«إياتا»: الشرق الأوسط استفاد من انخفاض الرحلات المباشرة بين الصين وأمريكا

Ad

قال ويلى والش، المدير العام للاتحاد الدولى للنقل الجوى (إياتا)، إن منطقة الشرق الأوسط استفادت من انخفاض القدرة الاستيعابية بين الولايات المتحدة والصين، حيث بلغت الرحلات الجوية المباشرة نسبة %30 فقط مما كانت عليه فى عام 2019.

وأضاف والش فى تصريحات صحفية له، على هامش فعاليات (IATA Global Media Day)، والذى عُقد فى جينيف خلال ديسمبر الجاري، أن هناك زيادة كبيرة فى حركة الطيران المتدفقة من الولايات المتحدة عبر الشرق الأوسط إلى آسيا وبالعكس، بسبب انخفاض السعة بين الصين وأمريكا، قائلاً: “لقد استفادوا أيضًا من أرقام الشحن القوية.”

وأشار إلى أن الحروب التى تشهدها المنطقة حاليًا بين إسرائيل وغزة وفى لبنان أثرت على شركات الطيران فى الشرق الأوسط، ولكن كان من المفاجئ أنها لم تؤثر على كل جزء فى المنطقة، قائلاً:” يبدو أنه تأثير محلى فى مناطق النزاع وما حولها”.

وتابع أن هناك بعض البلدان التى تأثرت بشدة جراء ما يحدث فى غزة ولبنان وهو ما سيستمر حتى يتم حل الأزمة بالكامل، ولكنها رغم ذلك لم تؤثر على كل دولة أو كل شركة طيران فى الشرق الأوسط.

ولفت إلى أنه لا تزال التوقعات بالنسبة لشركات الطيران فى الشرق الأوسط “إيجابية للغاية” فى العام المقبل، ولكن هذا لا يخفى حقيقة أنه ستكون هناك أجزاء معينة من المنطقة ستظل متأثرة بشدة جراء الأحداث الراهنة، قائلاً :”دعونا نرى ما سيحدث فى سوريا أيضًا”.

وكانت (إياتا) قد توقعت أن تحقق شركات الطيران فى الشرق الأوسط هامش ربح صافى قوى فى عام 2025، بقيمة 5.9 مليار دولار، وبزيادة %8.2 عن العام الجاري.

وحقق الشرق الأوسط أداء ماليًا قويًا فى عام 2024، إذ استفادت شركات الطيران من الأداء الاقتصادى القوى للمنطقة، والاستثمارات الاستراتيجية فى البنية التحتية، والسياسات الحكومية الداعمة، ومن إغلاق المجال الجوى الروسى أمام شركات الطيران الأوروبية والأمريكية وبعض شركات الطيران الآسيوية.

وأضاف والش أن سوريا ستمثل فرصة إيجابية لشركات الطيران العالمية عندما تستقر أوضاع البلاد هناك، وعندما تجرى الشركات تقييماتها للمخاطر المتعلقة بسلامة وأمن المجال الجوي.

وتابع أنه رغم ذلك لا يزال من السابق لأوانه تقييم الوضع، منوها بأن شركات الطيران العالمية ستواصل مراقبة التطورات فى سوريا خلال الأشهر القليلة المقبلة.

وأوضح أنه اعتمادًا على ما سيحدث وفى حال استقر الوضع فى سوريا فمن المتوقع أن تنظر معظم شركات الطيران الدولية إلى هذا الأمر على أنه فرصة لهذه الصناعة.

وأشار إلى أنه حتى لو تم فتح المجال الجوى فى سوريا، فقد يكون هناك شركات طيران فردية ستفكر فى تجنب المجال الجوى حتى ترى المزيد من التحسن.

وشدد والش على أن الجميع يود أن يرى السلام فى المنطقة، والسلام الذى يمكن أن يستمر على المدى الطويل، متابعا أنه لا يعتقد أنه من مصلحة أحد أن يستمر هذا الأمر.

وأشار إلى أن مطارات الخليج من بينها أبو ظبى ودبى والدوحة، لم تسجل تأثرًا كبيرًا على حركة الطيران بسبب الأحداث الحالية، مضيفا أنها تستفيد من الطلب القوى على السفر الترفيهى المتميز، مما أدى إلى زيادة متوسط العائد.

وعلى صعيد آخر، قال والش إن هناك إمكانيات هائلة تتمتع بها القارة الأفريقية، مشيرا إلى أن ما يمكن إنجازه فى سوق واحدة من شأنه أن يحدث فرقا كبيرًا فى اقتصادات القارة، وهو ما يدفع إياتا للاستمرار فى تشجيع الناس هناك على احتضان الفرص الموجودة.

وأضاف أنهم عندما انتقلوا لفكرة السوق الموحدة فى أوروبا كان هناك الكثير من القلق بشأن ذلك حينها، لكنها أحدثت تحولا فى الصناعة هناك، معتقدا أن الأمر نفسه يمكن أن ينطبق على القارة الإفريقية.

والسوق الأوروبية الموحدة هى سوق تضم 27 من الدول الأعضاء فى الاتحاد الأوروبي، وأيسلندا، وليختنشتاين، والنرويج بموجب اتفاقية المنطقة الاقتصادية الأوروبية، وسويسرا من خلال المعاهدات الثنائية.

وتمثلت الأهداف الرئيسة للسوق الموحدة، فى إزالة الحواجز القطرية بين دول السوق من أجل تحرير انتقال الأفراد والبضائع ورأس المال، وزيادة حجم التبادل التجارى بين دول السوق.

يذكر أن الاتحاد الدولى للنقل الجوي، توقع أن تصل صافى أرباح شركات الطيران العالمية إلى 36.6 مليار دولار فى عام 2025 بنسبة هامش ربح صافى %3.6 وهو ما يمثل تحسنا طفيفًا عن الأرباح الصافية المتوقعة لعام 2024 والتى تبلغ 31.5 مليار.

كما توقع أن تصل إيرادات قطاع الطيران الإجمالية إلى 1.007 تريليون دولار، بزيادة بنسبة %4.4 عن عام 2023، وستكون هذه هى المرة الأولى التى تتجاوز فيها إيرادات القطاع حاجز التريليون دولار، ومن المتوقع أن تنمو النفقات بنسبة %4.0 لتصل إلى 940 مليار.

وأوضح أنه من المتوقع أن يصل عدد الركاب إلى 5.2 مليار فى عام 2025، بزيادة بنسبة %6.7 مقارنة بعام 2024 وهذه هى المرة الأولى التى يتجاوز فيها عدد الركاب حاجز الخمسة مليارات.

ومن المتوقع أن تصل إيرادات الشحن إلى 157 مليار دولار (%15.6 من إجمالى الإيرادات) فى عام 2025، كما أنه من المرجح أن ينمو الطلب بنسبة %6 فى حين ستكون أسعار الشحن (المقتبسة بالدولار لعام 2014/كجم) 1.34 دولار، أقل بمقدار 0.06 دولار عن عام 2024 وأقل بنسبة %24.4 عن مستويات عام 2014.

ولفت إلى أن هناك عدة مخاطر تواجه توقعات الطيران الإيجابية من بينها الحروب، إذ أن كثير من التوقعات لن تتحقق فى حال انتشار الحروب فى أوروبا والشرق الأوسط.

وتتمثل المخاطر الأخرى فى إدارة ترامب القادمة فى الولايات المتحدة والتى تجلب معها حالة عدم يقين ، إذ من المحتمل أن تؤدى التعريفات والحروب التجارية إلى تقليل الطلب على الشحن الجوى وربما تؤثر أيضًا على السفر التجاري، كما أن هناك عدم يقين بشأن دعم الحكومة لجهود إزالة الكربون فى الطيران فى الولايات المتحدة حتى يتضح المسار الذى ستتخذه الإدارة الجديدة.

وتمثل أسعار النفط المنخفضة وتكاليف الوقود الناتجة عنها محركاً رئيسياً لتحسين التوقعات لشركات الطيران فى عام 2025، وإذا لم تتحقق هذه التوقعات لأى سبب من الأسباب ومع الأخذ فى الاعتبار هوامش قطاع الطيران الربحية الضئيلة، فقد تتغير التوقعات بشكل كبير.

ويلى والش: سوريا ستمثل فرصة إيجابية لشركات الطيران بمجرد استقرارها

القارة الأفريقية تتمتع بإمكانيات هائلة ويمكنها تطبيق فكرة السوق الموحدة