رياضة بلا رياضيين.. كيف تحول «اللعب» إلى بيزنس ترفيهي ضخم؟

Ad

تخطت الرياضة منذ عقود مرحلة المنافسات البدنية والمتعة النفسية لتتحول تدريجيا إلى صناعة ضخمة، يتم التركيز فيها على العوائد المالية، والاستثمارات، والرعايات بشكل أكبر من الأداء الرياضى نفسه.

وبشكل متزايد، أصبحت الرياضة تدار من قبل شركات كبرى تستثمر فى الأندية وتتعامل معها كأى مشروع تجارى آخر، إذ تتركز القرارات حول المكاسب المالية من الصفقات الإعلامية والرعاية والإعلانات، بينما تتلاشى تدريجيا قيم الروح الرياضية والتنافس النزيه.

فى العصور المبكرة ومنذ القرون الوسطى، كانت الرياضات الجماعية موجودة، وتُمارس فى القرى والمجتمعات الصغيرة، لكنها ومع الثورة الصناعية والتغيرات الاجتماعية فى أوروبا وأمريكا فى أواخر القرن التاسع عشر، بدأت تأخذ شكلاً أكثر تنظيماً، لتتمتع بقواعد موحدة، وبنية تنظيمية، وإدارات متخصصة.

فى القرن العشرين، عرف رجال الأعمال طريقهم إلى اللعبات الشعبية وبدأ عصر الرعاية التجارية للفرق الرياضية وظهرت الإعلانات على القمصان وفى الملاعب.

ومع ظهور التلفزيون الملون فى الستينيات، بدأت الرياضة تتحول إلى صناعة تجارية أكثر، إذ أن حقوق البث التلفزيونى للفعاليات الرياضية ظهرت كأداة رئيسية لزيادة الإيرادات، ثم تضخمت الإعلانات وقيم الرعاية الرياضية مع اجتذاب الشركات الكبرى، وهو ما أحدث نقلة نوعية فى كيفية تعامل الفرق واللاعبين مع الرياضة كمصدر دخل.

فى السبعينيات وما تلاها، بدأ المستثمرون الأفراد والمؤسسات فى شراء الأندية الرياضية، وفى التسعينيات جاء الإنترنت وحلت العولمة فتضخمت الجماهير وتعززت الصناعة أكثر فأكثر.

مع مرور الوقت انتقلت إدارة الرياضة من الرياضيين إلى المستثمرين، الذين حولوها إلى اقتصاد ترفيهى ضخم ثم بحثوا عن طرق تعظم أرباحهم وتنويع مصادر إيراداتهم، من الرياضات الإلكترونية والمراهنات، فيما انزوى التركيز على الرياضة نفسها كأسلوب حياة.

صناعة عالمية بقيمة 260 مليار دولار فى 2033

توقعت شركة الاستشارات الرياضية Two Circles فى تقرير لها نمو عائدات صناعة الرياضة العالمية إلى 260 مليار دولار بحلول عام 2033، وهى زيادة كبيرة مقارنة بـ 159 مليار دولار من الإيرادات الحالية التى يولدها أصحاب الملكية الفكرية الرياضية، بحسب موقع SportsTravel Magazine.

ويأتى تقرير مزود الاستشارات اعتمادا على بيانات من 400 مؤسسة رياضية حول العالم.

وذكر التقرير أن مشجعى الرياضة أضحوا يستهلكون المزيد من الرياضة، لذا فقد أصبحت التجارب أكثر تنوعًا، والنماذج الاقتصادية أكثر تعقيدًا.

وقال التقرير إن أى نمو فى شعبية الرياضة واستهلاكها أمر إيجابي، ما يعنى أن أصحاب الملكية الفكرية الرياضية يمكنهم الاستثمار فى تجارب المشجعين. وعلى المستوى الكلى فإن الأمر يعنى أن الرياضة أصبحت محورية لصناعة الإعلام، وأن رعاية الرياضة أصبحت أولوية كبرى للعلامات التجارية، وأن الرياضة صارت أكثر فائدة للحكومات والمنظمات غير الحكومية لتحفيز التغيير المجتمعى الإيجابي.

وأشار التقرير إلى أن هناك ثلاثة عوامل أساسية من شأنها أن تدفع النمو فى صناعة الرياضة، الأول هو قيمة الملكية الفكرية الرياضية مع تزايد قواعد المشجعين العالمية وتعميق أنماط الاستهلاك، والثانى هو العروض المتطورة التى تقدم تجارب متنوعة لفئات سكانية أوسع، والأخير هو البطولات الرياضية والملكيات التى تستفيد من العلاقات مع قواعد المشجعين وشركائها التجاريين.

قال جاريث بالش، الرئيس التنفيذى والمؤسس المشارك فى Two Circles: “من خلال معرفة المشجعين بشكل أفضل، ستتمكن الكيانات الرياضية من بناء منتجات وتجارب وفرص رياضية أفضل، مما يخلق قيمة أفضل للجميع، وفى نهاية المطاف، سيكون المشجعون هم الفائزين الحقيقيين بهذا النمو المثير فى السنوات القادمة”.

وترتبط قواعد المشجعين فى العالم ارتباطا وثيقا بالسياحة الرياضية، حيث قُدِرت السوق العالمية للسياحة الرياضية بنحو 1.1 تريليون دولار فى عام 2023، ومن المتوقع أن تصل إلى 2.4 تريليون دولار بحلول عام 2030، بمعدل نمو سنوى يبلغ 11.8 % خلال الفترة من عام 2023 حتى 2030، وفقًا لتقرير الأعمال الاستراتيجية العالمية للسياحة الرياضية الذى نشرته ResearchAndMarkets.com.

وذكر موقع Sports Tourism News أن النمو فى سوق السياحة الرياضية مدفوع بعدة عوامل، منها الشعبية المتزايدة للأحداث والمسابقات الرياضية الدولية، والتقدم التكنولوجي.

وأوضح الموقع أن الحاجة إلى توفير تجارب سياحة رياضية فريدة وجذابة لفئات مختلفة من المسافرين تدفع الطلب على السياحة الرياضية عبر وجهات وأحداث وأنشطة مختلفة.

وبحسب Sports Tourism News، فإن الابتكارات التكنولوجية فى المنصات الرقمية، وتطبيقات الهاتف المحمول، والواقع الافتراضي، والواقع المعزز، ومساعدى السفر المدعومين بالذكاء الاصطناعي، إلى جانب التطورات فى التسويق عبر وسائل التواصل الاجتماعى تعمل على تعزيز إمكانية الوصول إلى السياحة الرياضية وقابليتها للتسويق، مما يدعم نمو السوق.

خيارات التمويل الجديدة تعزز نمو السوق

أضحت الثقة فى سوق الرياضة العالمية آخذة فى التزايد، إذ تشير التوقعات إلى نمو كبير خلال السنوات القليلة القادمة، رغم القضايا الاقتصادية والجيوسياسية التى تطغى على المشهد العالمى، وفقًا لتقرير سنوى صادر عن مؤسسة PwC، حيث استطلع آراء قادة صناعة الرياضة من جميع أنحاء العالم ، حسبما ذكر موقع مؤسسة الاستشارات العالمية Consultancy-me.com.

وتوقع التقرير أن تشهد صناعة الرياضة معدلات نمو أعلى فى مجموعة متنوعة من مصادر الدخل، إذ يتم تعزيز بيع التذاكر والضيافة من خلال العودة إلى المشاركة فى الأحداث الحية بعد الجائحة.

هناك أيضًا طلب قوى على ملكية حصص فى نوادى الألعاب الرياضية الاحترافية، الأمر الذى من شأنه أن يؤدى إلى رفع تقييمات الفرق الرياضية. على سبيل المثال، أنفق مشاهير مثل ويل فيريل وريان رينولدز الملايين على حصص فى فرق كرة القدم البريطانية الكبرى وفرق كرة السلة الأمريكية، من بين صفقات كبرى أخرى.

وبحسب التقرير، فإن الرياضات النسائية تعد مجالا آخر فى الصناعة يشهد نموًا كبيرًا بفضل الشعبية المتزايدة.

على سبيل المثال، شهد الدورى الأمريكى لكرة السلة للسيدات (WNBA) زيادة %42 فى أعداد الجماهير بين عامى 2022 و2023، وزيادة بنسبة %89 فى عدد المشاهدين الإناث.

فى استطلاع PwC، يعتقد %85 من المشاركين فى صناعة الرياضة أن الرياضات النسائية ستشهد نموًا مزدوج الرقم على مدار السنوات الثلاث إلى الخمس المقبلة. وفى هذا السياق، فقد تفوقت بعض الأحداث الرياضية، مثل نهائى البطولة الأمريكية المفتوحة للتنس للسيدات، وبطولة كرة السلة النسائية التابعة للرابطة الوطنية لرياضة الجامعات مؤخرًا على أحداث الرجال المناظرة لها.

قال كلايف ريفز، رئيس قطاع الرياضة العالمية فى PwC : "من المشهد الإعلامى المتغير، إلى الزخم الإيجابى المحيط بالرياضة النسائية، ومن سلوكيات المشجعين المتغيرة إلى إمكانات الذكاء الاصطناعى، تتطور الصناعة باستمرار".

وأضاف "ومع ذلك، يجب أيضًا النظر فى هذه الفرص فى ضوء حالة عدم اليقين الاقتصادى المتزايدة التى قد تؤثر على إنفاق المستهلكين وشهية المستثمرين للمخاطرة".

وبحسب Consultancy-me.com، ثمة عامل آخر فى طفرة صناعة الرياضة هو ظهور خيارات تمويل جديدة من شأنها أن تدفع الاستثمار والنمو فى القطاع، فقد ساعدت صناديق الاستثمار الرياضية (مثل Arctos Partners الأمريكى، وPlayers Fund البريطانى) على زيادة القيمة عبر أصول مختلفة خاصة بالرياضة.

كذلك فإن تغيير تفضيلات المستهلكين هو عامل رئيسى آخر يشكل مستقبل صناعة الرياضة، فعلى سبيل المثال، يختار الجمهور الأصغر سنا تجارب غنية بالبيانات عبر الإنترنت عند مشاهدة رياضاتهم المفضلة، من ناحية أخرى، لا يستخدم حوالى نصف الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 55 عامًا منصات الإنترنت مطلقًا ويفضلون التلفزيون التقليدي.

وأشار تقرير PwC إلى أن البيانات تظهر أن مستهلكى الرياضة الأصغر سنًا أكثر استعدادًا لدفع الأموال للوصول إلى المحتوى مقارنة بالأجيال الأكبر سنًا"، ومن المرجح ، بحسب التقرير، أن يكون لدى هذه الجماهير اشتراكات مدفوعة أكثر، مما يعكس التفتت المتزايد فى المشهد الإعلامى للمحتوى الرياضى الذى يجب مشاهدته.

الذكاء الاصطناعى فى الرياضة

قال أحد الرؤساء التنفيذيين لصناعة الرياضة فى استطلاع PwC: "الذكاء الاصطناعى يعمل على إحداث ثورة فى كيفية تمكن أصحاب الحقوق من توسيع نطاق الاتصالات القوية والمباشرة مع المشجعين، والتى يمكن أن تقدم بدورها المزيد من القيمة للرعاة وشركاء البث وتحفز الإيرادات الإضافية".

وأوضح التقرير أن القطاع الخاص ليس وحده الذى يلعب دورًا فى أسلوب عمل صناعة الرياضة، إن لم يكن أيضًا القطاع العام ، بما فى ذلك التشريعات والبنية الأساسية والدور الضخم الذى تلعبه الحكومات فى تسهيل الأحداث الرياضية الكبرى، مثل الألعاب الأولمبية.

قال ماتياس ريموند من المكتب الفيدرالى للرياضة فى سويسرا، ردًا على الاستطلاع: "رغم الاختلافات فى السياسات، فإن بعض الاتجاهات العالمية مثل تعزيز دور المرأة فى الرياضة والتكيف مع التقدم الرقمى تشكل أهمية عالمية للقطاع العام".

«المنافسات الإلكترونية».. ملاعب رقمية تتحدى نظيرتها التقليدية بقوة

اكتسبت الرياضات الإلكترونية Esports شعبية كبيرة وأصبح لها جمهور عالمى الآن، مما أعاد صياغة المفهوم التقليدى للرياضة، بحسب تقرير نشره موقع Orange Fizz.

ومن المثير للاهتمام أن الرياضات الإلكترونية والتقليدية أحيانًا تتشاركان على الرغم من اختلاف الميدانين، وفقا للتقرير.

وذكر التقرير أن الرياضات الإلكترونية صارت تؤثر على مشاركة المشجعين ونوع الرعاة وحجم المشاهدة والتكنولوجيا المستخدمة فى عالم الرياضة.

صعود وتأثير الرياضات الإلكترونية

توسعت ألعاب الفيديو التنافسية، أو الرياضات الإلكترونية، من كونها ألعاب تنافسية متخصصة إلى أن أصبحت صناعة بمليارات الدولارات.

وفى العامين الماضيين، اكتسب المجال مشجعين ولاعبين محترفين وملايين المشاهدين من خلال منصات البث مثل Twitch وYouTube، وبسبب متابعة ملايين المشاهدين للبطولات، صعدت الرياضات الإلكترونية كمنافس قوى للرياضات التقليدية من حيث الانتشار العالمى والشعبية.

مشاركة مشجعى الرياضات التقليدية

لقد غيرت الرياضات الإلكترونية وجه مشاركة المشجعين إذ يمكن رؤية المشاركة بشكل أكبر من خلال البث المباشر ومشاهدته فى الدردشات فى الوقت الفعلى على وسائل التواصل الاجتماعي، الأمر الذى ساهم فى تحفيز المباريات الرياضية التقليدية من حيث الوجود الرقمى وتبنى خطط مماثلة للمشجعين. على سبيل المثال، صممت NBA وNFL بطولاتهما الخاصة فى الرياضات الإلكترونية، وبهذه الطريقة، يقترب المشجعون من رياضاتهم المفضلة، ومن ثم يتعرض المشجعون فى مجتمعات الرياضات الإلكترونية لجوانب أخرى من ثقافة الرياضة، ومن هنا جاء التباين بين الرياضة الرقمية والرياضة المادية.

الرعاة ونمو الإيرادات

فتحت الرياضة الرقمية فرصًا هائلة لتأمين الرعاة كما اجتذبت العديد من العلامات التجارية العالمية، بدءًا من التكنولوجيا وحتى الموضة، ومع إدراك هذا الأمر من جانب الشركات الراعية، أضحت الصفقات المتعلقة بالرياضات التقليدية تشهد تحولًا فيما يتعلق بالرعاة.

التأثير على مشاهدة الرياضة

اكتسبت الرياضات الإلكترونية شعبية كبيرة، وتسعى المباريات التقليدية إلى تحقيق ذلك والاستفادة من الجمهور الأصغر سنًا، فكثير من الذين يذهبون إلى الرياضات الإلكترونية ليسوا من عشاق الرياضة، ولكن من خلال لعبة الرياضات الإلكترونية، يتابعون الرياضة.

التكنولوجيا قاسم مشترك

تعتمد الرياضات الإلكترونية على المجال الرقمى، وعلى أحدث التقنيات فيما يتعلق بتحسينات اللعبة وتجربة المشاهد، وباتت صناعة الرياضة التقليدية تستخدم نفس الواقع المعزز والواقع الافتراضى والتحليلات فى الوقت الفعلى التى تم اختراعها فى البداية للرياضات الإلكترونية.

مستقبل الرياضات الإلكترونية

لا يزال معظم الخبراء يميلون إلى أن الاندماج الكامل للرياضات الإلكترونية فى التيار الرئيسى للرياضة سوف يتحقق بشكل أكبر فى المستقبل القريب، وهو ما يفرض على صناع الرياضة التقليدية التفكير بشكل مبتكر لجذب الجماهير والاحتفاظ بهم مع زيادة شعبية الرياضات الإلكترونية، ومن ثم يجب محاكاة قوة الرياضات الإلكترونية إذا أراد قطاع الرياضة التقليدية أن يكون مهما وجذابًا للأجيال الجديدة، وفقا للتقرير.

كثيرون خلف الشاشات قليلون داخل الملعب.. الخمول البدنى يتفاقم

كشف تقرير حديث لمنظمة الصحة العالمية أن العالم يواجه وباءً صامتًا، يتمثل فى ارتفاع معدل الخمول البدنى بشكل مثير للقلق، خاصة بين البالغين، حسبما ذكرت منصة ISPO المعنية بشؤون الرياضة العالمية.

وبحسب تقرير منظمة الصحة العالمية ، فإن 31 % من البالغين لا يمارسون النشاط البدنى، ما يؤثر على الصحة العالمية والراحة الذهنية والاقتصاد.

وأوضحت منصة ISPO أن نمط الحياة الثابت بمثابة قنبلة موقوتة، إذ إن كلفة الخمول تؤدى إلى ارتفاع نفقات الرعاية الصحية.

وذكرت المنصة أن عدد البالغين الذين لا يمارسون النشاط البدنى فى مختلف أنحاء العالم يبلغ نحو 1.8 مليار شخص، وأشارت إلى أن قلة النشاط البدنى يعد رابع أكبر عامل خطر للوفاة إذ يسهم فى وفاة 3.2 مليون شخص سنويا.

وتظهر التقارير أن النساء أكثر خمولًا من الرجال، إذ تنخفض مستويات نشاطهن بسرعة بعد سن الستين، أما السكان الأصغر سنًا، فقد أشار تقرير سابق إلى أن 81 % من الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 11 و17 عامًا لا يمارسون النشاط البدنى بما يكفى ليكونوا أصحاء.

وتختلف مستويات قلة النشاط البدنى عبر المناطق، ففى الدول ذات الدخل المرتفع، يزيد عن الضعف مقارنة بالبلدان ذات الدخل المنخفض.

قالت فيونا بول، رئيسة وحدة النشاط البدنى فى منظمة الصحة العالمية : “هذه الفوارق ليست مجرد إحصائيات، إنها تمثل أشخاصًا حقيقيين يواجهون عوائق حقيقية أمام النشاط البدني، ويتمثل التحدى الذى نواجهه فى جعل الحركة متاحة وجذابة فى جميع الفئات السكانية”.

وذكرت منصة ISPO أن هناك أسبابا عديدة لارتفاع معدلات الخمول وقلة النشاط البدنى مشيرة إلى أن المراهق الأمريكى العادى بات يقضى أكثر من 8 ساعات يوميًا أمام الشاشات، ومن ثم أصبح البشر مثل الأشخاص البدناء فى فيلم Wall-E الذين يعتمدون على هواتفهم الذكية وأجهزة الكمبيوتر المحمولة فى إدارة شئونهم.

وعزت ISPO انعدام النشاط البدنى المعتاد إلى عوامل متعددة من بينها التحضر، والتكنولوجيا، واختلال التوازن بين العمل والحياة، والإغلاق الذى حدث بسبب كوفيد- 19.

تداعيات سلبية

ساهم الخمول ونمط الحياة الثابت فى الإصابة بالسمنة وأمراض القلب والسكري، كما ارتفعت تكاليف الرعاية الصحية، مع الخسارة الناجمة بسبب انخفاض الإنتاجية.

ويتأثر الأفراد بقلة النشاط البدنى، وكذلك الحكومات بوصفها مسؤولة عن الرعاية الصحية فى المجتمعات، كما يمتد التأثير إلى الشركات، إذ عانت صناعة الأدوات الرياضية من انتكاسة كبيرة، وهى الآن فى مواجهة تحديات هائلة أولها انخفاض الإيرادات، إذ إن الطلب على المعدات الرياضية التقليدية أخذ فى التراجع، مما يؤثر سلبًا على المبيعات والأرباح. وجراء الضغوط المالية، يلجأ المصنعون وتجار التجزئة فى قطاع الأدوات الرياضية إلى تسريح العمال وإغلاق المتاجر.

ومن التحديات التى تواجهها صناعة الأدوات الرياضية هو فائض المخزون، فغالبًا ما تعانى الشركات والمتاجر من وجود مخزون من المنتجات غير المباعة بسبب ضعف الطلب، وهى مضطرة إلى تقديم خصومات كبيرة لتصفية المخزون أو تصفيته بخسارة، مما يضر بالربحية.

قالت الرئيسة التنفيذية لشركة WFSGI إيما زويبلر : “هذه أزمة صحية عالمية شاملة تتطلب تضافر الجهود، خاصة من جانب صناعتنا، لقد حان الوقت للتحول من بيع المنتجات إلى بيع أنماط الحياة”.