استقبلت الموانئ المصرية خلال شهر نوفمبر الماضى 7170 رسالة غذائية واردة، بنحو مليون و230 ألف طن، تمثل إجمالى العمليات الاستيرادية لـ87 شركة، من 81 دولة، وفق رصد أجرته «المال» لمجموعة من البيانات الصادرة عن مركز معلومات الإدارة العامة لكل من الصادرات والواردات بالهيئة القومية لسلامة الغذاء.
وأظهر التحليل الذى أجرته «المال» لهذه البيانات، تفوق الواردات الغذائية على الصادرات خلال الفترة من 2-29 نوفمبر الماضى، والتى سجلت 617 ألف طن فقط، خرجت من قرابة 1450 شركة، عبر 15.900 رسالة، متجهة إلى 180 دولة مستوردة، تمثل أغلبها فى الخضراوات والفواكه الطازجة، إلى جانب مواد غذائية متنوعة.
وجاءت السعودية والسودان وليبيا، على رأس الدول المستقبلة للصادرات المصرية خلال الفترة المذكورة، فيما احتلت كل من روسيا وأوكرانيا إلى جانب أمريكا مقدمة قائمة الموردين.
وبلغ عدد أصناف المواد الغذائية المستوردة أكثر من 240، تنوعت بين قمح وسكر خام وفول صويا، إلى جانب العدس وزيوت متنوعة، ومنتجات أخرى، غير أن الأصناف الغذائية المصدرة خلال الفترة ذاتها سجلت حوالى 680، حسب التحليل.
وقال مصدر بشعبة المستوردين بالغرفة التجارية بالقاهرة، إن تفوق واردات المواد الغذائية على الصادرات يعود لعدة أسباب، أبرزها اعتماد العديد من الصناعات الغذائية فى البلاد على مدخلات إنتاج أجنبية، لافتًا إلى أن هذه المواد الأولية إلى جانب عدد من المواد المغذية، يتم استيرادها فى الغالب بكميات كبيرة، تكفى لسد احتياجات المصنعين، لتحقيق الكفاية محليا، إلى جانب الاستفادة التصديرية.
وتابع المصدر أن إنتاج وتكرير الزيوت محليًا على سبيل المثال، ضئيل جدًا، فى ظل الاستخدامات الواسعة التى تتمتع بها، مما يدفع المنتجين إلى الاعتماد شبه الكلى على العمليات الاستيرادية، لضمان سير دوراتهم الإنتاجية.
وأضاف لـ «المال» أن من بين الأسباب التى دفعت لتفوق الواردات الغذائية على الصادرات كذلك، اعتماد مصر على الزراعة الموسمية، والتى بدورها تؤدى إلى إنتاج محاصيل معينة فى أوقات محددة بالعام، واختفائها فى بقيته ، الأمر الذى لا يناسب تعطش الأسواق المستمر لهذه المحاصيل، مما يؤدى فى النهاية إلى استيرادها من الخارج.
وأوضح المصدر أن من بين هذه المحاصيل على سبيل المثال، التفاح، والخوخ، والمشمش، بجانب البطيخ الأصفر والبرقوق، وغير ذلك من الفواكه التى يمكن زراعتها وإنتاجها محليًا على مدار العام.
وأشار إلى أن كبر حجم السوق الاستهلاكية فى مصر يساهم بشكل فعال فى استهلاك الموارد المحلية بسرعة، وهو الأمر الذى يدفع إلى ضرورة الاعتماد على الاستيراد، لضمان الوفاء باحتياجات السوق المحلية، ومنع أزمات نقص الموارد، ومواجهة ارتفاع الأسعار والاحتكار.
وكشف التحليل عن أن الخضراوات والفاكهة مثلتا %48.2 من إجمالى كمية صادرات مصر الغذائية فى نوفمبر، بواقع %27.7 و%20.5 على التوالي، بينما استحوذت المنتجات الغذائية المتنوعة الأخرى على %51.8 بمقدار 319 ألف طن.
وصدرت مصر ما يقرب من 38 صنف فاكهة بإجمالى 127 ألف طن، و70 صنف خضراوات، بمقدار 171 ألف طن، جاء فى مقدمتهم البطاطا، والفاصوليا، إلى جانب الرمان والموالح.
وبتتبع بعض البيانات الصادرة عن الهيئة القومية لسلامة الغذاء، المعنية بالرقابة على الأغذية المصدرة، تبين تصدر البطاطا الحلوة قائمة صادرات مصر من الخضر خلال الشهر المنصرم، بمقدار 37 ألف طن، فيما جاءت الفاصوليا بأنواعها فى المرتبة الثانية بـ28 ألف طن، يليها البصل بـ7522 ألف طن، غير أن الموالح اعتلت الفواكه بإجمالى 28 ألف طن، أعقبها الرمان بـ20 ألف طن، ثم الفراولة والمانجو مسجلين 18 ألف و17 ألف طن على التوالي.
فى هذا الصدد، قال بحيرى أحمد، عضو الشعبة العامة للمصدرين بالاتحاد العام للغرف التجارية، ورئيس شعبة الإسكندرية، إن المصدرين يعملون على نشر المنتجات المصرية بشكل كبير فى السوق العالمية، مشيرًا إلى التحسن الكبير الذى تحققه صادرات الحاصلات الزراعية خلال السنوات الأخيرة ، والذى وضع مصر فى مقدمة الدول المصدرة للعديد من المنتجات، من بينها البرتقال والبصل إلى جانب البطاطس.
وأضاف “بحيري” - خلال تصريحات لـ«المال» - أن الخضراوات والفاكهة تمثل نسبة كبيرة من الصادرات المصرية إلى دول العالم، منوهًا إلى أن جميع الأصناف متاحة للتصدير، مما يساعد على تحقيق التنوع ويضمن التدفق المستمر للمنتجات المحلية إلى الأسواق الخارجية خلال جميع فصول العام.
وأكمل أن الشعبة تسعى لزيادة الصادرات، تماشيًا مع الاتجاه العام للدولة، وتحقيقًا لهدف الـ100 مليار دولار صادرات سلعية خلال 3 سنوات، موضحا أن تحقيق هذا المستهدف مقرون بعدة مطالبات، أبرزها تذليل جميع العقبات أمام المصدرين، والنظر فى مسألة إعفائهم من الضرائب، ومنحهم حوافز تصديرية تشجيعية وفورية على كل طن صادرات، أسوة بتركيا.
وحسب تقرير سابق صادر عن رئاسة مجلس الوزراء، تخطط مصر إلى تحقيق 100 مليار دولار صادرات سلعيّة خلال 3 سنوات، وكشف التقرير عن احتلال برنامج تنمية الصادرات الصناعيّة، اهتمامًا خاصًا، حيث إن الجهود الـمبذولة فى هذا الخصوص ترمى إلى زيادة الصادرات بما لا يقل عن %15 سنويًا.
وتابع “بحيري” أن نسبة الخضراوات والفاكهة من بين إجمالى صادرات مصر الغذائية، ستتزايد خلال المرحلة المقبلة بشكل كبير، اعتمادًا على تزايد الشركات العاملة فى المجال بشكل كبير، إلى جانب جودة عمليات التعبئة والتغليف، التى تحافظ على المنتجات بكامل رونقها لأطول فترة ممكنة.
وخلال الفترة من 2- 8 نوفمبر الماضي، أصدرت إدارة الرقابة على محطات ومراكز التعبئة بالهيئة القومية لسلامة الغذاء، 491 إذن تصدير لحاصلات زراعية لعدد 418 شركة مصدرة ، فيما ارتفع العدد إلى 708 فى الأسبوع التالي، لعدد 552 شركة.
وأصدرت الإدارة 881 إذن تصدير لعدد 664 شركة، فى الفترة من 16 وحتى 22 نوفمبر 2024، محققة أكبر زيادة فى الأذونات خلال الأسبوع الأخير بـ 1053 إذنا لـ 783 شركة مصدرة.
أداء الموانئ خلال الفترة
من 2 إلى 8 نوفمبر الماضي
وأظهر تتبع البيانات، احتلال ميناء سفاجا المركز الأول فى عدد الرسائل الغذائية المصدرة منه خلال الأسبوع الأول من نوفمبر الماضى بإجمالى 600 رسالة، يليه ميناء الإسكندرية بـ 580، ثم ميناء مطار القاهرة بإجمالى 470، فيما احتل ميناء الإسكندرية صدارة الموانئ المستقبلة للرسائل الغذائية الواردة بإجمالى 595، يليه ميناء مطار القاهرة والذى احتل المركز الثانى بـ 310 رسائل، ثم ميناء دمياط بإجمالى 266.
ما بين 9 وحتى 15 نوفمبر
وفى الفترة من 9 إلى 15 نوفمبرالماضى، حافظ ميناء سفاجا على المركز الأول فى عدد الرسائل الغذائية المصدرة منه بإجمالى 630، يليه ميناء مطار القاهرة بـ550 رسالة، ثم ميناء الإسكندرية بإجمالى 486، كما تمسك ميناء الإسكندرية بقمة قائمة الموانئ المستقبلة للواردات محققًا ارتفاعًا إلى 630 رسالة، يليه ميناء مطار القاهرة والذى احتل المركز الثانى بـ 246، ثم ميناء دمياط بإجمالى 240.
من 16 إلى 22 نوفمبر
واحتل ميناء سفاجا المركز الأول فى عدد الرسائل الغذائية المصدرة منه بإجمالى 674 رسالة، يليه ميناء الإسكندرية بـ 610 رسائل، ثم ميناء مطار القاهرة بإجمالى 580.
وجاء ميناء الإسكندرية فى المركز الأول فى عدد الرسائل الغذائية الواردة إليه بإجمالى 390 رسالة، يليه ميناء مطار القاهرة والذى احتل المركز الثانى بـ 360، ثم ميناء دمياط بإجمالى 280.
بين 23 و 29 نوفمبر
وتقدم ميناء مطار القاهرة إلى المركز الأول فى عدد الرسائل الغذائية المصدرة منه خلال الأسبوع الأخير من الشهر الماضى بإجمالى 875 رسالة، يليه ميناء الإسكندرية بـ 705 رسائل، فيما تراجع “سفاجا” إلى المرتبة الثالثة بإجمالى 690.
وبنفس الترتيب، جاء ميناء الإسكندرية فى المركز الأول لعدد الرسائل الغذائية الواردة إليه بإجمالى 580، يليه ميناء مطار القاهرة والذى احتل المركز الثانى بـ 334، ثم ميناء دمياط بإجمالى 286.
