قدمت دراسة حديثة 8 مقترحات لاستعادة بريق صناعة الحبوب، وعودة عمل مصانع القطاع الخاص التى توقفت واسترجاع مكانة الإسكندرية بالقطاع كأكبر مُشغل للصناعة على مستوى الجمهورية، لاسيما وأن هذا المجال يحظى فى الفترة الحالية باهتمام حكومى كبير.
وأشارت الدراسة التى اطلعت عليها “المال” إلى أن صناعة الحبوب والنشا تعانى بمحافظة الإسكندرية من محدودية عدد المنشآت العاملة بهذا النشاط رغم أن المحافظة تعتبر هى المشغل الأول فى هذه الصناعة على مستوى الجمهورية.
وشملت المقترحات، تسهيل الإجراءات الخاصة بإنشاء مصانع طحن الحبوب والنشا، وزيادة عدد الصوامع وزيادة السعة التخزينية للحفاظ على المنتجات وتأمين المخزون منها.
كما اقترحت تعظيم الاستفادة من الفرص التصديرية لمصر من منتجات الحبوب والنشا، وتشجيع زراعة الذرة الشامية والبطاطس نظرا لنمو إنتاجها السريع بالمحافظة،إضافة إلى زيادة المساحة المنزرعة من القمح والتى تشهد تراجعا واضحا داخل المحافظة وحل مشكلة تراجع إنتاجية محصول الأرز فى المحافظة.
أما على صعيد تنمية التصنيع، فاقترحت الدراسة العمل على الإستفادة من الطاقات العاطلة لبعض الشركات مثل شركة مطاحن ومخابز الإسكندرية للتوسع فى الصناعة، وحل مشكلة تكدس مخزون بعض الأصناف مثل النخالة فى المطاحن.
وأظهرت الدراسة أن الإسكندرية تقوم بزراعة عدد من المحاصيل الزراعية التى تمثل المواد الخام فى صناعة طحن الحبوب والنشا ومنتجاتها، وفى مقدمة هذه المحاصيل الذرة الشامية والتى تمثل %46.5 من المساحة المحصولية بالمحافظة، وقد تضاعف حجم إنتاجها بين 2016 و2021.
ووفقاً للدراسة، فإن القمح يعد المحصول الثانى للمحافظة بنسبة %42 من إجمالى المساحة المزروعة بالمحاصيل الحقلية وفقا لإحصاءات عام 2021، وخلافا للذرة الشامية، تراجعت المساحة المزروعة من القمح خلال الفترة ما بين عامى 2016 و2020، فيما يشكل كل من الذرة الشامية والقمح معا ما يقرب من %90 من المساحة المحصولية بالمحافظة.
كما تقوم الإسكندرية - بالإضافة إلى الذرة الشامية والقمح - بزراعة الشعير والذى يمثل %2.5 فقط من إجمالى المساحة المنزرعة، وعلى الرغم من محدودية نصيبه من المساحة المزروعة، لكن يلاحظ نمو المساحة المزروعة منه بين 2016 و2021 بحوالى %85، كما تضاعف إنتاجه مرة ونصف بين 2016 و2021 كما شهد الشعير نموا فى إنتاجية الفدان بنحو %30 خلال نفس الفترة.
أما على صعيد الأرز فيمثل أقل من %2 من إجمالى المساحة المزروعة بالمحاصيل الحقلية بالمحافظة، وقد تراجعت إنتاجية الفدان بنحو %23 مما أدى إلى انخفاض كمية الإنتاج بحوالى %12 رغم التوسع بنحو %10 فى المساحة الزراعية للأرز بالمحافظة خلال الفترة ما بين 2016 و2021.
وأظهرت الدراسة الاقتصادية أن البطاطس تشغل نحو %45 من إجمالى مساحة الخضراوات بالمحافظة، وتعد من أهم محاصيل الخضر بالمحافظة، ويلاحظ نمو المساحة المزروعة منها بمقدار %43، ونمو إنتاجها بنحو %46 بين 2021 و2016 .
ولفت إلى أن المحافظة بها الشركة المصرية للنشا والخميرة والمنظفات بالإسكندرية، وهى مصنع النشا الوحيد من نوعه فى مصر المُهيأ لاستخلاص وصناعة النشا من الأرز.
وعلى الرغم من أنه تمت زيادة عدد الصوامع فى المحافظة وزيادة السعة التخزينية للحفاظ على المنتجات وتأمين المخزون منها، إلا أن الصناعة تعانى من توقف إنتاج بعض مطاحن القطاع الخاص وصعوبة تدبير الأقماح ونفاد المخزون، وكذلك تكدس مخزون بعض الأصناف مثل النخالة فى المطاحن والحاجة إلى تخفيض سعرها للتخلص منها.
وتعانى الصناعة أيضا من وجود طاقات غير مُستغلة لبعض الشركات مثل شركة مطاحن ومخابز الإسكندرية، مشيرة إلى أنه بصفة عامة تعانى هذه الصناعة فى الإسكندرية من نفس التحديات التى تواجهها الصناعة على مستوى الجمهورية.
وبحسب الدراسة توجد ثلاثة تحديات أمام صناعة الحبوب والنشا بالإسكندرية، أهمها نقص الإنتاج المحلى من القمح واستيراده بكميات كبيرة، وعدم توافر العملة الأجنبية مما يؤدى إلى احتجاز القمح وتكدسه فى مخازن الموانئ، ودعم الدول الأجنبية لعمليات تصدير منتجاتها مما يجعل المنتج المصرى خارج المنافسة فى السوق العالمية لارتفاع سعره.
وتعتمد السوق المحلية بشكل كبير على واردات القمح لتوفير الخبز المدعوم لعشرات الملايين من مواطنيها، واتخذت الحكومة مؤخرا تدابير تقشفية لخفض الإنفاق بما فى ذلك رفع سعر الخبز المدعوم للمرة الأولى منذ عقود فى وقت سابق من هذا العام.
جدير بالذكر أن مجلس المديرين التنفيذيين للبنك الدولى، وافق فى يوليو الماضى على إتاحة تمويل جديد بقيمة 500 مليون دولار لتوفير الخبز للأسر الفقيرة والأكثر احتياجا، بالإضافة إلى تعزيز قدرة البلاد على الصمود أمام الأزمات الغذائية، ودعم الإصلاحات على مستوى السياسات الخاصة بالأمن الغذائى، ومن بينها تحسين نواتج التغذية.
التوسع في المساحة المنزرعة من القمح وعدد الصوامع والسعة التخزينية أبرزها
