة، وحققت إيرادات بقيمة 8.25 مليار جنيه خلال العام المالى الماضي، بزيادة قدرها %36 عن العام المالى 23-22 التى سجلت 6.07 مليار.
فى السياق ذاته، تستعد الشركة العامة للصوامع والتخزين المشغل لمحطة تداول الغلال الجارى تنفيذها حاليا بميناء غرب بورسعيد، لافتتاحها مطلع 2025، باستثمارات 14 مليون دولار بتمويل من صندوق أوبك للتنمية الدولية بطاقة تخزينية 100 ألف طن لزيادة المخزون الاحتياطى من القمح المستورد.
وتعد السوق المحلية، أحد أكبر مستوردى القمح فى العالم، ويتم استيراد 12 مليون طن سنويا للقطاعين الحكومى والخاص، وجاءت البلاد فى قائمة أكثر الدول استهلاكا للقمح فى موسم 2024/2023 بما يزيد عن 20 مليون طن متري، وهو ما يمثل %2.6 من الاستهلاك العالمي، بحسب تقرير أكتوبر الصادر عن وزارة الزراعة الأمريكية.
كتب: قسم النقل
