قال أحمد سالم المدير التنفيذى لمركز إبداع مصر الرقمية “كريتيفا“ بأسوان ، إن وزارة الاتصالات تستند إلى رؤية واضحة فى دعم مراكز كريتيفا على مستوى الجمهورية لضمان تحقيق العدالة فى توزيع الفرص ودعم الموهوبين من الشباب فى كل المحافظات.
وأوضح سالم فى حواره مع “المال“ أن هذه الرؤية ترتكز على توسيع قاعدة الإبداع الرقمي، وتمكين الشباب من الوصول إلى أحدث تقنيات العصر الرقمى لتقليل الفجوة الرقمية بين المناطق الحضرية والريفية، فضلا عن إتاحة فرص متساوية للجميع لتطوير مهاراتهم التقنية، ودعم ريادة الأعمال التكنولوجية.
واعتبر أن كريتيفا هى إحدى ابرز المبادرات التنموية التى أطلقتها وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات من أجل تعزيز بيئة الابتكار ودعم ريادة الأعمال بين الشباب فى المناطق النائية ومدن الصعيد ، معتبرا أن مركز إبداع مصر الرقمية فى أسوان يمثل حاضنة للإبداع التكنولوجى وبيئة مثالية لدعم طاقات الشباب الطموح وعلامة فارقة فى تشكيل مستقبل واعد لمجتمع أسوان وما حولها.
وأشار إلى أن مركز أسوان للإبداع الرقمى لديه مجموعة من الأهداف الاستراتيجيةكمحرك أساسى للتنمية الرقمية من أبرزها تمكين الشباب من المهارات الرقمي،خاصة وأنه يقدم برامج تدريبية متطورة تغطى مجالات البرمجة، الذكاء الاصطناعي، وتحليل البيانات، مما يمنح الشباب الأدوات اللازمة للنجاح فى سوق العمل الرقمي،تشجيع ريادة الأعمال،إذ أنهيتيح المركز للشباب فرصة تطوير أفكارهم وتحويلها إلى مشروعات تقنية مبتكرة من خلال تقديم الدعم الفنى والاستشارات المتخصصة.
وأكد أن المركز يستهدف تعزيز الابتكار المحلى حيث أنه يعمل على اكتشاف المواهب الإبداعية فى مجال التكنولوجيا داخل أسوان ودعمها لتكون قادرة على التنافس فى الأسواق المحلية والدولية، بالإضافة إلىنشر ثقافة التحول الرقميوأهميتهكعامل رئيسى فى تحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية.
وألمح إلى أن مراكز إبداع مصر الرقمية تتكون من ثلاث جهات رئيسية تابعة لوزارة الاتصالات تعمل كل منها على تقديم خدمات متخصصة هى معهد تكنولوجيا المعلومات (ITI) يقدم برامج تدريبية متقدمة فى التقنيات الحديثة، والمعهد القومى للاتصالات (NTI) يركز على تدريب الكوادر فى مجالات الاتصالات وتقنياتها، بينما يدعم مركز الإبداع التكنولوجى وريادة الأعمال (TIEC) رواد الأعمال فى تطوير أفكارهم وتحويلها إلى مشروعات ناجحة.
وسلط الضوء على دور معهد تكنولوجيا المعلومات(ITI)الذى اعتبرهمن العلامات التجارية الشهيرة بين الشباب، خصوصًا بين طلاب الجامعات وحديثى التخرج، حيث يوفر لهذه الفئة العمرية فرصًا للحصول على منح دراسية على شكل برامج تدريب صيفية فى مجالات متعددة مثل تطوير البرمجيات، تصميم الجرافيك، تصميم الدوائر المتكاملة(IC)، والأنظمة المدمجة، وتقدم هذه المنح فى بعض الكليات كمكافأة على التدريب العملي، مما يمنح الطلاب درجات أكاديمية خلال سنوات دراستهم.
وتابع أن هذه المنح تساهم فى تطوير مهارات طلاب الجامعات وحديثى التخرج فى تطوير مهاراتهم وتأهيلهم لمرحلة الحصول على منح تدريبية طويلة الأمد تتراوح مدتها بين 4 إلى 9 أشهر، لافتا إلى أن هذه البرامج التدريبية معترف بها على نطاق واسع من قبل العديد من الشركات، وتزود المشاركين بالمهارات اللازمة لدخول سوق العمل فى مجال تكنولوجيا المعلومات(IT)ويُعد المعهد بذلك هدفه الرئيسى هو تزويد الشباب بالمهارات التى تؤهلهم للانخراط فى سوق العمل بكفاءة.
وأشار إلى أن المركز يمثل كذلك نقطة تحول محورية فى حياة الكثير من الشباب بأسوان، حيث يفتح أمامهم آفاقًا واسعة لاستكشاف قدراتهم وتحقيق أحلامهم، ومن خلال المرافق الحديثة والخدمات المتنوعة التى يقدمها، يوفر المركز بيئة مثالية للعمل التعاوني، بما يتيح للشباب فرصة للتواصل مع خبراء محليين ودوليين، والمشاركة فى ورش عمل متخصصة، وبرامج إرشادية تهدف إلى تطوير مشاريعهم وتحقيق النمو المستدام لها، لافتا أن مركز “كريتيفا” يأتى ضمن جهود الدولة لتعميم الفائدة من التكنولوجيا الحديثة فى كل ربوع مصر، خاصة فى صعيدها الجنوبي.
وتُتاح معظم الدورات التدريبية التى يقدمها المركز عبر منصة “مهارة تك”، التى تم إنشاؤها بواسطة معهد تكنولوجيا المعلومات، موضحا أنها إحدى المنصات المتميزة التى حصلت على جائزة من الأمم المتحدة تقديرًا لتفوقها، وذلك بفضل العدد الكبير من الدورات التدريبية التى توفرها وقدرتها على تقديم محتوى متميز بشكل مجاني، بينما تفرض المنصات الأخرى رسومًا مالية مقابل نفس المحتوى.
وأشاد بالتعاون المثمر بين مركز إبداع مصر الرقمية بأسوان وشركة بلاج آند بلاى العالمية لتسريع نمو الشركات الناشئة، التى تمتلك خبرة كبيرة فى جذب الاستثمارات عبر برامجها المبتكرة ومعسكراتها التدريبية، لاسيما وأن هذا التعاون خطوة محورية تمنح الشركات الناشئة فى صعيد مصر فرصًا استثنائية للنمو، بما يتيح لها استيعاب أعداد أكبر من الخريجين، إلى جانب تعزيز قدرتها على جذب الاستثمارات بشكل فعال.
وأكد أنه رغم التوسع فى دعم الشركات الناشئة التكنولوجية فى مصر إلا أن عددها فى محافظات الصعيد وبالأخص أسوان مازال أقل مقارنة بالقاهرة والإسكندرية لذلك تأتى مبادرات وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، ممثلة فى هيئة إيتيدا، بالشراكة مع كيانات عالمية مثل بلاج آند بلاي، لدفع عجلة نموها وزيادة عددها بشكل مستدام.
واستطرد قائلا إن العديد من الشركات الناشئة تواجه تحديات كبيرة فى مراحل النمو والتوسع، مما يحد من قدرتها على تحقيق إمكانياتها الكاملة إلا أن الخطوات الراهنة تهدف إلى توفير بيئة داعمة تسهم فى تجاوز هذه العقبات، وتعزز من قدرتها التنافسية على المستويين المحلى والدولي.
و رأى أن هذه المبادرات تطمح إلى توجيه طاقات الشباب نحو العمل فى شركات مصرية، تسهم بشكل مباشر فى دعم الاقتصاد القومى وتعزيز التنمية المحلية، من خلال تمكين الشركات التكنولوجية الناشئة فى الصعيد، يمكن استغلال الكفاءات الشابة بشكل أفضل لتحفيز الابتكار وإحداث نقلة نوعية فى الاقتصاد الرقمى للمنطقة، مما يعزز من قدرتها على المنافسة وخلق فرص عمل مستدامة.
ولفت إلى أن عددًا من الشباب الذين يتلقون تدريبات مكثفة فى مراكز أسوان غالبًا ما يتجهون إلى العمل فى العاصمة أو يعملون عن بُعد لصالح شركات أجنبية كموظفين بدوام كامل، ورغم أن هذا يوفر لهم دخلًا جيدًا، إلا أن الأثر الاقتصادى الإيجابى لهذا الجهد على المجتمع المصرى يظل محدودًا.
وتابع أن المركز يسهم فى تحقيق رؤية مصر 2030 نحو التحول الرقمى الشامل وتعزيز مكانة مصر كمركز إقليمى للابتكار التكنولوجى من خلال دوره فى دعم الشباب وتطوير الكوادر المحلية خاصة وأن تطوير التعليم الرقمى وإتاحة التكنولوجيا المتقدمة يأتى كعنصر حيوى لتعزيز القدرات البشرية.
وأضاف أن وزارة الاتصالات تعمل على إنشاء بيئة محفزة لرواد الأعمال من خلال هذه المراكز، والتى توفر التدريب، والإرشاد، والمساحات اللازمة للعمل، مما يدعم إنشاء شركات ناشئة مبتكرة قادرة على المنافسة عالميًا، علاوة على تنمية المهارات الرقمية من خلال برامج تدريبية متقدمة فى مجالات البرمجة، والذكاء الاصطناعي، وتحليل البيانات، وإنترنت الأشياء، والهدف الهدف هو تأهيل الشباب لسوق العمل المحلية والدولية الذى أصبح يعتمد بشكل أساسى على الكفاءات التقنية.
وتابع أن مركز الإبداع الرقمى بأسوان أصبح علامة بارزة فى مشهد التكنولوجيا بأسوان فهو ليس مجرد مركزا للتدريب بل يعد منصة تمكّن الشباب من تخطى التحديات وتحقيق أحلامهم، مما يجعله نموذجًا يُحتذى به لباقى المحافظات.
واعتبر أنمركز “كريتيفا” بأسوان مثالاً حيًا على كيفية تحويل الإمكانيات المحلية إلى طاقة ابداع هائلة، ويثبت أن الاستثمار فى الشباب هو الأهم لمستقبل أفضل.
وأشار إلى أن العديد من العاملين لصالح الشركات الأجنبية قاموا بتأسيس شراكات مع شركاء دوليين وفتحوا كيانات خاصة بهم ، منوها أن أسوان تضم العديد من الشركات الافتراضية(Virtual Companies)، التى تعتمد على العمل عبر الإنترنت دون الحاجة لوجود مكاتب أو مقرات فعلية، ومع مرحلة النمو، تبدأ هذه الكيانات فى استئجار مكاتب، خصوصًا عندما تدخل فى منافسات تجارية وإجراء معاملات مع كبرى الشركات والمؤسسات الدولية.
وأكد أن وزارة الاتصالات تطمح فى تغطية جميع محافظات الجمهورية بمراكز إبداع مصر الرقمية، بما يضمن أن كل شاب وفتاة يمتلكان الفرصة للاستفادة من أدوات العصر الرقمى ، كما تسعى إلى أن تكون هذه المراكز قاطرة للتغيير الاقتصادى والاجتماعي، وتحفيزًا لدخول مصر بقوة إلى عصر الاقتصاد المعرفي.
ورأى أنه من خلال انتشار مراكز الإبداع الرقمى تعطى الوزارة رسالة أمل للشباب وتؤكد التزامها الكامل بدعم الشباب المصري، الذين يمثلون القوة الدافعة نحو التغيير، خاصة وأنه بفضل هذه المراكز، أصبح بالإمكان أن يحظى الشباب من كافة المناطق بفرصة للإبداع، والتعلم، والتأثير الإيجابى فى مجتمعاتهم.
وأكد أن الوزارة تتميز بتقديم مجموعة متنوعة من المبادرات التى تستهدف مختلف الفئات العمرية، إلا أن الهدف الأساسى للمركز يتركز فى دعم الشباب المقبلين على سوق العمل.
وأوضح أن “ كريتيفا” لا تقدم برامج خاصة للسيدات فقط، حيث أن الفرص والدورات التدريبية متاحة بشكل متساوٍ لجميع الأفراد دون تمييز بين الجنسين.
وأكد أن المركز يركز على اختيار العناصر الأكفأ بغض النظر عن الجنس، مشيرا إلى أن نسبة كبيرة من المستفيدين من الخدمات المقدمة من الفتيات، واللاتى يفوق عددهن الذكور.
واختتم حديثه قائلا إن نشر مراكز الإبداع الرقمى فى جميع أنحاء مصر هو خطوة حاسمة نحو تحقيق العدالة الرقمية وبناء مجتمع قائم على المعرفة والابتكار، ومع استمرار هذه الجهود، تتجه مصر بخطوات واثقة نحو بناء مستقبل رقمى مستدام، يكون للشباب فيه الدور الأبرز فى صياغة ملامحه.
برامج تدريب متطورة فى مجالات البرمجة والذكاء الاصطناعى وتحليل البيانات
الشراكة مع «بلاج آند بلاي» تمنح الشركات الناشئة فرصا استثنائية للنمو
إتاحة دورات بشكل متساو لجميع الأفراد دون تمييز بين الجنسين
